بسم الله الرحمن الرحيم
قصة ( جليبيب )
( رضي الله عنه )
( جليبيب ) ..
يا خير من وطئ الثرى ..
يأتي الرسول محمداً خير الورى
يأتي كسير النفس جافاه الكرى
يأتي إليه ويشتكي من قلةٍ
يشكو صدود الناس كلهم انبرى
بالسوط يلهب ظهره حمماً جرى
لا من يكفكف دمعة ..
لا من يهدهد مهجة ..
يشري الجنان رحيقها عبقاً سرى
نفسي الفدا
هذا الرسول إليه قد حث الخطى
أنْ فَامْضِ للأنصار واطْلُبْ صهرها
واخطب بها درر الحسان ودرها
لهفي لها أمٌ تُغالب حِرْقَةً
والأب في شططٍ يشدد أزرها
عذراً ينازعني الهوى
هيهات ما أنت المكافئ مثلها
بدمامةٍ ..!!
فاضت عليك لباسها تُزْرَى بها
فبنيتي كالشمس رابعة الضحى
تهفو لها الأملاك تخفق حولها
تزهو لطلعتها النجوم .. تضئ شوقاً كلها
عذراً أغالب دمعتي
فاغفر الهي زلتي
يا رب ..عفوك..ليس ذا
لا .. لن يُكافئ مثلها ..
لا .. لن يُكافئ مثلها ..
( جليبيب ) ما للقلب يقطر لوعةً
أتذوب من كمدٍ تواجهها الحقيقة مُرَّهَا
لا تبتئسْ ..
فالصوت صوتُ ظبيةٍ
حَنّتْ إليك تشوَّقت
حزمت ـ وربك ـ أمرها
ترضى بما يُرْضي الرسول فديته
فاظفرْ بها ..
عَجِّلْ ـ فديتك ـ بِرَّها
( جليبيب ) في شُغُلٍ يُمَنِّي نفسه ..
يهفو إلى ذات الجمال وسحرها
يأتي إلى سوق المدينة مُدْلَها ..
يُهْدي الحبيبة مهجةً ..
خفقت قلوب العاشقين لوصلها
وإذا الصـدى ..
صوتٌ يجوب السوق يدعو للشهادة أهلها
يا خيـل هيا فاركبي
أزِفَ الْلِقَـا ..
قوموا انفروا من حولها
وهناك إذْ فُضَّ الغبار جلا الخبر
وتقهقر البغاة وَلُّوا مُدْبرين وجوههم مُلِئتْ غَبَرْ
فَرُّوا إلى وادي الحميم .. إلى سَقَرْ
وأتى الصحابُ مُهنئينْ
كُلٌّ يُسائل عن خليلٍ خِلّه ..
والقلب .. يا للقلب .. من شوقٍ سَفَرْ
نادى بهم داعي الهدى ..
مَنْ تفقدون من الأحِبَّةِ يُذَّكَرْ ..؟؟
أبداً ـ وربك ـ ما افتقدنا .. كُلُّهم آبٍ .. حضرْ
وأتى النبي مُسائلا ..
( جليبيب ) لستُ أراه , من يَقْفُ الأثر ؟؟
وتوافد الصحب الكرام تتبعوا
أثراً ظهر
يا للفتى ..
طوق الشهادة لَفَّه علماً شَهَرْ
يُقْعي البغاة مُضَرَّجين إزاءه ..
في مشهدٍ كُلٌّ فَغَرْ
سبعاً صناديد البغاة مُجَنْدلين على الأديم دماؤهم سيلاً هَمَرْ
فتهلل الصحب الكرام وكَبَّرُوا ..
عَجُّوا إلى مهوى الهدى زحفاً نفر
لهفي على زوجٍ تَيَتَّمَ قلبها ..
أنعم لها ..
يا نِعْمَ عبدٍ قد صبر
راحت تُهلل والدموع تحفها ..
طُوبى لها ..
تُزْجي الأكف إلى السماء تهللا ..
خفقتْ بمهجتها الصور
( جليبيب ) في روضٍ من الأقداس يذهب بالْفِكَرْ
نال الشهادة مُقْدِما ..
أوْفى بعهد الله لَبَّى ربه ..
حمل الهداية مشعلا ..
أبداً يجاهد .. ليس يرضى بالْخَوَرْ
حُور الجنان تهيأت ..
وتعطَّرَتْ ..
تبغي معانقة الحبيب يحفها ثوب الْخَـدَرْ
لهفي لقلبٍ قد تَفَطَّرَ حِرْقَةً ..
إنْ سار بين الناس جافاه البشر
حَطُّوه في دَرَكِ المنازل لوعةً ..
وَصَمُوه بالعاهات يركب موجها ..
فيها انْحَشَرْ
جافوه حقاً أن يكون بعاهةٍ
كل العيون إليه تقذف بالشرر
( جليبيب ) .. عفواً ليس إلا واحد ..
خفقت به روح المنى فيها اشتهر
عجباً تفرق شملنا ..
عجباً تهتك ودنا ..
أهي الشريعة قومنا ..؟!
أهي المبادئ .. أين وَلَّتْ ؟ هل بِرَبِّكَ تُحْتَضر ..؟!!
إن لم يكن أملٌ يُلِمُّ شتاتنا ..
فعلام نحلم .. هل بربك ننتصر ..؟؟!