بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بينما كنت عائداً إلى منزلي في احدى أيام هذا الصيف الحار لفت نظري اناقتة وكبريائية
فهو شاب في منتصف العقد الثاني من العمر ( تقريباً 23 سنة ) ووقوفه بجوار احدى محطات الوقود شيء مستغرب لمثل هذا الشاب الأنيق فتقدم نحوي بكل ثقة فما كان مني إلا ان اعتدلت في جلستي وأطفأت سيجارتي وأقفلت صوت مذياعي ( احتراماً وبصراحة وخوفاً ايضاً ) خابرين عيال الشيوخ ما يحبون التدخين 00 الله من الأدب 00
واستعداداً لأستقبل هذا الشاب الأنيق ودارت في رأسي تلك الأفكار الغريبة كعادتي ( الله لا يبتليكم )
فأخذت اسأل نفسي أيكون أ بن مسؤول وقد تعطلت سيارتة الفياقرا ويريد مني ان انقله
إلى قصر والدة ولو ان والدة كان بالصدفة خارجاً من القصر وأصر على دعوتي لتناول الشاي معه اعترافاً برد الجميل ألم انقل ابنة وتركت مشاغلي لأجله وإذا أصر علي ان اقبل هدية منة فماذا عساي ان افعل هل اقبلها أم ارفضها متحججاً بأن ما قمت به لم يكن سوى نداء الواجب والشهامة ولكن ماذا لو قدم لي مظروفاً به بعض النقود من فئة الخمس مائة ريال هل ارفضها وقد يغضب مني لأنني لم اقبل الهدية فهولاء القوم ينزعجون إذا لم تُقبل عطاياهم وشرهاتهم
أسئلة كثيرة أخذت تروح وتجيء بمخيلتي وفكري وكلها بسرعة البرق 0
وحينما هممت بالنزول أشار لي بيديه وبكل ثقة وتواضع بأن أبقى على مقعدي داخل مركبتي المتواضعة 0
فأقترب مني وسلم علي فرددت علية بأحسن منها ورائحة عطرة تفوح منة كما فاحت بعض فضائحنا العربية المخزية
وهممت ان افتح له باب سيارتي وكدت ان أخذة بالأحضان
من شدة فرحتي وقد بدأت في تشغيل المكيف لكي لا يتضايق ( طويل العمر ) من حرارة الجو ولكنة ابتسم لي وقال بكل تواضع ( أحسده علية ) 0

مساء الخير يا الحبيب أخوك غريب وفلوسي خلصت وبغيت منك يابن الأجواد تعطيني 500 ريال ) وعطني رقم حسابك البنكي وإذا رجعت لديرتنا حولتها لك على طول 0) في المشمش
فبعد ان استمعت للمقطوعة والسمفونية من ماركة ( لله يا محسنين بطريقة حديثة ) أخرجت سيجارتي أشعلتها ورفعت صوت مذياع سيارتي ( يا طيب القلب وينك ) وجعصت في جلستي ونظرت إليه قليلاً وقد تبخرت الأماني والهدايا وحتى كاس الشاي مع طويل العمر قد ذهب مع الريح قلت له وأنا حانق من الغضب ( على الله )0 وكان ودي الطمة بالشبشب
لأنة سبق وان قابلت مثل صاحبنا هذا مرات عديدة وانخدعت بهم كثير
فقد اعتادوا على الوقوف بالمحطات على الطرق السريعة وأمام أبواب المساجد
والمستشفيات الخاصة ويوهمون الناس بأنهم يمرون بظروف صعبة وقاسية وان الشحاده أخر ما يفكرون به لولا تلك الظروف العابرة التي أجبرتهم لسؤالك لما فعلوا

ان تلك الفئة من النصابين قد احترفوا استجداء عطف الناس بالنصب والاحتيال وإيهامهم بنفس العذر وبنفس الطريقة بل اصبحوا يستخدمون الفتيات ذوات العيون الكحيلة والرمش المائل الطويل والوقوف أمام باب المستوصفات والمستشفيات الخاصة لكي تحرجك بأعذار واهية عن مرض والدتها أو أباها وقد رأينا مثل ها النوع ينشط في فصل الصيف وشهر رمضان الكريم وهناك قصص وأمثلة كثيرة جداً
وكل عام ومكافحة التسول بخير بمناسبة حلول صيف هذا العام

عنترنيت