هلّا تلحفتَ العراءَ بدمدمِ
...........أم هل شربت السحر بعد توهّمِ
أَهواك زرقُ غمام لم يتكلم
.................حتى تكلم منه دمعٌ عمعمِ
ياجارةً بالوادِ صبحًا فأعلمي
...............أني أنوح بِنزفِ جرحٍ طلسمِ
ولقد رسَمتُ الدّارَ هلل أهلها
....................بعقيقتين ووجدنا بالغيلمِ
إن كنت أتممت الهِراق فإنما
.................تمَّت سكابكُمُ كخيلٍ مُسلمِ
هلّا سَكَبتِ بما سترت فإنني
.................شرَف معاقرتي إذا لم الثمِ
فإذا ثملت فإن ثملي ساحر
...................سر معاتقته كبحر الديلمِ
فإذا كتبت فإنني متلكلك
..............حرفي وحبري وافر لم يحلِم
وإذا جفوت فلستُ أرسم من سدى
............ وكما نقشت صحائفي وتظلمي
هلّا سألت الليلَ، جارةَ، حالكا
...............عن نائحٍ شاكٍ بما لم تعلمي
يخبرك من قرح العتيقة أنني
.........أسمى الورى وأسفُّ عند الزمزمِ
خمراً عتيقا غيرَ ساكر جِمعتي
..............والكأس مبعثه لنقش المطعمِ
ولقد نقشت حصاة أمي بالرحا
..........إذ تغمس الغمتان عن لمح الجمِ
لمّا علمتُ السّيلَ أسفل حيهم
.............يتقاطرون هرعت غير مُعلمِ
والمُزنُ تَهطُلُ والرياح كأنها
.............أعنان خيل في كنان الأسهمِ
ما خلت أحميهم بنفثة سحره
.................ولثامه حتى تغربل بالزمِ
فأحمر من لون الجمان لسانه
................وسقا إلي بخمرة وتجمجمِ
لو كان يعلم حُرمة البيت اكتفى
............ولكانَ مذ دخلَ "السلام" بمسلمِ