"إنَّنا بتعَلُّمِنَا سِرَّ تَركِيبِ المَادَّةِ وَخَوَاصِّهَا اسْتَطَعْنَا الظَّفَرَ بِالسِّيَادَةِ تَقْرِيباً عَلَى كُلِّ مَوجُودٍ عَلَى ظَهْرِ البَسِيطَةِ فِيمَا عَدَا أَنفُسِنَا"
الكسيس كاريل
"الإنسان ذلك المجهول"
إِنَّ فِي الأَرْضِ الْحِجَازِيَّةِ..
فِي (مَكَّةَ)
أَحْقَاباً تَوَالَتْ عَبْرَ أَحْدَاثٍ جِسَامْ [1]
صُوَراً تَتْرَى عَلَى الشَّاشَةِ..
فِلْماً سِيْنَمَائِيّاً،
فَآلاَفُ الْخِيَامْ.. [2]
مَزَّقَتْهَا غَضْبَةُ الإِعْصَارِ
فِي كَهْفِ الظَّلاَمْ [3].
شَظَفُ الْعَيْشِ عَلَى مِقْصَلَةٍ لَيْلِيَّةٍ
تَدَّرِعُ الْبِيْئَةُ هَوْلَهْ [4]
حَيْثُ لاَ (كِسْرَى أنُوشَرْوَانَ)..
لاَ (قَيْصَرُ)
يَشْفِي النَّاسَ مِنْ هَذَا الْوَبَاءْ [5].
آفَةٌ تَلْتَهِمُ الأَرْضَ الْتِهَاماً
لاَ دَوَاءاً فِي الْمَذَاخِرْ [6]
وَوَرَاءَ السُّوْرِ قَدْ عَمَّ الْبَلاَءْ [7]
يُؤْذِنُ الإِنْسَانَ فِي كُلِّ مَكَانٍ بِالْفَنَاءْ[8].
*.*.*.
عَبَدَ النَّاسُ الْحِجَارَةْ [9]
قَدَّسُوا الأَوْثَانَ؛ خَرُّوا لِلْكَوَاكِبْ[10]
سُجَّداً؛ خِشْيَةَ أنْ يَنْسَلِخَ الإِنْسَانُ..
عَنْ رَكْبِ الْحَضَارَةْ [11].
إِنَّ أَبْنَاءَ الْبَشَرْ [12]
دُوْنَ قَصْدٍ
نَسَجُوا حَوْلَ شُمُوْسِ الْفَجْرِ
بَيْتاً لِلْعَنَاكِبْ [13]
بَعْدَمَا اجْتَثُّوا
مِنَ الأَرْضِ الشَّجَرْ [14]
*.*.*.
حَيْثُ يَجْرِي الْمَاءُ
مَا يَلْبَثُ إِلاَّ أَنْ يَجِفَّا [15]
حَيْثُ صَحْرَاءُ (النُّفُوْدْ) [16]
مَدَّتِ السَّاعِدَ للشَّرْقِ وَلِلْغَرْبِ
وَلَكِنَّ احْتِضَارَ الْعَالَمِ السَّاقِطِ
مِنْ سَطْحِ الْوُجُوْدْ [17]
يَوْمَهَا شَلَّ عُقُوْلَ الْبَشَرِيَّةْ [18].
فَإِذَا تَلْفِتُ فِي الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
طَرْفَا [19]
تَفْلُتُ الرُّؤْيَةُ فِي الآكَامِ.. فِي حَرَّاتِهَا
لَكِنِ الْمَاءُ إِذَا سَالَ بِهَا
غَارَ وَجَفَّا [20].
*.*.*.
وَ(بِدَارِ النَّدْوَةِ) الْمَغْرُوْزِ
فِي مِحْجَرِ تَارِيْخِ الْعُصُوْرْ [21]
قِيْلَ: يَا مَعْشَرُ
قَدْ أَنْجَبَتِ الدُّنْيَا غُلاَمَا [22]
سَوْفَ يَبْتَزُّ الظَّلاَمَا [23]
بِسُيُوْفٍ مِنْ زُجَاجِ الْقَزَحِ الْبَارِقِ
فِي أُفْقِ الْمَصِيْرْ [24]
يَحْمِلُ الأَرْضَ عَلَى رَاحَتِهِ
يُخْرِجُ النَّاسَ مِنَ الظُّلْمَةِ للنُّوْرِ ..
أَلاَ يَا قَوْمُ قَدْ حَانَ النُّشُوْرْ [25].
*.*.*.
صَلَوَاتُ الْملإِ الأَعْلَى تَهَادَتْ
فِي مَحَارِيبِ جَلاَلاَتِ الْخُشُوعْ [26]
وَانْبِلاَجَاتُ شُمُوْشٍ
وَانْدِفَاقَاتُ سَنَا [27]
يَوْمَ عِيْدِ الْمَوْلِدِ الْمَيْمُوْنِ
زَفَّتْهَا الدُّنَا [28]
هَلَّلَتْ مُهْجَةُ أَكْوَانِ الْمَعَالِمْ [29]
هَلَّلَتْ كُلُّ الْعَوَالِمْ [30].
ثُمَّ سَارَتْ تَقْتَفِي خَطْوَكَ
فِيْ رَكْبِ الْحَيَاةْ [31]
فِيْ جَلاَلٍ وَخُشُوْعْ [32].
*.*.*.
غَيْرَ أَنَّ الزَّمَنَا.. [33]
يَكْمُدُ الْوَهْجَةَ
فِيْ مِرْآةِ قِنْدِيْلِ الْمَشَاعِلْ [34]
ثُمَّ يَسْتَلُّ الْبَرِيْقْ..[35]
مِنْ شُقُوْقِ السُّوْرِ،
حَيْثُ التَّرَفُ [36]
يَنْخُرُ الْبَوَّابَةَ الْعُظْمَى
وَأَسْوَارَ الْمَعَاقِلْ [37].
فَالْحَضَارَاتُ إِذَا سَادَتْ
ـ كَمَا قَالُوا ـ
فَحَتْماً تَقِفُ [38]
بَيْنَ جَنْبَيِّ الطَّرِيْقْ [39]
لِتُحِيْلَ الصَّرْحَ وَالأَبْرَاجَ فِيْ مَسْرَحِنَا
مَشْهَداً عَيْنَاهُ تَبْكِيْ الدِّمَنَا [40].
*.*.*.
سَيِّدِي..
كُنْتُ صَغِيْراً وَحَكَتْ لِيْ جَدَّتِي
عَنْ خَالِدٍ .. عَنْ سَعَدٍ ..
وَابْنِ أَبِي سَرْحِ [41].
حَفَّظَتْنِي آيَةً مِنْ سُوْرَةِ الْفَتْحِ [42]
غَيْرَ أَنِّي حِيْنَمَا اسْتَوْعَبْتُ
أَشْكَالَ الْمَضَامِيْنِ [43]
صِرْتُ أَسْتَقْصِي
رِجَالَ الْفِكْرِ وَالدِّيْنِ: [44]
يَا رِجلاً أَنْجَبَتْهُمْ أُمَّتِي
يَا خَالِداً .. يَا سَعَداً ..
يَا بْنَ أَبِي سَرْحِ ؟![45].
*:*:*
سَيِّدِي.. عَفْواً
فَمَأْسَاةُ رِجَالِ الْفِكْرِ فِي أَقْطَارِنَا
أَعْيَوْا وَنَاؤُوْا بِالْمَعَايِيْرِ [46]
وَالَّذِي فِي يَدِهِ حَلٌّ وَرَبْطٌ..
لَمْ يُعِرْ بَعْضَ اهْتِمَامٍ
(لِلْجَمَاهِيْرِ)! [47].
*:*:*
قُلْتُ: "رَبِّي..
إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوْا الْقُرْآنَ مَهْجُوْراً
فَغَظُّوْا.. [48]
ـ مِثْلَ أَهْلِ الْكَهْفِ ـ
فِي قَبْوِ السُّبَاتْ "![49].
قُلْتُ: "لَوْ قَوْمِي عَلَى دَرْبِكَ سَارُوْا
لَمْ يُسَامُوْا الْخَسْفَ
لَمْ يَخْتَنِقُوْا فِي الصَّوْمَعَاتْ ![50]
بِبُخُوْرٍ .. بِدُخَانٍ .. بِدُمُوْعْ" [51].
"إِنَّ قَوْمِيْ
سَجَدُوْا دُوْنَ خُشُوْعْ" ![52].
"قَدَّسُوْا شَكْلِيَّةَ الدِّيْنِ..
فَمَا قَامَ بِدَوْرِهْ [53]
فِيْ مَجَالاَتِ الْحَيَاةْ" [54].
*:*:*
سَيِّدِي.. لَوْ أَنَّ قَوْمِي
حَمَلُوْا الْمِشْعَلَ
فِي دَرْبِ الْحَيَاةْ [55]
لأَنَارُوْا الدَّرْبَ لِلأَجْيَالِ
مَا يَنْقُصُنَا ؟ [56]
سَيِّدِي..
كَيْ يَتَهَاوَى صَرْحُنَا [57]
ثُمَّ يُمْسِيْ الْمَجْدُ فِيْ مَسْرَحِنَا [58]
مَشْهَداً عَيْنَاهُ تَبْكِي الدِّمَنَا ![59].
*:*:*
سَيِّدِي…
ـ عَفْواً ـ
فَمَا كُنْتُ لأَسْطِيْعَ انْتِشَاقاً
لِلْهَوَاءْ [60]
فَبِصَدْرِي لَجْلَجَ الْقَوْلُ
لِكَي أَفْصِحَ عَمَّا فِيْه
مِمَّا شِئْتُ أَوْ مَا لاَ أَشَاءْ [61]
فَأَنَا تَشْتَبِكُ الأَسْلاَكُ ..
فِي أَعْمَاقِ أَعْمَاقِي
وَيَسْرِي الْكَهْرُبَاءْ [62].
*:*:*
سَيِّدِي.. مَاذَا أَقُوْلْ ![63]
وَأَحَادِيْثُ مَآسِيْنَا تَطُوْلْ [64]
فَبِعَصْرِ التَّكْنُولُوْجْيَا وَالصَّوَارِيْخِ
الَّتِي تَغْزُو الْفَضَاءْ.. [65]
صَارَتِ الآلَةُ لِلإِنْسَانِ رَبَّا![66]
لَمْ يَعُدْ يَحْتَاجُ هَذَا الرَّبُّ
ـ عَفْواً ـ
لِرَسُوْلْ [67].
الأُلُوْهِيَّةُ فِي الْمَصْنَعِ ذَابَتْ
فِي انْصِهَارَاتِ الْحَدِيْدْ [68].
قِيَمُ الإِنْسَانِ ذَابَتْ
كُلُّ شَيْءٍ
فِي انْصِهَارَاتِ الْحَدِيْدْ![69].
*:*:*
سَيْدِي.. مَاذَا أَقُوْلْ ![70]
تُقْطَعُ الأَيْدِي
تَطِيْحُ الآلَةُ الصَّمَّاءُ بِلأَعْنَاقِ
كَي يَيْبَسَ إِبْدَاعُ الْعُقُوْلْ [71].
خَدَّرَتْ؛ يَاسَيِّدِي؛ الآلَةُ ..
إِنْسَانَ الْحَضَارَاتِ الْجَدِيْدْ [72].
كَمَدَتْ إِحْسَاسَهُ بِالْبَنْجِ
صَمَّتْ سَمْعَهُ،
وَالْفَرْقَعَاتُ الأَلِكِتْرُوْنِيَّةُ الْحَمْرَاءُ
تَصْطَكُّ بِأَضْرَاسِ الْحَدِيْدْ![73].
*:*:*
فَلَحَاكَ اللهُ لَوْ تَنْشَطِرُ الذَّرَّةُ..
فِي رَأْسِ الْفَتِيْلْ![74]
تَقْدَحُ الأَزْمَانُ
فِي وَهْلَتِهَا الأُوْلَى
انْفِجَاراً نَوَوِيَّا [75]
وَيَعُوْدُ النَّاسُ يُفْنِي بَعْضُهُمْ بَعْضاً
لأَنَّ الْعَقْلَ قَدْ فَسَّخَهُ
عَصْرُ الْحَضَارَاتِ الْهَزِيْلْ [76]
عَصْرُ ذَبْحِ الْقِيَمِ
فَوْقَ صَرْحِ الْمَدَنِيَّةْ![77].
*:*:*
سَيِّدِي؛ مَاذَا أَقُوْلْ![78]
سَيِّدِي..
لَوْ أَنَّ حُبّاً لِلْبَقَا
قَدْ حَرَّكَ الطَّاحُوْنَةَ الشَّامِخَةَ الأَرْكَانِ
لِلْحَرْبِ [79]
كُنْتُ قُلْتُ: ……،
كُنْتُ..، لَكِنْ مَذَاقُ السَّلْبِ وَالنَّهْبِ [80]
رَوَّجُوْهُ
فِي نَوَادِي الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ [81]
وَبِبُوْرْصَاتِ النَّزِيْفِ الدَّمَوِيّْ![82].
فَالْحُكُوْمَاتُ
- إِذَا فَتَّشْتَ عَنْهَا -
لَنْ تَرَاهَا،
فَاسْمُهَا فِي الْقَائِمَاتِ السُّوْدِ مَكْتُوْبٌ
بِفَحْمٍ حَجَرِيّْ! [83].
*:*:*
سَيِّدِي..
لَوْ أَنَّ حُبّاً ضَمَّ جِنْحَيْهِ عَلَى الْقُطْبَيْنِ..
كَيْ يَبْعَثَ فِي أَحْضَانِ هَذَا الْكَوْكَبِ
الدِّفْئَ اللَّطِيْفْ [84].
لَوْ جَرَى الْحُبُّ..
بِأَعْرَاقِ دِمَاغِ الأَلِكِتْرُونِ الْمُخِيْفْ [85]
لَمْ نَكُنْ نَخْشَى عَلَى مُسْتَقْبَلِ الْعَالَمِ وَالإِنْسَانِ شَيْئَا [86].
*:*:*
سَيِّدِي إِنَّ الْحَضَارَاتِ الْحَدِيْثَةْ [87]
حَمَلَتْ أَعْبَاءَ كُلِّ الأُمَمِ [88]
وَخُطَاهَا.. لَمْ تَزَلْ بَعْدُ حَثِيْثَةْ [89]
ثُمَّ خَانَتْهَا قِوَاهَا
إِذْ تَخَلَّتْ عَنْ مَعَانِي الْقِيَمِ [90]
فِهْيَ تَهوِي نَحْوَ قَعْرِ الْعَدَمِ [91].
*:*:*
سَيِّدِي.. مَاذَا أَقُوْلْ![92]
وَأَحَادِيْثُ مَآسِي الْبَشَرِيَّةْ..[93]
شَرْحُهَا الْيَوْمَ يَطُوْلْ [94].
إِنَّ لِلْغَابَةِ شِرْعَةْ [95]
وَبِهَا الإِنْسَانُ لاَ يَمْلِكُ مِنْ نَفْسِهِ..
أَنْ يُخْفِيَ رَوْعَهْ [96].
فَاشْتِبَاكَاتُ الْغُصُوْنْ..[97]
فِي سَمَاءِ الْغَابَةِ الْمُمْتَدّ
ِ فِي جُنْحِ الظَّلاَمْ [98]
تَحْجُبُ الشَّمْسَ،
وَآلاَفُ الْعُيُوْنْ.. [99]
فِي سَرَادِيْبِ الظَّلاَمْ [100]
تَرْقَبُ الشَّمْسَ..
لِتَكْسُو الأَرْضَ بِالْخُضْرَةِ..
أَوْ تَشْدُو تَرَانِيْمَ السَّلاَمْ [101].
*:*:*
سَيِّدِي.. مَاذَا أَقُوْلْ ![102]
وَفَمُ الدُّنْيَا مَلِيْءٌ..
بِدِمَاءٍ.. وَبِأَمْلاَحِ الْوُحُوْلْ [103].
فَامْبِرَاطُوْرُ الصَّحَافَةْ.. [104]
غَمَرَ الأَحْرُفَ بِالدَّمِّ..
لِكَيْمَا يَسْتَفِزَّ الْعَالَمَ الْغَارِقَ
فِي بَحْرِ الْخَطَايَا [105]
فِي حُرُوْبٍ
لَمْ تَذُقْ طَعْمَ السَّلاَمْ [106]
أَيُّ أَخْبَارٍ؛ تُرَى؛
تَنْشُرُهَا تِلْكَ الصَّحَافَةْ![107].
*:*:*
سَيِّدِي..
إِنَّ جَبِيْنَ الْعَصْرِ..
وَارَاهُ دُخَانُ الْحَرْبِ وَالتَّضْلِيْلِ
دَمَّاهُ انْفِجَارٌ نَوَوِيّْ [108].
زَيَّفُوا حَتَّى الْمُحَالْ![109]
ثُمَّ قَالُوا:
"هُوَ رَأْيٌ عَالَمِيّْ"![110].
قَدَّسُوا الأَقْوَى الَّذِي..
يَعْشَقُ سَاحَاتِ الْقِتَالْ [111].
زَوَّرُوا وَجْهَ الْحَقِيْقَةْ [112]
فَجَثَا الْحَقُّ عَلَى رُكْبَتِهِ [113]
لَمْ يُطِقْ زَحْفاً
وَلاَ اجْتَازَ طَرِيْقَهْ [114].
*:*:*
وَ(بِيَرْلِيْنَ) جِبَالْ [115]
مَغْنَطَتْهَا حَجَرُ النَّازِيَّةِ النَّارِيَّةُ الصَّلْدَةُ
فِي الْمُخْتَبَرَاتْ [116].
فَهْيَ تَمْتَصُّ شَرَايِيْنَ الْحَيَاةْ [117]
ثُمَّ تَطْلِي
بِالْمَسَاحِيْقِ الْمَرَايَا [118].
*:*:*
إِنَّ فِي"رَأْسِ الرَّجَاءِ الصَّالِحِ"[119]
تَلَّ كِبْرِيْتٍ وَنِتْرُوْنَاتِ
تَخْشَى الإِنْشِطَارْ [120].
وَ(أَنِشْتَايْنُ) وَمَنْ قدْ لَفَّ لَفَّهْ [121]
فِي دُرُوْبِ الشَّوْكِ سَارْ [122]
عَلَّهُ يَسْطُرُ..
فِي صَفْحَةِ تَارِيْخِ مَآسِي الْعَصْرِ
عُرْفَهْ [123].
شَوَّهُوا وَجْهَ الزَّمَانِ الْكَالِحِ [124]
وَانْعِكَاسَاتِ الْمَرَايَا [125].
إِنَّ مَا أَثْرَوْا بِهِ فِكْرَ الْبَشَرْ [126]
لَمْ يُكَفِّرْ عَنْهُمُو بَعْضَ الْخَطَايَا [127]
بَعْدَمَا دَقَّتْ نَوَاقِيْسُ الْخَطَرْ![128].
*:*:*
سَيِّدِي مَاذَا أَقُوْلْ ![129]
وَمَآسِي الْبَشَرِيَّةْ [130]
شَرْحُهَا الْيَوْمَ يَطُوْلْ [131].
إِنَّ هَذِي الْفَلْسَفَاتْ.. [132]
أَفْلَتَتْ مِنْ يَدِهَا حَبْلَ النَّجَاةْ [133]
مَنْ تُرَى يَضْمَنُ لِلإِنْسَانِ حَقّاً..
فِي الْحَيَاةْ ؟[134].
*:*:*
مَرَّ عَامٌ..
إِثْرَ عَامٍ..
إِثْرَ عَامْ[135].
وَرُمَتْ أَجْفَانُ هَذَا الانْتِظَارْ [136]
غَيْرَ أَنَّا لَمْ نَزَلْ نَسْأَلُ
كَيْ نَفْهَمَ أَحْدَاثَ الرِّوَايَةْ [137]
ثُمَّ أَنْزَْلنَا حُمُولاَتِ السِّفَارْ [138]
فَوْقَ أَعْتَابِ النِّهَايَةْ [139]
قَبْلَ أَنْ نُوْقِدَ؛ نَحْنُ الْبَشَرَ؛ الْمِشْعَلَ
أَوْ جِذْوَةَ نَارْ [140]
لِنُنِيْرَ الدَّرْبَ لِلْجِيْلِ؛
كَمَا كُنَّا عَلَيْهْ [141]
فِي انْطِلاَقَاتِ الْبِدَايَةْ [142].
*:*:*
سَيِّدِي.. مَاذَا أَقُوْلْ![143].
وَمَآسِي الْبَشَرِيَّةْ.. [144]
شَرْحُهَا الْيَوْمَ يَطُوْلْ [145].
إِنَّ مِيْزَانَ الْقِوَى..
يَخْتَلُّ فِي كُلِّ نَهَارٍ
مَرَّتَيْنْ![146].
أُمَمٌ تَبْحَثُ عَنْ حَلٍّ
وَعَنْ هَمْزَةِ وَصْلٍ
لِتَشُدَّ الطَّرَفَيْنْ [147]
بِعُرَى الْعَدْلِ
فَقَدْ أَِصْبَحَ فِي أَعْرَافِ تُجَّارِ الْحُرُوبِ..
ابْناً دَعِيَّا![148].
*:*:*
سَيِّدِي
ـ لُطْفاً ـ
إِذَا تَسْمَحُ أَحْكِي كِلْمَتَيْنْ: [149]
" إِنِّ وَضْعاً عَالَمِيَّا.. [150]
مِثْلَ هَذَا هَدَّدُوْهُ بِالْفَنَاءْ [151]
لَمْ يَعُدْ يَمْلِكُ إِلاَّ دَمْعَتَيْنْ [152]
تَرْفَعَانِ الرَّاحَتَيْنْ [153]
بِالدُّعَا نَحْوَ السَّمَاءْ [154]
عَلَّهَا تَبْعَثُ لِلأَرْضِ نَبِيَّا![155]
يُخْرِجُ النَّاسَ مِنَ الظُّلْمَةِ لِلنُّوْرْ [156]
ثُمَّ يَرْعَى
حَقَّ إِبْدَاعِ الْعُصُوْرْ [157].
المحمّديَّة - وهران
11-12/ربيع الأوَل/1392هـ
25- 26/ نيسان/1972م.