|
أَيْقَنْتُ أنَّكِ ليلَةُ الميلادِ |
وعلى ضلوعِكِ كبرياءُ ودادي |
تَتَنَفَّسينَ جَوارِحي مَسْكونَةً |
بالحُبِّ.. رغْمَ تَحَفُّظي.. وبِعادي |
وتٌُجَدِّدينَ على الطَّبيعةِ أمْسَنا |
منْ غَيْرِ شائِبَةٍ.. ودُونِ حياد..!! |
وتُجَرِّدينَ الصمتَ من أعْبائِهِ |
وتُراوِدينَ يدَي.. وفَيْءَ مُرادي..!! |
تَتَساءَلينَ إذا حضَرْتُ ولمْ أكُنْ |
مُتَشَبِّعاً كالأمسِ باسْتِعْدادي |
وتُسافرينَ على جواد ملامحي |
خَلْفَ الحدودِ.. وتَسْكُنينَ فؤادي..!! |
وتُكَوْكِبينَ الدِّفْءَ في أَوْصالِنا |
وتُعَبِّرينَ عن الهوىَ الوَقَّادِ..!! |
ما خُنْتِ يوماً رغْمَ كلِّ مجاهِلي |
وتَرَدُّدي.. وقَساوَتي.. وعِنادي |
وعَبَرْتِني نَشْوىَ ودونَ تَكَلُّفٍ |
لمَّا أتَيْتُ وراقَني اسْتِبْدادي |
قَدْ كُنْتِ حقًّا مَرْأَةً أنْثىَ وَمِنْ |
نَهْدَيْكِ ريحُ المِسْكِ فوقَ وِسادي |
تَسْتَعْذِبينَ الآهَ.. واسْتِنْفارَنا |
وتُصَعِّدينَ الشَّوْقَ دونَ مَزادِ |
وتُدافِعينَ عَنِ الهَوىَ فَتَّانَةً |
رغْمَ الظُّنونِ.. وعَنْ ضُحىَ اسْتِرْدادي..!! |
قَدْ كُنْتِ مُخْلِصَةً ويُثْلِجُ خاطِري |
أنِّي على جَفْنَيْكِ ألفُ مَعادِ |
تَتَوَسَّدينَ العُمْرَ واضِحَةَ الخُطىَ |
مَهْما اسْتَبَدَّتْ جَوْقَةُ الجَلاَّدِ |
وتَنَكَّرَتْ أعوامُنا.. وتنافَرَتْ |
وتَشَعَبَتْ في لَيْلَةِ الميلادِ..!؟! |
وتَعَرَّجَتْ أنْفاسُنا مَغْرُورَةً |
مِنْ كَثْرَةِ التَّاويلِ والأصْفادِ..!! |
أَوَ ليسَ كوخُ الياسَمينِ مَدارَنا |
والمُخْمَلُ/ الفَيْروزُ حُلْمُ جَوادي..!؟! |
والذِّكْرَياتُ البيضُ مِنْ أسْمائِنا |
في الرَّافِدَيْنِ.. وأنتِ فَيْضُ مِدادي..؟! |
تتألَّقينَ على أزَاهِرِ لَهْفَتي |
غَيْرىَ.. وتَنْتَصِبينَ في الأكْبادِ |
وعَباءَةُ الزَّوْراءِ تَلْفَحُ مُهْجَتي |
نَشْوىَ.. ورَيِّقُ غَيْثِها أوْرادي |
وحَرارَةُ الأبعادِ تَنْهَدُ حُرَّةً |
في أصْغَرَيْكِ.. وتَنْتَشي أبْعادي..!! |
إنِّي لأَذْكُرُ يا أَصيلَةُ واقِعاً |
مُسْتَرْسِلاً في حُبِّهِ المُعْتادِ |
كُنَّا على جَفْنَيْهِ نَعْبُرُ صَوْتَنا |
في كِبْرِ مُتَّقِدٍ وحُلْمِ سُعادِ |
ونُضيءُ أنْفاقَ الحدودِ ونَرْتَوي |
مِنْ نَهْرِ دِجْلَةَ.. وانْبِعاثِ جِهادي..!! |
وعلى ضَفائِرِ شَوْقِنا وُلِدَ الهَوىَ |
صَبًّا.. وطابَتْ صَحْوَةُ الأمجادِ |
تَتَناسَلُ الأيامُ منْ ميعادنا |
رغْمَ الدُّجىَ وفَداحَةِ الأضْدادِ..!! |
وتَشُدُّنا ريحُ الصَّبا في نَوْبَةٍ |
قُدْسِيَّةٍ بَرَقَتْ منَ الأجْدادِ |
لِتُعيدَ للزَّمَنِ البَديلِ فَضاءَهُ |
في اللاَّ حدودِ.. وتَنْتَمي للضَّادِ..!! |
هِيَ ثَوْرَةُ العِشْرينِ تَبْدَأُ حُرَّةً |
في الرَّافِدَيْنِ.. نَقِيَّةَ الأجْيادِ |
وعلى (الفَلُوجَةِ) ما يُكَوْكِبُ فَجْرَها |
أبداً.. وتَسْتَعْصي على الأوغادِ |
وَوِصالُها القَدَرِيُّ أصْبَحَ وارِفاً |
مُتَألِّقاً في الفِعْلِ والتِّعْدادِ |
اللَّهُ أكْبَرُ.. ألفُ ألفِ مُجاهِدٍ |
في ظِلِّها.. ومَشيئَةُ الرُّوَّادِ |
وعلى عَقيرَتِها الأبِيَّةِ واقِعٌ |
مُتَجَدِّدٌ في ثورَةِ الأحفادِ |
تَصْطادُ أرْتالَ العلوجِ ومَنْ غَداَ |
مُتَأَمْرِكاً.. وتَدوسُ أيَّ سَوادِ |
وتُعَمِّمُ الأضْواءَ لَيْسَ يُضيرُها |
وَغْدٌ تَعَمَّمَ.. واسْتَفَزَّ جِيادي |
هِيَ ثوْرَةُ العِشْرينِ.. نَحْنُ جيادُها |
يا أمَّ أوْفىَ.. فَهْيَ شَمْسُ بِلادي |
وعلى نخيل الرَّافِدينِ أُوارُها |
رغمَ الدُّمىَ.. في هَيْبَةٍ وسَدادِ |
والقُدْسُ تَرْفِدُها.. وتَفْتَحُ قَوْسَها |
رغْمَ انْبِطاحِ مُشَعْوِذٍ قَوَّادِ |
هُوَ خائِنٌ أبَداً.. ونَعْرِفُ أَصْلَهُ |
وغَداً يُجيبُ الخائِنينَ زنادي |
(عَبَّاسُ) هذاَ لَيْسَ مِنْ أهلي ولاَ |
نَرْضاهُ مَهْماَ افْتُنَّ في الإعْدادِ |
هُوَ والذي سوَّاكِ:-(ميرْزا) دائِماً |
ومِنَ المَجوسِ.. يَهُمُّهُ اسْتِعْبادي |
إنِّي لَأُنْذِرُهُ وأُنْذِرُ جَوْقَةً |
مَشْبوهَةً تَعْتَدُّ في اسْتِبْعادي |
سَبَّابَتي المُثْلىَ تُعِدُّ قَرارَها |
وتَجُزُّ رأسَ الليلِ في أنْجادي |
وتَذوقُ طَعْمَ وَفائِها مَسْكونَةً بالقدسِ.. والتَّحْريرِ.. والأعْيادِ |
هِيَ لَمْ تَزَلْ وَقَّادَةً وجَديرَةً |
يا أُمَّ أَوْفىَ قدْ حَصَدْتُ أَراذِلاً |
وبَدَأتُ دَوْري باتِّقادِ زِنادي |
صَحَّحْتُ ما تَبْغينَ دونَ تَرَدُّدٍ |
حقًّا.. فَصوني لَحْظَةَ اسْتِشْهادي |
وغَداً تَرَيْنَ النَّصْرَ يَفْتَحُ بابَهُ |
في المسْجِدِ الأقصىَ.. وفي بَغدادِ..!! |
الجزائر في: 15-12-2004م |
من ديوان: قواطع نينوى |