عندما كانتْ تأكُلها المخيلةُ وتمضغُها الأفكار .. تذكرتْ .. أسرعتْ ..ْ تركت كل شيء لشئ آخر ..
قالتْ: لقد قالَ لي منذُ زمن أنْ ازرعَ البذرةَ هنا, فلِماذا نسيتُ ما قاله ؟آه كم نسيتُ الزهور ..
هنا .. سأغرِسُها هنا .. بهدوء ..كي لا تستيقظَ الأفكارُ من جديد.. سأدعها في سباتها الربيعي, سأضعُها في غرفتي كي أراقبَ أجوبتَها عندما تفتح لوجهٍ جديدْ.. سأزرعُها .. هل قال في قلبك؟
لا .. لم اذكر انهُ قالَ ذلك .. قال فقط ازرعيها. .. ربيعانِ من العمر ولم تُجب عن أسئلتي .. لماذا؟ لقد قلتَ سأجد الحل .. لماذا ؟بذرةٌ ذابلةٌ منذُ البدايةْ .. نعم لقد عرفتُ ذلك خدعتني مرةً أخرى, قلتَ أنَّ الصباحَ أجمل الشمسَ أجمل لماذا تكذب؟ لقد رأيتُ الصباح والشمس لم تزدني إلا رهبةً خوفاً ووحدةً .. لِم لَمْ ترى كم جميلٌ هو الليل هادئٌ ملئُ بالصمت العازف الغارق في بحرٍ (ميتٍ حي )
هذا أفضلُ لك..لا ذنبَ لي رحلتَ إلى الظلام ولم ترده, أما أنا فسأُعطي نفسي له.. كاذبٌ أنتْ, انتظرتُ وطال الصبر.. وتعلم أنِّي لا أحِبُه.. لم تتفتحِ الزهرة.. لن تتفتحَ أبداً ..
مااقساك! وأنتَ تُشخصُ الألوانَ نحوِي وترمِيها قُربي وتعلمُ أني لا اقدر أن اصل إليها وتقولُ ارسمي "زهرة" وأنا لا اعرف كيف... ارسمي ... ارسمي ... لااعرفُ مولاي سيدي اتأمرني .. لا اعرف .. لا أتذكرُ شكلها تقولُ: أنتِ هي مخادع ما كنتُ زهرةً أبدا ما كنتُ زهرةً أبدا يا أبي.
لقد كتبتْ :أنا جذرٌ مشلول
أنا الربيعُ الثالث والثلاثون .. واجتُثَ الآن .