|
بكى الفؤاد وأذكتْ دمعها المُـقَلُ |
|
|
فصار من لهب الأشواق يشتعلُ |
إثْرَ اللواتي اتّخذنَ الحبَّ ملءَ دمي |
|
|
حتّى تدفَّقَ فِيهِ السعدُ والجذلُ |
معاً مضينا غِمارَ الأنْسِ في دعةٍ |
|
|
والشمسُ تشدو لنا والبدرُ يحتـفـلُ |
ودَّعتهنَّ ودمع العين منهمرٌ |
|
|
وفي الحشا نار حزنٍ ليتَ تـُحتملُ |
ودعتهنَّ وقلبي يشتكي ألماً |
|
|
حتَّى توالتْ هُمومٌ ما لها قِبَلُ |
جوانحي كنتُ أطويها على أمل ٍ |
|
|
واليوم يظهر ما في الجوف يعتمِـلُ |
فليت أنا بقينا في اللقا أبداً |
|
|
أقصى تفرقنا ما ترسمُ القبلُ |
نسير في مركب الدنيا، نسيِّرهُ |
|
|
فثـَمَّ يحلو لنا الإنجاز والعَمَلُ |
يا ليت أن الفراق المرّ، والهفي |
|
|
ما كان فينا وَلا حَلَّتْ بنا العـللُ |
أوّاه من لهب يجتاح أوردتي |
|
|
كيف الزهورُ لقيظ الصيف تحتملُ! |
يا ربِّ أفرِغْ على المشتاق من جلدٍ |
|
|
قد خانه المُسعِدان:الصبروالأملُ |
أُعلِّلُ القلبَ باللقيا، فأرقـبُهُ |
|
|
كأنَّنى فيهِ عنْ دُنْيايَ منعزلُ |
كنا وكانت لنا الأيام ضاحكةٌ |
|
|
وَالمُفرداتُ على أسماعنا زجلُ |
كنا وكان الصِّبا يحلو بمقدمِنا |
|
|
براءةٌ من سناها العمر يكتحلُ |
ونستقي من حنان الأمِّ أعظمَهُ |
|
|
تبيتُ والقلب من فرط الهوى وجلُ |
و والدٌ شامخ ، بالصبر مؤتزِرٌ |
|
|
فِي مُقلتيهِ لنا من حبِّهِ شُعلُ |
كنا وكانت أمانينا تـُداعبنا |
|
|
فنـُسرج الخيل نحو الحلم نرتحلُ |
والهف قلبي على ذاك الزمان مضى |
|
|
كَضوءِ شمعٍ رويداً رامَ ينخزلُ |
ما زلتُ أذكر أياماً بكم أنـِستْ |
|
|
على شواطئ بحرٍ موجهُ خَطِلُ |
وفي المساء أحاديث مُكلّلةٌ |
|
|
بالحب ، إن غيرنا جفن الكرى سَدلوا |
كمِ امتطينَا نَسيمَ الليلِ فِي ألقٍ |
|
|
نسابق الفجرَ للعليا فمن يصلُ ! |
كنا وكانت أياديكم تـُسيِّرنا |
|
|
بعد الإله إذا ضاقتْ بنا السبُلُ |
كنا وكنتم حناناً بات يغمرنا |
|
|
تكسي القلوبَ بهِ من روضكم حُلَلٌ |
كنا، إلى أن شددتـّم رحْـلكم ألماً |
|
|
وقد مضيتم ودمع العين منهطلُ |
هي الحياة إذا بالودِّ تجمعنا |
|
|
قد فرقتنا، كذاك الدهر ينتقِلُ |
هي الحياة تـُحيل الجمع مفترقاً |
|
|
فالشوقُ والحزنُ والتِّذكارُ والطللُ |
هل ياترى سوف ألقى في غدي بدلاً |
|
|
عنكم؟ ومالكمُ في خافقي بدلُ! |
صفاء قلبٍ ، وإيمان وتضحية |
|
|
أخلاقكم ما لها بين الورى مَثَلُ |
وعاذلٌ جاءني بالنصحِ مفتعلاً |
|
|
فَأسبلَ الدمعَ أن لا يُجديَ العذَلُ |
شدوا الرحال وعين الحزن ترقبهمْ |
|
|
فهل جراحي من الذكرى ستندملُ |
كيف الصباح يُرى دون ابتسامتهم؟! |
|
|
كي الحياة سَتحويني وقدْ رحلوا؟! |
أسقي جروح فؤاد الصب من مُقلي |
|
|
فينزوي، ترتوي من جرحه المُقلُ! |
ألملم الدمع يوم البين في خجلٍ |
|
|
ومادرى الناس أن المُبتلى خجِلُ |
قد كنتُ أسمع بالأشواق غامرة |
|
|
وقلبيَ اليوم من كأس العنا ثمِلُ |
لسوف تبكي حنايا البيت من شغفٍ |
|
|
أين الذين لخير الهدي قد حملوا ؟! |
ما أوحش البيت حين الصمت يغمره |
|
|
من بعد ما كان في أركانهِ الجذلُ |
تغريد طير الصباح العذب هيّجني |
|
|
فرحتُ أذكر من غابوا وما أفلوا |
مضيتُ أذكرُ قلباً كم يظلننا |
|
|
بحبه، عن حنان القلب لاتـَسَلوا ! |
ذكرتُ بسمة ثغرٍ طالما نطقتْ |
|
|
فأضحكتْ من لدار الهم ينتقلُ |
وقمتُ أذكر من كلٌ يجلِّلها |
|
|
كأن من ثغرها يُستخرَج العسلُ |
وذكرياتٍ لهم أمستْ تؤرقني |
|
|
حتى بكت أحرفي، وانسابت الجُمَلُ |
لا تعذلوا دمعةَ المشتاقِ مُطفِئةً |
|
|
للاعجٍ في زوايا القلب يشتعلُ |
فِي بُعدِهم ذكرياتٌ لا تفارقني |
|
|
في حبهم أجودُ الأشعار تـُرتَجلُ |
أبيتُ أدعو إلهي في الدجى لهمُ |
|
|
عسى دعائي إلى هام السما يصِلُ |
الحمد لله يُعطي الخير من كرمٍ |
|
|
ويمنح الصبر، بالسلوان يتصلُ |
يا ربِّ فاحفظهمُ من كل نائلةٍ |
|
|
وإن همُ عن سماء(.....) قد أفلوا |
ولْترعهم يا إله العرش من ألمٍ |
|
|
مهما تشاكلت الأقطارُ والدُوَلُ |
وجمّعِ الشمل في روض الجنان غداً |
|
|
هناك حيث لقاء الجمع يكتملُ |