|
تذكـِّـرُني الأماسـي والنهارُ |
ومـَـوجُ البحــر طُهـْـرًا والمَحــــارُ |
وأجـْـمَعُ من بقــايا الأمــسِ ذكــْـرَى |
فتوقــَدُ في الحَـشا والقلب نارُ |
وأهمس للدروب ببعض نجوى |
ومُـرُّ النجـْـوِ ما فيه اعتذار |
هـَمـَـتْ عينايَ بالعـَبـَرات حتى |
تحجـّرتِ المآقي يا ( نزارُ ) |
وأوجـَعَ مهجتي أني بعيدٌ |
وتحْجـِـزني البَوادي والقِــفارُ |
تدثــَّـرَ بالحنايا جرحُ روحي |
وفي التذكارُ ينتفض الـدِّثار |
فتنزفُ كلُّ أوردة بقلبي |
ويتبع نزفها الباكـي انفجار |
على أني جعلتُ الصبرَ زادي |
ونِعــمَ الـــزادُ ما فيه اصطــــبارُ ! |
( صَبا نـجــدٍ ) إذا ما هـِجـْتِ يومـًا |
فهاتي بعضَ ما حكـتِ الديارُ |
عن الفـَذِّ المُضـرَّجِ مـُـزنِ طـُهـْرٍ |
قـضى غـــدرًا يزيـِّـنه الوقـــار |
وعن أهلي أجيبي أختَ روحي : |
أما في الشام للبغـــــي اندحارُ ؟ |
ويا طــيـرًا إذا ما زرتَ قـــــبرًا |
يضمُّ (نــزارَ)، سلـْهم :مـَن نزارُ ؟ |
وهات من ( المغارة ) |
وردَ ذكـْـرَى |
نظــامُ الحــِـقد أوْرَدَه المـَــنايا |
فبئستْ غارةً ، لـمـَّـا أغــاروا ! |
تـَطاوَلَ ظلمُهم في الأرض حتى |
شـَكـتْ من جـَـوْرهمْ تلكَ الحِجارُ |
أخـي إنــي احتســبتُـكَ عــند ربـــي |
لكَ الفــِـردوسُ يومَ الحـَـشر دار |
شـفيــعًا في ذويــك لـــدار عـَــــدْنٍ |
لـنــا بـُـشـْـرَى، وللأوغـــاد عــار |