أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الأدب ومكر السياسة

  1. #1
    الصورة الرمزية مصطفى معروفي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 207
    المواضيع : 54
    الردود : 207
    المعدل اليومي : 0.03
    مقالات المدونة
    43

    افتراضي الأدب ومكر السياسة

    في فترة من الفترات التحق بعض الأدباء تعاطفا أو أعضاء ببعض الأحزاب السياسية ،و بخاصة اليسارية منها، معتقدين ان تلك الأحزاب هي التي يمكن أن تساعدهم على طرح أفكارهم و إيصالها إلى القراء و إلى كل من يعنيهم الأمر من خلال منابرها الإعلامية ، لكن بعد مضي فترة من الزمن وجدنا ثمة فريقين من هؤلاء الأدباء ،فريق تسلق سلم المناصب و صارت له قناعات أخرى تولدت عن الوضعية الجديدة التي هو فيها ، و التي وصلها بمساعدة الحزب،و فريق بقي على الهامش يتجرع كؤوس المرارة حين اكتشف بعد فوات الأوان أنه كان منخدعا ،و أن الحزب الذي انضم إليه إنما كان يرفع شعارات مزيفة هدفها هو اكتساب قاعدة شعبية عريضة تتيح له تحقيق طموحاته السياسية فيما بعد.وهذا الفريق انقسم بدوره إلى فريقين ،فريق انسحب من الساحة الأدبية لكنه بقي يعيش على أطلال أحلامه و طموحاته،و فريق غير رأيه و ركب موجة أخرى لدرجة أن البعض منه بدا بوجه نقيض للوجه الذي كان يظهر به سابقا.
    و هكذا رأينا أن الأدباء الذين كانوا يحملون الشعارات البراقة من قبيل الالتزام و النضال و الوقوف في صفوف الجماهير و (يتحفون)نا بين الوقت و الآخر بنصوص لا يشك القارئ في نية صاحبها السليمة لم تكن في واقع الأمر إلا تكتيكا يستخدمونه من أجل تحقيق ما يسعون إليه من طموحات بعيدة كل البعد عن طموحات الجماهير التي كانوا يزعمون أنهم يخدمونها و يقفون معها ضد الحيف الاجتماعي الذي تعاني منه في مجتمعها.
    و إذا كانت الجهات الرسمية قد جنت على الأدب و جعلته مدجنا لا يهتف إلا باسمها و بما هو في صالحها لإدامة سطوتها و نفوذها ، فالجهات غير الرسمية و بالتحديد أحزاب اليسار جعلت من الأدب بوقا لبرامجها و أيديولوجياتها بما يخدم الأهداف المسطرة التي تروم الوصول إليها،فتحجم – أعني الأدب – و تقزم دوره بحيث صار مختزلا فقط في الإشادة بالحزب و تمجيد مذهبه الأيديولوجي،فلم نعد نقرأ أدبا بقدر ما عدنا نقرأ منشورات سياسية دعائية مصنفة قسرا في خانات الشعر و القصة القصيرة و الرواية و النقد الأدبي.
    و حتى لا نبخس الناس أشياءهم ،فثمة مجموعة من الأدباء و الكتاب انخرطوا في أحزاب يسارية ،بحيث دخلوا بأقلامهم حلبة الصراع عن حسن نية ظانين أنهم يقدمون خدمة للمجمتع و للأدب،ثم فجأة اكتشفوا أنهم ذهبوا ضحية النصب عليهم و أنهم كانوا مجرد بيادق في رقعة شطرنج شرذمة من دهاقنة تلك الأحزاب،و ذلك بعد أن تغيرت المعاطف و أصبح اليساري يمينيا أكثر من اليميني التقليدي نفسه .
    إنها مأساة الأدب في زمن مكر السياسة و ثعالبها التي تبشم في كل أقرب فرصة متاحة لها بعد أن تنام النواطير عنها.

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    الأصل في الأديب الذي يحمل رسالة حقيقة مخلصة أن لا يرضى لحرفه أن يُمتطى، وهذا يستدعي منه أن لا يركب الموجة -أية موجة- سواء اتفقت مع مصلحة الحزب أو التيار الذي ينتمي إليه أو يؤمن به ، أو بدت فيما يظهر منها محققة لمصلحة حزبية تعنيه، فإن رهن حرفه لرسالة بعينها بعيدا عن الجهة التي ترفعها شعارا ، فلن يكون أبدا مطية لأحد ولن ينهار ومُثله، ولن ينقلب على نفسه ..

    مقالة قوية وهادفة

    اهلا بك ايها الكريم

    تحيتي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    و حتى لا نبخس الناس أشياءهم ،فثمة مجموعة من الأدباء و الكتاب انخرطوا في أحزاب يسارية ،بحيث دخلوا بأقلامهم حلبة الصراع عن حسن نية ظانين أنهم يقدمون خدمة للمجمتع و للأدب،ثم فجأة اكتشفوا أنهم ذهبوا ضحية النصب عليهم و أنهم كانوا مجرد بيادق في رقعة شطرنج شرذمة من دهاقنة تلك الأحزاب،و ذلك بعد أن تغيرت المعاطف و أصبح اليساري يمينيا أكثر من اليميني التقليدي نفسه .
    على المسلم الكاتب الذي له رسالة سامية أن لاينظر غلى حزب أو فرقة أو جماعة بل يكتب مايؤمن به ومايمليه عليه قلبه وعقله ومايتمسك به من مبادئه سواء صداف أن وافق رأيه راي أحد الفرق أم لايصادف
    المهم أن يُعلق كلمة الحق ويخرس أهل الضلال ويصحح الخطأ ويقوِّم المعوج ويدعو في سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة والأدب الرفيع عن كل سفاسف الأمور وبعيدا عن ضجيج الفتن التي يلزم أن نوضح سقيمها من صحيحها مع إبصارٍ جيد للأوضاع والأمور .
    تقديري

  4. #4
    الصورة الرمزية ريبر أحمد شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 120
    المواضيع : 36
    الردود : 120
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    كثر من الأدباء أصبحوا معرفيين فيما بعد(مستقلين) و استطاعوا فيما بعد أن يروجوا لفكر خال من المنافع والسمسرة السياسية
    فالحزبياتية أثبتت وتثبت فشلها على الدوام وهذا سر ابتعاد النشء الجديد عن الأحزاب، فلم تعد الأحزاب سوى وسيلة تسيير المصالح التي يسعى الوصوليين من خلالها إلى المناصب والثراء المادي الباذخ

  5. #5
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    هنا نقف إزاء وظيفة الأدب والأديب
    متسائلين هل هي ركوب الموجة وتقديم ما يطلبه الناس ، والتسلق من خلالها عبر غايات شخصية وفردية
    أم هي وظيفة رسالية أخلاقية تحاول رفع المشهد من مستنقعه الآسن إلى عوالم أكثر رقياً وانسجاماً ؟


    موضوع يحتاج إلى أكثر من وقفة ..

    بارك الله فيك



    تحياتي وتقديري ..










    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  6. #6
    الصورة الرمزية جوري الفرجاني قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    الدولة : ليبيا
    العمر : 38
    المشاركات : 68
    المواضيع : 12
    الردود : 68
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    طرح هادف جداً جداً،
    لطالما رأيت عجباً في بلدي من أمثال هؤلاء المثقفين !
    حتى انهم كوّنو حلقة مغلقة حول توجهات المرشدين لهم، ولم يشاركو المجتمع الأدبي إلا عن طريق بعض المقالات الساخرة ! في محاولة منهم لجلب أنظار الجماهير وتغيير توجهات المجتمع المحافظ!!!



    تحياتي لك ولقلمك الرائع

  7. #7
    الصورة الرمزية مصطفى معروفي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 207
    المواضيع : 54
    الردود : 207
    المعدل اليومي : 0.03
    مقالات المدونة
    43

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    الأصل في الأديب الذي يحمل رسالة حقيقة مخلصة أن لا يرضى لحرفه أن يُمتطى، وهذا يستدعي منه أن لا يركب الموجة -أية موجة- سواء اتفقت مع مصلحة الحزب أو التيار الذي ينتمي إليه أو يؤمن به ، أو بدت فيما يظهر منها محققة لمصلحة حزبية تعنيه، فإن رهن حرفه لرسالة بعينها بعيدا عن الجهة التي ترفعها شعارا ، فلن يكون أبدا مطية لأحد ولن ينهار ومُثله، ولن ينقلب على نفسه ..

    مقالة قوية وهادفة

    اهلا بك ايها الكريم

    تحيتي
    شكرا لك أختي الفاضلة الأستاذة ربيحة على المرور الكريم و على التعليق الرزين:
    الأدباء ليسوا كلهم يتمثلون رسالة الأدب و يشتبثون بتلابيب مثاليتها ، فالمادة لها سلطة قوية على النفوس ، و أمام إغرائها يكون الكاتب عرضة لأن يبدل قناعته و يغير مبادئه.فكم رأينا من أديب كان في ضفة ما بات و أصبح في ضفة أخرى نائية و ربما مناوئة لضفته الأولى ، و السبب هو العرض المادي المغري أو حتى لو كان غير مغر الذي لم يصمد امامه.مما أدى بالقارئبالقارئ إلى تعديل أو تغيير تصوره عن الكاتب باعتباره إنسانا يدافع عن القيم المثلى و يبشر بها من أجل مجتمع تسوده العدالة و يغيب عنه الحيف و الظلم.
    و إذاً، فنحن كقراء لا يجدر بنا التشبث بالصورة المثالية للكاتب ، لأي كاتب ، حتى يثبت لنا بالدليل القاطع أنه ينطلق من قناعاته في كتاباته ، و أنه لا يذعن لأي إراء مادي مهما كان حجمه و مهما كانت طبيعته.
    تسلمين أختي الأستاذة النبيلة ربيحة.
    أخوك:مصطفى

المواضيع المتشابهه

  1. عندما تأكل السياسةُ الأدب !!
    بواسطة طارق السكري في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 12-08-2014, 08:49 PM
  2. عن الأدب وقلة الأدب وهذا العالم العنكبوتي
    بواسطة راضي الضميري في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 20-09-2012, 09:25 PM
  3. هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب ؟
    بواسطة ربيع بن المدني السملالي في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 21-11-2011, 02:19 PM
  4. السياسة العربية في خدمة العدو
    بواسطة محمد السوالمة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 13-09-2004, 04:05 AM
  5. الأقلام المأجورة والتياسة ام السياسة؟
    بواسطة نسرين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 17-04-2003, 06:36 AM