هَبْ أَنَّهُ صَدَقَ ادِّعَاؤُكَ سَارِقُ أَوَأَنْتَ فِي مَا تَدَّعِيهِ صَادِقُ!
أَرَمَيْتَ حَيْنَ رَمَيْتَ ثَاقِبَ نَظْرَةٍ أَمْ أَنَّ سَهْمَكَ حَيْثُ حِقْدُكَ مَارِقُ
مَا لاقَ بِالحُرِّ الأَذَاةُ لِسَيِّدٍ عَفٍّ بِهِ تَاجُ المَحَامِدِ لائِقُ
لَوْ كَانَ يَزْجُرُ بِالفَصَاحَةِ نَاطِقٌ أَوْ كَانَ تَرْدَعُ بِالبَيَاضِ مَفَارِقُ!
فَتِّشْ عَنِ الأَبْكَارِ وَافْحَصْ كُنْهَهَا أوْ دَعْ فَطَيَّاتُ القُلُوبِ تَوَافُقُ
أَ إِذَا رَأَيْتَ الفِكْرَ سَبْقًا مُعْرِضٌ وَإِذَا ارْتَأَيْتَ طُرُوقَهُ فَمُضَايِقُ
قَدْ فَضَّ أَبْكَارَ المَعَانِي السَّابِقَُ لَولا تَقَدُّمُهُ لَفَضَّ اللاحِقُ
وَالدَّهْرُ آخِرُهُ كَأَوِّلِهِ وَفِي طَيَّاتِهِ لَلعَالِمينَ حَقَائِقُ
يَشْقَى البَلِيدُ وَلا يُجِيدُ تَصَرُّفًا وَيَفُوزُ بِالأَمْجَادِ فِيهَا الحَاذِقُ
المَاجِدُ العُمَرِيُّ عَمَّرَ صَالِحًا الحَافِظُ الوُدَّ الوَفِيُّ السَّامِقُ
الحَاضِنُ الأُخْوَانَ رَغْمَ جَفَائِهِمْ الوَائِدُ الأَضْغَانَ لَيْسَ يُرَاشِقُ
الذَّائِدُ الأَعْدَاءَ وَالأَرْزَاءَ عَنْ أَهْلِ الإِخَاءِ المَسْتَضِيفُ الوَادِقُ
المَاهرُ الغَّوَّاصُ يُصْدِرُ غَانِمًا وَجَنَى يَدِيْهِ لَآلِئٌ وَعَقَائِقُ
تَكْسُو يَرَاعَتُهُ القِفَارَ نَضَارَةً تَرْتَادُهَا الأَحْدَاقُ فَهْيَ حَدَائِقُ
وَتُلَقِّحُ الأَلْفَاظَ خَاصِبَ فِكْرِهِ عَتَقَتْ نَتَائِجُهَا وَهُنَّ عَوَاتِقُ
وَلَقَدْ مَدَحْتُ إِذَا مَدَحْتُ خَلائِقًا تَبْلَى الجُسُومُ وَهُنَّ هُنَّ خَلائِقُ
حُلَلٌ يُزَيِّنَّ الفَتَى لِزَمَانِهِ وَبِفَضْلِهِ وَعُلاهُ عَنْهُ نَوَاطِقُ
لَلْحَقُّ أَوْضَحُ فِي المَسَامِعِ نَبْرَةً مَهْمَا تَعَالَتْ فِي الآثِيرِ نَقَانِقُ
فَأَصِخْ بِقَلْبِكَ وَاسْتَمِعْ مُسْتَهْدِيًا تَخْلُصْ إِلَى رَشَدٍ , هَدَاكَ الخَالِقُ !