بسم الله الرحمن الرحيم

ارتمت كليوبترا جميلة الجميلات على صدر الإمبراطور يوليوس قيصر إمبراطور روما العظمي تودعه بمطار مدينة جمال آباد عاصمة إمبراطورية مباركستان وبصحبتها عشرات القادة البطالمة أعضاء حزب الهبش الوطني بزعامة الجنرال الشاذلي بن أبي الحكم .. والذين جاءوا مشيا على الأقدام من شتى بقاع مباركستان لتوديع قائد الانتصارات وصاحب أول ضربة بحرية في حرب تحرير أرض مباركستان المقدسة من المحتل الفارسي.. جاءوا ليعبروا عن تضامنهم ووحدتهم خلف قيادة قيصر الحكيمة .. وليجددوا البيعة له في حربه السياسية الشرسة ضد مجلس الجوقة الروماني ..والذي أستغل أعضائه غياب يوليوس قيصر عن روما لأكثر من عاميين ليعدلوا الدستور الروماني وليمكنوا الأبن الأصغر القاصر لقيصر بتوالي عرش روما في حالة غياب الإمبراطور بعد دورته الملكية الخامسة .. مما يعتبر اختراق صارخ لدستور روما المقدس .. وتدميرا متعمدا لمستقبلها .. متجاهلين بذلك القسم الذي أقسمه الإمبراطور يوليوس قيصر أمام قبر نيرون بأن يحكم روما ديمقراطيا و أن يحافظ على دستورها الجمهوري والعمل على رفع شأنها وشأن شعبها ..

أثار هذا التصرف الأحمق من شيوخ جوقة روما حنق و غضب يوليوس قيصر وأقسم برئس حبه الأول والأخير.. كليوبترا جميلة الجميلات.. و بمجد الإسكندر الأكبر أنه لن يخمد سيفه الصارم البتار في جرابه قبل أن يضع للحق موضعا بروما ..و يعيد لروما حريتها وشرعية دستورها الديمقراطي .. وأن يجتز رقاب أعضاء الجوقة الذين خانوا روما وشعبها بإصرارهم على تحويل جمهورية روما الديمقراطية الأونطكية المتحدة إلي مملكة آونطكية بذنجانية متحدة .. يتوارثها أبناء وأحفاد قيصر من بعده . .

ربط قيصر حزام الأمان أثناء إقلاع الطائرة البوينج 777 من مطار العاصمة جمال آباد الدولي متوجها لروما وهو مهموما حزينا لما يحدث بروما اليوم وفي ذهنه خطة متكاملة لإفشال مخطط مجلس النواب والشيوخ بمجلس الجوقة الروماني .. فلقد تذكر فجأة ..أنه يحكم روما لأكثر من 23 عام بلا نائب له..وانه كان أول من ضرب بدستور روما عرض الحائط ..وأنه هو نفسه الذي اختار وساعد على انتخاب شيوخ مجلس الجوقة المفسدين .. حيث فتك بأخيارها و مجد أشرارها .. فرفع من رفع .. وذل من ذل .. ليقود روما مجرميها .. وليعبث بها مترفيها .. فيفسدوا فيها ..و ليصير أشرف نائب ببرلمان روما ليس أقل من تاجر هيروين دولي أو حرامي بنوك محترف ..

أستشعر يوليوس قيصر بحسه الإمبراطوري القيادي إقتراب غرق روما في بركة من الفساد والوحل التي حفرها هو نفسه لها طيلة 23 عام ..وأنه بهذا قد ينهي تماما عليها وعلى شعب روما ..فأنتابه لحظة ندم قصيرة أغمض عينيه خلالها ليري في حلمه نبؤة نبوخذ نصر وتحطيم الممالك ..و هجوم يأجوج وماجوج على روما بعدما أكل سوس الفساد عظامها .. فقرر مخلصا أن يتجاهل عواطفه .. وغرقه في حب كليوباترا جميلة الجميلات .. وأن يهب ما تبقي من حياته لإنقاذ روما ..و أن يفك القيد الفولاذي الخانق لرقبة روما .. وأن يعيد لها زهوها وبريقها الحضاري ..

قرر يوليوس قيصر أن يتوجه لشعب روما مباشرا وأن يتحدث إليهم من تحت قبة مجلس الجوقة .. وأن يعلن تعيين نائبا له من أبناء شعب روما .. ليمنع بذلك مجلس شيوخ الجوقة من تحويل روما لمملكة آونطكية بذنجانية متحدة .. وأنه مبدئيا قد أختار السيناتور أنطونيوا لهذا المنصب الهام ولمدة عام واحد فقط .. على أن يقوم أعضاء مجلس الجوقة الروماني خلال هذا العام بإعادة كتابة نصوص دستور روما الديمقراطي وإلغاء النص الدستوري الخاص بشرط نسبة 50% حرامية ومتخلفين .. وإعلان الانتخابات العامة بالبلاد على منصب رئيس ونائب رئيس الجمهورية الرومانية بدلا من المسرحية الهزلية المشهورة بالإستفتاء الإمبراطوري .. وأنه لن يتفاوض مع شيوخ مجلس الجوقة .. بل سيجبرهم إجبارا على إسقاط مخططهم بتعديل الدستور الروماني لتعين أبنه القاصر أمبراطورا لروما من بعده..

أصطف ملايين من المواطنين الرومان وعلى رئسهم شيوخ الجوقة على جانبي ممر الهبوط بمطار روما الدولي .. وبمجرد ظهور يوليوس قيصر على سلم البوينج ارتفعت الهتافات من حناجرهم القوية .. هاتفين .. بالروح بالدم نفديك يا يوليوس .. بالروح بالدم نفديك يا يوليوس ..فأشار إليهم قيصر عقدا إصبعيه على شكل حرف V مبشرا مؤيده بالنصر المؤزر على أعضاء شيوخ الجوقة .. وفي دقائق معدودة كان موكب احتفالات القيصر يخترق شارع ميدان التحرير متجها لشارع 23 يوليو ثم لشارع القصر العيني ..حيث ظهر مجلس الجوقة بقبته الذهبية البارقة .. فأطلقت المدافع 99 طلقة للترحيب بقائد النصر وصاحب أول ضربة بحرية في تاريخ المعارك الحديثة .. ليصل قيصر أخيرا للقاعة المغلقة بمجلس الشيوخ بالجوقة وبصحبته 430 شيخ برلماني عزموا النية على إجبار قيصر وأخذ موافقته بتعديل دستور روما ليتوالى أبنه الأصغر الحكم من بعده وتحويل روما لمملكة أونطكية بذنجانية متحدة ..

وما أن أغلق باب صالة الاجتماعات حتى أخرج جميع أعضاء مجلس شيوخ الجوقة خنجرهم الحادة ..المسمومة بسم زعاف ..رافعين أذرعهم لأعلى وعلى نغمات نشيد روما الجمهوري بدءوا يهتفون بصوت واحد .. التوريث .. التوريث .. لا تفاوض في التوريث .. قيصر .. قيصر .. روما فداء لقيصر ..عاشت روما مملكة أونطكية بذنجانية متحدة .. عاشت روما مملكة أونطكية بذنجانية متحدة ..

وقف قيصر أمام هذا المشهد مذهولا محتارا .. فهو يدرك تماما الظروف الخاصة لشيوخ مجلس الجوقة .. وأنه قد أختارهم لنفسه من قبل .. حيث أصر على وضع شرط سريا في شروط ترشيح المواطنين لمجلس الجوقة .. بأن يكون المرشح لمنصب شيخ بمجلس جوقة روما قد حصل سابقا على شهادة من وزارة الشؤون الاجتماعية في أنه يعامل معاملة أطفال .. هذا بالإضافة لإمتلاك المرشح أقذر صحيفة سوابق جنائية سوداء بالمنطقة المراد الترشيح بها ..

وقف قيصر على منصة الجوقة ..أمام هذا الحشد المتأجج الغاضب من شيوخ ونواب برلمانيين .. وهو يدرك تماما مدى تخلفهم العقلي ....راجيا شيوخ الجوقة أن يتراجعوا عن قراراهم بتحويل روما لمملكة أونطكية بذنجانية متحدة ..مذكرهم بنصوص الدستور .. و بأمجاد الإسكندر الأكبر وحلمه الكبير بتحرير الشعوب وإقامة مجتمع ديمقراطي حر متنامي اقتصاديا بروما .. مذكرهم بالمخاطر الاستعمارية الخارجية الجسيمة التي تحيط بروما من كافة الجوانب ..مذكرهم بمصير العراق ونهاية المهيب الركن المخذلة لبلده ولوطنه تحت عدوان قوم يأجوج ومأجوج ..مؤكدا لهم أنه لا حل ولا أمل بتخطي روما وشعبها كل هذه العقبات بدون إقامة مجتمع ديمقراطي حر حقيقي .. مذكرهم بمدى التخلف الحضاري الذي يعيشه شعب روما بسبب حياده عن الحق منذ أكثر من 52 عام .. منذرهم بمستقبل أسود ينتظرهم وينتظر أولادهم ما لم يقيموا الحق بينهم .. وأن يغيروا ما بأنفسهم .. وضرورة أن يتحول مواطني روما لخلايا حية منتجة تنعش اقتصاد روما وتمنع انهيارها المرتقب

وقعت كلمات قيصر في أذن صماء .. وعقول لا تعي ولا تفهم ولا تدرك .. وقبل أن ينهي قيصر خطابه التاريخي .. وقف الشيخ المسرور رئيس مجلس شيوخ الجوقة الروماني.. ثم أخرج خنجره الذهبي المسموم .. ووضعه حده على صدره .. صارخا .. قيصر .. قيصر .. نحن فداء لقيصر ..عاشت روما مملكة أونطاكية بذنجانية متحدة .. عاشت روما مملكة أونطاكية بذنجانية متحدة .. ثم شق صدره في منظر درامي دامي اعتراضا منه على رفض قيصر بتحويل روما لمملكة أونطكية بذنجانية متحدة ..

توقف قيصر عن الكلام .. نزل قيصر راكعا على ركبتيه .. راجيا أعضاء الجوقة الروماني بعدم تعديل الدستور .. و حثهم على وضع روما فوق الجميع.. فوق قيصر وأولاده وأحفاده ..إلا أن أعضاء مجلس شيوخ الجوقة لم يسمحوا له بالمزيد من الرجاء .. وفي دقائق معدودة .. تجمدت لها الثواني والتاريخ الإنساني .. أخرج جميعهم خناجرهم المسمومة .. وبدا كل منهم يذبح الأخر وأخر كلماتهم .. قيصر .. قيصر .. جميعنا فداء لقيصر .... التوريث .. التوريث .. لا حياة لروما بدون التوريث .. عاشت روما مملكة أونطكية بذنجانية متحدة.. عاشت روما مملكة أونطاكية بذنجانية متحدة .


هاج قيصر غاضبا كالمجنون يخبط بقبضته منصة الجوقة .. ويصرخ فيهم .. صائحا .. بل روما .. بل روما فوق قيصر .. بل روما فوق الجميع .. جميعنا راحلون ولتبقى روما حرة مستقلة .. جميعنا راحلون ولتبقي روما جمهورية ديمقراطية حرة مستقلة .. عاشت روما جمهورية ديمقراطية متحدة .. عاشت روما جمهورية ديمقراطية متحدة ..

وهنا أقترب منه الدكتور بروتس جمعة رئيس حزب زغاليل .. الحزب المعارض الشهير .. صاحب ثورة زوغل الكبرى عام 1919 ..والتي أنهي عليها قيصر بعد ذلك في طريقه الدامي لعرش روما .. وقف الدكتور بروتس العدو اللدود ليوليوس قيصر يبحلق في عين قيصر ببلاهة وذهول تدل على جدية تنفيذ الشرط السري الذي أشترطه قيصر للترشيح لمنصب شيخ بجوقة روما .. وقف وفي يده خنجرا كبيرا أعده خصيصا لهذه المناسبة .. خنجر مكتوب على نصله شعار حزب زغاليل بحروف من الذهب .. القوة فوق الحق و قيصر فوق الجميع .. فركع أمام قيصر في مشهد درامي حزين .. باكيا .. مرددا هتاف شيوخ روما .. قيصر .. قيصر .. نحن فداء لقيصر .. روما ..روما .. قيصر فوق روما .. التوريث .. التوريث .. لا حياة لروما بدون التوريث .. عاشت روما مملكة أونطكية بذنجانية متحدة ..ثم ابتسم رافعا يديه اليمني بعلامة V ..و أخمد خنجره المسموم في صدره.. فأسرع إليه قيصر محاولا إنقاذه .. صائحا في آلم وحزن سجلته كتب التاريخ بحروف من دماء و دموع .. صارخا .. "حتى أنت يا دكتور بروتس" .. "حتى أنت يا بروتس" .. "حتى أنت يا بروتس" ..فتمتم بروتس بكلمات عذبة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة قائلا.. قيصر ..قيصر … "إني أكرهك ..بل أكرهك بشدة .. ولكنى أكره روما أشد" .. لا حياة لروما بدون التوريث .. التوريث .. التوريث .. وخرج السر الإلهي .. ليجد قيصر نفسه وحيدا محاطا بــ 430 جثة متعفنة من جثث شيوخ مجلس الجوقة الشعبي .. ذبحوا أنفسهم اعتراضا منهم على رفضه تعديل الدستور ..و لإجباره على توريث عرش روما لأبنه القاصر .. أبن كليوبترا جميلة الجميلات .. وهنا صرخ قيصر .. صرخة لازالت تدوي أصدائها في أركان الأرض الأربع .. صائحا .. "ما فيش فايدة ".. "ما فيش فايدة ".. ثم أنتزع خنجر الموت من صدر الدكتور بروتس جمعة ..رئيس حزب زغاليل المعارض ووقع وثيقة توريث عرش روما بدماء من صدر بروتس .. ولسان حاله يردد .. عاشت روما مملكة أونطكية بذنجانية متحدة . عاشت روما مملكة آونطكية بذنجانية متحدة ..
وسلام