أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 15

الموضوع: في الذاكرة

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2012
    المشاركات : 105
    المواضيع : 15
    الردود : 105
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي في الذاكرة

    تراقصت شمعة الفانوس في يد الطفل وهو يميل بقدميه الصغيرتين يمنة ويسرة متتبعا أمه وهي تردد بين الفينة والفينة بصوت أمومي متضايق : أسرع بني ... أسرع ..سر ... سر. وتردد المعوذات وآية الكرسي وتحوقل كثيرا، كان يلعب بالفانوس وكانت تتابع خطواتها على أشعة ضوء النجوم في ليلة غاب القمر فيها مع حبيبته . بدا من آخر الزقاق شاخص قادم فالتصق الطفل بأمه وحشر الفانوس بينهما حتى كاد أن يطفئه وتابعت الأم طريقها وهي تمسك بيد طفلها في قلق واقترب الشاخص رويدا ورويدا فبدا رجل مطأطئ رأسه في الأرض وانتحى جانب الطريق فاسحا الطريق للمرأة وابنها ، شعرت المرأة بارتياح فأطلقت يد طفلها فعاد للتلكؤ من جديد !يتتبع بضوء الفانوس حشرة هنا وجحرا هناك .. يمران بجانب بيت العزيز الرحمن فتخرج من نوافذه أصوات تراتيل دينية شجية :
    يا ربنا اعترفنا بأننا أسأنا وأننا أسرفنا على لظى أشرفنا
    فتب علينا توبة تمحو لكل حوبة ....وآمن الروعات وو ..
    تكاد قدما الطفل أن تتوقفا عن الحركة وهو يتابع بدهشة الصوت الشجي وإن كان لا يفهم مما يقال كثيرا ، تلك التراتيل تحفر لنفسها عميقا في ذاكرته .بعد زقاقين تدخل المرأة بيتا مفتوحا بابه ويتبعها الطفل فإذا بالكثير من الأطفال ذكورا وإناثا تلبس الإناث ثيابا طويلة ساترة وفضفاضة، يحملن الكثير من الأوعية الصغيرة . تشق المرأة طريقها بصعوبة في الحشد ويتبعها الطفل يجر أحمال الدهشة وتنزع أمه الفانوس وترفعه فوق الرؤوس لتطفئه وعند درج البيت تقول له بصوت مرتفع يفرق ضجيج الحشد الذي يصم أذني الطفل : أنا في الأعلى إذا انتهوا اصعد إلي ! يهز الطفل رأسه وهو يعي نصف الكلام معلقا عيونه الصغيرة بحشد الأطفال الملونة ثيابهم كانوا يقولون بنغم طفولي مميز : (هاتوه من فوق السطوح .. هاتوه وإلا سنروح) . وبعد الكثير من المقاطع الجميلة المماثلة والمختلفة خرجت امرأة مع الدرج تحمل مكتلا كبيرا من الحنظل والفشار والسكر والحلوى ووزعتها على الأطفال . كانت الإناث أكثر ضجيجا وكان الذكور أقدر على انتزاع حصصهم من (ختامي رمضان) مدّ الطفل يده ولكنه لم يكن لديه وعاء يضع فيه حصته فقالت له المرأة: قدّم ثوبك – يا حبّوب- فعطف قميصه لتضع له حصة لابأس بها. بعد انصراف الأطفال صعد يبحث عن أمه . كانت حولها الكثير من النسوة يشربن الشاي ويقرشن الحنظل في دعة ويتحدثن بأصوات متداخلة أحيانا . قالت إحداهن : أهذا ابنك؟ ردت أمه نعم ثم أردفت لقد أخّرني في الطريق ولكن لابد من أنيس ؟ قالت لها: وما عليك في رمضان ؟ الحمد لله ما آمن رمضان ! هزت أمه رأسها كالموافقة ثم التفتت يمنة واستأذنت من امرأة أخرى في الخروج وقد حاولت الأخيرة أن تؤخرها قليلا دون جدوى ......
    انتبه كالمذعور بعد استعادة ذلك المقطع الجميل من طفولته ، لقد أشرقت الأرض بنور الكاشفات الحمراء في شوارع المدينة، فأنت ترى المقبل نحوك وتستطيع رسم لوحة تفصيلية لتقاسيم وجهه وهو بعيد من شدة الضوء ! وأصبح الشاخص أكثر فضولا وهو يحاول اختراق نقاب المرأة وهي تمر بجانبه ليعرف خطوط وجهها الجميل خلف النقاب ، وانقسم الناس في بيوت الرحمن أقساما كثيرة ولم تعد التراتيل الدينية تُسمع إلا في مساجد الصوفية فقط . ولا يمكنك أن ترى اختلاط الذكور بالإناث هذه الأيام في (ختامي رمضان ) فالذكور من الأطفال يعرفون أكثر مما ينبغي عن علاقة الذكر بالأنثى، والاناث مع ذلك يلبسن (الشورت والمكرّع والجينز) وملابس تصف وأخرى تشي بكل ما أمر الله بستره ، انحدرت دمعتان من عينيه على ذكريات الحشمة والتقوى والصلاح ورمضان زمان وتمنى لو بقي غارقا في الذكريات أبد الآبدين .

  2. #2
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.01

    افتراضي

    أخي الأكرم ، الأديب عماد
    أسعد الله أوقاتك
    كنتُ مع سردٍ سلس ممتع ، ووصف دقيق بلغة بسيطة سهلة . المشوق في النص هو تصوير البيئة آنذاك وإحياء طقس اجتماعي مناسبيّ
    وودت لو أن النص انتهى بهذه العبارة : ( انتبه كالمذعور بعد استعادة ذلك المقطع الجميل من طفولته )
    تحياتي
    اللهمّ لا تُحكّمْ بنا مَنْ لا يخافُكَ ولا يرحمُنا

  3. #3
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,141
    المواضيع : 253
    الردود : 5141
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    نص رشيق ، سهل التناول شيق ، ينساب فيه الوصف سلساً يجعل المتلقي يعيشه ..
    يحكي قصة الفارق بين الأمس واليوم ، وما يحملان من صورٍ مختلفة متباينة ..

    ما يؤاخذ على القصة ـ وجهة نظر ـ الفقرة الأخيرة ، فقد أباح فيها القاص كل شيء ولم يترك للقارئ متعة الاستكشاف والمقارنة .. فكان يمكن أن يركز القاص فيها عباراته بطريقة موحية ..
    ولذا أجدني أختلف هنا مع أستاذي الحبيب مصطفى في الخاتمة التي اقترحها ( انتبه كالمذعور بعد استعادة ذلك المقطع الجميل من طفولته )
    لأن تلك الخاتمة لا تشي بالفكرة ، فيكون ما سبق مجرد ذكرى عابرة ، لا مقارنة بين زمنين ، وتلك ـ المقارنة ـ كانت قصد الكاتب ورسالته ..


    المبدع عماد بكّر الحضرمي
    دمت بخير متألقاً ..



    وتحياتي ..







    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  4. #4
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    أحلى الذكريات هى ذكريات الطفولة..
    تظل محفورة في عقولنا , لا تنمحي من ذاكرتنا
    وكلما نحن إلى الماضي ونتذكرها , مصحوبة بكل العادات
    والتقاليد لتلك الحقبة من الزمن , نتمنى أن نعود لنعيشها من جديد .
    قص مائز , سلس وجاذب, ووصف حى إنساب برقة
    أمسكت بتلابيب الحرف فرودته ليخدم هذاالنص الجميل في مهارة
    فجعلتنا نعود لتذكر نحن أيضا تلك الأيام الجميلة .
    سلمت والإبداع .

  5. #5
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2012
    المشاركات : 105
    المواضيع : 15
    الردود : 105
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى حمزة مشاهدة المشاركة
    أخي الأكرم ، الأديب عماد
    أسعد الله أوقاتك
    كنتُ مع سردٍ سلس ممتع ، ووصف دقيق بلغة بسيطة سهلة . المشوق في النص هو تصوير البيئة آنذاك وإحياء طقس اجتماعي مناسبيّ
    وودت لو أن النص انتهى بهذه العبارة : ( انتبه كالمذعور بعد استعادة ذلك المقطع الجميل من طفولته )
    تحياتي
    وأوقاتك سعيدة بإذن الله تعالى ،لا أزال أنتظر تعليقك وملاحظتك على ما أكتب ،وشكرا جزيلا على وصفك الجميل لسرد القصة أما بالنسبة للعبارة فإن لكلا التأخير والتقديم مميزات وعيوب وهما في نظري متوازيان . ولك خالص الود وفائق الاحترام.

  6. #6
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2012
    المشاركات : 105
    المواضيع : 15
    الردود : 105
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بهجت الرشيد مشاهدة المشاركة

    نص رشيق ، سهل التناول شيق ، ينساب فيه الوصف سلساً يجعل المتلقي يعيشه ..
    يحكي قصة الفارق بين الأمس واليوم ، وما يحملان من صورٍ مختلفة متباينة ..

    ما يؤاخذ على القصة ـ وجهة نظر ـ الفقرة الأخيرة ، فقد أباح فيها القاص كل شيء ولم يترك للقارئ متعة الاستكشاف والمقارنة .. فكان يمكن أن يركز القاص فيها عباراته بطريقة موحية ..
    ولذا أجدني أختلف هنا مع أستاذي الحبيب مصطفى في الخاتمة التي اقترحها ( انتبه كالمذعور بعد استعادة ذلك المقطع الجميل من طفولته )
    لأن تلك الخاتمة لا تشي بالفكرة ، فيكون ما سبق مجرد ذكرى عابرة ، لا مقارنة بين زمنين ، وتلك ـ المقارنة ـ كانت قصد الكاتب ورسالته ..
    المبدع عماد بكّر الحضرمي
    دمت بخير متألقاً ..
    وتحياتي ...
    أخي العزيز بهجت لقد فرحت بمرورك الكريم وتعليقك ملاحظتك في مكانها مائة في المائة فقد كنتُ مباشرا أكثر مما ينبغي وفقدتُ بوصلتي الأدبية! لا أجد أفضل من الاعتراف بالاخفاق هنا ! أما بالنسبة للعبارة التي أراد الأخ مصطفى تأخيرها فكما قلت له (....فإن لكلا التأخير والتقديم مميزات وعيوب وهما في نظري متوازيان ). لك مني كامل الحب وجميل الثناء على مدحك الجميل وعباراتك الرشيقة وشكرا مرة أخرى على التعليق والمرورأيها الأديب..نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2012
    المشاركات : 105
    المواضيع : 15
    الردود : 105
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية محمد الجابى مشاهدة المشاركة
    أحلى الذكريات هى ذكريات الطفولة..
    تظل محفورة في عقولنا , لا تنمحي من ذاكرتنا
    وكلما نحن إلى الماضي ونتذكرها , مصحوبة بكل العادات
    والتقاليد لتلك الحقبة من الزمن , نتمنى أن نعود لنعيشها من جديد .
    قص مائز , سلس وجاذب, ووصف حى إنساب برقة
    أمسكت بتلابيب الحرف فرودته ليخدم هذاالنص الجميل في مهارة
    فجعلتنا نعود لتذكر نحن أيضا تلك الأيام الجميلة .
    سلمت والإبداع .
    الأديبة الفاضلة نادية الجابي الحمد لله أنني اقتربت من شعور الأنثى الرقيق دائما بما حولها ! عرفتُ هذا من خلال ألفاظك الرقيقة الكثيرة في أسطر قليلة (أحلى الذكريات - محفورة في عقولنا- لاتنمحي - نتذكرها- نتمنى أن تعود) فشكرا لك على هذه العبارة الرائعة أظن أنني أوصلتُ فكرتي ومشاعري كما أردت تماما والحمد لله ! ولك جميل الثناء على اطرائك البديع المفرح. دامت حروفك ساطعة في ملتقانا الجميل.نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.86

    افتراضي

    ذكريات أخذتنا إلى عالم كان وصفه جميلا ومشوّقا
    أؤيّد الأستاذ مصطفى في ملاحظته، وتمنّيت المراجعة قبل النّشر أستاذنا لوجود بعض الأخطاء
    بوركت
    تقديري وتحيّتي

  9. #9
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.15

    افتراضي

    ذكريات الطفولة لاتنمحي بل تحفر مكانا لها من الصعب التخلص منه
    كان الوصف شائقا واللغة سلسة والزمن انتقل بنا لعالم من العهد الجميل
    بوركت شاعرنا واليراع المبدعة
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي

    قصّة جميلة راقية المضمون

    حملت على كفّيها الحاضر والماضي

    وألقت الضّوء على الكثير من التّفاصيل ممّا منح القصّة جوّ الواقعيّة

    لكن كان ينقصها بعض التّكثيف في الخاتمة

    دام بهاء حرفك مبدعنا

    مودّتي

    فاتن

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تسلُل .. إلى الذاكرة الأخرى
    بواسطة بثينة محمود في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-05-2017, 06:07 PM
  2. رجل من الذاكرة الإسلامية ... فتحي الشقاقي.. صلابة الفولاذ ورقة النسيم
    بواسطة مهند صلاحات في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 23-09-2005, 06:34 PM
  3. في الذاكرة
    بواسطة مريم العموري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 27-01-2005, 05:32 PM
  4. ابطال سقطوا من الذاكرة
    بواسطة قلم رصاص في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 17-12-2004, 02:16 PM
  5. صدى الذاكرة 00 قصيدة مسافرة
    بواسطة عاشق الفل في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 05-09-2004, 10:12 PM