الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسّلام على رسوله الأمين
وبعد
إخواني وأخواتي الأعزاء في واحتنا العامرة الغراء . دعوني أشارككم الوقوف عند موضوع مهم يمر بنا كثيرا في صفحات الواحة من خلال مشاركاتنا ، ومن خلال ما نقدمه من كتابات ننتظر مرور الأعضاء وتفاعلهم معها ، أو عندما نمر نحن على موضوع لأحد الأعضاء نرغب بالمشاركة عليه وإبداء الإعجاب أو التشجيع أو النقد .
فمن هنا كان موضوعي...
فإن ما يشغل حيزا من الفكر في كل وقت نمر به بتلك الصفحات - كتابا أو مشاركين وأخص الأعضاء الفاعلين كالمشرفين والمسؤولين وعلى رأسهم الدكتور سمير العمري فهم الأكثر تفكيرا بتلك الحالة من غيرهم على ما أظن – هي الحالة النفسية التي تتصارع في داخلهم بين المرور الخجول عن الأخطاء بدون بيان وبين الخوف من بيانها مع تنفير العضو الجديد أو إحراجه أو إيجاد حالة من الجدال والتعصب والهجوم عليهم ممن لا يروق له الكلام ولا يتسع صدره للنقد والتصحيح والتصويب والتوجيه .
هذه الحالة تنتابني كثيرا ولا أخفيكم إن قلت لكم أنني لا يروق لي من الكتابات الكثير وخصوصا الشعرية إلا ما كان قويا في تراكيبه واضحا في بيانه سهلا في أذن سامعه محكما في معناه الذي يريد الشاعر إيصاله نافعا في مضمونه فأمر أحيانا على كتابات تخلو من تلك الجوانب كلها أو بعضها ثم أرى أن المارين قبلي كانوا يقولون : رائع ومميز ، شعر جميل ، إبداع حقيقي ، وغيرها من العبارات ، ولولا التجريح لنقلت لكم مجموعة من هذه العبارات على كلمات لا تستحق إلا أن يرد صاحبها إلى المدرسة من جديد وربما صدرت تلك العبارات التشجيعية الخجولة من شعراء أعلم علم اليقين أنهم على خبرة ودراية أكثر مني بمرات ومرات بل بمئات المرات ولا أقصد بذلك أن كتاباتي تخلو من الخطأ وإنما أحب أن تكون كذلك وأجتهد طاقتي للوصول لذلك ، ولو وقف على قصيدتي شخصان أحدهما مادحا والثاني ناصحا مبينا للخطأ فإن إنشغالي هو بصاحب التوجيه والنصح لأنني أحب أن توضح لي أخطائي لأنطلق إنطلاقة جديدة أرقى وأقوى .
كما أنني أحب المدح للكتابة الجميلة التي لم يشبها عيب نحوي أو لغوي وأكره التنطع في إستخراج الأخطاء من بين الحروف والحركات بالمنقاش فهناك ما يتجاوز عنه من أخطاء وخصوصا مع المبتدئين ،
فلماذا تجاوز الأساتذة الكبار عن الخطأ البين الواضح ؟ ولماذا لم يوضحوا للكاتب ما ينهض به إلى أعلى وأفضل في كتاباته القادمة ؟ هذا السؤال ساترك الأجابة عليه لكل من يمر من هنا من إخواني وأخواتي القراء والأعضاء والمشرفين والمسؤولين .
ولقد مررت على مشاركات ورأيت من يتكلم بعلم ودراية ووضوح في بيان الأخطاء التي حصلت للشاعر أو الكاتب أو الأديب ثم لم أجد بعدها سعة صدر في قبول التوجيه والنصح . وعلى النقيض من ذلك رايت من يمر على كتلة من الأخطاء اللغوية والشعرية ثم يقول جميل ورائع .
فدعونا نقف عند تلك الظاهرة بشيء من التجرد والوضوح .
أما عني شخصيا فإنني شاركت في منتديات قبل مشاركتي هنا في الواحة وتركتها لانني لم أجد من أعضائها إلا تلك العبارات الخجولة أحيانا والمنسوخة أحيانا – رائع وإبداع و التي تنم عن شيئين الجهل بأخطائي أو مجاملتي .
ولقد كتبت في هذا الموضوع كلمة أهديها باسمي وباسم كل القراء للدكتور سمير العمري- فإنني على يقين أنه من أكثر من يعاني من هذه الظاهرة وأحب أن أقرأ له في هذه الزاوية جوابا على السؤال :
-أقول له فيها :
سَيَّدِي
جَرِّحْ حُرُوفَ قَصَائِدِي
عَدِّلْ بِنُصْحِكَ مَا انْحَنَى
أَنِّي سَأَتَّبِعُ الَّذِي
سَتَراهُ حَقَّاً بَيِّنَا
مَا انْفَكَّ رَأْيُكَ مَاحِضًا
يُقْرِي الصَّوَابَ مَنِ اجْتَنَى
وَتَدُّلُ مُنعَرجَ الرُّؤَى
دَرْبَ التَّأَلُّقِ مُتْقِنَا
قَلَمِي فِدَاكَ وَشِعْرُهُ
يَا مَنْ بِمِشْرَطِهِ حَنَا
قَطِّعْ بِسَيْفِكَ وَزْنَهُ
سَتَرَاهُ قَلْبَاً مُذْعِنَا
وَارْسُمْ طَرِيقَكَ هَادِيًا
فِي بَحْرِهِ مُتَيَّقِنَا
فَلَقَدْ مَلَكْتَ زِمَامَهُ
وَغَدَا بِقَيْدِكَ مُؤمِنَا
وَلَقَدْ رَفَعْتَ مَكَانَهُ
فَغَدَا يُحَلِّقُ فِي السَّنَا
أَنَا لَا أُرِيْدُكَ مَادِحًا
بَلْ نَاصِحًا لِمَنِ اعْتَنَى
النَّقْدُ مِنْكَ هَدِيَّةً
أَنْتَ الكَرِيمُ فَجُدْ لَنَا
وَأَنَا بِفَضْلِكَ سَيِّدِي
سَأَظَلُّ أَهْتفُ مُعْلِنَا
مَا هَمَّنِي إِلَّا رُؤَاكَ
تَمُرُّ يَومًا مِنْ هُنَا