أحدث المشاركات

برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» في شارع واحد» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»» يغمس خبزة بالماء» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 16

الموضوع: مسرحية الغرباء

  1. #1
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.11

    افتراضي مسرحية الغرباء


    المشهدُ الأوَّل

    ( يُفتحُ الستار والساعةُ تشيرُ إلى الساعة الثانية صباحًا ، المسرحُ يغزوه الظلام ، عدا بقعة مضيئة مسلَّطة على طاولة وكرسي خشبيان يستقرَّان في منتصف المسرح يجلسُ عليها شابًّا أغرًّا ، يتكأ بمرفقه على الطاولة وراحةُ يدهِ الدافئة تحضنُ خده ، ويده الأخرى يقبضُ بها قلمًا يُشقلبه بين إصبعيه ليضع سنَّته على الورقِ أمامه يكتبُ تحت ضوء شمعته ناطقًا ماتخطُّه يداهُ بصوتٍ مسموعٍ )


    أبتاه ..
    إنَّ في القلبِ مآسٍ حُظِرَتْ عن المشاهدين ، وجراحًا هيَّجها الظالمون
    أبتاهُ ..
    قد نعق الغراب
    وتكاثرتْ حولي الذُّباب
    وسلكتُ دربًا شائكًا
    ففقدتُ عقلي والصواب

    سجنوك ياأبتي ..!
    لأنَّ روحك الحرَّى
    ألقتْ بنفسها
    بين أنياب الصعاب
    ولم تهبْ نبح الكلاب
    سجنوك ياأبتي ..!
    لأنَّ الحقَّ يُدميهم
    فيعييهم جواب
    ويقهرهم عتاب

    ( يسقطُ القلمُ من يديه المرتجفتين وجسده ينتفضُ من حُرْقَة البكاء وتكالب الظلم
    الذي سينفجرُ عن صحوةٍ قريبةٍ ، يضع رأسه على الطاولة وتنزلقُ يده مترنحة نحو الأسفل كأنما فقد روحه ولم يعُد يملك من هذه الدنيا ذا قيمةً ومعنى ويقول )

    أبتاه ..
    والله إنَّ مماتنا خيرٌ لنا من واقعٍ نحيا به كالأيتام .
    ( يُسدل الستار)





    __________________________________________________ _________________



    المشهد الثاني


    (يعجُّ المكان بضجيج القنابلِ والبنادق ، وأصوات ارتطامِ الأبنية للأذن خارق ، وأنوارٌ ملوَّنةٌ خافتةٌ تُضئُ تارةً وتنطفئُ أخرى )

    (يتحدَّث أحدُهم من خلف الكواليس وتُخفض أصوات الانفجارات : )

    في ليلٍ من يومِ الإرهابِ الأسود ، زعزع أمن أوطاننا الإسلامية علوجٌ أنذالٌ من قوَّاتِ الاحتلال ونظامٌ فاسدٌ من قوَّات الرئيس الظالم، فالتفت المدينةُ برداءِ الخوف ، وغدتِ الأراضي خرابًا تسكنها الأشباح ويستوطنها السفَّاح الذي أخاط من دماء شعبه المسلم الزكية أثوابًا قانية تلتفُّ حوله كالأغصان لتلاحقه ذنوبه ومااقترفته يداه من جرائمٍ ينحتها التاريخ في جبين عهده النتن ، فهاهي ذكرى مجازرُ فلسطين تتكرر مشاهدها المؤسفة ، وهاهي خيامُ البائسين والأرامل والثكالى .


    ( يُفتح الستار وتعلو أصوات القنابل مرَّة أخرى ومازالت الأضواءُ معتمة ، ووقع الأقدام الوجلة تركضُ على المسرحِ بخوف تتخللها طلقاتُ رصاصٍ متوالية وصُراخُ النساء وشهيقُ الأطفال وانفجاع الرجال ، تُفتح الأنوار ليتجلَّى للجمهور بيوتًا مهدَّمة بجانبها جثثًا للكبار والصغار بعضهم يتدثرون بشراشف بالية ، وجثثًا أخرى متدحرجة على سلالم المسرح بقعُ الدماء كخرائطٍ في كلِّ مكان ، وفي أحدِ جوانبِ المسرح تنتصبُ مجموعةٌ من الخيامِ يقبع بها بعض اللاجئين منتظرين ، هناك شيخٌ كبير يتمدَّدُ عند عتبةِ أحد البيوت ، وبنية شعثاءٌ غبراء على وجهها معالمُ الشحوبِ وأماراتُ الحزن تبحث عن بقايا الأطعمة في سلة المهملات ثم تقوم وتمدُّ يدها سائلة بعض الواقفين على المسرح هنا وهناك وتقول)



    لله ، لله يامحسنين
    أعطوني مايملأُ جوفي ، أعطوني لأسدَّ الرمق
    ماتت أمي وأبي حُرِق
    سُجِن الأخوة وجرحي انفتق
    لاأعلمُ أين المرفأ ؟ وماذا سيكون مصيري ؟
    رحماك ياربااه
    فقد أعياني الأنين وتلكَّأت في رواحها الخطوب



    (فتى يقعد يضمُّ ركبتيه إلى صدره تداعب أنامله التراب وآخرٌ بجانبه في عينيه متاهاتُ الضياع وآلافُ الاستهامات البريئة )


    الأول : بأيِّ ذنبٍ يُقتل الأطفال ؟وتُخدشُ عفة النساء ؟
    بأيِّ ذنبٍ تُفجَّر المنازل ؟ وتُحرقُ أفئدةُ الأرامل ؟
    وتُنهبُ الأراضي ؟ ويُعذَّب الشباب ؟
    نحن نتضوَّرُ جوعًا والملكُ الهاربُ يشبعُ تخمة
    يسلبُ كلَّ الأموال ،يُسقى مُدام ويُراقص غانيةً خرقاء
    أمَّا بطانته فأخبثُ من في الكون !

    ( يتحدث صديقه الثاني بجانبه بصوتٍ ساخر )
    فعلوا كلَّ ذلك لنظلَّ مأسورين لديهم نمدُّ أيدينا استجداء ، نبحثُ عن لقمة ،نطأطئ الرأس لأقدام الجشع السافل
    نتشرَّدُ في سراديب الحياة وتتلقفنا المنايا ونحنُ في غفلة عمَّا يحدثُ خلف الأسوار !
    لكن ..
    هيهات هيهات ، تموتُ الحرَّة ولاترضعُ بثديها ياصديقي

    الأول يتجاوب معه : خطتهم خطة غرب بحتة ، وستُغلق ملفاتُ قضيتنا بحجة مجموعة إرهاب وهمية

    الثاني : صبرًا ،إنَّ فرج الله قادم وإنَّ بعد العسر يسرا بل يسرين


    (بجانب أحد الخيام تنتحب بعض النسوة ويولولن أخريات تذمرًا وشكايةً ، يرتفع صوتُ إحداهنَّ )

    ألا لعنةُ الله على الظالمين
    شُلَّت أيادي الحاقدين


    (تمسح دمعتها بكمها وتُكمل بصوتٍ مكلوم )

    بالأمسِ كنتُ أميرةً
    واليوم في أسرٍ وضعف

    قد كان تاجي مرصَّعًا
    وموائدي تزدهي بالطعام

    واليوم أبغي رشفةً
    من بعد جدبْ


    ( تهتف أخرى بصوتٍ متحشرج)


    سفكوا الدماء ،عرقلوا أهداف مستقبلنا ، هدموا قصور آمالنا ، واستباحوا أعراضنا
    ورضيعي يعوي من أمس ، وكأنَّ به مسٌّ من شيطان أو دعوةُ قسّ ..!
    عيوني دمعت لبكاه ورفعتُ أكفي لسماء الذي برأ الخلق كي يرزقنا لتنبلق أبواب الخير ويزيح عنَّا بغي الطاغي ولظاه


    (وتنفعل ثالثة )


    حسبنا الله عليهم ونعم الوكيل ، اللهم عليك بمن اعتدى وتجبر وأراق دماء عبادك الثمينة
    حسبنا الله عليهم ونعم الوكيل ..
    متى سنوقف العدوان الغاشم ؟ ونزعزع عرش الظالم
    هيَّا انهض ياعثمان وتدجَّج بسلاح الإيمان
    قل كلمة حق تعصفُ بقلوب الجبناء
    ثوروا ياأبنائي ثوروا وستنهمرُ الدعوات
    قوموا مع الشيخ مجاهد ولتصفعوا خدَّ المارد


    (يقوم الأطفال ويرددون هذا النشيد وهم يخرجون من المسرح بتؤدة إلى حين إسدال الستار)

    "
    في ربوع المجد كنَّا ** نصنع النصر المبين
    ونبيـــــــد الظلــــــم إنــــــــــــــا ** نورنـــــا نـــــور اليقيـــــــــــــــن
    إنهـــــــــا أنهــــــــــــــــــــار ُ دمٍّ ** فوق أرض المسلمـين
    ويتـــــــــــامى وأيــــــــــامى ** وثكــــــــــــــــــالى وأنيـــــــــــــــــــــ ــن
    كن لنا عونًا إلهى ياإله العالمين

    يابلادي يابــــــــــــــــــــــ ـــــــــــلادي ** أشرق النــــــــــور المبيـــــن
    أشرقت شمس البوادي ** صحوة الدين المتيـــــــن
    هلَّل الكون وغنَّى ياإله العالمين

    سنعيد المجد يومًا * لديــــــار المسلمين
    ونقيم العدل إنَّا ** جند ربِّ العالمين
    انصر الحقَّ إلهي ياإله العالمين
    " (1)

    ( يُغلق الستار )
    ________________________________
    (1) أنشودة في ربوع المجد كنا لاأعلم من الشاعر الذي كتبها لكنها أحد الأناشيد الرائعة الموجودة في اليوتيوب

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.11

    افتراضي

    هذه أول مسرحية أكتبها ومازال للمسرحية بقية مشاهد سأضعها الليلة أو غدا إن شاءالله
    وننتظر نقدكم الصادق البناء أهل واحتي الكرام

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.11

    افتراضي

    المشهد الثالث

    يُفرج الستار عن مجموعة من الرجال يتقاسمون أرغفة الخبز ، ونساء يتسولن على قارعة الطريق وجواسيسًا ملثمين يغدون ويروحون ، وفي زاوية من المسرح يتسلط الضوء على شيخٍ يرتدي إزارًا وقميصًا وعمامة وحوله مجموعة من الفتيان يجلسون فوق الأتربة في الهواء الطلق يخرج من جيبه كتيبا صغيرًا ويقرأ عليهم من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول : عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي ، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) أخرجه مسلم ولم يخرجه غيره من أصحاب الكتب الستة.
    ( يشرح الشيخ الحديث مجملاً فيقول )
    اشتمل هذا الحديث على كثير من قواعد الدين وأصوله ، فنص على تحريم الظلم بين العباد ، وهو من أعظم المقاصد التي جاءت الشريعة بتقريرها .
    وجاء التأكيد فيه على أهمية الدعاء ، وطلب الهداية من الله وحده ، وسؤال العبد ربه كل ما يحتاجه من مصالح دينه ودنياه ، والدعاء هو العبادة .
    كما أنه تضمن تنزيه الله ، وإثبات صفات الكمال ونعوت الجلال له سبحانه ، وبيان غناه عن خلقه وأنه لا تنفعه طاعة الطائعين ، ولا تضره معصية العاصين .
    ولما كانت حقيقة الظلم هي وضع الشيء في غير موضعه ، نزه سبحانه نفسه عن الظلم قال تعالى : {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها }
    وقال عز وجل :{وما ربك بظلام للعبيد }
    فهو سبحانه أحكم الحاكمين ، وأعدل العادلين ، وكما حرم الظلم على نفسه جل وعلا فكذلك حرمه على عباده ونهاهم أن يتظالموا فيما بينهم .

    الفتى عماد : هل للظلم أنواعا ياشيخ ؟
    الشيخ : نعم يابني الظلم نوعان : ظلم العبد لنفسه ، وأعظمه الشرك بالله عز وجل قال سبحانه :{إن الشرك لظلم عظيم }
    وأما النوع الثاني من أنواع الظلم : فهو ظلم الإنسان لغيره بأخذ حقه أو الاعتداء عليه في بدنه أو ماله أو عرضه أو نحو ذلك ، وقد وردت النصوص كثيرة ترهب من الوقوع في هذا النوع ، من ذلك - قوله - صلى الله عليه وسلم - في خطبته في حجة الوداع : (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ) .
    ولذلك كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه ، وكان الإمام أحمد يقول عنه : " هو أشرف حديث لأهل الشام "
    .


    الفتيان حوله مطرقين رؤوسهم محزونين ينظر إليهم الشيخ باستغراب ثم يقول متسائلا : أبنائي مابالكم؟
    عزام: ياشيخ مارأيك بغروب الشمس ؟
    مارأيك بالعيش خفاءً كظلال ؟

    الفتى خالد : ماقولك ياشيخي في أحوال اليوم ؟
    أحداثٌ شاب لها رأسي ، يرقُّ لها قلبُ الرحماء ، وتقشعرُّ لمرآها الأبدان

    الشيخ :
    ياأبنائي الأبطال ..
    إنَّ بين جوانحنا قلبُ محب يتفتح كالزهرة وتورق أفنانه إن أسقيناه بماء الصدق وغذيناه بإخلاصٍ وتفانٍ
    إنَّا نملكُ روحًا تأبى إلاّ العزة فلنوثقها بعرى الإيمان ونعلمها الحكمة وعظات القرآن
    ليس الحل أياعزَّام أن نبقى كظلال نتسلل بل نعلنُ الله أكبر في وجه جبروتِ الطغيان أن لانستسلم للخذلان

    هيييه ياخالد تعلم لم نسمع في كل ليلة فواجعًا ونكبات وتستوطننا الأشجان ؟

    خالد : ولم ياشيخي ؟
    الشيخ :
    لأنَّ في القلب نكتًا سوداء وذنوبًا طاولت الجبال ، لن ينصرنا الله إن لم نمضي على درب محمد
    لن ينصرنا الله إن تركنا فعل الطاعات ونسينا تلك الصلوات وركضنا خلف ركبٍ ضال نبارزه بالأوزار
    مات القوم ..
    لمَّا أضاعوا دينهم

    ذّلَّ القوم ..
    لمـَّا خنعوا لابن انثى
    يتقلب في آلاء سرير

    لمَّا داهن بعض العلماء وزير وأفتوا بهوى أنفسهم
    لمَّا قبَّل بعض الأدباء ثغر فساد عقدوا الرهان مع الإلحاد لتُسمَّم عقول ويعانقنا الخمول
    استلذوا بالعيوب فوخزتهم أشواك الدروب

    خالد : أتذكًّرُ قول أحد الشعراء :
    "رأيتُ الذنوب تميتُ القلوب ** وقد يورث الذل إدمانها
    وترك الذنوب حياة القلوب ** وخيرٌ لربك عصيانها "

    الشيخ : نعم أحسنتَ ياخالد ، هو نفسُ ماأشرت إليه يابنيّ النجيب

    عماد يحرك يديه منفعلا : ولكن ماذنبُ الشعب وقد جنى عليهم حاكمٌ ظالم ؟!
    عزَّام : لأنَّ الحاكم أحد أفراد الشعب فإن كان ظالمًا
    فقد ظلم الشعب نفسه ولن يصلح الله أمرنا إلا إن قمنا بالإصلاح
    ( إنَّ الله لايغير مابقومٍ حتى يغيروا مابأنفسهم ، وإذا اراد الله بقوم سوءا فلامردَّ له ومالهم من دونه من وال )

    فِراس : ولكن كيف ياشيخي نداوي داء القلوب ؟
    كيف ندفع عنَّا الصروف ؟ كيف ننتقم من الأعداء ؟

    الشيخ : يحيا المرء بصدق فؤاده بفعل بنانه ويموتُ بزلاّتِ لسان
    ياأبنائي الأحرار ..
    إنَّ مجاهدنا لايسعى لنقمة بل يرتو عدة رتوات لإسعاد العالم ليكن مصباحًا لدجاهم
    يُسمعهم نبض الحرية ترتسم كأوتار قوس الرحمن في أفق العدالة
    يعلمهم كيف يكون القطف كيف يكون الجمع في سلة الإشراق
    كيف يكون الرفد ونسيان غلطات الماضي ؛ ليصنع من تلك الأرواح
    سلاحُ شجاعة ، ورمز شهامة ، وعقدُ أمانة ، وبستان يقين ، ووسامُ خلود

    عثمان : أوَ نستطيع طرد الفسَّاق الآن ؟
    الشيخ : إنَّا نناضل لنزيل الظلم ونكسر رأس الأصنام
    إنَّا نُغيَّب في دهاليز السجون ونعذَّب فلا نحيدُ عن الإيمان
    إنَّا ليوث النضال نزرع في طريق التاريخ حلمًا زاكي نبني من الأنواء قصور مجد لانرضى دون العلياء
    ياعثمان ..
    إنَّا نغرسُ في الأجيال فخرًا وكرامة وإنْ متنا اليوم فبراعمنا ستحقق غدًا أمنيةالاستقلال

    فهمان : لكن هذه الدنيا ياشيخي امتلأت شرور وعاث بنا الفجور
    الشيخ :
    ياأحفاد الخالدين ..
    إنَّكم تملكون سرُّ الحب وقواه حماسكم يُنذر بالهبوب فلتجمعوا شمل اللهيب
    من تروه نائمًا فلتوقظوه ، من تروه ضائعًا فلترشدوه ، من تروه عاصيًا فلتنصحوه
    لتمسحوا رأس الصغير ، وتلثموا رأس الكبير
    لاتسيروا في طريق الجاهلين ، وإن تنوعت الفتن
    كونوا الهداة الراشدين ، ياأشبال الإسلام
    دربكم دربٌ طويل ، عزمكم عزمُ الحديد زادكم صبرٌ وتقى فهل أنتم خائفون ؟

    الفتيان :
    كلا لسنا الخائفين
    لن نملَّ ، لن نكلَّ لن نلين ..
    بنهج الصالحين سنستبين ونستنير


    ( ينهضون نازعين قمصانهم ضاربين أيديهم على صدورهم العارية )

    هاهنا قناديل التقى ياشيخنا نضيئ بها دروب الضائعين


    ( ينهض الشيخ ومحياه مشرق وابتسامته عريضة )
    نعم هذه قوة المسلمين ، هكذا نسلكُ طريق الحرية ؛ لترفرف بيارقُ النصر



    ( يدخل في أثناء ذلك عدد من القوَّات المسلحة ، وينزع بعضُ المارين من الجواسيس لثامهم ويشيرون بأصابعهم للجنود أنْ هذا هو الشيخ مجاهد ، يمشي نحوه الجنود فينهض الشيخ بصمود والفتيان تتنقل أبصارهم بحيرة بين جنود السلطان وشيخهم الفقيه )

    الشيخ يمدُّ يده :لتتفرقوا ياأبنائي
    عثمان : ولم ؟
    الشيخ : ستفهم لاحقًا
    فهمان : بل سنقف معك
    عزام : لن ندعهم يمسوك بأذى
    الشيخ : هذا خطر، فالأمة مازالت تحتاج إليكم
    فقد سُجن ابن تيمية وعدد من علماء السلف لأنهم رفضوا الدناءة والسخف
    خالد : ومانصحك ؟
    الشيخ يقطعه : ياأبنائي كونوا كالجسد الواحد ويدا واحدة
    لاتنازعوا ولاتحاسدوا ، قبل الإقدام على أمرٍ أطلقوا لاستبصاركم العنان فإن الحرب خدعة
    (
    يرفع يده بقليل انفعال آمرًا لهم )
    تفرقوا سريعا هاهم يقتربون

    ( يبتعد الفتيان إلى زاوية بعيدة عن الشيخ مختبئين ، ويقف الجنود أمام الشيخ )
    الجنديُّ الأول : أأنتَ الشيخُ مجاهد ؟
    الشيخ : نعم ، وماذا في ذلك ..
    الجندي : السلطان يريدك
    الشيخ : ألم يهرب ؟
    الجندي : أقصد نائبه
    الشيخ بضحكة خفية: هييه قل أنَّ السجن اشتاق إلينا
    الجندي الثاني : أأنت من نسل الإرهاب ؟
    الشيخ : وأنت أحفيدٌ للشيطان ؟
    الجندي الثاني بارتباك : كلاَّ كلاَّ أقصد .. يعني .. خلتُ أنّ مجاهد أسطورة مصَّاصٌ لدماء وأراك وديع الوجه وقورًا
    الجندي الأول : اصمتْ فقد أمرنا بقتل المنحرفين لنقيد هذا العجوز فقد بلغ من التخرف عتيًّا
    (
    يتلفت الجندي الأول ويقول )
    أووه أين القيد هل أضعته ..!
    الشيخ : بل ضيَّعت نفسك ياذنب السلطان
    الجندي الثالث : هذا هو ياقائد خذه وكبله

    ( الجندي الأول يضع القيود على معصميه ويحاولون جرّ ثوبه لكنهم يرتجفون من خطوات الشيخ الواثقة وعزة نفسه السامقة ويرعبهم قوة إيمانه ، يمشي بين الجنديين وينظر بزاوية عينه إلى ناحية الفتيان مبتسمًا وهامسًا :)

    ستهددكم أجيالُ المستقبل يابلاطجة النظام
    إنَّ بأعماقي أفياء ، وحدائق غنَّاء وسرورا ، حتى لو أقتل حتى لو أُسجن فجناني مُلأ علمًا وضياء
    من يشتاق لباريه من لايخضع إلا للمولى من لايقنع دون النجم ويُشرِّع أبواب الصدر ليلقى الموت يخشاه الناس لخشيته من مولاه

    الجندي : لاتُكثر همس ، هيَّا تحرك وإلا لدفنَّاك برمس


    ( يخرجون ويظهر الفتيان المختبئين في أحد جوانب المسرح وأثناء ظهورهم يظهر أحد الجنود من القوَّات والمجرمين يتحرش بفتاة تتسول مع صويحباتها على قارعة الطريق فتصرخ مستغيثة ويهربن من كنَّ معها من النساء )

    الفتاة : أين الرجولة ؟ محتلٌّ خبيث ينزعُ حجابي
    ويدقُّ آلات الرباب معاكسًا مستهزءا وبرفقته مجرمون مستعمرون
    يقهقون ..! وبالمجون يتفننون
    مالي أراكم واقفين ؟! مالكم لاتبصرون ..!


    (يلتقط عزام عصا غليظة ويركض نحوها دون تفكير وأصدقاءه يلحقونه )
    يفلق عزّام رأس الجندي : عليكم من الله ماتستحقون أيها الصعاليك أبناء عمومة الخنازير القرود

    (تهربُ الفتاة وجلة وتخرج من المسرح وسط صخب الناس ،يحاول الجندي تصويب رشاشه إلا أن أحد المتجمهرين يلوي ساعده ويبطحه جانبًا في أثناء ذلك تُعتَّم الأضواء وتعلو طلقات الرصاص عن كثب ، يسقط بعض الجرحى ويتفرق الناس صائحين ومرددين :
    برا يا استعمار برا
    من ارض الاحرار برا


    (تفتح الأنوار ويقع عزَّام مضرجًا بدمائه ، والناس مازالوا يرددون الأبيات السالفة )
    خالد وعيناه شكرى : عزام عزام هل أنت بخير
    (عزام يومي برأسه أن نعم)
    يقترب عماد يُحرك رأسه متأسفا: يبدو أنه سيلقى حتفه
    يلتفت خالد مناديًا : يارجال ليعيننا أحدكم حتى ننقله حالاً للإسعاف



    (يأتي رجلان يحملانه ويلحقهم خالد وعماد، ينطلق صوتٌ قوي من عثمان يخاطب الجماهير والممثلين على المسرح )
    عثمان : مللنا الذلَّ دومَا ، مللنا حياة النائمين لنجاهد ، لنذود عن أعراضنا
    ولنستشهد بعزة أو ننتصر ونحيا بكرامة

    يتقدم معه فراس : سنحطم أضواء الزيف ، سندمر آلاتَ الحيف
    بسلاح التقوى والإيمان ، بسلاح الكلمة والأذان وسنرفع رايات المجد .

    فهمان : لنبني المستقبل بجثثنا ، ونسكب دماء تضحيتنا
    لنغرس في أرواح الأجيال المثلى معنى الحرية
    وكيف يتمُّ التحليق في رحب الفضاء ..! وأن لايأس مع الأشرار بل نرهبهم ليل نهار
    ونقذف جثمانهم النتنه في القفار ليأكلهم الدود وتنهشهم الأسود


    ( يتفجَّرُ صوتُ طفلةٍ قد أنهكها الأسى وخطَّت الدموع على وجنتيها آثار الإعياء قادمة بكيانٍ تبخرت روحه وماعادت تنبضُ إلاَّ بالتشاؤم واليأس عليها ثوب رث تنطق بحنق وبيدها كسرة خبز متعفنة )
    كفاكم حماقةً يامسلمين ، كفاكم بلاهةً أيا عرب
    تكررون أنَّا كنَّا قديما وكانت لنا العزة القعساء ونشمخ للعلياء
    تدندنون دوما أنا سنفعل ونفعلُ ، ونعيد ذاك المجد المؤثل
    وهي مجرد أقوالٍ تُسكتون المساكين بها دون عمل
    رجاءً ..
    أسدلوا الستار ، أسدلوا الستار
    ماعاد في القلب اصطبار
    فالحزن في قلبي التوى
    وبتَّ ألتحف الثرى ، وأنتظر المنون
    سقفي سماء
    بطني خواء
    هل تسمعون ؟
    هل تدركون ؟
    تأتي القذائف كل يوم
    ونعاني من ضيمٍ وسوم
    لم أحتمل هذا الدمار
    وطار من عينيَّ نوم
    لبستُ أثواب الهلع
    وليس من بينكم لنجدتي أحدٌ هرع
    ياأخااه ..
    قتلوا الوفاء لبسوا الخيانة والعداء
    أرضي الأبية مزقت
    وبالدماء قد ارتوت
    ودموعها كلآلئٍ
    نُثرت على خدِّ السماء

    (تجثو على الأرض وينخفض صوتها تدريجيا ومقلتيها تذرف الدموع :)
    فأسدلوا الستار ولتغلقوا ملف القضية
    ولتغدو أوطاننا حكاية منسية وأرضا مجهولة لفارس ملثم هارب
    فقد مات الأمل
    نعم مات الأمل

    (يشرعون بإنزال الستار ولكن يركض نحو المسرح طفل متوشح حسامه ومعه درع يرفع يده ليوقفهم بثقة )
    لا لا تسدلوا الستار ، لاتسدلوا الستار
    فأنا الأمل ، والفجر القادم من جديد
    أنا الأمل لأمتنا المجيدة
    أنا سيفٌ بتار وفارسٌ مغوار
    فياأرض الصلاح تأهبي
    قد أُشعلت نارُ الفداء
    وثبت أساطير البطولةِ
    حينما هبَّ النداء
    نحنُ أنصارُ الرسالة
    وقادة الجهاد والبسالة
    نحن أهل السكينة والوقار
    والفقه والاعتبار
    نحن أهل الفصاحة والصباحة
    نحن الملوك ولم نزل
    يعزنا إسلامنا يُلهمنا قرآننا
    نحن أحرارٌ أحرار لن نخنع إلا للواحد القهار
    نحن قومٌ ننتصر أو نموت
    فلتحرقوا هذا الجبروت

    (ينهض شباب قد جلسوا في المقاعد مع الجمهور رافعين شعاراتُ الاستقلال ويترنمون بأغاني الثورة في مسيرتهم إلى حين وصولهم و صعودهم للمسرح ترتفع أصوات الثائرين جماعة وصدورهم عارية قادمين بأرواح ترعرعت على الصبر والكفاح والصمود بأيدٍ سلمية ومطالباتٍ لإعادة الحق لأهله: )

    رددوا يارجالُ الله أكبـــــــــر ** إنَّ بعد الكروبِ نصرًا مؤزّرْ
    امحقوا كل جنديٍّ خؤونٍ ** صوِّبوا نحوهم سهمًا مسجَّرْ (2)

    (يصطف جميع الممثلين وينهض الجرحى ليقفون معهم ويدخل جميع من مثلوا من المشهد الأول ويتقدمهم الطفل يمسك أحد الرجال بيد الطفلة ليساعدها على النهوض مبتسمًا لها وتعبيرات اللطف بعينه ويترنمون بهذه الأبيات رافعين شعارات الحرية)
    إصهلي يارعود ** أمطريــــــــــــهم سقم
    إزئري ياأســـــــــود ** زلزلي ذو العجم
    كبــــــــــروا يافهــــود ** معتليــــــــــن القــــــــمم
    راجمين اليهود ** راكزيــــــــــــن العلـــــم
    مجدنا لن يعود ** إنْ تجـافت همم
    عزُّنا في رقـــود ** والأمــــــــــــاني زخم (3)


    ( يُغلق الستار )


    _________________________________________
    (2) و (3) الأبيات التي أشرت إليها الأخيرة بقلمي

  4. #4
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    الأخت براءة الجودي

    هذه المرة الأولى التي أقرأ فيها نصّاً مسرحياً لك.
    أجدتِ في وصف اجواء المسرح والمشاهد .. ويبدوا أنها من تلك المسرحيات التي يشارك فيها بعض الممثلين من بين الجمهور ، فيشعر الجمهور أنهُ جزءٌ من الحدث، وان ما يحدث ليس بعيداً عنه .
    لستُ خبيراً في النصوص المسرحية .. لكنهُ عملٌ مميز وأضفى عليه الطابع الشعري والنشيد قالباً جميلاً مما يزيد من تفاعل المشاهد .

    نسأل الله أن ينصر الإسلام ويعز الحق وأهله .
    وافر تقديري و تحيتي.


    يجلس عليها شابٌ أغرّ ، إنّ بعضَ الكروب نصرٌ مؤزّر ، زلزلي ذا العجمْ
    وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن

  5. #5
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,035
    المواضيع : 310
    الردود : 21035
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    أنا أيضا لست خبيرة في فن الكتابة للمسرح ـ ولكن ما قرأته أكثر من رائع
    وقد أضفى الشعر على النص المسرحي روعة وتميزا ..
    الفكرة جميلة وقوية والنص رائع المعنى سامي الهدف
    متعة وتشويق السرد وبهاء اللغة والشعر كل ذلك راقني كثيرا
    تقديري لك ولحرفك ـ ولك لأصدق التحايا وأعطرها.

  6. #6
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,141
    المواضيع : 253
    الردود : 5141
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    لا شك بإذن الله تعالى سأعود من جديد



    تحاياي





    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  7. #7
    الصورة الرمزية قوادري علي شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : الجزائر
    العمر : 51
    المشاركات : 1,672
    المواضيع : 142
    الردود : 1672
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    نص تراجيدي تشابك فيه الحزن ..
    شكرا جزيلا الراقية براءة.
    ما أكثر ماقلت
    وكأنك لم تقل شيئا.

  8. #8
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.11

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام دغمش مشاهدة المشاركة
    الأخت براءة الجودي

    هذه المرة الأولى التي أقرأ فيها نصّاً مسرحياً لك.
    أجدتِ في وصف اجواء المسرح والمشاهد .. ويبدوا أنها من تلك المسرحيات التي يشارك فيها بعض الممثلين من بين الجمهور ، فيشعر الجمهور أنهُ جزءٌ من الحدث، وان ما يحدث ليس بعيداً عنه .
    لستُ خبيراً في النصوص المسرحية .. لكنهُ عملٌ مميز وأضفى عليه الطابع الشعري والنشيد قالباً جميلاً مما يزيد من تفاعل المشاهد .

    نسأل الله أن ينصر الإسلام ويعز الحق وأهله .
    وافر تقديري و تحيتي.


    يجلس عليها شابٌ أغرّ ، إنّ بعضَ الكروب نصرٌ مؤزّر ، زلزلي ذا العجمْ
    يشرفني حضورك شاعرنا الفاضل عبدالسلام
    نعم هي أول مسرحية لي أحب تجربة الكتابة في هذا المضمار بما أني أحب المسرحيات وتمثيلها
    وفقك الله لكل خير

  9. #9
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,141
    المواضيع : 253
    الردود : 5141
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    الغرباء .. مسرحية تتكئ فكرتها على واقع معاش ، تتخذ من مشاهد باتت تتكرر لسنوات طويلة في تاريخنا الإسلامي العربي المعاصر ، حتى أصبحت حديث أجيال متعاقبة !
    العنوان كان موفقاً في احتوائه لمضمون المسرحية ، وهو عنوان مُستلٌّ من الحديث الصحيح المشهور ( بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) ..
    لغة المسرحية جيدة .. تتميز بالحيوية ، سيما بإضافة الشعر والأناشيد لها ، والتي أضفت عليها نوعاً من الغنائية إن صحّ التعبير .. لغةٌ تتوافق وتنسجم مع اجواء المسرحية ، التي تتحدث عن قضايا الامة وآلامها وآمالها ، وروح الحماسة التي تشتعل في قلوب الشباب ..
    وتبدو قدرة الأديبة واضحة في رسم المشاهد والتفاصيل ، ومطاردة جزئياتها ..

    والمسرحية من الأدب الإسلامي ، يناصر قضايا الأمة العادلة ، ويسلط الضوء على الظلم الواقع عليها من قوى تمتلك قوة دون دين .. تكنولوجيا هائلة دون أخلاق !
    أدبٌ يحفّز ضمير المتلقي ، ويدفعه دفعاً إلى نصرة المظلوم ..

    الملاحظ في المسرحية ظهور اللغة الوعظية فيها ، وهو شيء غير مرغوب فيه ، فالمشهد الثالث مثلاً يبدأ بحديث طويل ، ثم يعقبه شرح أيضاً ، فالنص هنا أدبي ، واقحام لغة الوعظ يؤثر فيه ..
    وأنا لست ضد ادخال آية أو حديث في النص الأدبي ، ولكن لا بدّ من مراعاة ( كيفية ) الادخال هذا ، حتى لا يتحول الأدب الى وعظ ..

    ونحن اليوم بحاجة إلى إحياء هذا الفن الأدبي الجميل ( المسرحية ) ، والذي يمتلك في طاقاته مرونة تجعل منه فناً قابلاً للتماس مع الجمهور في أي زمان ومكان .. في المدرسة والمسجد ، وحتى الشارع !

    بين يدي الآن مسرحية ( بيريكليس أمير صور ) لشكسبير ، وهذه هي القراءة الثانية لها ، اقرؤها بتمعن وتأشير ..
    فاقرئي مسرحيات شكسبير فهي مدرسة كبيرة ..
    ( الاسكندر المقدوني ) لتيرانس راتيجان ، استفدت منها ..
    مسرحيات علي احمد باكثير والدكتور نجيب الكيلاني وأستاذنا الدكتور عمادالدين خليل ..
    ستفيدك لا شك في مشروعك المسرحي إن شاء الله تعالى ..



    تقبلي مروري
    وخالص دعواتي وتحاياي








  10. #10
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.76

    افتراضي

    قدمت في الفصلين الأول والثاني عملا مسرحيا موفقا من حيث التوضيب المسرحي المكاني بظرفيته والحيوية في الحوار وفتحت الأفق للتفاعل مع الجمهور بشكل طيب، لولا بعض انحياز للنسق الوعظي أثقل النص سيما في الفصل الثالث منه

    أن تكون هذه مسرحيتك الأولى يعني أنك تبدأين بصورة واعدة وبشارة خير
    وسنكون بانتظار جديدك غاليتي

    دمت بخير

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. لاتسألي الغرباء
    بواسطة محمد المزوغي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 02-06-2006, 06:44 PM
  2. شجرة الغرباء...
    بواسطة يوسف الحربي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 04-03-2006, 05:58 AM
  3. مقهى الغرباء
    بواسطة مهند صلاحات في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-11-2005, 07:30 AM
  4. الغرباء
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-12-2004, 03:24 PM
  5. الغرباء
    بواسطة أبو السعيد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 14-01-2004, 04:28 PM