[FONT="Arial"]حرب غزة : من خيار غزة مثل الضفة إلى الضفة مثل غزة

عـــلال المديني - المغرب -

فلسطين فرضت منطق جديد معاكس تماما لما كان يريده الكيان الصهيوني وعملاؤه في المنطقة العربية ، المنطق الفلسطيني أفشل إستراتيجية العدو الصهيوني في تطويع الإرادة الفلسطينية سواء في الضفة أو في القدس أو في غزة أو في 48 ، فبعدما اعتقد العدو الصهيوني أنه كسر إرادة آل 48 وطوعهم وفق سياسته الصهيونية العنصرية وبعدما اعتقد أن أهل الضفة قبلوا بواقع الاستيطان والفتات ، وكان قد رسم إستراتيجية لجعل عزة مثل الضفة تفاجأ بمنطق المقاومة وبمنطق أصحاب الحق في قلب معادلته بجعل كل فلسطين عزة الصمود ليعود العدو إلى معادلته الصفرية أنه ما دم هناك دم فلسطيني فلا وجود له على أرض فلسطين ...
منطق جَعل أهل الضفة الغربية مثل عرب 48 وجعل غزة مثل الضفة الحالية هو المنطق الصهيوني الذي كانت تراهن عليه الصهيونية ، والقوى الاستعمارية صنيعة "الكيان الصهيوني" وعملاء الصهيونية والماسونية في المنطقة من بعض رؤساء الدول العربية وبعض القيادات السياسية والعسكرية والعناصر المافيوية ، هذا المنطق كان نتيجة تريب دولي لا يستهدف فلسطين لوحدها أو غزة و إنما كان الهدف منه قتل الإرادة العربية والإسلامية في الحلم بأي انتصار مستقبلي و أي تحرر من الاستعمار أو من التسلط المافيوي للحكام العرب . واقع يحدث حالة من الانتكاسة والهزيمة المركبة التي يصعب معها الإقناع بأي مشروع نهضوي تحرري ....
الهجوم على غزة ليس بمعزل عن الانقلاب العسكري الدموي في مصر وإنما هو خطوة تالية ما كانت لتتم لولا الانقلاب العسكري وهي حلقة من حلاقات الثورة الكونية المضادة ضد الثورات العربية أو الانتفاضات العربية ، التي بدأت مع اندلاع الحراك العربي، هذا الوضع وهذه الثورة الكونية المضادة تستدعي تبني الأطروحة المقاومة الشاملة للمنظومة الصهيونية والاستعمارية والابتعاد عن التجزيئ بمعنى عزل العدوان على غزة والحرب الدائرة رحاها في كل فلسطين عن الحراك العربي الفعلي الداعي للتحرر ، و أي تجزيئ للوضع في العالم العربي هو إما قصور في الرؤى أو تنفيذ لجزء من المخطط الاستعماري الكوني الداعي للتقسيم والفصل بين مكونات كيان الأمة الإسلامية .

[/FONT]