/
/
/
تتململ في جلستها،تتبرم من وحدتها ، يفيض أجاج انتظارها ليمتزج بعذب اصطبارها فتنهره و تفتِّح عيونا أخرى للصبر و بوابات ألفية للعذر و الصفح .ذابت وريدات اشتياقها و غفرانها في بوتقة الوقت وهي تغلى على مراجل الظنون و التشتت والمرارة، صمتت زقزقات قلبها وتغريداته بعد أن رحلت عصافيره من طول نظرات القادمين والراحلين عنها ،لم تهدِّأ كمُّ العصائر من اشتعال لوعتها وفوران لهفتها،تراه نسي اللقاء كعادته،
أهابت بنبع الاعذار حتى لا تنكسر لملمة الشمل مرة أخرى ،لا قد أكون أنا بحماقاتي ونزواتي من أضعته، تمسح نزيف عرقها الذي أودى بمعظم زينتها ، تتصنع ابتسامات لمن حولها،وتتمنى قدوم من طار من محضن الزوجية بعد أن هشته بمناسئ الشك والضغط و المطالب اللانهائية.و أمطرته برماح المعايب والمثالب ،سيف ظن طاش من جراب صبرها ،لعله اتجه بما تطلبينه منه لأخرى فالقلب دائم التقلب ،والضمائر لا يعلم حالها إلا مولاها،يحز هذا السيف ما تبقى من جهد صبرها ،وقد احمر ذاك السيف و تسمم من طول انتظارها،فبدأت تنزف نزيفا بطيئا من قلب مشاعرها الحي النابض،تحاول تضميده بعذر أنها كم شكت فيه و لم يكن شكها المؤلم المهين في محله ، رن هاتفها وقد أكلت سويعات انتظارها ما تبقى من جبل تحملها تلعثمت وقع الهاتف تناولته ،ألو:من؟إحدى زميلاتها ،آنسها الحديث وحاولت إطالته لتقتل من يحاصرها وما يحاصرها من دمار الإنتظار، جاثية على جمار الصبر هي، أذهب مرارُ انتظارها بشاشة وجهها و حمرة خجلها و جمال استقبالها ،فما تبقى منها غير مداد الشحوب و طعون الإكتئاب ،تناولت الهاتف للتصل به لتضع آخر نقطة عقل على حرف الوضوح والتبيان ،فلتفعل فلطالما أساءت الظن به و جاء الحق على غير ظنونها ،رحلة العشرين عاما ،والخمسة أولاد تلزمها إلزاما بذلك ،وحبها في استكمال ما تبقى من ب رودة عيش و هدئة سر و رحمة كنف تضغط عليها للقيام بالتنازل و الإتصال، رد عليها وهو أمامها :أنا أراكِ،إنتظريني؟ دخل عش بدايتهما ومكان التقاء سعادتهما إنزرع أمامها على المنضدة و وجهه بين كفيه،هل دفعت المشروبات، أومأت أن نعم ،هل أطلت الغيبة عليك كثيرا ؟فنظرت في عينيه ولم ترد فسألها بأدب هل ساورتك الظنون كثيرا ؟ واستدرك ما هو اليوم الذي نأتي فيه هنا كل مرة يا غاليتي؟،فغزاها الحياء و الاعتذار بجنده وعتاده ،فرده بفيلق ابتسامته الحانية ،وأطفأ جمار انتظارها تحت ركبتي صبرها ،عادل برزخ سرورها به بين أجاجها وعذبها ،وقبض هو كفيها الباردتين يدفئهما وكأنهما أول مرة يلتقون بها ،أغلقت به باب انتظارها ،و أوصدت خلفهما بوابات الشكوك والأوهام بمزالج الحب والرضا والمودَّة
/
/
/
دمتم مبدعين
احبابنا المديرين والمشرفين ارجو نقلها للقصة والمسرحية وعذرا على الخطأ