وَفَدَ دِيكٌ عَلَى تِلْكَ الْقَرْيَةِ الْآمِنَةِ، صَارَ يُزْعِجُ أَهْلَهَا بِصِيَاحِهِ الْمُسْتَمِرِّ الَّذِي قَضَّ مَضَاجِعَهُمْ، حَاوَلُوا قَتْلَهُ مِرَارًا، لَكِنَّهُ كَانَ دِيكًا فَتِيًّا سَرِيعَ الطَّيَرَانِ، فَأَصْبَحُوا يَخْشَوْنَهُ، وَيَنْسِجُونَ عَلَيْهِ الْحِكَايَاتِ الَّتِي يَمُجُّهَا الْعَقْلُ، كَبَرَ الدِّيكُ وَسَقَطَ رِيشُهُ، لَكِنَّ صِيَاحَهُ صَارَ أَعْلَى، ذَبَحُوهُ بِدَمٍ بَارِدٍ، فَتَّشُوا سَكَنَهُ، وَجَدُوهُ مَلِيئًا بِالدُّودِ الْمَيِّتِ، بَعْدَ أَيَّامٍ أَكَلَ الدُّودُ عُيُونَ أَطْفَالِهِمْ.