أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: من البطل الى اللّابطل ..

  1. #1
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي من البطل الى اللّابطل ..

    من البطل إلى اللاّبطل

    الأديب ثامر معيوف


    فكرة البطولة فكرة موغلة في القدم.. رافقت الانسان منذ بواكير وعيه.. وربما كان سبب ظهورها ادراك الانسان لنسبيته وفنائه.. والبطوله هي محاولة الفرد او المجموعات قهر العوائق وتطويع الظروف.. وربما ظهرت لكون الانسان كائناً واعياُ اراد ان يصبح الافضل على الارض.. مع ادراكه لكونه مخلوقا متواتراُ غير خالد .
    يقودنا الطريق نحو البدايات الى الملاحم والاساطير حيث نعثر على شواهد ادبية اولى عن الحلم البشري متمثلة ب (اخيل) في الالياذة و(اوديسيوس ) في الاوديسة وكلاهما لهوميروس..وهناك ايضاُ جلجامش في الملحمة العراقية القديمة.. شواهد تبعتها شواهد أخرى على امتداد طريق طويل سلكته البشرية في مشوار تحضرها.. وفيه ظلت فكرة البطل ثابتة لا تتزعزع.. بل حتى ان المجتمعات في تصوير حروبها كانت تخصص الارض الحرام بين كل جيشين يتواجهان لبطلين يتصارعان ..وقد عرفنا من نماذج البطولة اللاحقة عنترة والزير سالم والسندباد البحري.. ومع القرن التاسع عشر دخلت الفلسفة هذا الميدان من خلال بحثها عن حلول بشرية قادمة فاقترح نيتشة الانسان الخارق (السوبرمان)..وهو انموذج سرعان ما تلقفته السينما والادب فظهرت شخصيات سوبرمان والرجل الوطواط والرجل المطاط وراعي البقر (الكاوبوي) وابطال افلام العنف ( التي عرفت بأسم افلام الأكشن) ورامبو وروكي وروبن هود وعشرات غيرها.. الّا ان الادب كان يتغير باتجاه آخر ..اتجاه توقد في الذهن المبدع وترافق مع واقع فناء الالاف والملايين.. فبدأت فكرة البطل تترنح وتجد الصورة الجديدة شواهدها في (دون كيخوته) او (دون كيشوت) لسرفانتس (ثربانتس ) وهو اول عمل ادبي ملحمي يفكك فكرة البطل ويظهر الخواء الجاثم وراءها من خلال بطل لابطل يسعى لأعادة زمن الفروسية ويحارب طواحين الهواء ظناً منه انها اعداؤه.. ثم كتب جيمس جويس (عوليس ) او(اوليس) وفيها سخرية مريرة من البطولة باستخدام اسم البطل القديم ذاته.. رافق هذا العمل عمل كبير آخر هو (الكوميديا الانسانية ) لوليم سارويان وهو محاولة ادبية فاصلة لنفض فكرة البطولة وتعزيز الرضا بكون الانسان كائنا نسبيا فانيا.. ولعل العنوان آت من رغبة سارويان بالرد غلى (الكوميديا الالهية) لدانتي (ويقول نقاد كثيرون انه كتبها متأثراُ برسالة الغفران لأبي العلاء المعري .التي يصف فيها الجنة والنار)..فالكوميديا الالهية هي تخويف من جحيم ينزلق اليه الانسان بعد موته والكوميديا الانسانية هي عرض لجحيم ينزلق اليه الانسان حياً.. ومثلما كان الانسان القديم كائنا عرضيا هشاُ امام الكائنات العملاقة (الديناصورات في الواقع والكائنات الخرافية في الادب مثل الالهة والميتادورات والسيرينات والميدوزا وسواها) فقد عاد الانسان الحديث وصار كائناُ عرضياُ هشاٌ امام ديناصور التقنيات.. ولم يعد بطلاُ ...لقد تحوّل الى ضحية وابتلع فكرة البطولة في اعماقه.. لذلك يقول الناقد العالمي الكبير أيان كوت في مستهل كتابه (الرواية الحديثة ) : (إنّ البطل الحديث هو البطل اللابطل لأنه عبارة عن وعي خالص)..




    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  2. #2
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي

    الإنسان في قوته وضعفه

    الأستاذ الدكتور عمادالدين خليل


    المنظور الإسلامي للإنسان يتميز بالواقعية.. إنه يتعامل معه في حالتيْ القوة والضعف.. ويؤكد وجود الحالتين معاً في الكينونة البشرية، فيدفع الأولى إلى المزيد من التألق، ويأخذ بيد الثانية صوب الصحة والعافية.

    منذ لحظات الخلق الأولى أُضيفت نفخة الروح العلوية إلى كتلة الطين السفلية فأصبح الإنسان مزيجاً من التوق والشد.. الصعود والهبوط.. التسامي والارتكاس.. اليقظة والغفلة.. والتحرّر والاعتقال. منذ لحظات الخلق الأولى شُكّل الإنسان في أحسن تقويم، وصدر الأمر للملائكة بالسجود له، تشريفاً وتكريماً، وحُمل في البر والبحر، ورُزق من الطيبات، وفُضّل على كثيرٍ من الخلق تفضيلاً.. وكان ينطوي في الوقت نفسه على العجلة والضعف والاستعداد للخطيئة، والاستجابة لإغواء الشيطان.

    منذ لحظات الخلق الأولى يُعلم آدم الأسماء كلها.. أي يُعطى - بعبارةٍ أخرى - مفاتيح المعرفة التي هي أساس الفعل الحضاري، وهو - مع ذلك - يحمل الاستعداد للقتل وسفك الدم، فيما توجست منه الملائكة خيفة. والقرآن الكريم لا يبخل علينا بتسليط أضوائه الكاشفة على خفايا الإنسان، ومكوناته، ومنازعه، وعناصر القوة والضعف فيه، لأنه يتابع - بواقعية - ملامح وبصمات هذا الكائن الفريد الذي هو من خلق الله سبحانه الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. المذاهب الوضعية والأديان المحرفة تصعد بالإنسان إلى القمة أو تهوي به إلى الحضيض، وهي في كلتا الحالتين تمارس انحيازاً غير مبرّر لهذا الاتجاه أو ذاك، وتتجاوز الرؤية الوسطية والواقعية التي نلتقيها في كتاب الله. «السوبرمان»، و«الجنتلمان»، والكائن الأعلى، والإنسان المحاط بالخطيئة، والإنسان حيوان اجتماعي، وغيرها من التقاليع التي ضلّت الطريق، وتعاملت مع هذا الكائن الفريد برؤية أحادية عاجزة عن الإحاطة بجوانب الكينونة البشرية كافة. اليهودية ترفع شعبها فوق مستوى البشرية بادعاء مبدأ «شعب الله المختار»، والمسيحية تطوق الإنسان بالخطيئة الأبدية التي لا يخلصه منها - حسب ادعائها - سوى صلب السيد المسيح عليه السلام دون أن يبذل الإنسان من جهته أي جهد للخلاص..

    والمذاهب الوضعية تؤله الإنسان حيناً، وتسحقه حيناً آخر.. تغيّبه في الجماعة حيناً، وتمكنه من رقابها حيناً آخر. ومنذ اللحظات الأولى أعلن الإسلام في كتاب الله وسنة رسوله "صلى الله عليه وسلم" ما ينطوي عليه الإنسان من قدرة على التسامي والصعود، ومن انقياد للإغواء والشهوات.

    وقال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": «كل بني آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون»، وأعلن القرآن الكريم مراراً وتكراراً عن أن الإنسان هو أسير الآثام واللمم والأخطاء.. وأن باب التوبة مفتوح على مصراعيه لمن يقدر على تجاوز الشدّ والتهيّؤ للصعود. إن الإسلام - بإيجاز شديد - دعوة للتغلب على العوائق، وبذل الجهد لمجابهة عوامل الشد مع الاعتراف بثقلها. والإنسان في المنظور الإسلامي مشروع مفتوح للتحقق الذاتي عبر رحلة العمر المتطاولة، والدائبة، والطموحة ما بين محطات الإسلام والإيمان والتقوى والإحسان.. تلك المحطة القمة التي يملك فيها الإنسان مطلق إرادته في السيطرة على نوازعه وصياغة مصيره تماماً كما يريد الله ورسوله أن يكون.




  3. #3
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    شكرا لك أستاذ بهجت على تزويدنا بالمعلومات القيّمة
    بوركت
    تقديري وتحيّتي

  4. #4
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    وشكراً لك أستاذتي العزيزة كاملة بدارنه
    لمرورك المشرق وتفاعلك الكريم ..

    تحياتي وخالص دعواتي




  5. #5
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    يرى ويل ديورانت في مؤلفه قصة الحضارة - أويزعم- أن القيم الإنسانية وضعت بذكاء لحماية مكتسبات الفئة الأقوى في ظروف وضعها، فانسلت في لاوعي المجاميع الإنسانية لتستحيل معاني سامية في تصوراتهم تقوم عليها أنماطهم الحياتية وتتأثر بمساقطها ثقافاتهم ومساراتهم، والبطولة من هذه الزاوية واحدة من هذه القيم يصح اعتبارها كذلك لو نظرنا إليها بصورة مجردة، لهذا نجد للمعاني والصفات في المنهج الإسلامي بعدا آخر غير قابل لسلخه عن القيم المتصلة به، فالمنطلق واحد هو الإيمان، والمصب واحد هو رضى الحق جلّ وعلا، والمسارات بذلك بعيدة عن أية مكتسبات لأية فئة كانت، ما لم تبتلى الأمة في دينها بمن يتخذه مطيّة لغاياته فينصّب نفسه قيّما على فهمه وشرحه ويقيم من نفسه ناطقا باسم الله قائما فيسلط بدعوى ذلك سيف مصالحه على أعناق العباد

    لا أدري لماذا انحرفت بموضوعك بهذا الاتجاه ولكنها قضايانا يفجر بعضها بعضا

    مبدع بفكرك وسلس طرحك
    دمت والألق

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  6. #6
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    الفكر الغربي يحاول دائماً صنع الإنسان المثالي لسدّ ذلك الفراغ الروحي الذي يعانيه أبناؤه
    كل مدة يطرحون نموذجاً لذلك الإنسان .. الجنتلمان .. السوبرمان .. سبيايدرمان .. زورو .. حتى كاتومن ( المرأة القط ) ..
    وعبثاً يحاولون ..
    بينما لو قمنا بمجرد رحلة قصيرة عبر المجتمع الإسلامي .. في الزمان والمكان ـ يقول الدكتور عمادالدين خليل ـ فإننا سنعثر ببساطة على الإنسان .. ليس الكامل .. فالكمال لله تعالى وحده ، ولكن الإنسان السوي والمتفوق والمحبوب ، الإنسان الذي علمه دينه السمح الخلاق .. كيف يتجاوز النقص ، والتظاهر والإدعاء ، كيف يصارع قوى الارتكاس والشدّ إلى أسفل .. وينطلق إلى أعلى متوحداً ، خفيفاً وقديراً على التنفيذ الصعب والصبر عليه ..
    فالإسلام يرفض المثاليات الطوباوية التي يحلم بها الغربيون ، لأنها لا تعدو أن تكون إسقاطات نفسية ، وسعياً مهووساً للتعويض غير الواقعي عن واقع مليء بالشروخ ..

    أستاذتي العزيزة ربيحة
    شكراً لمرورك العطر وإضافتك القيّمة

    تحياتي وتقديري






  7. #7
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Aug 2014
    المشاركات : 842
    المواضيع : 4
    الردود : 842
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    البطل حالة مثالية يصلها الإنسان، والبطولة قيمة يتوق إليها في وقت تراجعت فيه القيم
    لكننا بإسلامنا أقوى من أن يهزمنا الواقع أو أن يشوه القيم التي نعيش بها

  8. #8
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    الشكر موصول لك أختي العزيزة رويدة القحطاني
    لمرورك الكريم وتفاعلك القيّم

    رعاك المولى ورضي عنك
    تحياتي وتقديري





  9. #9
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.81

    افتراضي

    عندما يصبح أشياء الواقع أضخم وأقوى وأعظم من أن يستوعبها الإنسان، يعترف في أعماقه بضعفه وعجزه وتتلاشى معاني البطولة والعظمة ويتوقف عن السعي لتحقيقها
    واليوم أصبح كل شئ أقوى من الإنسان

    مقالة رائعة أخي
    شكرا لك

    بوركت
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    أشكرك أستاذتي العزيزة نداء لحضورك وتفاعلك

    بارك الله فيك ورعاك
    تحياتي وتقديري





المواضيع المتشابهه

  1. يا مَنْ تمَكَّنَ مِنْ فُؤادِي حُبُّها
    بواسطة أحمد موسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 58
    آخر مشاركة: 31-05-2010, 02:51 PM
  2. "مَن كذَبَ عليَّ مُتعمِّداً، فليَتَبوّأْ مقعدَهُ منَ النّـار "
    بواسطة أسماء حرمة الله في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 25-03-2008, 01:17 AM
  3. مَن قتل مَن ؟
    بواسطة سعيد أبو نعسة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01-12-2006, 09:20 PM
  4. د-العشماوي يرثي البطل
    بواسطة عبد الله الشدوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 25-03-2004, 10:00 AM