|
تقول لك السمراء حين وداعها |
أنا زهرة لو شئت كنت قطفتـَها |
تقول و في ألحاظها شوق لهفة |
تسائلني سرا أحقا عرفتها |
أحقا جثت أوقاتها و غنت كطفلة |
تلاحين حب حار حين عزفتـَها |
تقول و في موجات حسرتها صدى |
يواري نوايا صمتها إذ صرفتها |
تقول لها عودي إلى روضة الصبا |
و تخفي دموعا في الضمير ذرفتها |
تلوّح بالمنديل شاردة و هل |
درى ذلك المنديل كيف اكـْـتشفتها |
تشير كما التذكار نحو شفاهها |
و ترسل قبْلات زمانا رشفتها |
و تمسح من خلف الزجاج حديثها |
و تنكر منها أمنيات ألفتها |
أعارتك معنى للحياة بحسنها |
فهاءت لك الدنيا بهاء فعفتها |
هي المشتهى لو كنت حقا مولـّها |
و لكنك الملدوغ قبلا فخفتها |
أتذكر يوم استرسلت في رواءها |
فأحيت أمان في الغياب قذفتها |
تعيش بذكراها و تجحد نبعها |
وما للظما نعت إذا ما وصفتها |
أفلسفة هذا الذي توهمها به |
خبرت كثيرات لماذا أضفتها |
تعلل أحوالا نسجت طيوفها |
و تعجب إن باحت بما قد عطفتها |
أتنكر أرقاما أرقت لرسمها |
أحقا من النقال عمدا حذفتها |
و كل قوافيك انتهت في رجاءها |
و لم تستجب دعواك حين كففتها |
اغث خوفها إن الوداع سحابة |
ستهمي جفاء فاحترسْ إن وكفتها |