أحدث المشاركات

برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» في شارع واحد» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»» يغمس خبزة بالماء» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»»

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 21

الموضوع: الخروج من الشرنقة...

  1. #1
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,604
    المواضيع : 420
    الردود : 3604
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي الخروج من الشرنقة...

    الخروج من الشرنقة...
    أحكمت خناقها على جسده المنهك... بدأ تنفسه يتصاعد ويقصر مداه...يشعر أنه سيموت بعد قليل...
    مازال يدفعها بكلتا يديه.. لا يريد الاستسلام أبدا, يحاول تمزيقها بقوة لهفته لاستمرار حياته...نعم من المؤسف أن يموت الان.
    لقد ضاقت عليه تلك الشرنقة مؤخرا ...يخشى أن تخور قواه فجأة ...يراوح بين قدميه ويتكئ على الأخرى ويعيد المحاولة من جديد...
    يحاول الاستراحة بين الفينة والفينة لئلا ينتهي الأوكسجين فيها.. فقد باتت رائحة الهواء فيها مقززة.
    مازالت تستعصي عليه , ويزداد جدارها صلابة...إنه يقرضها بأسنانه.. يجب أن يعيش, نعم يجب أن يعيش.
    يبحث عن نقاط ضعف في جدارها ليقضم أكثر...فينفد للخارج...
    هل كل الشرانق هكذا؟, كيف صار فيها أصلا؟!!!,سؤال لا جواب له, لقد تأخر في اتخاذ قرار الهجوم والخروج...
    انفرج ثقب فيها فجأة من غير توقع...أصابه الذهول.. هل حقا سأرى السماء والشمس من جديد؟...
    عندما انفرجت عنه قليلا وهومازال يتمتم بأدعية حفظها منذ صغره....يسجد ويتمتم...يكرر ويعيد ما كان في الذاكرة.. ينبش فيها عله يجد تعويذة أقوى مفعولا...
    تنفرج أكثر...يسجد.. يتضرع بحسنات أعماله...يعيد الكرة.. يسقط من رباعيته سناّ!! , يصرخ ألما...
    يمسكه بكلتا يديه حزينا.. يضعه في جيبه..
    -سوف يعيد سنه لمكانه عندما تتحسن الظروف...يحاول تكسير جدارها بأظافره.. يتكسر شيئا منها...
    يرفس بقدميه ما تبقى من عزم له حتى تنفرج الفرجة أكثر.. يتذكر والده عندما هجر الناس قائلا:

    -كلنا غرباء في هذا المكان...لكننا سنعيش.. سنعيش بطريقة ما...
    لقد خربوا مكان معيشتهم و ما عرفوا كيف يبنون البلاد كما يجب , عاشوا على ما تبقى لهم من خيرات ونسوا كيف كانوا يرفعون منتوجها قديما ...لقد كان طرأ عيب في تفكيرهم ما استطاعوا إصلاحه أبدا...لقد تراجعوا حتى باتوا يتهمون العالم في ذلك.
    إن المكابرة على العيوب كمن تأقلم على الظمأ طويلا...هل سيطيب له العيش وهل سيعيش سويا؟, وهل سيعمل دماغه بجدوى؟.
    أي مكان هذا الذي كان يذكره والدي؟.. مؤكد ليست تلك الشرنقة ,فقد كان عالمه أوسع وأجمل.. كيف أفاق فجأة ليجد نفسه هنا؟.
    يجلس متربعا يبكي حزينا لما آل إليه أمره, يخشى أن تكون قواه قد خارت...يتساءل محتارا:
    -كيف وصلت لهذه لمرحلة الحرجة ؟, من نسج شرنقتي؟, من وضعني فيها؟, كيف حصل وأنا حي؟...
    كف حصل وعيناي مفتحتان؟.
    تخونه الذاكرة فهو لا يتذكر فعلا كيف حصل ...تقفز لذاكرته عبارة والده:
    -كل ذنب يذنبه ابن آدم ويقترفه ينسج خيطا في مشنقته...
    هل هذه هي المشنقة إذن؟.. هي لا تحاصر رقبتي؟!!..هي تحاصرني جميعا..

    ينهض من جديد...تزداد الفرجة اتساعا ...يحاول الخروج...ومرارا.. وتكرارا...ينجح رويدا رويدا ..
    لكنها تشد على خاصرته قليلا ...يدفع جسده بكلتا يديه فينقذف خارجا ويرتمي على الأرض...ينظر خلفه فيراها مكسرة ممزقة.
    -أين أنا؟
    جميل أن ينقذ المرء نفسه بنفسه...فرب منقذ هو في واقع الأمر غير منقذ...
    يشتم رائحة حريق بائت...خطوات ترج الأرض تحت وطأتها وتهتز...ينظر حوله فلا يرى آدميين...
    يفاجئه رأس مقطوع يمشي وحده.. يبتسم له ويمضي...
    يتلفت فزعا.. ما هذا؟.
    .فيراه يمضي دون أن يلتفت...أيادي تمشي وحدها...بعينين مزورتين...تنظر إليه ضاحكة وتمضي...
    وقلوب تنزف دما على قارعة الطريق...قد تحررت الأعضاء منها...وطريق يغوص فيه ما به من قرار...
    فيحاول المرور فيه بحذر...
    يركض فزعا عندما تبدأ الرؤوس بلحاقه...تصرخ تنادي:
    -مازال حيا...
    يركض نحو اللا شيء...مازالت الجبال قائمة على أصولها...يركض نحوها...يتسلق صخورها بعيدا عن هجوم الرؤوس المقطوعة...تلحقها الأطراف صارخة:
    -مازال حيا...
    يقع مرات وتقرضه أسنانها....يحاول الفرار بنفسه.. متسائلا:
    -ما هذا الذي أراه؟, هل هذه بلادي فعلا؟.
    يرددون:
    -مازال حيا...
    يبكي.. يكاد ينهار...تمنى لو رأى ظل أحد يعرفه من قريب.. فيضمه كما كان.. يشكو له حاله, يقول له كلمة رفق واحد...
    يدخل كهفا وقد أدمته كثرة الهجوم...يهدأ عندما يضع صخرة في فوهة الكهف...فيسده.
    يتذكر كلمة والده:
    -السكون موت...
    ينظر حوله فزعا.. لا يرى شيئا سوى كائنات ميتة...في الأرض...
    إلى من يلجأ؟, أليس الله هو الله؟...ينظر إلى الأعلى...يتدلى فوق رأسه العنكبوت...
    يحاول النوم... فهو منهك حتى الثمالة , فلا يستطيع ,تتشكل خيوط رقيقة حول رقبته...يدفعها بعيدا عنه.. لكنها تتشكل رغما عنه.. كغزل البنات الطفولي , بلا لون و لا رائحة .. لا بل كخيوط عنكبوتي تريد إعدامه.
    يشعر بالجوع يحرق معدته...تصطدم بصخرة الكهف أصوات هوجاء...ترجه , تنادي..
    -مازال حيا...
    يخرج القرآن من جوفه مرتلا...كان قد حفظه صغيرا...
    أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ..
    يتخذها تعويذة...يكررها...يشعر بالراحة...ينام...ليستفيق على صوت نقر تقوم بها يداه ليخرج من شرنقته من جديد...
    ريمه الخاني 29-5-2014
    نشرت لأول مرة في موقع ديفيان آرت الغربي مترجمة ومجلة فكر الخليجية.
    فرسان الثقافة

  2. #2
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.01

    افتراضي

    أختي الكريمة ، الأستاذة ريمة
    أسعد الله أوقاتكِ
    ربما هم بمئاتِ الآلاف - عبر عدة عقود - اولئك الذين يُكدّسون في زنازين الظالم المستبد ، ولعلهمم بالملايين من كدّسهم خارج الزنازين
    في البلد الكبير الصغير .. وكلها ( شرانق ) ، وكلهم أحياء أموات ! وفي نهاية الأمل ثقب يصل ما تبقى منهم بالله سبحانه .. خيطٌ لم يستطع
    أن يقطعه أعتى الطغاة !
    نصٌ سردي اعتمد - فضلاً عن السرد - الغرائبيّة والعجائبيّة ، اللتين لا يُشبههما إلا واقع ما تحدث عنه الرمز . لغة معبرة موحية .. تلوّن
    الصورة بالأسود والرمادي .. وبعض البياض .
    ممتع ومثير ، ومؤثر ما قرأتُ هنا
    تحياتي
    اللهمّ لا تُحكّمْ بنا مَنْ لا يخافُكَ ولا يرحمُنا

  3. #3
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.86

    افتراضي

    يركض نحو اللا شيء...مازالت الجبال قائمة على أصولها...يركض نحوها...يتسلق صخورها بعيدا عن هجوم الرؤوس المقطوعة...تلحقها الأطراف صارخة:
    -مازال حيا...
    يقع مرات وتقرضه أسنانها....يحاول الفرار بنفسه.. متسائلا:
    -ما هذا الذي أراه؟, هل هذه بلادي فعلا؟.
    تغيب الملامح وتتغيّر البلاد لكثرة ما تتعرّض له من عوامل تعرية قهريّة لها ولأهلها!
    قصّة رمزيّة بسرد غريب وجاذب
    جميل أنّها نتهت بالإيمان والقرب من الله مشعلة شعلة الأمل
    بوركت عزيزتي
    تقديري وتحيّتي

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.76

    افتراضي

    سرد قصّي طيب برمزية سوّغت عجائبية الفكرة وفتحت الأبواب للتأويل بدلالات الواقع

    رائق عميق الإسقاط موفق المحمول

    دمت بخير

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 2.01

    افتراضي

    نبني الشرنقة حول ذاتنا من حيث لا ندري حتى نختنق بها
    وتلتف شرانقهم عنوة حول حرياتنا
    وتتشرنق بلادنا لتخرج بملامح مهترئة
    ويبقى الايمان والارادة يدا قوية تمزق شرنقة الخوف
    قصة جميلة بأبعادها
    كل التقدير

  6. #6
    الصورة الرمزية مازن لبابيدي شاعر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : أبو ظبي
    العمر : 64
    المشاركات : 8,888
    المواضيع : 157
    الردود : 8888
    المعدل اليومي : 1.52

    افتراضي

    كم من المتعة في هذه القصة الرائعة أختي الأديبة ريمة الخاني .
    حقا قرأتها صورا لا كلمات وانفعالا لا سماعا .
    الفانتازيا كانت حاضرة بقوة ومنسجمة مع الحدث والرمز بأسلوب متقن .

    قصة تستحق الإعجاب وأديبة تستحق كل تقدير وتحية
    يا شام إني والأقدار مبرمة /// ما لي سواك قبيل الموت منقلب

  7. #7
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.16

    افتراضي

    يعيش الكثير داخل الوطن كأنه في شرنقة تكاد تخنقه .. معلق بين الحياة والموت حتى يتحرر من قيودها بوميض أمل يمزق خيوطها ويصل به إلى مالا يقدر به أن يطاله بطش مرة أخرى
    جميلة بفكرتها ورمزيتها بلغة أنيقة وسرد جميل
    بوركت واليراع شاعرتنا الفاضلة
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,604
    المواضيع : 420
    الردود : 3604
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى حمزة مشاهدة المشاركة
    أختي الكريمة ، الأستاذة ريمة
    أسعد الله أوقاتكِ
    ربما هم بمئاتِ الآلاف - عبر عدة عقود - اولئك الذين يُكدّسون في زنازين الظالم المستبد ، ولعلهمم بالملايين من كدّسهم خارج الزنازين
    في البلد الكبير الصغير .. وكلها ( شرانق ) ، وكلهم أحياء أموات ! وفي نهاية الأمل ثقب يصل ما تبقى منهم بالله سبحانه .. خيطٌ لم يستطع
    أن يقطعه أعتى الطغاة !
    نصٌ سردي اعتمد - فضلاً عن السرد - الغرائبيّة والعجائبيّة ، اللتين لا يُشبههما إلا واقع ما تحدث عنه الرمز . لغة معبرة موحية .. تلوّن
    الصورة بالأسود والرمادي .. وبعض البياض .
    ممتع ومثير ، ومؤثر ما قرأتُ هنا
    تحياتي
    تماما أستاذ مصطفى,فترانا تشرذمنا من الداخل,لك تحيتي وتقديري الذي لامزيد عليه.

  9. #9
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,604
    المواضيع : 420
    الردود : 3604
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
    تغيب الملامح وتتغيّر البلاد لكثرة ما تتعرّض له من عوامل تعرية قهريّة لها ولأهلها!
    قصّة رمزيّة بسرد غريب وجاذب
    جميل أنّها نتهت بالإيمان والقرب من الله مشعلة شعلة الأمل
    بوركت عزيزتي
    تقديري وتحيّتي
    شكرا لك جدا وتخيلوا ان القصة التي نشرت في الموقع الغربي عرفت بمصائب سوريا التي لم يقدمها اعلامهم الغربي بشكل واضح!!
    تحيتي دوما.

  10. #10
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,604
    المواضيع : 420
    الردود : 3604
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    سرد قصّي طيب برمزية سوّغت عجائبية الفكرة وفتحت الأبواب للتأويل بدلالات الواقع

    رائق عميق الإسقاط موفق المحمول

    دمت بخير

    تحاياي
    دمت بخير اخيتي ولك محبتي.

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الخُروجُ منْ..التّيهُ في..الدّخولُ إلى : قلبِ حَبيبَتي
    بواسطة عمر زيادة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 29-04-2012, 02:25 AM
  2. سَبِيلُ الْخُرُوجِ مِنْ زَمَنِ ِالضَّيَاعِ
    بواسطة ربيع بن المدني السملالي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 23-02-2012, 03:40 PM
  3. الخُرُوجُ مِنَ التِّيــْهِ
    بواسطة يحيى سليمان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 13-08-2009, 05:56 PM
  4. الشرنقة
    بواسطة صبيحة شبر في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 28-07-2009, 08:05 PM
  5. مَن قتل مَن ؟
    بواسطة سعيد أبو نعسة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01-12-2006, 10:20 PM