//
//
//
((وقف الطاغية أمام المرآة ، يدَّهن وينظر إلي و جهه وفمه وهو يثخب دما ، أتريد أن تخيفني في المرآة ؟ فردت المرآة بصوته : ولمَ أخيفك أنا أعكس صورتك وحالك وفقط ،
فصرخ:كذبتَ ، أنتَ ترجع دما أما أنا فلا ، فردت لا تحدثني بصيغة المذكر فهذه صورتك أنت أنت وفقط ،
وسألته :أأنت خائف من حقيقتك ؟!
فتشجع :أنا لا أخاف أبدا فكما ترين وتعكسين أنا وحش أنا قاهر أنا أنا أنا وتلعثم ،فأكملت له :أنت قاتل ،أنت حارق،أنت كاذب ،أنت سفاح ،عميل،متآمر
فصرخ فيها مستديرا : لا لست كل هذا فجاوبته:لابل كل هذا وأشد، أنت كافرٌ بما جاء في القرآن ، وما أُنزلَ على محمد .
فدق قبضته في فمها : لماذا تزعجينني وانا أُصلي و أتصدّق احيانا أنا لست كافرا بالقرآن لكنني احب الانجيل بما فيه من سماحة وكياسة ورزانة وأومن بما في التوراة لانها كتاب أقاربي و(الخال والد) كما تدعون
فلاحقته:القرآن يقول :"وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"
ثم أغاظته : أنت تقتلهم وتفقرهم وتسجنهم وتدعي انهم يكيدون للوطن هل انت الوطن أم الشعب هو الوطن؟! أم ماذا؟ هل جئت لأجل إسعادهم ؟أم لإهلاكهم؟!
ثم صرخت المرآة فيه : هل أنت الوطن:هل أنت الشعب ،أين الوطن تحدث تكلم لو لديك شيئا من الشجاعة؟
فلعق أصابعه وما ينزف من فيه ،نعم أنا الوطن ، وهم الشعب لالا انا الشعب والوطن ثم ترنح مغاضبا : هم عبيدي و هن إمائي أسخرهم لإسعادي
ثم اخذ يدور ويدور وينادي بهستيريا أين ذلك الوطن أنا لا أراه ولا أومن به ؟!
فسمع قرقرة في بطنه وصوت الوطن الذي ابتلعه يستصرخه :أخرجني منك لتراني ،أخرجني منك لتراني،فأنا لا أهضمُ ولا أقهرُ، فأنفجرت بطنه وسقط تاركا الوطن
كالجنين نابضا فرحا،فتهلل الجمعُ للميلاد))
/
/
/
دمتم مبدعين