أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: أدونيس .. مستسهِلاً ومختزِلاً

  1. #1
    الصورة الرمزية ياسرحباب قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2013
    الدولة : دمشق
    المشاركات : 578
    المواضيع : 90
    الردود : 578
    المعدل اليومي : 0.14

    Lightbulb أدونيس .. مستسهِلاً ومختزِلاً

    أدونيس .. مستسهِلاً ومختزِلاً

    بقلم د.طيب تيزيني : الاتحاد


    ظهر الشاعر المعروف أدونيس على إحدى القنوات التلفزيونية العربية (لبنانية) قبل
    أسبوعين ونيّف، وتحدث عن عدة أمور منها خصوصاً المسألة السورية، وكان مما لفت النظر
    في إجابة له حول المسألة المذكورة، أنه قال ما معناه التالي: إن ما يحدث الآن في
    سوريا إنْ هو إلا صراع بين فريقين اثنين كلاهما إسلامي، مُلخّصاً بذلك، كما يرى،
    صراعاً يدور بين مجموعتين منذ أربع سنوات، وبكل الدمار والتشريد اللذين لحقا بسوريا
    على نحو غير مسبوق.

    إن الإجابة التي قدمها أدونيس تعاني من قصورين اثنين، تقرير الحقائق عبر أجهزة
    الاتصالات السمعية والإعلام الغربي، وهو الذي يعيش في الغرب منذ عقود بعيداً عن
    الوطن السوري، مثله في ذلك مثل العديدين من المعارضين السوريين في الخارج أولاً،
    ووقوعه في فخ الأيديولوجيا الإسلامية، كما ينظر إليها فريق كبير من الغرب بمثابتها
    اللاعب الأيديولوجي والسياسي الرئيسي.

    وبتعبير آخر، ينحو أدونيس نحو الرؤى الغربية الجديدة القائمة على اعتبار أن التاريخ
    قد انتهى إلى ما بشّر به فوكوياما من أن قاطرة الغرب الجديدة العولمية قد اختزلت
    التاريخ الحضاري الأخير بكونه تاريخ الغرب الوحيد، أي بكونه القوة الراهنة العظيمة
    الواحدة، التي على الآخرين أن يلحقوا بها في إطار «السوق المطلقة»، التي أصبحت سيدة
    الأشياء والقوى والعوالم العالمية.

    أما ما قد يظهر معادياً لذلك، فيبرز الإسلام والأيديولوجيا الإسلامية والتيارات
    الإعلامية بمثابته أحد العاملين الخطيرين المعاديين للغرب، في حين أن العامل الثاني
    يتمثل في الحضارة الصينية.

    من هنا وبحسب ذلك، تسقط العوامل الأخرى الفاعلة في المجتمع والتاريخ، مثل الصراع
    الاجتماعي والسياسي والفكري والحضاري، ليبقى العامل الإسلامي فقط بمنتجاته
    المختلفة، ولكن بصيغته الإرهابية.

    ها هنا نتلمس المنحى الذي سلكه أدونيس ونظراؤه من المثقفين ودعاة العودة إلى اختزال
    عوالم تأزم العالم الراهن المضطرب والمتجه نحو الدمار ومزيد منه، وليس مستحيلاً
    -هكذا يُستنبط- أن نضع يدنا على حضور هذا الموقف الاختزالي فيما يجري على الساحة
    الدولية، مجرداً من العوامل الأخرى.

    ووفق ذلك وانطلاقاً منه، يصبح القول وارداً ومسوِّغاً بأن عوامل التاريخ الأخرى
    الكلاسيكية أخرجت أو خرجت من حيّز الفعل، مثل الصراعات المجتمعية (الطبقية والفئوية
    والجيلية والاقتصادية والسياسية وغيرها). وإذا ما انطلقنا من ذلك، تبين لنا أن
    القول بصراعات حول السلطة والثروة وحول مسائل التنمية والتقدم ضمن أطر مجتمعية مثل
    المجتمع المدني والحرية والديوقراطية، أصبحت كلها غير ذات أهمية.

    إن في ذلك شطْباً لحيثيات وتَبِعات الاستبداد والفساد والإفساد والإفقار، التي كانت
    قد بلغت درجات قصوى في سوريا، ناهيك عن هيمنة الشمولية ورفض التعددية على الأرض
    بصورة قاطعة ومُجسِّداً ذلك خصوصاً بالقانون رقم 63، وهو قانون الأحكام العرفية.

    إن الصراعات التي بدأت تظهر بوضوح منذ أربع سنوات ها هنا كانت صراعات من أجل
    التحديث والمساءلة والتعددية السياسية والمجتمع المدني الديمقراطي. وفي إطار ذلك
    كانت المناكفات والصراعات الإسلاموية مع غيرها قد ظهرت أصلاً.
    ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور

  2. #2
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.00

    افتراضي

    ولو افترضنا أنّ هذا الأدونيس لم يكن مغتربًا عن سوريا ، فماذا سيكون موقفه من الثورة ؟ أقول - وبالتأكيد - سيكون موقفًا مختلفًا عن أيّ بوق
    من أبواق قناة ( الدنيا ) بأنّه أقوى صوتًا وأضلّ سبيلاً .. وأعظم حقدًا ..
    أمّا الطيّب التيزيني ، فأرجو أن يكون فيما يكتبه هذه الأيام كفّارةً لما قدّمَ لسانه لعقود ؛ في ترقيع ذلك الاستبداد ..
    وأمّا هذا المقال ؛ فهو تنظيرٌ فكريّ فلسفيّ لثورة لايعرف قيمتَها إلاّ من يعرف الحقّ من الباطل ، ولا ما أثارها إلاّ الذين يتواجهون على الأرض
    والذين يألمون بينهم ، ولا يعرفُ غايتها إلاّهُمْ
    إنّ الذين يُخططون لمصائر البشر في هذه الدنيا واهمون جدّا ! لأنهم عرفوا شيئًا وغابت عنهم أشياءُ ، عرفوا القوّة المادّيّة التي تُغذّيها الأحقاد
    وتفجّرها أطماع الذئاب ، وأهمّ ما غابَ عنهم أنّ الإيمان بالله أقوى من كل المعادن في الأرض ، وأنّ مؤمنًا واحدًا بالآخرة يُفحم كلّ علمائهم
    وفلاسفتهم وأطبائهم ؛ حينَ يموت جوعًا أو بردًا أو صبرًا ؛ ولا ينتحر ، بل ولا يُفكّر بالانتحار !
    فليُخطط مَن لايعرفون الله لعباد الله ، وسوف يعلمون قريبًا - أو بعيدًا - في أيّ جهالةٍ كانوا يتخبّطون !
    تحياتي
    اللهمّ لا تُحكّمْ بنا مَنْ لا يخافُكَ ولا يرحمُنا

  3. #3
    الصورة الرمزية ياسرحباب قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2013
    الدولة : دمشق
    المشاركات : 578
    المواضيع : 90
    الردود : 578
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى حمزة مشاهدة المشاركة
    ولو افترضنا أنّ هذا الأدونيس لم يكن مغتربًا عن سوريا ، فماذا سيكون موقفه من الثورة ؟ أقول - وبالتأكيد - سيكون موقفًا مختلفًا عن أيّ بوق
    من أبواق قناة ( الدنيا ) بأنّه أقوى صوتًا وأضلّ سبيلاً .. وأعظم حقدًا ..
    أمّا الطيّب التيزيني ، فأرجو أن يكون فيما يكتبه هذه الأيام كفّارةً لما قدّمَ لسانه لعقود ؛ في ترقيع ذلك الاستبداد ..
    وأمّا هذا المقال ؛ فهو تنظيرٌ فكريّ فلسفيّ لثورة لايعرف قيمتَها إلاّ من يعرف الحقّ من الباطل ، ولا ما أثارها إلاّ الذين يتواجهون على الأرض
    والذين يألمون بينهم ، ولا يعرفُ غايتها إلاّهُمْ
    إنّ الذين يُخططون لمصائر البشر في هذه الدنيا واهمون جدّا ! لأنهم عرفوا شيئًا وغابت عنهم أشياءُ ، عرفوا القوّة المادّيّة التي تُغذّيها الأحقاد
    وتفجّرها أطماع الذئاب ، وأهمّ ما غابَ عنهم أنّ الإيمان بالله أقوى من كل المعادن في الأرض ، وأنّ مؤمنًا واحدًا بالآخرة يُفحم كلّ علمائهم
    وفلاسفتهم وأطبائهم ؛ حينَ يموت جوعًا أو بردًا أو صبرًا ؛ ولا ينتحر ، بل ولا يُفكّر بالانتحار !
    فليُخطط مَن لايعرفون الله لعباد الله ، وسوف يعلمون قريبًا - أو بعيدًا - في أيّ جهالةٍ كانوا يتخبّطون !
    تحياتي
    أدونيس يؤكد دائما على منهجية النقد المعرفي ، لكن تلك المنهجية لم تقده إلى رؤية معرفية كما يدعي بل كان انفعاليا في هجومه اللاذع و اللامبرر
    على الاسلام و تاريخه محملا الاسلام كل اسباب ماوصلنا اليه ، لذا لا أعتقد أن مكان وجوده سيغيير من مواقفه الانفعالية ،،
    خالص الشكر على مداخلتك الاستاذ الفاضل مصطفى حمزة

  4. #4
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    إن في ذلك شطْباً لحيثيات وتَبِعات الاستبداد والفساد والإفساد والإفقار، التي كانت
    قد بلغت درجات قصوى في سوريا، ناهيك عن هيمنة الشمولية ورفض التعددية على الأرض
    بصورة قاطعة ومُجسِّداً ذلك خصوصاً بالقانون رقم 63، وهو قانون الأحكام العرفية.
    صدقت أخي وصدق أخي الأستاذ مصطفى رغم الاختلاف في بعض تفاصيل الراي

    ولدي تعديل بسيط على قولك: وفي إطار ذلك كانت المناكفات والصراعات الإسلاموية مع غيرها قد ظهرت أصلاً.
    فالصحيح أنه لأجلذلك ولخلقه خلقت المناكفات والصراعات الإسلاموية مع غيرها

    شكرا لك

    بوركت
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2014
    المشاركات : 638
    المواضيع : 5
    الردود : 638
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    أدونيس حالة تعرّي الواقع الثقافي العربي، ومجرد أن يصبح اسمه علما كما هو دليل على تردّيه وانحداره
    تقديري

المواضيع المتشابهه

  1. البعد الصوفي عند أدونيس
    بواسطة عبدالسلام حمزة في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 18-02-2011, 02:35 PM
  2. شخبطة .. بعجالة.. على شرف أدونيس..
    بواسطة غسان الرجراج في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 31-01-2009, 09:02 AM
  3. رسالة إلى أدونيس
    بواسطة فدوى أحمد التكموتي في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-10-2007, 12:08 AM
  4. مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 17-06-2006, 11:15 PM
  5. إلحاد أدونيس والرد عليه من أحمد القطان رحمه الله وبارك في عمره
    بواسطة أبو القاسم في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-10-2004, 09:06 AM