الاسلام يجفف منابع الباطل دون ان يكسر غصنا:

الباطل يقف على ثلاث ركائز :
المنهج - البشر - المال

المنهج : كلما كانت صفات المنهج تعبر عن صفات واضعه من النقص كلما كان المنهج فاسدا
البشر : يدورون مع فساد ذلك المنهج الفاسد لذلك يتم توظيفه لمن له سلطه على تغيير ذلك المنهج
المال : هو الرباط الوحيد الذى يجمع الفسدة جميعا لدورانه بمنهج الفساد السابق

والاسلام يجفف منابع الفساد كالأتى :

اولا المنهج : هو تشريع رب العالمين سبحانه وتعالى والتشريع يعبر عن صفات من امر به والله سبحانه وتعالى له الصفات العلى مما يلزم ان يخلو التشريع من الخلل مطلقا وان تكون صفاته وصفات من اقامه عليا
اى ان الكمال المطلق هو صفة ذلك التشريع الاسلامى
وحتى نرى الكمال المطلق بالاسلام قبل ان نطبقة لننظر لاثر صفات الله سبحانه وتعالى فالكون حولنا وكيفية قيام كل من الكون بعمله دون ان يتعارض احدهم مع الاخر
بالتالى فلابد ان يكون ذلك اثره فى البشرية

البشر :
والمنهج الاسلامى كمؤثر للبشر يصوب امرين :
الغاية والوسيلة فالغاية ان يكون العمل لله سبحانه وتعالى بالتالى صارت كل غايات المسلمين واحدة بالتالى صار القلب للمسلمين جميعا واحدا له منهج واحد وهو الطمع فى مرضاة الله سبحانه وتعالى
والوسيلة بجعل الجوارح وما تتناوله لاتمام الغاية يدور وفق ذلك التشريع الاسلامى بالتالى صار افراد المجتمع المسلم جميعا جسدا واحدا تتنوع وظائفه كاليد والعين والرجل والشعر وهكذا دون ان يخرج احد ما عن ذلك الجسد او عليه وكل الجسد يوظف لصالح الفرد
بالتالى صار هناك الكمال المطلق للبشرية فى الغاية والوسيلة

المال :
المال وفق التشريع الاسلامى فى حالة حفظه الاصل به ان الكل يحفظه فى البنك الاسلامى
ومن حفظه فى بيته صار عبئا عليه فى تأمينه وصار مطالبا بأداء زكاته فى حال ان يحول عليه الحول
وتعطيل المال فى البنك الاسلامى يكون خللا فى ادارة البنك الاسلامى وهذا غير وارد لان البنك الاسلامى يفتح ابواب القرض للمجتمع المسلم جمبعا بشرط ان يدور ذلك المال فى دائرة الحلال فقط سواء بالنسبة للمسلمين او غير المسلمين ممن يريد التعامل مع البنك الاسلامى
وكلما فرغت خزينة البنك الاسلامى الا من مما كان ضرورة حتمية بوجوده كلما كان المال فى اعلى درجات قوته الشرائية اذ ان معنى ذلك ان هناك سلعة متداولة فى السوق لكل مليم خرج من البنك
فان قلنا ان المال الذى تم رده الى البنك كقرض سابق دل ذلك على ان المال دار دائرته السابقة وترك تجارة تقابله بالايدى العاملة المناسبة له ثم عاد الى البنك ثانية ليخرج بنفس الكيفية ويعود ليكون هناك النماء للتجارة الحلال مع تعطيل موارد الحرام ليجفف الدائرة المالية لكل ما هو حرام فتنقى البلاد من كل ما هو فاسد
ثم تأتى زكاة المال وزكاة العروض لتغلق باب اعتبار ان المال صار هو السلعة هى التجارة نفسها فيطمع الطامعون بتخزينها والتحكم فيها بان تؤخذ زكاة ما وجد فى المحل او المخازن ليكون الاصل هو ان تكون السلعة فى ايد الشعب بالتالى بارخص الاسعار

ثم تأتى زكاة الركاز لتفتح الابواب امام من يبحثون عن كنوز الارض لتملكها لهم مع اخذ زكاة الركاز فقط ثم تدور تلك الثروات من خلال التشريع الاسلامى لصالح الدولة جميعا بالتالى الملكية لك كحق والفائدة للدولة باكملها مع استفادتك بنمو القوة الشرائية لثرواتك تلك مع الزمن

ثم زكاة الزرع وبقية انواع ما يتم تربيته من حيوانات تؤكل لتوظيف كل شىء بالدولة داخل التشريع الاسلامى

فان اخذنا مع ذلك الدائرة الاسلامية للحفاظ على الاسرة والدائرة الاسلامية للحفاظ على الحقوق الجسدية او المالية او اللفظية
عندئذ لا يصدر من افراد المجتمع الا ما كان معبرا عن الاسلام عندئذ دخلت الدولة البشرية الاسلامية مع الكون فى التسبيح لله سبحانه وتعالى

غندئذ تعطل اى دائرة غير اسلامية لعجزها عن تحقيق الكمال الذى حققه الاسلام فتعطل مصالح اهل الفساد بالدولة فلاتجد دعوى اهل الباطل اموالا او افرادا تقوم بها فتخنث دعواهم كما يخنث الشيطان ليكون الكل فى دائرة الاسلام
ليحقق كل من فى الدولة الكمال بالاسلام فيحل رضى الله سبحانه على تلك الدولة فتكون الجنة فى حياتنا بتلك الدنيا

اللهم ربنا تلك هى الدولة التى اتمنى الحياة بها ومع افرادها فاللهم ان لم يكتب على الحياة حتى احيا بها والوصول مع اهلها للجنة فاللهم ربنا ادخلنى برحمتك جنة الاخرة
فسبحانك لك الاسماء الحسنى والصفات العلى ولا حول ولا قوة الا بك سبحانك انت ربى ورب كل شىء ومليكه واشهد ان لا اله الا انت سبحانك