على هامش رحلة الشتاء
==============

الرئيس اليمني السابق على عبد لله صالح عندما تخلت عنه أمريكا ودول الخليج قفز إلى حضن المعسكر الإيراني - سبحان الله - وأصبح بقدرة قادر ثوري وممانع ومحارب للمشروع الأمريكي .

لست مؤيدا لإيران المذهبية ولا لسوريا لأسد ولا لما يسمى زورا بمعسكر الممانعة ليس لشيء إلا لأنني أؤمن بخيارات الشعوب ، فالشعوب هي الممانعة في الأصل وليس الأنظمة التي تتوسل بالممانعة لكسب شرعية سياسية وللبقاء في الحكم عبر سياسة ( تجحيش ) و( واستحمار ) الشعوب .

بالمقابل وقطعا وبالمطلق لسنا مع المشروع الصهيو أمريكي أو المشروع النيو ليبرالي الجديد في المنطقة ، فهو أكثر خطرا من المشروع الأيراني .

اعتقادي الجازم أن المشروع الأمريكي إنما يستخدم المشروع الإيراني ويستثمره لإجبار شعوب المنطقة على القبول والترحيب بالمشروع الصهيو أمريكي . وكذلك يفعل المشروع الصفوي ؛ فهو يستثمر المشروع الصهيوامريكي لإجبار شعوب المنطقة وضعها أمام الخيار الصعب
فنحن أمام مشروعان :
الأول : صفوي مذهبي يتوسل بالممانعة .
الثاني : صهيو أمريكي يستثمر الحالة المذهبية والتبشير زورا بالديمقراطية والحياة الكريمة التي تفتقر إليها شعوب المنطقة .

وبالتالي : إما قبول ( إسرائيل ) والتعايش معها كقطر شقيق
وإما الإنضواء تحت الراية الصفوية الفارسية

والأرض العربية هي الحلبة والشعوب والدماء العربية هي الفريسة ، لأننا اليوم أمة بلا مشروع ، بلا هدف ، بلا هوية واضحة .

فالإنسان العربي مسموح له الآن أن يكون ضمن أحد المشروعين السابقين فقط
وأي تفكير يهدف للفكاك من هذه الثنائية فهو تفكير يقع تحت طائلة الإرهاب ويصبح صاحبه مستهدفا من الجميع بصرف النظر عن هويته الفكرية : - دينية كانت أو قومية أو يسارية أو غير ذلك .