لا أمدح وأدعم ثورة " حقيقية " فى ايران ، والتى انطلقت من مدينة مهاباد الواقعة شمال غربي إيران في محافظة أذربيجان الغربية ذات الغالبية الكردية ؛ بسبب فقط انتحار فرناز خسروانى إثر سقوطها بعد أن حاول ضابط مخابرات اغتصابها .
تذوق ايران من نفس الكأس ، فهى سعت لتصدير ما تزعم أنه نموذج لثورتها ، تعزيزاً لدولة المرشد فى ايران الشيعية ولنموذج الولى الفقيه المعصوم ، ضمن نظام دينى اخترعه الخومينى لمصلحته ولفائدة حكمه الاستبدادى لا لفائدة الدولة والأمة .
بدأ الخومينى " ثائراً " – بل مدعياً الثورية - يخطب بالقرآن ويردد آيات سورة النمل عن الملوك الذين اذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ، وارتفع صوته الأوبرالى الناعم بالحديث عن الظلم والفساد والمستضعفين فى الأرض ومقاومة الطواغيت ، وأنه جاء ليقود النضال ضد قوى الشر والاستبداد بالدستور الاسلامى والشريعة الاسلامية لاقامة أمة اسلامية موحدة وهاجم اسرائيل وأمريكا والشاه ومصر ، حتى اذا ما تمكن اذا به يتحول الى ديكتاتور مستبد يقتل ويسفك الدماء تحت ستار من فتاويه الدينية .
هل نحن فى حاجة لسرد جرائم ايران فى حق الايرانيين أولاً وحق العرب والمسلمين على مدى عقود ، والكوارث التى سببتها مغامرتها فى العراق على مدى ثمانى سنوات وسعيها الى لبننة بلدان الخليج العربى بعد تخريب الواقع اللبنانى بالتعاون مع نظام الأسد ، ومؤامرات الاغتيال والتدمير الموثقة فى البحرين والكويت ولبنان .. الخ .
الثورة داخل ايران – الثورة الحقيقية الشعبية وليست الخومينية المزعومة – تنبأ بها الكثيرون ومنهم آية الله مهدى روحانى فى رسالة وجهها من باريس الى الخومينى عام 86 م قال فيها : " ان مستقبل ايران مظلم جداً ، وان الأيام المقبلة سوف تكون أشد واكثر ظلاماً ، ان النار المستعرة التى تحرق أبناء ايران سوف تضع ايران فى موقف أصعب فى الأيام المقبلة " .
ليست نار مستعرة فى أبناء ايران فحسب ، انما أشعلت ايران النار فى بلاد العرب جميعها - فضلاً عن افغانستان وباكستان - دون استثناء بمخابراتها ودسائسها وطابورها الخامس فى لبنان والعراق وسوريا ومصر واليمن وليبيا .. الخ ، وقالها زعيم غربى : " ان ايران تفاحة متعفنة وكل ما علينا فعله هو انتظارها لتسقط فى أيدينا " ، متعفنة بالفساد والاستبداد والقهر والقتل باسم الرب ، وبنشر المؤامرات والفتن والانقسامات تحت عناوين تصدير الثورة .
وقالها روبرت فيسك عندما كان محرراً صغيراً فى التايمز يرصد أجواء وتفاصيل الحرب مع العراق :" ايران تموت .. والحرب الحقيقية هى تلك المحتدة داخل ايران " .
فلتعد الثورة الحقيقية لتشتعل من جديد فى قلب مركز المؤامرات والدسائس والفتن ، ليس فقط لأجل فرناز خسروانى ، انما من أجل مأساة طويلة مظلمة مؤلمة زعموا كذباً بأنها ثورة ، لكن التوصيف الحقيقى لها هو ما قاله الراحل الكبير محمود السعدنى " أما الآية الكبرى – آية الله الخمينى – فقد أعاد من جديد تمثيل قصة الدبة وصاحبها ، عندما أراد أن يسحق ذبابة اسمها رضا بهلوى تحط على رأس الأمة الايرانية ، فهوى عليها بصخرة فسحق الذبابة وسحق الأمة الايرانية معاً ، ثم وقف على جثة الأمة مزهواً لأنه سحق الذبابة " .