أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: منها خرجنا وإليها نعود

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Sep 2011
    الدولة : عمان - الأردن
    المشاركات : 29
    المواضيع : 23
    الردود : 29
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي منها خرجنا وإليها نعود

    // منها خرجنا وإليها نعود // ؛

    أنهى مدّة محكوميته .. ثمَّ توجه إلى الأمانات لاستلام ملابسه التي فارقها قبل خمسة أعوام.
    وكان بذلك ، يُتمُّ آخر اجراءات الخروج . ثم فُتح له باب السجن عن دنيا رحيبة.
    نظر يمينا ً وشِمالا ً ، فرأى الدنيا تعجُّ بالزحام .
    غمغمَ في نفسه : مضى كل هذا الوقت .. والدنيا ما زالتْ تُعربد .

    سار .. ولمْ يشأ أن يُفكر بما سيكونُ عليه الغد ، أو لعله لم يتوّجسْ خِيفة من ذلك . فقد استقرَّ في نفسه أنه " مُعتقلٌ سياسي " ، وأنَّ مثل هذا الأمر ، حريٌّ أن يجعله فخورا.
    ولعله في كل ثانية مكثها خلف القضبان ، قد كان له فيها كرامةً ، ردّها الله عليه جزاءً للصابرين.
    ثم قُدّرَ أنه كان أستاذاً أمضى قُرابة العقد من الزمان ، يُخرّج أجيالاً هداها الله بعلمه.. ثم لا يكون بعد ذلك جزاء الإحسان إلا الإحسان.

    لمْ يسمح للقنوط أن يأخذ ما يريد من نفسه المحطمة بأغلال ما مضى . ذلك أنه وكيفما أدار الأمور في عقله ، لنْ يجد فيما قد يكتبه الله عليه ، أكثر مما كُتبَ خلف القضبان.
    ثم إنه ، وفي أسوأ الأحوال ، في حال مَنْ لا ولد له ولا تلد . وعلى ذلك ، فلا صرخة طفلٍ تُحطم قلبه ، ولا تذّمر ناكرةٍ للعشرة تُقيم الدنيا عليه ولا تُقعدها. وإنْ أوصدتْ أبواب الرزق في وجهه ، طَلَبَ المهجر منتهاه.

    بهذا ، وعلى هذا .. أخذ المواثيق على نفسه وهو يمضي إلى حارته.

    في مدخلها ، وكما كان ينبغي له أن يعرف ، لمْ تكن نِسوة الحارة تنتظر طلّته لتنطلقَ الزغاريد بالبشرى .. ولم تكن جَمْعَة أهل الحارة على موعدٍ مع اطلالته، لتزّفه كما يُزفُّ العريس في ليلة عرسه.
    لم يكن من كل ذلك أي شيء .. ذلك أنه غريبٌ أتى إلى الحارة في مطلع "الستينيات" مُدرسا ً ، بعد أن فقد في بلاده كل الأحبة.

    سار في الحارة .. ولم يجد مَنْ يُلقِ له بالاً أو حتى يُواليه بتحية الله.
    آلمه كل هذا الجحود .. وتفطّر قلبه للغربة التي راحتْ تغشاه وكأنها تزوره لأول مرة.
    ألمْ يرضَ بما قدّر الله عليه في الزمان الغابر مِنْ رحيل الأهل ؛ ثم حاول أنْ يُقنع نفسه بأنْ يتخذَّ هؤلاء البديل !!

    أراد أن يلتمس العذر للجميع .. ثم قال في نفسه : لا داعِ .

    جلسَ على الطاولة المنصوبة على مدخل القهوة ، وأرسلَ نَظَرَهُ إلى النافذة المُطلّة عليها.
    لمْ تكن نظرة حنين أو شوق .. فكلُّ ما مرَّ عليه ، خمسة أعوامٍ انقضتْ ، كان حريٌّ بها أن تجلو له كل شيء ، حتى زيف العواطف.

    لكن لِمَ هذه النظرة : أتُراها عتاب للحظاتٍ طوتها السنين ؟

    لا .. فذلك مربوطٌ بجروح القلب .. وإنَّ قلبه ليس فيه مكان لجرح الهوى . إذْ أودعه لكلابِ الله ينهشونه بما فُطرتْ عليه جيناتهم الساديّة . . فلمَ النظرة إذن !!
    أهي ليوّجه رسالة مِنْ على موقعه الكائن في قهوة عفيف الحلبي ؛ فتصل إلى مَنْ تقبع خلف تلك النافذة ؟!..

    رسالة !!
    ماذا عساها تكون !!
    ربما هي كذلك :
    " ها أنا ذا قد عُدتْ .. ولابدَّ أنكِ بعد طلاقكِ من عريس الغفلة ، قد صرتِ بورا .. ولابدَّ أنكِ إذا ما نظرتني ، سترنو بكِ الأماني لأفيض عليكِ من نبع قلبي ، ما يردُّ عليكِ بساتينَ نضارتكِ خضراءَ يانعة.. لكني لنْ أفعلْ .
    نعم .. تلك هي الرسالة ، وهي مُحْكَمةٌ بشكلٍ جيد ، وجديرة بكِ جزاءً للجاحدين. وهـذه أول صـفـحـةٍ فـي دفـتـر الـحـسـاب، طـويـنـاهـا ولأ نُـبـالـي. "

    جاءه صاحبُ القهوة ، عفيف الحلبي ، ثم نادى صبيّه " عبده " كي يُحضرَ الشاي ، وقال:
    - اسمع يا حضرة الأستاذ .. إنَّ لهم أعين وآذان وفي كل مكان .. وإني أستجير بالله منكَ ومِنَ الشُبهات .. اشربْ الشاي الآن ثم امضِ إلى غير رجعة ، وكفانا ما كان في خوالي الأيام.

    إلى غير رجعة .. لعلّها تكون جزءاً مما سيؤول إليه الأمر أيها الأرعن ، فإنَّ دفـتـر الـحـسـاب جمعَ جميع الأشياء ، فما مِنْ كبيرة ولا صغيرة إلا وأحصاها ، حتى قهوة النحس هذه.
    أليسَ منها أُقْتيدَ في الزمان الغابر إلى حيث لا يعلمون .. فلم العجلة !

    ولَمَحَ سعيد سليم يجلس خلف طاولة على مقربة منه.
    كانَ رخيصاً دونَ مستوى البخس ، وأذنيه هي الأرخص منه . . أرسلَ السمعَ لكل شيء ، ودوّنتْ يداه كل ذلك ، وكان مِنْ عنده زيادةٌ لو وُزعتْ على أهل الأرض لوسعتهم أجمعين .
    حتى أنهم وَجّهوا له أثناء التحقيق ، تُهمة ، مُفادها أنه كان يُحرض قطته الشاميّة على إغواء باقي القطط في الحارة للتمرد.
    كانت التهمة كذلك من غير مبالغة في سردها.
    وقد طُلبَ منه أن يدافع عن نفسه إزاء كل ذلك .. وإنْ لم يفعل ، وقع عليه العذاب وكان فيه من الخالدين.
    وقد كان العذاب وأكثر ، فأنساه حليب أمه كما كانوا يقولون.

    غادر القهوة ، معتذراً عن شرب الشاي ، وقد أعلن لـِ عفيف الحلبي مسؤوليته عن أي ضرر قد يقع بالقهوة مرة أخرى .. وعلى ذلك أشهدَ الحاضرين.

    سار .. حتى إذا ما صار قريباً من المسجد ، سمع صوت الشيخ حماده القاعود يُقيم الصلاة .
    نظر إلى المسجد نظرة تهكم ، ثم قال :
    " لولا أنكَ من بيوت الله ، لبصقتُ على كل مَنْ هم فيكَ جالسين ، بما فيهم هذا المنافق الذي يُقيمُ فيهم نداء الإيمان . "

    قالَ لهم ، يومَ جاؤوا للقبض عليه :
    " يا سادة .. والله إنَّ جهادكم في أمثاله ، هو أعلى درجات الإيمان .. وبسفح دمه ، سيدخلكم الله جنات الخُلد ، أنتم فيها خالدين.
    فهو زنديق كافر ، لا يُقيمُ الصلاة .. ولا يصوم رمضان، ولقد حجَ إلى كل غانية استطاع إليها سبيلا. "

    رغم أنه كان يصلي ويصوم .. ولم يذهب إلى الغواني إلا مرة أو مرتين ، ثم انقطع عندما اكتشف أن في ذلك ما يُفقدُ الهيبة . بينما ثلثي بِغال هذه الحارة ، فإنَّ قدميّ الواحد فيهم ، لا تنقطع أبداً عن خمّارة الست شوشو التركية، والتي تقع فيما وراء الميدان الأول مباشرة ؛ يتهارجون تهارج الدوّاب ، وعليهم حقّتْ الساعة بلا ريبْ.

    وصلَ إلى المكتبة .. فهرعَ إليه جلال نديم مهللاً ومُرحباً .. ومهنئا.
    قال له : سامحك الله .. لو أخبرتني في الزيارة الأخيرة أنكَ ستخرج هذا اليوم ، لوجدتني في استقبالك.

    لقد قضى ربُّكَ أنْ لكلّ دينٍ في هذه الدنيا ، رجلان يتحابّان فيه .. بما في ذلك دين السياسة.
    وعلى الأرجح .. أنه تحابَّ مع جلال نديم في ذلك .. وإنْ كان جزاؤهما جهنم الدنيا ، خزنتها كلابٌ وذئابْ .. أو قُلْ عقاربٌ وثعالبْ.

    دار الحديث طويلاً بينهما .. ثم سأله إذا كانَ الحج فهيم يَقبل أن يؤجره بيته - فوق السطوح - مرة أخرى.

    وأخبره صديقه بما كان مِنَ الحج فيهم ، في أعقاب إلقاء القبض عليه. وكيف أنه جاء إليه في المكتبه ليأخذ المفتاح. وقد قال يومها :
    " زنديقٌ متحجر القلب .. لا يُلقِ بالا ً لكلمات الله .. وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم .. فيما هو فاغر فمه بما دون ذلك .. عليه لعنة السماوات والأرض أجمعين . "

    وأخذ المفتاح زاعماً أنه سيؤجره لإمرأة من أهل الصلاح - تَزوّجها بعد ذلك بثلاثة شهور - وكانتْ خامسة أزواجه ، إذ أنَّ الأولى صارتْ مُطلقة في بيت أبيها.

    هزَّ أسه ونهض .. وسأله صاحبه عن مقصده ، وأخبره أنه لا يدري إلى أين يمضي.
    فما كان من جلال نديم إلا أن أخرج مبلغاً من المال ، واضعاً إياه في جيب صديقه مُرهقَ الترحال.

    تعانقا عناقاً حاراً.. نزلتْ فيه دمعة مالحة من عيني جلال نديم ، مسحها صديقه بسبابته وهو يقول :
    - لا تبكي يا صاحبي .. فما للرجال يليق الدمع .

    ثم مضى يذرعُ الطوارَ في مشوارٍ بدا له منذ أول يوم في حياته ، أنَّ الأسى يحفّه من كل جوانبه.

    بعد أيام .. توّجه إلى مديرية المعارف . وبعد ساعات من الانتظار ، وافق رئيس شؤون الموظفين أن يُقابله لمدة دقيقتين ، على أن لا يزيد الأمر عن ذلك.
    ولمّا دخلَ إليه مُحتجاً على قرار الفصل الذي وجده مرفوعاً بحقه، فإنَّ رئيس الديوان لم يُعطه الفرصة لإتمام الاحتجاج، إذ قاطعه قائلاً :
    " كما تعلمْ يا سيد ، فإنَّ من أول وأنبل واجباتنا ، أن نعلّمَ الأجيال كيف تصون أوطانها .
    فما حال الأجيال ، وما حال الأوطان ، لو وقعتْ فريسة بين أيديكم ؟!.. لقد أنهيتُ خدماتكَ وانتهى الأمر. "

    حاولَ أن يقول شيئاً ، لكنَ عبدَ العبد ، قاطعه بأن المقابلة قد انتهتْ.

    أمضى بعد ذلك خمسة شهور يبحث عن عمل .. وفي كل مرة كان يجدُ فيها الفرصة ، يصطدم بطلب حسن السيرة والسلوك.
    ولمّا كان الأمر مُستمراً على ذلك ، قال في نفسه إنه ليس بالمجرم ، وليس من أهل الجنح . فما الذي يمنع من الحصول على تلك الشهادة !

    وتوجه في أحد الأيام لطلب الشهادة من الجهات المعنيّة .. وبعد أسبوعين حصل على كتاب وردَ فيه:
    " لـمـن يـهـمـه الأمـر :
    دخـل الـمـذكـور الـسـجـن بتـاريـخ الـسـابـع مـن يـولـيـو عـام 1970 ، وأفـرج عـنـه فـي تـاريـخ الـثـالـث عـشـر مـن يـونـيـو عـام 1975. وإنَّ الـجـهـات الـمـعـنـيـة ، تـرى أنـه مـا زال غـيـر مُـهـيئـأ اصـلاحـيـاً لـلـقـيـام بـأيـّة وظـيـفـة فـي مـؤسـسـات الـدولـة.
    بـنـاء عـلى طـلـبـه أعـطـيَ هـذه الـوثـيـقـة ، ولـكـم الإحـتـرام ."

    مَزّقَ الورقة .. ثم بصقَ على الأرض مرتين أو ثلاث .. ومضى نافراً من كل شيء.

    وبتاريخ السابع عشر من يوليو عام 1978 ، كان يقفُ في مصلحة الأحوال الشخصية ، وقد قدّمَ له الموظف المسؤول قرار الجهات المعنية ، والتي تنصُّ على ما يلي :
    " يـمـنـع الـمـذكـور مـن الـسـفـر خـارج الـوطـن لأسـبـاب أمـنـيـة. "

    خرج من المصلحة ، وقد ضاقتْ عليه الأرض بما رحبتْ.
    سار متثاقل الخطى .. وكأن الجبال قد وجدتْ في كاهله خير مُستقرٍ لها.
    ما لبثتْ قدماه أنْ بدأتْ تتسارعُ شيئاً فشيئاً .. ثم حَثَّ الخطى ، وبدا له كما لو أنه وَجَدَ ضالته ، حتى كانَ بحلول المساء ، خلف الميدان الأول مباشرة ، حيث خماّرة شوشو التركية.

    تناولَ أول كأس .. وقالوا لاحقاً ، إنه عندما غادر مع الراقصة ميمي ، كان يحمل بين يديه الزجاجة السابعة.

    فتح باب الشقة ، ودخلَ مُتكئاً على منكبها .. ثم مددته على السرير.
    فتحتْ الزجاجة وقدّمتْ له كأساً منها .. ثم أدارتْ جهاز التسجيل على أغنية تُرقصُ الحجر والشجر ، وراحتْ تتمايلُ أمامه كالأفعى بغاية اللينْ.

    توّقفتْ عن الرقص .. ثم بدأتْ بخلع ملابسها ، حتى بدتْ كيوم ولدتها أمها.
    نَهَضَ عن السرير .. تَقدّمَ مِنْ ملابسها .. جمعها في حقيبة ، ثم همَّ بمغادرة الشقة.
    نادَته مُستنكرة : إلى أين تمضي ؟!
    أجابها بهدوء عاصفةٍ : لقد أخذتُ منكِ حاجتي .
    ثم مضى . . .

    وعند الفجر من تلك الليلة .. هرعَ الناس في الحارة مُسرعينَ مُتراكضينْ ، كَمَنْ يتخبطهم مسٌّ من الشيطان.
    كان الصياح يأتي من كل صوب ، والناس ينسلون من كل حدب .. وقد وُجدتْ قهوة عفيف الحلبي ، وقد بآتْ تلتهمها النيران. وكانتْ جثة سعيد سليم ، على مقربة من بابها.

    كما وُجدَ الشيخ حماده القاعود ، مربوطٌ إلى منبر المسجد ، وفي حِجره ملابس الراقصة ميمي ، موضوعٌ فوقها لحيته وشاربه - بعد الحلاقة طبعاً - .
    بينما وُجدَ الحج فهيم ، مربوطٌ مع زوجته - التي قيل عنها إنها مِنْ أهل الصلاح - شبه عاريين أمام باب الشقة.

    وفيما رجال الشرطة تسأل عن الذي فعل كل هذا .. جاء الصوت من بين الجموع مُنادياً ، كأنه ناقوس يفض عباب الصمت : أنـــــا .
    وقد حلَّ بعد ذلك ، على الجميع ، صمت مطبق .

    تحرك ضابط الشرطة نحوه ، وسأله :
    - لــم فــعــلــتَ هــذا ؟! ..

    نظر إليه مِنْ خلف ضباب الثمالة التي كانتْ تغشى عينيه ، وقال :
    - مــنــهــا خــرجــنــا ، وطــويــنــا دفــتــر الــحــســاب ، ثــمَّ إلــيــهــا نــعــود .

    ثم انفرجتْ شفتاه . . .

    ومما رويَ بعد عشرات من السنين مرّت على تلك القصة ، أنَّ حركة شفتيه ما كانتْ إلا حاله باكياً نادماً على اقترفتْ يداه.
    غير أنَّ جلال نديم .. رفيق الكفاح ، أكدَّ غير مرة ، أنه كان يضحك بلا أدنى شك .
    ثمة متعة في الصمود .. حتى ألماً .

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,124
    المواضيع : 317
    الردود : 21124
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    أحببت أن اعبر عن إعجابي بالقصة في عجالة
    وسيكون لي عودة للتعليق عليها إن شاء الله في أقرب وقت
    سلمت يداك. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Sep 2011
    الدولة : عمان - الأردن
    المشاركات : 29
    المواضيع : 23
    الردود : 29
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    أحببت أن اعبر عن إعجابي بالقصة في عجالة
    وسيكون لي عودة للتعليق عليها إن شاء الله في أقرب وقت
    سلمت يداك. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مساؤكِ معتقٌ بأريج النارنج سيدتي . .
    مروركِ ، كما عهدناه دوماً ، يُعطي للنص رونقاً ، ولصاحبه شهادة . . فلا تحرمينا كل هذا العطاء ، يا نبع العطاء.

    مودتي وتقديري .

  4. #4
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,124
    المواضيع : 317
    الردود : 21124
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    الأحساس بالظلم إحساس مميت ـ والأصعب منه أن يداري الإنسان هذا الإحساس
    في قلبه ، ويحاول تناسي من ظلموه.. فإن لم يستطع فسيظل يتجرع العذاب قطرات
    وتظل نار الجراح تتأجج في قلبه ليموت كل يوم مرات ومرات.
    ويقود الشعور بالإذلال والمهانة والأحساس المستمر بالظلم إلى الشعور بالألم ومنه
    إلى الشعور بالقهر الذي يولد الحقد والرغبة بالأنتقام ورد الظلم بطريقة عنيفة وظالمة
    والأنتقام بداية لرحلة قاسية المعالم ـ نفق مظلم لا يمكن لمن دخله أن يخرج رابحا.

    سرد شيق متميز لقاص متمكن من أدواته
    قدرة عالية على التصوير ورسم الشخوص في أداء قصي بديع
    بعد سياسي واضح، وقصة واقعية جادة، وتتضافر عبارات الوصف
    مع السرد لتشتد لبنات بناء النص بقوة في حبكة قصصية جميلة
    ونص مائز وحكي مؤثر .
    شكرا لك على متعة وجدتها بين حروفك .. ودام ألقك. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Sep 2011
    الدولة : عمان - الأردن
    المشاركات : 29
    المواضيع : 23
    الردود : 29
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    الأحساس بالظلم إحساس مميت ـ والأصعب منه أن يداري الإنسان هذا الإحساس
    في قلبه ، ويحاول تناسي من ظلموه.. فإن لم يستطع فسيظل يتجرع العذاب قطرات
    وتظل نار الجراح تتأجج في قلبه ليموت كل يوم مرات ومرات.
    ويقود الشعور بالإذلال والمهانة والأحساس المستمر بالظلم إلى الشعور بالألم ومنه
    إلى الشعور بالقهر الذي يولد الحقد والرغبة بالأنتقام ورد الظلم بطريقة عنيفة وظالمة
    والأنتقام بداية لرحلة قاسية المعالم ـ نفق مظلم لا يمكن لمن دخله أن يخرج رابحا.

    سرد شيق متميز لقاص متمكن من أدواته
    قدرة عالية على التصوير ورسم الشخوص في أداء قصي بديع
    بعد سياسي واضح، وقصة واقعية جادة، وتتضافر عبارات الوصف
    مع السرد لتشتد لبنات بناء النص بقوة في حبكة قصصية جميلة
    ونص مائز وحكي مؤثر .
    شكرا لك على متعة وجدتها بين حروفك .. ودام ألقك. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    *****
    نعم يا أختي . . لا سجنَ أكثر ضيقاً من البشر ، حين يأخذون دور القاضي ويصدرون أحكاماً في مستقبل الغيب على الأخر.
    ولا صدر أكثر إختناقاً ، ممن يتشربُ مع هواء كل يومٍٍ جديد ، غبار ماضيه وما كان في أيامه الخوالي .
    كأن العالم من حوله حين يحرص على استحضار ذلك الماضي، كيفما اتفق ، يُصرُّ على ألا يُنقّى صدره منها .
    في شرع الله ، تعلمنا أن الخطايا تُغتفر .. لكن في شرع عبيد الله ، لا يحدث ذلك حتى مع الأخطاء.
    أنا لستُ ضد الحساب الدنيوي ، حينما يكون هذا الحساب ، في حدود عدل الدنيا .
    ولكني حتماً ، ضد العقاب ، حينما يكون هذا العقاب ، هو تصفيةٌ لحسابات الدنيا.

    على الهامش من كل هذا يا أخت ناديا . . تبقى شهادتي بكِ مجروحة.
    فقد كان لكِ دوماً تل القدرة المدهشة ، على اقتناص بيت القصيد ، في أي نص تقع عليه عيناكِ.
    ودوماً كانت لكِ لغة حذقة في تثقيف ما شذ من زوايا النصوص التي تجودين في قراءتها .
    وعلى الاثنتين . . أشكركِ ، وأهنئ الأدب بفارهة كأنتِ.

    مودتي وتقديري .

  6. #6
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    طرح جاد ببعد غائي راق، وأداء جميل
    أحسنت الوصف وملامح الشخصية ورسمت الصراع بمهارة في سرد شائق ونص لافت

    دمت بخير أيبنا
    تحيتي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  7. #7
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2014
    المشاركات : 52
    المواضيع : 6
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    يكفي الحياة عدماً أن تُسلَب فيها الحرية........ سلمت أناملك أستاذ أحمد

  8. #8
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 392
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    كثيرا ما يدفعنا الظلم لرد فعل انتقامي أبشع مما نالنا
    وهنا برع أديبنا من خلال سرد متقن ولغة سلسة بديعة ونص ماتع يجبر المتلقي على المتابعة
    كنت هنا وتركت إعجابي
    تقديري الكبير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 1.99

    افتراضي

    حين تصبح الوطنية تهمة يعاقب عليها الناس قبل وبعد القانون ستغدو حرية الجدران سجنا أضيق بجدران ظلمهم
    حين دخل السجن كان يعلم ماذا يفعل وماذا يريد وقدم سنين عمره فداءا للوطن
    وحين خرج لم يكن يدرك أن الحرية هي في الارواح ان تاهت باتوا عبيدا لرغباتهم وما الوطن الا هتافات يختبرون فيها أصواتهم
    سرد جاذب وأسلوب مشوق بفكر عميق و يراع جاد
    اسجل اعجابي
    بوركت

المواضيع المتشابهه

  1. من الأرض وإليها
    بواسطة عمر الراجي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 22-04-2011, 10:41 PM
  2. متى نعود للحب؟
    بواسطة معاذ الديري في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 33
    آخر مشاركة: 20-09-2008, 04:44 AM
  3. أما آن لنا أن نعود يا شباب الأمة
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 18-11-2004, 11:19 PM
  4. نعود والعود أحمد
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 21-10-2003, 07:08 AM
  5. الخبير عضو جديد فهل من مرحب أو نعود ادراجنا
    بواسطة الخبير في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-12-2002, 06:46 PM