أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هل كل حزبي اعمى

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : أرض الاسلام
    العمر : 61
    المشاركات : 368
    المواضيع : 53
    الردود : 368
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي هل كل حزبي اعمى

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هل كل حزبي اعمى
    أو ضرورة التكتل عن وعي

    الاسلام دين هدى ونور ، ليس فيه غموض ولا اغلوطات ولا طلاسم ، بسيط رغم عمقه . اصوله البيِّنات في متناول عقل كل أحد يريد بصدق فطرته التي فطر عليها ان كان جادا أن يصل إلى الحق فيها . فهو اذا ما اخلص نيته وتجرد عن الاغراض وشمَّر عن ساعد الجدِّ واتعب نفسه في البحث قليلا، ورفضَ التقليد المذموم ، التقليدَ على غير بصيرة ، كانت اصوله البينات اقرب اليه من حبل الوريد . افمن يمشي مكبا على وجهه اهدى امن يمشي سويا على صراط مستقيم ان قارئ القرآن الكريم يَمر على قوله تعالى : ﴿قل هذي سبيلي ادعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين ﴾ يوسف 108
    فمن تبِعَ غيَّره على جهالة وعمى أشرك بالله وان لم يشعر بذلك .
    ويمر على الآية الكريمة : ﴿ يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ واحسنُ تأويل﴾ا النساء 59
    فحصول التنازع والخلاف بين المسلمين وبينهم وبين غيرهم أمر واقع لا محالة ، ولكن مرجعية الحُكمُ ومقياس الفصل عند الخصومة هو القرآن والسنة وما ارشدا إليه ، أي الدليل الموحى به من الله .
    والذي لديه ادنى المام بالثقافة الاسلامية مرَّ عليه حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ((لا طاعة لمخلوق في معصية الله عزوجل )) مسند أحمد وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (( لا طاعة في معصية انما الطاعة في المعروف )) رواه البخاري ومسلم والنسائي وابو داود واحمد .
    فمن قلدّ دينه الرجال وقع في التقليد غير السائغ ومن كان هذا حاله أنـّى له ان يعرف المعروف من المعصية حتى تكون طاعته طاعةَ من استحقها شرعا في المعروف، ومثل هذا ينطبق عليه بدقة قوله تعالى : ﴿صمّ بكم عمي فهم لا يعقلون ﴾ البقرة 171 وقوله تعالى : ﴿ صم بكم عمي فهم لا يرجعون﴾ البقرة 18 وقوله تعالى : ﴿ان شرَّ الدواب عند الله الصمُّ البكم الذين لا يعقلون﴾ الانفال22.
    فالذين لا يعقلون الحقيقة بأنفسهم ويتوصلون إليها بذاتهم لا يرجعون إلى الصواب أبدا .
    نستنتج من بعض ما ذكر من الآيات والاحاديث وما شاكلها على كثرتها أن الاتباع على بصيرة هو إتباع للغير شكلا ، انقياد للحق الذي توصل له المتبِع بذاته حقيقة . أ ي هو إتباع للحق وفق تصور المتبِع اقتضى مما يقتضيه طاعة في المعروف لمن استحق الطاعة شرعا.
    ويجسد هذه الطاعة الواعية المستنيرة الصحابي الجليل كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم الذين ادركوا ان لا ملجئ من الله الا اليه وبقوا متمسكين بايمانهم رغم كل الظروف ولم يخرجوا عن طاعة الرسول قيد شعرة حتى ضاقت عليهم الارض بما رحبت غير متّهِمين للرسول ولا للمسلمين الذين قاطعوهم طاعة لله والرسول حتى بلغت المقاطعة اقرب المقربين منهم .لقد كان جميعهم المقاطَعون والمقاطِعون تشخص ابصارهم الى السماء تنتظر الفرج المبين .وكم كانت فرحة المقاطِعين بتوبة الله على المقاطَعين . وهذه الحالة لم تثر احقادا ولم تظهر همزا ولا لمزا ولا انتصارا شخصيا ولا استعراضا كلاميا دعائيا لما قام به المقاطَعون مما ظهر منهم من اعمال الخير في سالف ايامهم خشية ان تُحبط وتُجعل عليهم حسرات ، بل لم تنفع اغراءات الاعداء لايجاد ثغرة في مجتمع المسلمين، الاعداء الذين كانوا يراقبون ما يحدث به عن كثب . فطاعة الله ثمّ من امر الله بطاعتهم في المعروف لا تستدعي الفجور عند الخصومة فمن عبد الله كأنه يراه واستحضر درجة الاحسان هذه ارتدع عن الفسوق والعصيان والتباهي بالاعمال وكأن العمل للاسلام هو استعراض للعضلات وتباه بالادعاءات .
    أما إتباع الإنسان غيره على غير بصيرة تقوم بذات المتبِع فهي عماية وضلال قد تقود صاحبها الى بيع اخراه بدنيا غيره لا بدنياه ، فيخسر خسرانا مبينا. ورحم الله عبدالله بن المبارك عندما قال حين سئل عن السفلة ، (( الذين يأكلون بدينهم ، قالوا فمن سفلة السفلة ؟ قال : الذين يصلحون دنيا غيرهم بتضيع دينهم . )) العقيدة الاسلامية واثرها في بناء الجيل ص75 عبدالله عزام .
    وينطبق على هؤلاء الحمقى تمام الانطباق قوله صلى الله عليه وآله وسلم .
    عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تكونوا امّعة تقولون : ان أحسن الناس أحسنا واذا ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم اذا أحسن الناس ان تحسنوا واذا أساءوا فلا تظلموا )) انفرد به الترمذي
    وقول الشاعر :

    وهل انا الا من غزية ان غوت ...... غويت وان ترشد غزية ارشد

    وتعال بنا أخي الحبيب نتدبر قوله تعالى : إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم

    لاحظ الجهالة المقيتة المتمكنة من الاتباع على غير بصيرة حتى عند رؤيتهم الحق رأي العين ، تلك الجهالة التي تمثلت بقولهم : لو ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا ، ولم يقولوا : لو ان لنا كَرَّة فنتبع الحق _ وقد رأوه بالعين _ فننجوا بانفسنا يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ، بل كل همهم رغم اللحظات العصيبة ان ينتقموا ممن ضَحك عليهم بعد ان كانوا مستعدين للتضحية في سبيلهم بالمال والنفس .فهم قُفلٌ حمقى حتى في مثل هذه اللحظات العصيبة ، كل ما كان لديهم في الدنيا هو السباب والشتم والاستهزاء وردود الافعال وهي عين ما لديهم هنا ، لا يعقلون فلا يرجعون . وكفى هؤلاء الاتباع عذابا فوف عذابهم ان يتبرأ منهم رؤساءهم واسيادهم ومعبوداتهم التي كانوا يطيعونها في كل شيء حتى في الامر ونقيضه , فلنتأمل هاتين الآيتين جيدا ، قبل ان نندم حيث لا ينفع الندم وتصبح اعمالنا حسرات علينا ، لا سمح الله .
    ومن كان هذا حالهم لازمهم الجهل والعمى والتعصب الاعمى فاصبح تسخيرُهم وركوبُهم لخدمة الأرباب سهلا ميسورا ، فضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا .
    هؤلاء هم الذين عناهم سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه بقوله: والباقي همج رعاع اتباع كلِّ ناعق في قوله مصنفا الناس : ((الناس ثلاث :فعالم رباني ومتعلم في سبيل نجاة والباقي همج رعاع اتباع كل ناعق )) جامع بيان العلم وفضله ليوسف ابن عبد البر ج1 – ص 29
    لاحظ قوله كرم الله وجهه(( متعلم في سبيل نجاة )) والنجاة مستحيلة بالجهل او الاتباع الاعمى على غير بصيرة .
    هؤلاء هم شرّ خلق الله وويل لامّة حكمها الارباب الطواغيت بامثال هؤلاء الجهلة الجفاة الاغبياء الذين لا يعرفون الا تنفيذ الاوامر ، فكانوا يدَّ الطاغوت التي يبطش بها وعينه التي يتجسس بها لابقاء الواقع الفاسد متحكما متمكِّنا للحيلولة بين المخلصين للدعوة على بصيرة وبين التغيير والنهضة بالامة الاسلامية ، والأخذ بيدها إلى المكان الذي امرها الله ان تقتعده ما كانت الحياة الدنيا ، مهما تعددت اجتهاداتهم ما دامت مستنبطة استنباطا صحيحا عليه دليل معتبر .

    يتبـــــــــــــع ......... / ......

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : أرض الاسلام
    العمر : 61
    المشاركات : 368
    المواضيع : 53
    الردود : 368
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    هذه الشريحة من
    الناس موجودة في الدول وموجودة في التكتلات والجماعات والاحزاب والافراد على تفاوت بينهم ما بين مشجع راض ومنكر ساخط محذر. وهذا التعصب الأعمى جعل بعضهم ينفر من التكتلات دون بحث وتمحيص وإمعان نظر بالواجبات الشرعية وما طُلب من أعيان المسلمين ، وما طُلب من جملتهم وهو ليس بمقدور آحادهم .
    يقف في مقابل مرضى التعصب الاعمى مرضى التخاذل التقاعس و الخوف من غير الله الذي يؤدي الى التهرب من تَحمُّل تبعات حمل الاسلام بحجج واهية يصطنعون من خلالها الوعي الكاذب فيقولون: الحزبي أعمى، او لا حزبية في الاسلام . هكذا ، حكما أصدروه عاما لا تفصيل فيه فوقعوا بالتعصب المقيت وقد زعموا انهم يفرون منه , وزادوا عليه التقاعس عن العمل للعزة التي أناط الله تحقيقها على الأرض بهم ، ولو انهم صدقوا الله لصدقهم . ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يفقهون
    كيف يكون كل حزبي أعمى والله تعالى أمرَّ بتشكيل الأحزاب والجماعات والمنظمات على أساس الإسلام ، خاصة لتحقيق فروض الكفاية الكبرى كاقامة الخلافة وهذا ليس في مكنة الافراد قطعا؟
    ليس صحيحا ان كلّ حزبيّ اعمى ، بل قد يكون الفرد أعمى فالتعصب الأعمى المقيت حالة قائمة بالذات وتنتهي في الفرد سواء كان فردا مستقلا أو فردا هو جزءا من تكتل وجماعة .
    عندما يدرك الفرد المسلم ان تغيير الواقع _ إذا ساد الكفر وسيطر سيطرة كاملة _ واجبٌ شرعي ليس بمقدور الافراد ان يفعلوه فُرادا، فماذا عليه ان يفعل ان كان صادق الإيمان صادق الالتزام ،لا يخشى في الله لومة لائم ولا يهادن او ينافق الظلمة الفجرة ؟
    هل يحمل الدعوة لوحده ؟ وهل يجدي ذلك ؟ ومع من يتواصى بالحق ويتواصى بالصبر ؟
    أليس عليه أن يتعاون على البر والتقوى مع اخوانه لنصرة الإسلام ليظهره الله على الدين كله وتكون كلمته هي العليا وكلمة الذين كفرو السفلى ؟

    ولما كانت النصوص حَمّالة أوجه
    أليس عليه أن ينضم وينتظم لإحداث عملية التغير هذه مع من غلب على ظنه انهم الاعلم والاورع والاتقى أصحاب الدليل الاقوى، مع عدم غمط الآخرين جهودهم ما داموا يدورون مع القران لا السلطان حيث دار، فالقرآن اس والسلطان تابع سواء افترقا كما هو الحال اليوم ام اتفقا كما هو الحال في دولة الخلافة فالدوران مع القرآن دوما ، وما دام العمل الفردي مهما كان صاحبه مخلصا لا يجدي نفعا فماذا على صادق الايمان ان يفعل ؟
    قد نتعاطف مع الفرد الذي لا زال يبحث صادقا عن الحقيقة، يتلمس كيف يطيع الرحمن، وقد نلتمس عذرا لمن لا تملأ عينيه أيا من الجماعات القائمة على أساس الإسلام ما دام متواضعا لله، ولكننا لا يمكن بحال أن نلتمس عذرا لمن يفتح فمه على مصراعيه ذامّاً الأحزاب الإسلامية متكبرا عليها هازئا بها ثم تراه بعد ذلك فأرا أمام منكرات الحكام لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم . يستأسد على إخوته ويضمحل إزاء أعداء دينه ويمنع الشباب من الالتحاق بإخوتهم لاستئناف الحياة الإسلامية عاكسا قوله تعالى : أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ومتجاهلا قوله تعالى: أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون ، ومتغافلا عن قوله تعالى لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ، بل كيف إذا أضاف إلى واقعه هذا تزين طريقة الحكام والدفاع عن شريعتهم ودستورهم واعتبارهم أولياء أمور المسلمين واجبة طاعتهم قياسا على الائمة الفسقة الظلمة حيث لا قياس البتة .
    ويجب على كل فرد مسلم أن يلاحظ أن سيادة الإسلام وظهوره على الدين كله من فروض الأعيان لان الحد الأدنى من نصرة الإسلام هي الإنكار بالقلب وهذا في مكنة كل مسلم اذ الانكار بالقلب حسب واقعه الشرعي في مكنة كل مسلم أنت على ثغرة من ثغور الاسلام

    أما طريقة الوصول الى ترجمة سيادة الإسلام عمليا بايصاله إلى سدة الحكم ببيعة الإمام الراعي، الخليفة، وتطبيق الإسلام في الداخل وحمله الى الخارج من فروض الكفايات. التي تتسع دائرة التكليف فيها على المسلمين حتى يتحقق هذا الواجب الذي انبط بجملة المسلمين والا بقي الاثم موجودا حتى يتحقق امر الله الازم الحتمي على الارض ، وان خرج من دائرة الاثم من تلبس بالعمل فعلا لا ادعاء لتحقيق ما اوجب الله، فليس الانتساب الى حزب او جماعة كعضوية شرف دون عمل منتج صادق جاد تجزئ في سقوط الاثم عن مثل هؤلاء الافراد.
    نعم ، قد يكون الافراد العاملين أفضل عند الله من المنتسبين الجامدين ما داموا يتكاملون ويتعاونون لبناء الامة ولا يَسخَرون من الجماعات القائمة على اساس الإسلام وان كان لهم عليها بعض الملاحظات ، فان سخروا منهم ومن العمل الجماعي ابتداء ، ومنعوا الناس من دراسة اطروحاتهم من كتب أصحابها أنفسهم ، والزموهم بان يرددوا كالببغاء ما يقال لهم ، أدركنا كذبهم في ادعاء العمل لنهضة الأمة أو الحرص على هذا الدين .
    ثمَّ من قال ان الدخول في الجماعة أو الحزب الذي يراه مبرئا للذمة يكون دون اعمال نظر ؟
    ومن قال أن عليه أن يقتنع بكل الفروع والتفصيلات الشرعية _ وهذا مستحيل _ قبل الدخول في هذا الحزب او ذاك ؟ فالمطلوب شرعا العمل على اساس العلم والفقه والاكتفاء بالعلم او التذرع بطلب العلم دون النزول الى ميدان الصراع جريمة لن يغفرها الله عزّ وجل ﴿كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون ، أتخشونهم والله احق ان تخشوه ﴾

    ومن قال أن الحزبية المبدأية تمنع من نقاش القيادة عند الاختلاف ان كان من أهله وتمكن من آليته والتزم اصوله واستوعب اطرافه . ويفترض ان القناعة بها قد حصلت قبل الانضمام لهذا الحزب او تلك الجماعة عند من يحترم نفسه .
    بل من قال ان عليه ان يلغي تفكيره ليفكر عنه سواه ؟ وكيف سيقيم حجة الله على خلقه ولا يَفتنَ الذين كفروا فضلا عن فتنته للذين آمنوا ان كان كُتلةَ غباءٍ يستعذب الجهل طلبا للكسل والخمول والراحة . يقول تعالى ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا وبعض الحمقى اليوم اصبح فتنة للذين آمنوا بمواقفه المخزية وتحريفاته البينة. الله يأمره ان لا يفتن الكفار حرصا على هدايتهم فاذا به يفتن المؤمنين أنفسهم بالأقوال المزيفة والمواقف المخزية أو بتقصيره بالإعمال ان أحسن الاقوال ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

    الاسلام نهى نهيا قطعيا عن التقليد في العقيدة ونهى عن التقليد غير السائغ في الشريعة حتى تكون الطاعة في المعروف ولا تكون في المعصية .
    ان الفرد أو الحزب او الجماعة التي تدعو الاتباعَ الى الغاء عقولهم والى الطاعة العمياء وعدم الحوار عند الاختلاف _طبعا ضمن الاسس الفكرية المشتركة التي دخل الفرد على اساسها الى هذا التكتل او ذاك _ وعدم قدرة الاتباع على تبيان منهجهم للناس فضلا عن المخالفين ، يستحيل ان تكون اسلامية خالصة لوجه الله ، لان التجهيل أعدى أعداء الاسلام فالتجهيل أُسُّ التضليل والضلال أخو الكفر.
    ان التعصب حالة لا علاقة لها بالاجتهادات المخصوصة _ فيما يسوغ وقوع الاجتهاد فيه _ والتمسك بنتيجتها والتكتل على اساسها . فمثل هذا الامر ليس عيبا كما يظن الجهلة أو الخائفون الذين يحاربون بث الوعي في صفوف الجماهير لتكريس وتعزيز فساد الواقع . فهل يتنازل المسلم عمّا غلب على ظنه انه حكم الله حتى لا يتهم بالتعصب ـ وكل الملتزمين حالهم في هذا واحد ـ إذا خالفه المتهِم، بل ليقيم المتهِم الجحة على خصمه بدليل أقوى ليرى هل بعد قناعة المتهَم بقول خصمه المتهِم يبقى على رأيه أم ينتقل إلى رأي من كان خصمَه في المسألة ، وان لم تحصل القناعة تبقى اخوة الاسلام تجمعهم وجوبا ورغم انوفهم والاخلال بها اخلال بالالتزام ووقوع في معصية الله فهي اوامر ربابية لا اجتهاد فيها ولا يجوز التخلف عنها ويبقى كل واحد يتعبد ربه بما غلب على ظنه انه الحق، فكلنا خدم للاسلام والاسلام اكبر منّا جميعا .وما أسعد الطواغيت بمن ينشغل بما لا فائدة فيه ولا طائل تحته بل قد يغذون الخلاف المقيت المبرمج الذي يفسد على المسلمين وحدتهم _والخلاف عن اجتهاد لا يخرمها_ وطاعتهم فتحبط أعمالهم .
    لا أحد يستطيع ان يلعب دور الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عند الخلاف فيقول اما ما أقول او الضلال، فمخالفة الرسول وامره المباشر كفر صراح ، ومن كفر من خالفه عن اجتهاد فكأنه يقول انا بمقام رسول الله معتبرا اجتهاده هو الحق وما عداه باطل وهذه الفئة من أغبى واحمق الناس وان ادعت العلم ألف مرة .
    يقول شهيد كلمة الحق سيد قطب رحمه الله محذرا من تَنيّم الوعي عند الجماعة المسلمة:<< وهذا ما ينبغي ان يَعيه الواعون اليوم وغدا، فلا ينساقوا وراء حركات التمييع الخادعة او المخدوعة، التي تنظر الى اوائل مثل هذا النص القرآني -دون متابعة لبقيته، ودون متابعة لسياق السورة كلّه ودون متابعة لتقريرات القرآن عامة، ودون متابعة للواقع التاريخي الذي يصدق هذا كله – ثمّ تَتخذ من ذلك وسيلة لتخدير مشاعر المسلمين تجاه المعسكرات التي تضمر لهم الحقد وتبيت لهم الكيد، الامر الذي تَبذلُ فيه هذه المعسكرات جهدها، وهي بصدد الضربة الاخيرة الموجهة الى جذور العقيدة.
    ان هذه المعسكرات لا تخشى شيئا أكثر مما تخشى الوعي في قلوب العصبة المؤمنة – مهما قل َّ عددها وعدتها –فالذين يُنيمون هذا الـوعـي هم أعدى أعداء هذه العقيدة وقد يكون بعضهم من الفرائس المخدوعة، ولكن ضررهم لا يقل –حينئذ- عن ضرر اعدى الاعداء، بل انه ليكون أشد أذى وضراً.
    ان هذا القرآن بهدي للتي هي اقوم، ولا يناقض بعضه بعضا، فلنقرأه إذن على بصيرة.>>
    الظلال م2/ص967 دار الشروق سورة المائدة تعليقا على قوله تعالى: ولتجدَّن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا انّا نصارى.
    ان واجب الصادقيين المخلصين لله علاج هذا المرض – التعصب الاعمى المقيت - متى أحسوا به اذا كانوا صادقين في ادعاءاتهم العمل الجاد لانقاذ البشرية وهداية الحيارى الى الاسلام الحنيف . فاذا كان الحاكم او الامير او المسئول من الربيبضات وكان جلّ الاتباع من الناعقين المنتفعين الذين يميلون حيث يميل فرعونهم الصغير ، ظلَّ الضلال والظلام سيدّ الموقف ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
    لكن لا يجوز اتخاذ ذلك ذريعة للفرار من العمل الجماعي للتغير والنهضة وال

  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : (بيتنا بطحاء مكه)
    المشاركات : 1,808
    المواضيع : 128
    الردود : 1808
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله

    الفاضل محمد لن اقول شيئا لن الموضوع من نور كامل متكامل وا الكمال لله الفرد الواحد الصمد...

    ومن الأحاديث المنفيه عن المناهج العقيدية هذا الحديث الصحيح:
    روى الإمام أحمد ومسلم
    أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى بدر فتبعه رجل من المشركين فلحقه عند الحرة فقال : إني أردت أن أتبعك وأصيب معك ، قال تؤمن بالله ورسوله ؟ قال : لا . قال ارجع فلن أستعين بمشرك .

    هذا والرسول في ظروف صعبة في غزوة بدر وعدده 314 والكفار 1000 ولم يستعين بمشرك....

    قارن استعنى باعداء الله ورسولة لتحرير الأمة الاسلامية عن........إسلامها فقط بسم الشرعية الدولية....وتوحيد الأديان

    بفتوى رقم 6547647


    من يريد النجاة والغفران
    لابد
    أن يستسلم لشرف أمريكا
    ويوحد الأديان السماوية ولإبليسية
    بكل الطرق الغير شرعية
    والمحبه الإنسانية
    و يُحرِف الإسلام إلى الأستسلام
    لنقيم في الشرق الأوسط
    خلافة أمريكية رشيدة تساعدنا على نشر الإسلام بكل الطرق السلمية"

المواضيع المتشابهه

  1. هَلْ يَغْسِلُ الْبَحْرُ مَا اسْتَحَتْ مِنْهُ الْقُبُور؟
    بواسطة صقر أبوعيدة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 19-06-2016, 02:29 AM
  2. هَلْ تَحْـزَن ؟
    بواسطة صقر أبوعيدة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 16-10-2011, 10:56 AM
  3. هلْ زارتِ الشمسُ الزقاقْ ؟؟
    بواسطة النواري محمد الأمين في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 04-12-2008, 12:56 AM
  4. هَل يُنصَرُ القَومُ مَهما ساسَهُم قِردُ
    بواسطة محمد أبو الفتوح في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-04-2007, 07:51 AM
  5. رمضان هلَّ .. فنحِّها يا ساقي
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 03-10-2005, 02:46 AM