نقد النبي للشعر
صلى الله عليه وسلم
وقف النبي صلى الله عليه وسلم من الشعر مواقف شتى حسب هدف الشعر وغايته ونقد النبي للشعر أو حكمه عليه بالحسن والقبح ، وحثه عليه أو منعه ، ليس في عدم إقامته هو – صلى الله عليه وسلم – للشعر دليل على المدح والذم .. منه إنما منع من إقامته لأمر رباني ولا بد للوقوف على رأي " النبي في الشعر من الرجوع إلى أقواله فيه والى موقفه من شعراء المسلمين والمشركين
1-قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن من الشعر حكمة "
2- وقال في رواية أخرى :( إن من البيان سحرا ، وإن من العلم جهلا وإن من الشعر حكما ، وإن من القول عيلا ) والمراد بقوله إن من الشعر حكمة ، إن قوله صادقا مطابقا الحق ، أو نافعا يمنع من السفه ، كالشعر الذي يرد في أمثال والمواعظ .
3- في صحح الترمذي من حديث جابر بن سمرة قال " كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتذاكرون الشعر وحديث الجاهلية عند رسول الله فلا ينهاهم وربما يبتسم "
4-وقد رخص النبي صراحة في روايته " فتجرد العلماء والرواة لذلك لحمله وروايته
يضاف إلى ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستنشد الشعر ويثيب عليه ، ويمدحه متى كان في حدود تلك الحكمة ، أو لم يتجاوز به صاحبه إلى معصية أو صلة أو عدوان
5-وقد روى عنه في حديث ابن ماجه – قوله أعظم الناس فرية رجل هاجى رجلا فهجا القبيلة بأسرها "
6- إن مقياس " نقد الشعر عند النبي – صلى الله عليه وسلم – هنا وهناك ، هو مقياس " النبوة " التي يتفاضل عندها الكلام بموازين الفضيلة والخير والصدق ومن هنا جاء التفضيل من قوله : أصدق كلمة قالها لبيد : ( ألا كل شيء ما خلا الله باطل) .
7- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له شعراء ينافحون عنه ، ويدافعون عن الدعوة ، ويتصدون لكيد الكائدين والمتفاخرين من شعراء المشركين .. وأخبار شعراء النبي الثلاثة المشهورين : عبدالله بن رواحة وحسان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، معروفة في كتب الأدب .
8-وفي كتب الحديث : روى البخاري عن أبي سلمة – بن عبد الرحمن بن عوف – أنه سمع حسان بن ثابت يستشهد أبا هريرة فيقول يا أبا هريرة نشدتك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يا حسان أجب عن رسول الله ، اللهم أيده بروح القدس) ؟ قال أبو هريرة نعم وروي أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحسان : (اهجهم – أو قال هاجهم – وجبريل معك " ).. وإذا كان اتخاذ النبي لهؤلاء الشعراء يدل على " الموقف " الحقيقي للنبي من الشعر ، وأنه رغب فيه منافحا عن الدعوة ، فإن مما تجدر الإشارة إليه أن مجاراة شعرائه – صلى الله عليه وسلم – المشركين في المفاخرة والهجاء يجب أن تفهم في ضوء الضرورة وفي حدود المعاملة بالمثل ، فإن رسول الله لم يبعث للهجاء ولم يؤمن بالفخر وقد قال : ( إن الله تعالى قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعاظمها بالآباء)
10- جاء في الحديث الصحيح من حديث محمد بن سيرين – وغيره – قال : "هجا رهط من المشركين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال المهاجرون يا رسول الله ألا تأمر عليا فيهجو هؤلاء القوم فقال : إن القوم الذين نعروا بأيديهم أحق أن ينصروا بألسنتهم ، فقالت الأنصار : أرادنا والله فأرسلوا إلى حسان فأقبل فقال يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما أحب أن لي بمقولي ما بين صنعاء وبصرى"
11-في حديث آخر أخرجه الطبراني عن عمار بن ياسر قال : لما هجانا المشركون قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا لهم كما يقولون لكم ..
12-ولما جاء وفد بني تميم بشاعرهم الأقرع بن حابس وخطيبهم عطارد بن حاجب .. ونادوا النبي من وراء الحجرات : يا محمد اخرج إلينا نفاخرك ونشاعرك فإن مدحنا زين وذمنا شين رماهم النبي بمثل خطيبه ثابت بن قيس بن شماس أو بواحد من شعرائه : يريدون المفاخرة والمشاعرة فيغلبون وينتصرون إنها حالة من حالات الدفاع إن شئت أن تسميها وموقف من مواقف الرد على استطالة كان لابد لها أن تقمع وكان لابد أن يتنزه عنها النبي صلى الله عليه وسلم .
13-كره النبي صلى الله عليه وسلم بالطبع – شعر العدوان والعصبية وشعر المجون والفسق : كما كره اشتغال المرء بالشعر حتى يصده عن واجبه في الدين والأسرة والمجتمع ، فقال عليه والصلاة والسلام ( لئن يمتلئ جوف أحدكم قيحا يريه خير من أن يمتلئ شعرا)
14- وقد أورد البخاري الحديث تحت هذا العنوان الدقيق : باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن ، وفي هذا القول مجاز ، لأن المراد به النهي عن أن يكون حفظ الشعر أغلب على قلب الإنسان فيشغله عن حفظ القرآن وعلوم الدين حتى يكون – الشعر – أحضر حواضره ، وأكثر خواطره فشبهه عليه الصلاة والسلام بالإناء الذي يمتلئ بنوع من أنواع المائعات ، فلا يكون لغيره فيه مشرب ، ولا معه مذهب ، ويدخل في ذلك الشعر الذي هجي به النبي صلى الله عليه وسلم ... هذا الحديث وجملة الموقف السابق للنبي عليه السلام – يمثل الشرع العملي لقوله تعالى : { والشعراء يتبعهم الغاوون . ألم تر أ نهم في كل واد يهيمون . وأنهم يقولون مالا يفعلون . إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } [الآيات الأخيرة 225- 227 من سورة الشعراء ] . قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى : { في كل واد يهيمون } : في كل لغو يخوضون وقال بعض المفسرين: إن المراد بالشعراء هنا شعراء المشركين يتبعهم سفهاء الناس ...وأما الشعر الذي لا لغو فيه ولا باطل ... والشعر الذي يخرج إلى ساحة الانتصاف والنصرة للحق .. خير وليس به بأس ، أخرج ابن أبي شيبة من طريق مرسله قال : لما نزلت { والشعراء يتبعهم الغاوون } [ ] جاء عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وكعب بن مالك وهم يبكون ؟ فقالوا يا رسول الله أنزل الله هذه الآية وهو يعلم أنا شعراء فقال : اقرؤوا ما بعدها { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } ، أنتم { وانتصروا من بعد ما ظلموا } أنتم ، قال ابن عباس في قوله تعالى : { والشعراء يتبعهم الغاوون } إلى قوله { ما لا يفعلون}) إن الله تعالى نسخ من ذلك واستثنى فقال : { إلا الذين آمنوا إلى آخر السورة } .







المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)