عــواصــف

عــواصــف
ـــــــــــــــــــــ للشاعر ياسين عبدالعزيز

هَـبَّتْ مـن الـشرقِ يـكوي حَرُّها الـعَرَبَا
ويُــحـرِقُ الـنـخـلَ والـزيـتـونَ والـعـــنبا

هــبَّـتْ لِـتَـثـأرَ لـلـنـارِ الــتـي انـطـفـأتْ
غــداةَ بـعـث،ٍ فـصـرنا الـنـارَ والـحطبا

لا ألــعـنُ الـريـحَ مِن أيِّ الجهاتِ غَـزَتْ
لــكـنْ عـلـيـنا أصُـــبُّ الـلـومَ والـعـتـبا

مِــنَّـا الأُلَــى فَـتَــحُــوا لـلـريـحِ نـافـــذةً
فـأجَّـجَـتْ بـيـننا الأحــقـــادَ واللـهـبـــا

هُـــمْ يَــثـأرونَ لـهـا مِـنَّـا، ومــا بَـرِحُـوا
فـي كـفِّها الـخِنجَرَ الـمَسمُومَ والسببا

لـمْ يَـحـفظوا حُرمَةً لـلــناسِ قَدَّسَهَـا
دِيــنٌ، ولا حَــــرَمــاً إلا بِـــهِــمْ ضُــرِبَـا

*** *** ***
الـشـرقُ والـغـربُ يـخـتــالانِ في مــرحٍ
يُـراقِـصــانِ دُمَـى الـشـطرنج مُـذْ لَـعِـبا

تَـقَـاسَـمَا الأرضَ كالأنــدادِ .. واتَّـفَـقَـا
فــإنْ هَـــوَى ذَنَـــبٌ يَـسـتَـخـلِــفـا ذَنَــبـا

سَلْ هُدهُدَ الـقدسِ ماأمسَى بعاصمةٍ
مـُسـتَـنـصِراً حــاكـمـاً إلا رأي عَــجَــبـا

دمـشـقَ، بـغدادَ، صـنعا... كلّ واحـدةٍ
نَـيرونُـهـا يَـستـبيـحُ الـشـعـبَ مُـنـقَـلِـبا

إذا رأيــــتَ جــيــوشَ الــعُـــربِ قـاتـلـةً
شـعـوبَـهـا.. فـالـعـنِ الألــقـابَ والـرُّتـبا

*** *** ***
يا قـومُ أخجـلـتمُ الـتاريخَ، وانـتحبتْ
أقــلامُـهُ، ومــحــا بـالـدمـعِ مــا كُـتِــبَــا

أضـعـتمُ الأرضَ والإنـسـانَ، وانـتكستْ
رايـاتُكمْ، والـصــباحُ الـمُشتَهَى حُجـِبا

إلــى مـتـى كـلَّـمــا ثـرنـا عـلـى صــنـمٍ
يَـصُـدُّنا الـبعضُ كـي لا نَـبلُـغَ الأرَبَـا؟

إلــى مـتـى نـخـذلُ الأحـرارَ إنْ وَثَـبُــوا
ولا نـصونُ الدَّمَ الغالي الذي انسكبا؟

إلـى مـتى نـحتسي الملحَ الأجاجَ أسىً
ونُـهـدِرُ الـحُـبَّ، والأحـلامَ، والـذهـبا؟

*** *** ***
يـا كــلَّ مَــن أثـخـنوا بـالـحــربِ أمَّـتَـنا
وكـــلَّ مَـــن كـتـمـوا أنـفـاسَـــنا حِـقَــبـا

يـا مَـن غـدا فـي دروبِ الريحِ، وجهتُهُ
لـلـشرقِ والـغـرب،ِ تذروهُ الـرياحُ هـبا..

يا كلَّ مَن أنـصتوا لـ (الموتِ) واتخذوا
مِــن الـحـيــادِ مــلاذاً كـالـنعــامِ غَـبَـا..

يا (مَجـلِسَ الأمَـمِ) الْــ مَـالَـتْ بكفَّـتِـها
لِــصَــفِّ مَـن أرهــبَ الإنــسـانَ أو سَـلـبا

يا مَـن على مَـتنِ أمـواجِ (الربيع)ِ طفا
كـفى خـداعاً، كفى زيفاً، كفى كذبا

لن يخـدعَ الـوهمُ في إعلامِكمْ فطـناً
أو يُرهِــبَ الـشـعـبَ فرعونٌ إذا خَطَــبا

*** *** ***
يا قــومُ إنَّ ســبـيـــلَ الــعِــزِّ واضــحــةٌ
فـلـتـسـلـكوا دربَ حُــرٍّ نــاهِــضٍ طَـلَــبا

إنَّــــا لَــنَـعـــلَـمُ أنَّ الـــــدربَ شــــائـكـةٌ
وإنَّــنــا بـالـغـوا حُــلـوَ الـمُـنَـى نَـصَـــبَـا

فــلــتعلــموا أنَّــنا نــمــضي على ثِــقَةٍ
باللهِ، والــنـصــرُ للأحــرارِ قد وجــبـا

يروي الـكـرامُ الـثرى حــُبَّاً لكي يَهَبوا
هــذا الــمَــواتَ حــيــاةً، عــِزَّةً، وإبـــا..

يا مـريمَ الأرضَ والإنـسانَ فـي وطـني
هُزِّي بجذعِ الإخا.. يُجنَ الوفا.. رُطبا

مولودُكِ الضوءُ في الساحاتِ مُــتَّــشِحٌ
عـزمَ الـرجالِ، يَـصُدُّ الـبغيَ، ما صُلِبا

يُــقــــاومُ الـظــلـمَ والإرهــابَ مُـقـتَدِراً
ويُـخـمِـدُ الــنـارَ مـنـصـوراً بـمـا وَهــَـبَـا

كــأنَّــهُ جَــبَــــلٌ لا يَــنــحَــنــِي أبَـــــدَاً
إلا انــحِــنَــاءَ نَــبِــيٍّ فــاتــــحٍ غَــــلَــبــَا

*** *** ***
مـولودُكِ الـضـوءُ جـيلٌ لـيسَ يُشبِهُهُ
قُـطـعـانُ وَجـهَـيْ نـظـامٍ شـعَّ أو غـربا

جــيـلٌ يـتـيـمٌ فـقــيرٌ، نـحــوَ غـايـتِهِ
عـلـى دِمَــاءِ ضـحـايا الـمُترَفِـينَ حَـبَا

جـيلٌ نـجا بـعضُهُ مِن بطشِ طـاغيةٍ
يوماً، كـ(موسى) بأكنافِ الـطـغـاةِ رَبَا

وبـعـضُـهُ شَـــبَّ حُــرَّاً باحــثـاً فـطــناً
مـثلَ (الـخليلِ)، وعـمَّا يعكفونَ صَبِا..

جــيــلٌ بـقـلـبِ نَــبِـيٍّ ثـــارَ مُـنـتَــصِـراً
لـلـحــقِّ، لـلـعـدلِ، لـلإنسانِ مُـحـتَسِبا

بـيـنَ الـعـواصفِ يـشـدو حـالماً بِـغَـدٍ
هــلْ آنَ لـلفَجرِ أنْ يَـستَنهِضَ الـعَرَبَا؟

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ ياسين عبدالعزيز

حلّقتَ تحملُ همّاَ طاول السُّحبا
......................شخَّصْتَ حينَ نثرتَ التبرَ والذهبا
فالحرفُ يبكي دَماً والعينُ دامعة
...................والقلبُ ينبضُ حُبّاً للصدْقِ قد نُسِباُ
يا رائعَ الحرفِ صَوّبْ والتقط صُوَراً
.................تذرو الحصى في عيون تذرف الكذبا
أثخنتنا وَجَعاً فالملحُ دمنا
.........................والنار تأكلُ من أكبادِنا حَطبا
أثرتني ولقد أبليتَ فانطفأتْ
......................فيَّ الحروفُ وكان القلبُ مُلتهبا
ماذا أقولُ لحرف الضاد يَحفزُني
........................هذا زبايَ وقد وفّى بما كتبا

لله درُّكَ يا أخي

قصيدةٌ تلهبُ حسرةً و أسى على حال أمَّتنا

بارك الله فيك

دمتَ في حفظ الرحمن

نص رائع بكل ما فيه
دمت بكل ابداع
مع التقدير

حلّقتَ تحملُ همّاَ طاول السُّحبا
......................شخَّصْتَ حينَ نثرتَ التبرَ والذهبا
فالحرفُ يبكي دَماً والعينُ دامعة
...................والقلبُ ينبضُ حُبّاً للصدْقِ قد نُسِباُ
يا رائعَ الحرفِ صَوّبْ والتقط صُوَراً
.................تذرو الحصى في عيون تذرف الكذبا
أثخنتنا وَجَعاً فالملحُ دمنا
.........................والنار تأكلُ من أكبادِنا حَطبا
أثرتني ولقد أبليتَ فانطفأتْ
......................فيَّ الحروفُ وكان القلبُ مُلتهبا
ماذا أقولُ لحرف الضاد يَحفزُني
........................هذا زبايَ وقد وفّى بما كتبا

أخي وأستاذي الفاضل أحمد المعطي

أهلا ومرحبا بك بعد طول غياب، ولطالما اشتقت لحضورك أيها الضوء


لـلـهِ يـا أحـمدَ الـمعطيِّ مـا وَهَـبَتْ
يـمـناكَ مِــن دُرَرٍ أشــدو بـها طـربا

يا صاحبَ الدُّرَرِ الأرقى بما حَمَلَتْ
مِـن الـمعاني الـتي شـادتْ بما كُتِبا

لــلــهِ أوســمـة أزهـــو بــهـا شــرفـاً
كـأنَّ حـرفي بـها قـد جـاوزَ الشُّهُبا

لـــكَ الـتـحيَّةُ مِـنِّـي كـلـما طـلـعتْ
شـمسٌ، ووابـلُ حُـبٍّ بـالوفا انسكبا


تحية تليق بك وخالص المحبة والتقدير

الشاعر الرائع الأستاذ ياسين عبد العزيز : قلنا في سابق العهد والقصيد : آتٍ سنا الفجرِ فاسكبْ شِعرَك العذبا ... ومــيـــضُـــه خــــطّــــهُ أحــبـــابُـــك الــنُــجَــبــا آتٍ هـــــــو الــفــجـــرُ يــاأبــهـــى مــرابــعِــنــا ... يـــزفّــــه لـــــــكِ مـــــــن واحــاتِــنـــا الأدبــــــــا لاحـــــتْ بـــــوادرُه ، وانــســـابَ هـــامـــرُه ... هــــــذي زواهــــــرُه ، لـــــــم تـــــــألُ مـطّــلــبــا وحــيــنـــهـــا لـــــــــــن تـــــمــــــرّ الآهُ قـــافــــيــــةً ... مـــن بـعــد أن داعــبــت أفـكـارَنــا حِـقـبــا وتـــســـتـــفـــيـــقُ أغـــــــاريــــــــدٌ وأروقــــــــــــــــةٌ ... طــيــوبُـــهـــا لــلــبـــرايـــا أبـــــدعـــــتْ رتـــــبـــــا .... وإن كان هذا ما فعلته رياح الشرق ، فكيف إذا اجتمعت معها رياح غربٍ حقودٍ ؟ ، وإن كان الآن الزمن هكذا ، فغدًا - والله - ستدور الدائرات السود على كل من أراد سوءً بالديار التي أوصلت لهم العلم والعرفان ، شكرًا من القلب لهذه الخريدة البهيّة الرائعة ، وأدام الله عليك نعمة البيان الصادق حسًّا وشعورًا وجزالة ، محبتي وتحيتي وفيوض تقدير واحترام .

لله درك في هذه القصيدة السامقة شعرا وشعورا والتي تقرأ المشهد العربي بشكل دقيق وتشخص الداء وتصف الدواء بحكمة وحنكة فلا فض فوك!

هي قصيدة رائعة حيرتني كونها رغم روعة حرفها وقوة ديباجتها وروعة صورها لم تخل كن بعض هنات قليلة متفرقة أنصحك بمراجعتها وتنقيحها ، وأجدني أميل رعم هذا لإكرام القصيدة بتثبيتها.

للتثبيت

ودام ألقك الزاهر!

تقديري

قصيدة جميلة .. خفقت بما يختلج في القلب من ألم على ما آلت إليه الامة ..

بورك الشعر والشاعر .

أحسنت وأبدعت وحلقت أيها الأبي الشامخ
لله أنت وهذا القصيد
محبتي وإعجابي والورد

قصيدة بديعة تألقت فكرا بما حملت من وعي قراءة المشهد وما شرّحت من واقع الوجع العربي
وتألقت شعرا بجميل أدائها نصا
ديباجة قوية وجرس جميل وقافية تناغم إطلاقها وحمية الحرف وأبي حسه

تسللت إليها بعض هنة أثق أن شاعرنا قادر على ضبطها وتصحيحها بقليل مراجعة

دمت بروعتك شاعرنا
تحيتي