مِنْ شَفِيفِ الْوَجْدِ مِنْ نَجْوَى الضَّمَائِرْ
مِنْ رَهِيفِ الْوَأْدِ فِي أَقْصَى الْمَشَاعِرْ
مِنْ جَوًى يَمْتَدُّ نَارًا فِي السَّرَائِرْ
مِنْ سَرَايَا صَمْتِ عَاذِرْ
أَشْتَكِي مِنْكِ إِلَيْكِ
وَأُدَارِي النَّزْفَ مِنْ خَوْفٍ عَلَيْكِ
فَكَلَامِي وَابْتِسَامِي أَصْبَحَا رَهْنَ يَدَيْكِ
وَلَدِيكِ الْقَلْبُ أَضْحَى طَيْرَ أَيْكِ
فَانْثُرِي حَوْلِي الأَزَاهِرْ
وَاحْصُدِي مِنِّي الْجَوَاهِرْ
وَاحْذَرِي أَنْ تُورِدِينِي بِالْجَوَى حِضْنَ الْمَقَابِرْ


كُنْتُ قَدْ قَلَّمْتُ ظُفْرَ الْوَقْتِ وَحْشِيَّ الْخَوَاطِرْ
وَانْتَظَرْتُ الْعِشْقَ طَيْرًا لَا يُهَاجِرْ
وَاقْتَرَفْتُ اللَّهْفَةَ الْبَلْهَاءَ فِي خَدٍّ مُسَامِرْ
يَا لَهَا مِنْ بَهْجِ حُلْمٍ لَمْ يَضِقْ عَنْهَا احْتِمَالِي
رَسَمَتْهَا رِيشَةُ الْإِحْسَاسِ مَيْسَاءَ الدَّلَالِ
وَتَسَاقَى خَاطِرِي كَأْسَ ابْتِهَالِ
فِي عُيُونٍ مِنْ شُجُونٍ وَبَسَاتِينَ جَمَالِ
مِنْ ثَنَاءٍ لِهَنَاءٍ
مِنْ خَيَالٍ لِخَيَالِ
هِيَ رُوحِي فِي جُرُوحِي لَا تَرَى إِلَّا الْمَآثِرْ
فَأَنَا فِي كُلِّ فَصْلٍ نَهْرُ شَاكِرْ
وَالْمُنَى شَمْعَةُ مَنْ يَغْفُو عَلَى قِيثَارِ سَاهِرْ


كُلُّ أُنْثَى فِي دُرُوبِ الْعُمْرِ مَرَّتْ عَنْ يَمِينِي أَوْ شَمَالِي
فَلِمَاذَا أَنْتِ مِنْ مَرَّ خِلَالِي
وَلِمَاذَا ذَاتَ قُرْبٍ بِالْهَوَى غَيَّرْتِ حَالِي
وَلِمَاذَا بَعْدَ هَذَا بِالنَّوَى أَشْغَلْتِ بَالِي
آدَمِي يَشْتَاقُ حَوَّاءَكِ نَهْرًا مِنْ حَنِينْ
يَغْسِلُ الْقَلْبَ وَيَشْفِي رَجْفَةَ الْحُزْنِ الدَّفِينْ
فَاذْكُرِينِي كُلَّ حِينْ
مَا أَنَا غِرٌّ وَغَادِرْ
إِنَّنِي الْبَرُّ الْعِصَامِيُّ الْمُبَادِرْ
صَاحِبُ الْقَلْبِ الْمُحَلَّى بِالْبَصَائِرْ
وَأَنَا بِالْحُبِّ مَأْمُورٌ وَآمِرْ


مِنْ عُيُونِ الشِّعْرِ فِي الْوِجْدَانِ أَيْقَظْت الْأَمَانِي
وَعَلَى قَلْبِيَ أَنَّى شِئْتِ أُلْقِيْت الْمَعَانِي
يَا غَرَامِي الْعَذْب يَا أَشْهَى الدِّنَانِ
يَا جَنَانِي
رَشْفَةٌ لِلشَّهْدِ تَكْفِي السَّعْدَ فِي الصَّدْرِ الْأَنَانِي
فَلِمَاذَا كُلَّمَا أَبْحَرْتُ هَاجَ الْيَمُّ فِي شَكٍّ يُسَاوِرْ؟
وَلِمَاذَا تَتَبَارَى نَزْوَةُ الْهِجْرَانِ وَالْخُودُ الْبَشَائِرْ؟
يَا حَنَانِي
إِنَّ دِفْءَ الوَأْمِ صِنْوَ الرَّأْمِ سَلْوَى كُلِّ شَاعِرْ
لَيْسَ يَنْمُو الْعِشْقُ فِي جَدْبِ الْأَوَاصِرْ
فَتَعَالِي نَحْتَسِي الْغِبْطَةَ صَفْوًا دِنَّ طَاهِرْ
وَاشْرَحِي بِالْمُسْتَقِيمِ الْحُرِّ مَا لَغْوُ الدَّوَائِرْ


يَشْتَكِينَا الْحُبُّ حِين اجْتَثَّهُ مَاضٍ وَحَاضِرْ
يَشْتَكِينَا النُّورُ وَالْنَّوَّارُ وَالْعُمْرُ الْمُسَافِرْ
كُلُّ مَا فِي الْقَلْبِ صَوْتُ الرَّعْدِ مِنْ صَمْتِ الْحَنَاجِرْ
لَيْسَ إِلَّا الدَّمْعَ يَعْوِي فِي الْمَحَاجِرْ
لَيْسَ إِلَّا وَجْدَ حَائِرْ
أُفْقُنَا الشَّرْقُ الْبَعِيدْ
رَحْلُنَا الشَّوْقُ الْعَنِيدْ
لَنْ أَقُولَ الشَّمْسُ تَذْوِي مِنْ جَدِيدْ
لَنْ أَدُسَّ الْمِلْحَ فِي جَرْحِ الْخَوَاطِرْ
لَنْ أُحَاوِرْ
لَيْسَ رَعْدِي لَيْسَ بِرُقِي لَيْسَ غِيمِي
لَيْسَ بَرْدِي مَا اجْتَنَى صِرَّ الْمَشَاعِرْ
أَسْهُمِي تُصْمِي وَلَكِنْ
إِنَّ قَوْسِي مِنْ جِرَابِ النُّبْلِ لَا تَرْمِي الْحَرَائِرْ
كَابِرِي أَنْتِ فَإِنِّي لَنْ أَكَابِرْ
صَادِرَيْ الْأَشْوَاقِ عَنِّي
لَنْ أُصَادِرْ
غَادِرِي مَا شِئْتِ إِنِّي
لَنْ أُغَادِرْ