ـ يؤدّي الإنسان الحق مهمّته الإنسانية، أو يفني عمره محاولاً تحقيقها. وهذا مبتدى ما نطلق عليه "الإنسان" ومنتهاه. وإدراك كنه هذه المهمّة، عادةً، أمرٌ شخصي. وما الدين والأخلاق إلا محاولات لجعل هذه المهمة موضوعية، أي لتحديدها ولجعلها أقلَّ ذاتية. هذه هي المهنّة، دائماً، هي شيءٌ يتجاوز البُعد البيولوجي المجرّد، فالحيوانات تحيا أيضاً. ولكي يكون المرء إنساناً، ينبغي أن يكون لديه شيءٌ ما أرقى من الحياة البيولوجية فقط. ليست القضية كيف يعيش المرءُ، بل لماذا يعيش.

ـ يُولد الإنسان بين الدماء والألم والصراخ، وأوّلُ ما يُسمع هو بكاؤه، فالولادة ليست فعلاً طبيعياً بالمعنى الحرفي للكلمة، بل هي فعلٌ ألينٌ مفجعٌ إلى حدّ القسوة. ألا يُبيّن هذا عن شيء من حقيقة الحياة التي خُلقت للتوِّ؟

ـ يُضفي الشرّ المعنى على وجودنا، قد يبدو هذا غريباً ومربكاً، ولكن لولا الشرّ ما كان الخير، ولولا الخير لتحوّل كلُّ شيءٍ إلى مجرد آلة، وبالتالي إلى عدم "بلا قيمةٍ أو معنى".

ـ هناك شخصيّات "جبَّارة"، وهي جبَّارة فقط بسبب ضعف المجتمع أو الوسط الذي يتحركون فيه.

ـ هناك أُناسٌ ليسوا نادّيين بالمعنى الفلسفي، ولكنهم مادّيون بطبيعتهم وبسلوكهم الواقعي. في الحقيقة، معظم الناس هكذا.

ـ يبيع فاوست روحه للشيطلن من أجل كنوز هذا العالم، قصة قديمة، قديمة للغاية وكثيراً ما تتكرّر، وحقيقيَّة.