كفِّي الصُدود
أيَا زَهْرةَ البَان كفِّي الصُدود.....فإنِّي صَريعُ الهوى في الوُجودِ
وَ عِنْدي لك الحُبُّ فوق الحدود........و أنْت النَّعيمُ لقلْبي العَميد
كَمُلْتِ جَمَالاً فنلْتِ الخُلودَ ..............بذاكَ الجَمال البَديع الفريد
و يَا لوْعَتي عنْدمَا تظْهرين...............بثَوْبٍ أنيقٍ جميلٍ جَديد
ملكْتِ فؤادي بصوت رخيم..............و قدٍّ رشيق و فرع مديد
وخَصْر نَحيل و بطْن خَميصٍ....و وجْهٍ صَبُوح و سِحْر الخدود
و أشْبَعْتِني بالصُّدود جُروحًا......فكَابَدْتُ وحْدي جُرُوحَ الصُّدود
وَأثقَلْتني بالأسى و الوجوم...........وَ كدَّرْتِ لي ليلتي بالسُّهود
و حَرَّكْتِ في رَوْضتي بالجَفاء........صَقيعًا يُذيبُ جَمالَ الوُرود
وصالُكِ إنْ نِلْته نلْتُ كلَّ.......... النعيم و أدركْتُ معنى السعود
لقدْ لامني فيكِ ناسٌ و لكنْ.......أرى اللوْمَ في الحبِّ ما بالمفيد
يظلّ نحولي على ما لديَّ.....من الصدق في الحب خيرَ الشهود
أكلِّفُ بالصبر نفسي ولكنْ....أرى الصبْرَ في الحبِّ فوق الجَلود
أنا لمْ أعدْ مثلما كنتُ يوْمًا..........أرى الليلَ يأتي بحلْو الهجود
تَعبْتُ و لولا الهوى ما تعبْتُ....فعبْءُ الهوى مثلُ عبْء الحديد
أرى النسْرَ يأبى حياةَ الركود.........و إنِّي لما بي كثيرُ الركود
فمنذ رأيْتكِ أصْبحْتُ أشكو........و ما كنْتُ ذا شكْوةٍ في الوجود
أيرضيك في الحبِّ أنِّي عميدٌ............و أنتِ لديْك دواءُ العميد
أنا في هواكِ تعذبْتُ جدًّا................فإني تحمَّلْتُ فوق الحدود
فيا زهرة البان إنِّي أسير......... الأسى و السهاد ففكي قيودي
لقد راح عنِّي الهناءُ بعيدا............ و ما كان غيرَ حليفٍ ودود
فما قيمة العيش إنْ لم يكنْ.............كمثل الصباح بهيَّ البرود
من قصائدي القديمة