من دفتري القديم
ماذا يقول الياسمين؟
هذا أوان اللَّوْز ..أمْ
هيَ هِجْرةُ الأزْهارِ نحوَ طيورِها؟
أم صحوةُ الأرْض التي شطح الخيال بعُشبِها
فاخضوْضرتْ فيها الرِّمالُ وعزَّ نظيرُها؟
وتَنَضَّدتْ
في آيةٍ من سندُسِ الأحلامِ..
أوْ استبرَقِ الوهْمِ الذي أضفى على روح الحَياةِ حريرها؟
هذا أوانُ اللوزِ أمْ ثلجُ الربيعِ الدافئ المبثوثِ في قطْن الذُّرى
يتَوشَّحُ الدحْنونَ.. في لحْنٍ نسائمُهُ بَدتْ
سحْرٌ جرى في عطفه الماء الذي
شقَّ السواقي واستمدَّ خريرَها؟
هذا أوانُكِ فانظري
كيْفَ الرَّوابي ترتدي أحلامَها؟
وتغازلُ الأطيار في صبْحٍ نديٍّ والهوى
أشذاؤها
وتأمَّلي كيْفَ العنادلُ تنفثُ الآهاتِ في
ليل الجوى والبدْرُ يشكو وُجْدَهُ
في شدْوِها
فتألَّقي يا زهرَةَ القلْبِ المؤرَّقِ وانثري
عبْقَ البنفسجِ في النسيمِ وحاذِري
منْ عوْسَجِ الأيامِ أن يأتي على
جُنْحِ الخريفِ..
وتسلَّقي صدْرَ الروابي فلَّةً
يروي الندى أكمامَها
وتَسَمَّعي همْسَ الحَفيفْ
ماذا يقولُ لكِ القرنفُلُ والخُزامى واسمعي ..
ماذا يقولُ الياسَمين؟
هذا أوانُ البوْحِ فلْيَكُنِ الشذى
لُغَتي.. وشدوكِ ترجمانْ
قد عدْتُ أحمِل بهجَتي
حلُما شفيفاً كالندى
وشذى يُسافرُ في المَدى
تتبادَلُ الأنسامُ دفْعَ شراعِهِ
في رحلةِ الأحلامِ كي..
يأوي إليكِ..
من أجلِ شدْوكِ هروَلتْ
سفُني إليْكِ
كي استمعْ
لصدى جَوايَ.. فهاتهِ
يا بلبلي
ليشعَّ مني بارقٌ منّ لهفَتي
من كهرباء الوُجْدِ تبدو ومضةً
منْ صَبْوتي
لتصبَّ لحنكَ في دَمي
وتموجُ فيه خمائلي
لأطيرَ في اللحن الدَّفيقِ .. فهل سمعتَ
رفيفَ أجنحتي وقد رقَّ النسيمُ فمسَّكَ التيارُ؟
ماذا أقولُ وخفقتي معَكَ استدامتْ..
وانمحتْ فيها الفواصل؟
ماذا أقولُ وأنتَ أعلمُ بالبدائلْ؟
ماذا تقولُ؟ فهل تغيرَتِ الرؤى
في غيْبَتي
أمْ عُطِّلتْ
يا بلبلي
لغَةُ البلابل؟