|
على أيّ ليلٍ يحملُ الفجرُ دينَهُ |
ولم يُلفِ إلا الآه توهي سكونَهُ |
توارى ، وأهدابُ الحياةِ تقلُّه |
شجيًّا ، ودمعُ البينِ خطَّ لحونَهُ |
وألهى – طريحَ البثِّ – نبضَ نديمه |
يُمنّي عيونَ الساهرين ظنونَه |
وأيقظَ من خلف الطبيعةِ مُسرعا |
طيوفَ الأماني ، واستحلَّ يقينَهُ |
وباح النَّدى ، والوردُ شاهدُ لحظةٍ |
بها المنطقُ الشادي أجاز متونَه |
إذا انتهضتْ ترجو الخلود بصائرٌ |
وألقى فؤادُ الدَّهرِ وَصْلا رَنينَهُ |
وآبتْ حماماتُ الجمال وغيرُها |
إلى منزلٍ شادَ الضميرُ فنونَه |
إلى هالةِ المعنى الشذيُّ بديعها |
ومن حولها نايٌ يزفُّ أنينَهُ |
فلا ريب يحكي الفجرُ للقوم شأنَه |
وَلا أملٌ إلا استعادَ سفينَهُ |
فكيف لمعمودٍ يلوذ بظلهِ |
وما أبصر الوجدانُ يومًا حُسَيْنَهُ |
سوى نفحاتٍ من غوالٍ وحكمةٍ |
وفكرٍ بأيامي أراقَ عيونَه |
وطاهرِ ذكرى يستفيضُ مداركًا |
وكم ألهمَ الشوقَ الدَّفينَ شؤونَهُ |
مضاربُهُ تاقتْ للمْسِ نعيمِهِ |
وأحلامهُ ترنو هناك جفونَهُ |
ليستنطقَ الماضي الطريفَ : أما ترى |
حيالَ المغاني مَن أحبَّ سنينَهُ |
وهلْ هلَّ من رُوعِ الحقيقةِ هاتفٌ |
لكي ترشفَ الأزمانُ فجرًا مَعينَهُ |
وقل لي أما وصَّاكم العِطرُ في الضُّحى |
أنِ استعلموا كالأولياءِ قرينَهُ |
وَهَلْ صَحَّتِ الأنباءُ أم ذاك خاطرٌ |
على الأمِّةِ الحيرى أهالَ جنونَهُ |
فيا لغةً أجفى الصَّباحُ رَحيقَها |
بعينيكِ بَوْحُ القلبِ ألقى حنينَهُ |
ويا أحرفي التعبى وقلةَ حيلتي |
سيبقى وميضُ الخلد يسألُ " زَيْـنَهُ " |
وينقشُ في وجهِ القصيداتِ ذاكرًا |
جميلاً من الإحسانِ زكَّى عرينَهُ |
أما شِمتَ في ليلِ الوقيعةِ بارقًا |
سخيَّ ابتهالٍ يستدرُّ أمينَهُ |
فأدهشَ أربابَ الهَوى بحضورِهِ |
وكم كان يهوى الطيبونَ جبينَهُ |
عليه عظيمُ الحُبِّ أنْ كان بينَهم |
يواسي بآياتِ الإمامِ وتينَهُ |
لتمضي مَعَ الأقدار ما افتقرَ المدى |
حِسانُ القوافي ترتَجي ياسَمينَهُ |
هُنا قالتِ الأسفارُ والبالُ واجمٌ |
على أيّ ليلٍ يحمل الفجرُ دينَهُ |