أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: // الجريدة // ؛

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Sep 2011
    الدولة : عمان - الأردن
    المشاركات : 29
    المواضيع : 23
    الردود : 29
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي // الجريدة // ؛

    ها قد أشرقت الشمس إذن
    ودلف إلى ظلامي النهار
    كالقمر طغى حُسنُهُ على النجوم كنتِ
    وبين كوكبة الوصيفات.. جئتِ انبهار
    مليكةٌ وأحاطتها أيائلُ المجد
    وأتاها المُريدون من كلّ مدار
    في موكب زاهٍ لا يشبهه إلا
    حكايات العصور المخمليّة
    جئـت على حالكات الليالي بنور الأقمار


    وها أنا ذا أجلس هناك
    في حدائق الجامعة.. إن كنت تذكرينْ
    إلى الجهة المقابلة إليكِ تماماً
    حيث كنتِ دوما تجلسين
    في سطوة العرش البهيّ.. حيث تحكُمين
    كَدُرّة الزهور في روض الحدائق
    والقرب فيكِ صفاءً من الشهدِ رائق
    وما حولك من الخيول الحسانٍ.. لا يُهمّني
    فأنت الخبر المأمول.. وقد جاء صادق
    في بهجتهِ وكمال نعمتهِ
    كنت تمام الاحتياج.. ولا عوزَ معكِ
    وبكِ بَطُل على الأولى شَرعَ التيمّم
    فأنتِ الماء في الحياه
    وجريدة الصباح أنتِ
    وأنت مبتداه

    ما أسعدني بها، يا جميلتي، الجريدة..
    أخبريني.. هل عاصرتِ زمن الجريدة؟!
    ليس مهما إن كانت رأيا أو دستور
    أو صوت الشعب في ماضي العُصور
    فكلها تنتمي يا حبيبتي إلى الزمن الجميل

    أطالعها جريدتي
    وأنتِ أمام عيني تجلسين
    في رخاء العذارى
    بين الحدائق ترفلين ..
    في إهابكِ الذي لا يُشبههُ أيُّ شيء
    تمضي بكِ الأخبار على موج الحنين

    وأنا في الجهة المقابلة إليكِ
    أجثو مُوَلّهاً
    أعاني سَكَرات موتٍ من نعيم ..

    **

    من أين أبدأ !!
    فالجريدة تبدأ بالصفحة الرئيسية
    وأنتِ في جريدة حياتي
    كنتِ سَـبْقَ عناوينها الرئيسية

    هل أقرأ العنوان الأول؟!
    اليوم كتب لي ميلادٌ جديد
    تاريخُه بريقُ عينيكِ
    وليتكِ يا حبيبتي تعلمين
    ما أجملها عينيكِ !!

    وعناوين الجريدة كثيرة
    كلها عالمية
    لكنها ما استطاعت أن تفوقكِ في عالميّتها
    فمن ابتسامتكِ.. التي أراها فوق وجنتيكِ
    مرسومة كلوحة أبهى من كل لوحات الفنانين
    تبزغ آمالاً في فجر الكادحين
    وتتحقق على أثيرها أحلام المحرومين

    ويبدأ العصر الذي تتداعى فيه سنين البؤساء
    وتنتهي عنده مآسي التعساء
    وتصبح الجريدة ذات ألوان زاهية
    وتنتهي الصور المتقلّبة بين السواد والرماد
    كلُ صورها أخذت ألوانها من زهور خدّيكِ
    بدحنونها وياسمينها وشذاها الليلكية

    وأنا لم أزل مكبّلاً بأسر الشوق
    وأتصنّعُ كاذباً قراءةَ الجريدة

    أضع رجلاً فوق رجلِ
    وأنسى تاريخي في معاداة الارستقراطية
    أقلّبها جريدتي على مهلِ
    والدماء التي في شراييني تجري
    لم تعد تحتكم لأمري

    فلا أعود أُحسِنُ التحكّم
    في اضطرابات هذا القلب
    ولا عادت فطرة الله فيه تسري
    فهي في سماوات عينيكِ حائرة
    وعلى عتبات المشهد المهيب فيك.. ثائرة
    وأخبار الجريدة يا مليكتي
    أهملت أخبار الملوك
    وصارت بأخباركِ أنتِ عامرة

    ***

    لم يحدث أبداً
    أنْ كانت جريدتي قبلكِ أشهى
    أطالعها من قسماتِ وجهكِ المقمر
    أخبارها.. نصوص عينيكِ
    وضياء الجبين
    بياناتها.. فرحةٌ تحملكِ
    على مراكب زاهية من ياسمين
    وكان الدهر في تاريخ تحريرها
    كل ربيعٍ حملكِ على طُهر السنين

    أخبارها العريضة.. استأثرَ بها سحركِ الآسر
    والسبق الصحفي جاء من مُحيّاك الرشيق
    وكنتُ كلما قرأت فيكِ خبراً
    داهمتني بكِ غيبوبةٌ
    فدلّيي.. كيف منها أستفيق !!

    **

    أخبار محليّة.. وأخرى سياسية
    وما زلتُ أدّعي أنني أقرأ الجريدة
    وأنتِ ما تزالين أمامي
    تنظرين بطرْف عينيكِ وتتسامي

    تتقلبين في ضجر
    واللحظُ الذي منكِ.. صدرتْ مراسيمَهُ
    جاءني بكامل الإرهاب.. وأَمَــر
    أنِ أنتبه يا أنـت
    أدري بأنكَ مُدّعي
    تقرأ ما في الجريـدة ولكـن.. لا تعي

    تومئ لكِ صديقتكِ اللئيمة
    أنْ إليهِ فانظري
    يا له من مشهد ساخرٍ
    وتسخري
    فأنا مكشوف بلُعبتي الجديدة
    وأقرؤكِ أنتِ.. وليس الجريدة

    **

    صفحة الرياضة ..
    ما همني فيها أخبار الأندية
    لا أدوارها الأولى
    ولا ربعها النهائي
    ولا نصفها النهائي
    لا ولا نهاياتها المُـبهرة
    كان لها ركن في حنايايا

    عزفُتُ عمّـا انشغلت به البرايا
    ورحتُ أقرأ فيكِ بطولات الجمال
    وبدايات الدلال
    وأرباع الجلال
    وكل نهائيات الكمال

    حدّثتْ عنك بالأساطير قصصُ العجائب
    بطلة الدوري صرتِ
    وأيقونة الجمال
    في نوادر الحُسنِ
    من غرائب الغيبِ والمُحال

    **

    هكذا مضت الساعات في قراءة عينيكِ
    والجريدة..
    رغم طولها.. انتهت سريعة
    وعندما جاء وقت الرحيل
    نهضتِ
    ومن حولكِ الوصيفاتُ.. سارعـن في النهوض
    ورحلتِ . .
    والكل على إثركِ.. راح يُمهَدّ الطريق
    ويكأنها، لمساركِ العظيم، كانت الدنيا مُتابعة
    وأشجار حدائقها الجامِعة
    كانت لأقداركِ خاضعة

    فتعانقت الأغصان
    تمنحكِ ظلّها الظَـليلا
    بسَرْوِها وصنوبرها تعانقت
    واسترقتْ معها النخـيــــلا
    شموعا من حولك اشتعلت
    و زِيد عليها ألف قنديلا
    ليزهو بكِ وقار هذا الموكب
    لا تُدانيهِ الأرض عرضاً وطولا

    ورحلتِ
    لا تدرين عن ظلام الليل عندما
    يفارقُهُ شهاب النور مرتحلاً عَـجُولا
    وتركتني في مصارعي مع الجريدة
    ألف مُضيّعٍ بعدَكِ.. وألفُ قتيلا
    ثمة متعة في الصمود .. حتى ألماً .

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    قصة نثرية جميلة صورها عميقة موحية ، ولغتها ثرة قوية
    مشاعر رقيقة، ومعان عذبة، وتصوير بديع ماتع
    قدرة هائلة على تطويع الحروف بنظمها في لوحات خلابة ترافقها موسيقى هادئة
    شكرا لهطولك المائز ، ودام لحرفك الجمال.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي