خلعت رداءها الأحمر المضمّخ بدماء الشهداء وارتدت مئزرها الوردي المصبوغ بأحلام السّفهاء , قالت لها أمها ( تاريخ ) : خذي سلّة الطّعام إلى جدّتك ( جزائر ) فهي جائعة الآن , اسلكي الطريق المستقيم , واحذري الغابة والذئاب .
ظهر ذئب في أول الطّريق .
- إلى أين يا صغيرة ؟
- إلى جدّتي أعطيها الطّعام
- حسنا , أسلكي طريق الغابة وخذي لها معك بعض الأزهار .
أسرع الذئب قبلها , وصار يظهر لها متنكّرا عند رأس كل طريق ليشغلها ويُضلّلها
مرّة ملتحي ويحمل رشاشا : الطريق من هنا يا صغيرتي
مرّة يحمل كيس نقود ويرتدي نظارة سوداء : الطريق من هنا يا صغيرتي
مرّة يجلس على كرسي يحمل ختما وأوراقا : الطريق من هنا يا صغيرتي
سبقها إلى جدّتها , أكلها , ارتدى زيّها , ونام على سريرها . وصلت الصّغيرة ودقّت الباب .
- تعالي , اقتربي يا حلوتي
- لماذا عيناك كبيرتان يا جدّتي جزائر ؟
- لكي أراقبك جيّدا يا حلوتي
- لماذا أذناك كبيرتان يا جدّتي جزائر ؟
- لكي أتنصّت عليك جيّدا يا حلوتي
- لماذا أنفك كبير يا جدّتي جزائر
- لكي أشم أنفاسك يا حلوتي
- لماذا فمك كبير يا جدّتي جزائر ؟
- لكي آكلك يا حلوتي
والتهم الذئب الصّغيرة ذات المئزر الوردي .