أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: سامحكما الله

  1. #1
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي سامحكما الله

    سامحكما الله

    الاثنين25/2/2019
    سامحكما الله , فلقد نبشتما في ذاكرتي عن مواضع ألم وجرح دفين مازال طريًا ساخنًا ينزف حيرة، وينشر في نفسي علامات استفهام لا حصر لها , جرحٍ واريتُه بصداقات عدة , حتى أقع في بئر الضوضاء وأنسى أو أتناسى ما حدث , فلم يكن ما أشكو منه صديقًا أو حتى تطورت علاقتنا حتى تآخينا، لكنه كان أنا , نعم لا أبالغ حين أقول إنه كان نفسي وأحد جوارحي.لا أذكر متى بدأت صداقتنا على وجه التحديد، ولكن يمكنني أن أجزم أنها كانت قبل أن أتهجى أبجديات الحياة , فكل ذكريات طفولتي يملكها بلا استثناء , كان شريك اللهو والمرح وأول من تعلمتُ معه مسك القلم والخطَّ به , كبرنا سويًا , قد تكون أفكارنا وطموحاتنا ليست واحدة , لكننا تغلبنا عليها بحبٍّ صادق وصداقةٍ حقيقية , لم أعرف معنى فراقه يومًا فكان ظهورنا يوميًا معًا , حتى قال عنا الناس: الثنائي، وتداخلت أسماؤنا عند البعض وأطلقوا عليه اسمى وعليَّ اسمه أحيانًا , مررنا بفترة المراهقة والعصيان، وتشاركنا في الثورة على الأهل والدراسة , لا أذكر شيئًا فعلتُه في حياتي، سواءً أكان حسنًا أم قبيحًا إلا وأرى وجهه أمامي يشاركني في كل الماضي. ولكن ماذا حدث الآن ؟؟؟ لم تكن صداقتنا لعام أو اثنين أو خمسة، بل دامت ما يقارب أربعة عشر حولاً من الزمان، فيها الطفولة والمراهقة والشباب.. فيهاحلِمنا سويًا، وضجِرنا سويًا، وسافرنا سويًا, ثم ماذا؟؟ كان انقطاع بلا رجاء ..أعرف أنه تغيّر كثيرًا , حتى أصبح شخصًا لا أعرفه, شخصًا أصرخ في وجهه قائلاً: من أنت؟؟ تغيُّرُهُ كان سريعًا ومفاجئًا، لم أستطع أن أجاريه أو ألحق به للسؤال عما حدث .. حيث كان كل ما حدث أمام عيني.كنت أنكر عليه تغيّراته وأصرح بها , لكني لم أكن أتوقع كلماته, لم أتوقع هجومه السافر الحادَّ, لم أتوقع يومًا شراسته ,وعليَّ أنا؟!! أكره تلك الساعات والأيام التي تحولت صداقتنا وذكرياتنا فيها إلى تحدٍّ.. تحدٍّ قال الكل إني الخاسر فيه، لكنى لم أراهن على مكسبي، بل كان جلُّ ما أودأن أراه هو: هل حقًا انتهت صداقتنا ؟ كانت كل نظارته لي اتهامًا وشكًا وكرهًا، وأنا ألوذ بالصمت فلم أبرئ نفسي .. وكيف أدافع عن نفسي وهو أعلم بي منى ؟؟؟ كيف أقول له صدقني وأنا لم أكذب عليه طوال هذه السنين ؟؟ كيف أسامحه أنا على كل ما قال وفعل ؟ كيف أسامحه على نظرة منه لم أحسب يومًا أنها تأتى منه هو ؟؟ كنت أرى سنوات صداقتنا تنهار أمام عيني وأنا إن شئت قل: بليد المشاعر, زائغ البصر .. فهو كان خير شهيد عليَّ وعلى أفكاري، ثم يأتي الآن وبكل بساطة ويسأل ...
    عفوًا، فالكلمات أقل بكثير من أن تصف مشاعري وتجربتي , أراها تُسَطِّحُ ما في بالي، وهنا أفضل أن أعود إلى صمتي ...
    وأذكر ما قاله الإمام علي :
    تغيرت المودةُوالإخاءُ * وقَلَّ الصدقُ وانقطع الرجاءُ

    وأسلمني الزمان إلى صديقٍ * كثيرِ الغدرِ ليس له رِعاءُ

    ورُبَّ أخٍ وفَّيتُ له بحقٍّ * ولكن لا يدوم له وفاءُ

    أخلاءٌ إذااستغنيتَ عنهم * وأعداءٌ إذا نزل البلاءُ

    سيغنيني الذي أغناه عني * فلا فقرٌ يدوم ولا ثراءُ

    وكلُّ جِراحةٍ ولها دواءٌ * وسوءُ الخُلقِ ليس له دواءُ

    وكلُّ موَدَّةٍ لله تصفو * ولا يصفو مع الفسقِ الإخاءُ

    وليس بدائم أبدًا نعيمٌ * كذاكَ البؤسُ ليس له بقاءُ
    وترتاح نفسي بترديد ما نظمه الشافعي حين قال :
    إذا المرء لايرعاك إلا تكلفا ...

    فدعه ولا تكثر عليه التأسفا

    ففي الناس أبدالٌ وفي الترك راحةٌ ...

    وفي القلب صبرٌ للحبيب وإن جفا

    فما كلُّ من تهواه يهواك قلبُهُ ...

    ولا كلُّ من صافيتَهُ لك قد صفا

    إذا لم يكن صفوُ الودادِ طبيعةً ...

    فلا خيرَ في وُدٍّ يجيءُ تكلُّفا

    ولا خير في خِلِّ يخون خليله ...

    ويلقاه من بعد المودةِ بالجفا

    وينكر عيشًا قد تقادَمَ عهدُهُ ...

    ويُظهِرُ سرًا كان بالأمس قد خفا

    سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها ...

    صديقٌ صَدوقٌ صادقُ الوعدِ مُنصِفا
    اللهم يا من تعلم السِّرَّ منّا لا تكشف السترَ عنّا وكن معنا حيث كنّا ورضِّنا وارضَ عنّا وعافنا واعفُ عنّا واغفر لنا وارحمنا

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,035
    المواضيع : 310
    الردود : 21035
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    الخلة تعني الصداقة، والصداقة هى الأخلاص والثقة والود والمحبة
    والصداقة تعني التعاقد الشفوي على التعاون والتعاضد والتساعد في السراء والضراء
    وصديق المرء هو من يصدقه ويصدقه في الآن ذاته ـ وليس بالذي سرعان ما ينهش
    من لجم صاحبه ويشهر به لأتفه الأسباب.
    والصديق قد ينقلب عدو لدود بين عشية أو ضحاها ، وتظهر مظاهر الخصام بدلا من الوئام
    الصداقة لیست كلھا نزھة ، في متنزه الحیاة الدنیا ، بل الصداقة تتعرض للعثرات والمتاعب
    ، كما تنمووتترعرع في المصائب والنوائب ، بین الحین والآخر ، فلا تھجروا بعضكم بعضا
    ، ولا تحاسبوا غیركم حسابا عسیرا ، بل یسروا ولا تعسروا ، وإلتمسوا لأصدقائكم الأعذار
    الشرعیة ، واقبلوا الاعتذار ،واصفحوا وأحسنوا إن الله یحب المحسین .
    نص معبر جميل ، ونظم متقن الصنعة رائع المعنى
    ووصف متميز، وحس شعري راق
    طابت شعورا ورقت حرفا.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي