أحدث المشاركات

نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» في شارع واحد» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»»

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 24

الموضوع: فوق الرؤى

  1. #1
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.29

    افتراضي فوق الرؤى

    فوق الرؤى
    لَـــمْ يَـــدْرِ أَنَّ الْــعَزْفَ أَنْــزَفَ أَحْــرُفَهْ
    فَــمَــضَى يُــرَتِّــلُ فِـــي الــوُجُــودِ تَــصَوُّفَهْ
    سَــــاجٍ لِــوَجْــهِ الــنَّــهْرِ يَــرْسُــمُ طَــيْــفَهُ
    ذِكْـــــرَى مُــــعَــذّبَــةٌ وَرُوحٌ مُــرْهــفَــةْ
    يَــمْــتَدُّ فِـــي وَجَـــعِ الْــقَــصِيدَةِ كُــلَّــمَا
    نَــضِــجَ الْــحَــنِينُ دَعَــا الْأَنِــينَ لِــيَقْطِفَهْ
    مَــا انْــفَكَّ ظُــفْرُ الْــوَقْتِ يَــنْكَأُ جُــرْحَهُ
    لِــيَــدُسَّ فِـــي مُـــدُنِ الــضَّــيَاعِ تَــلَهُّفَهْ
    لَــمْ تَــسْــتَقِرَّ الــرِّيــحُ تَــحْــتَ جَــنَــاحِهِ
    لَــكِــنَّــهُ رَفَـــهَ الْــجَــنَــاحَ وَرَفْــــرَفَــهْ
    وَمَــضَــى يُــحَــلِّقُ حَــيْثُ لَا أُفُــقًا عَــفَا
    خَــلْفَ الــمَدَارِ وَحَــيْثُ لَا خُــلُقًا سَفَهْ
    ظَــلَّتْ خُــيُوطُ الــضَّوْءِ تَــنْسُجُ عَــرْشَهُ
    فَـــوْقَ الــرُّؤَى وَالْــعَتْمُ يَــنْكِثُ مِــطْرَفَهْ
    لَـــمْ تَــكْــفُرِ الــدُّرَرَ الــبُــحُورُ وَإِنَّــمَــا
    كَــفَرَتْ بِــمَنْ سَــجَرَ الــبُحُورَ الأَرْصِــفَةْ
    هُـوَ أَحْــكَــمَ الأَبْــيَــاتَ وَحْـــيَ تَــفَرُّدٍ
    لَــكِـــنَّ أَذْوَاقَ الــــدُّرُوبِ مُــحَــرَّفَــةْ
    ظَــمِئَتْ شِــفَاهُ الْــفَهْمِ فِــي هَرَجِ النُّهَى
    فَــسَــقَى عُــيُــونَ الْــعِــلْمِ مَـــاءَ الْــمَعْرِفَةْ
    جِــيــلٌ مِـــنَ الــخِــذْلاَنِ يَــقْــرَأُ سِــفرَهُ
    جَــهْرًا وَلَــمْ تَــنْبِسْ بِــمَا قَــرَأَتْ شــفَةْ
    يُــــؤْوِي إِلَــيــهِ الــهَــمَّ فِــلْــذَةَ هِــمَّــةٍ
    وَيُـــلِــمُّ وَجْــــدَ الْــعَــاشِــقِينَ لِــيَــعْــزِفَهْ
    دَهْــرَيْــنِ صَـــامَ الــرَّغْبُ عَــنْ نَــزَوَاتِهِ
    وَيَـــكَــادُ يُــفْــطِــرُ بِــالــمُــجُونِ تَــعــفُّــفَهْ
    قَـــدْ شَـــادَ مِــنْ غُــرَرِ الْــمَجَازِ مَــدِينَةً
    لِــلْــحُــبِّ تَــهْــدِمُ فِــــكْــرَةً مُــتَــطَــرِّفَةْ
    وَاسْــتَــلَّ مِــنْ خَـــدِّ الــمَــجَرَّةِ نَــجْــمَةً
    لِــتُــضِــيءَ أَرْوِقَــةَ الــمَــدَى وَتُــزَخْــرِفَهْ
    لِــلْــوَارِفِــيــنَ الْــفَــارِعِــيــنَ لِــجَــاهِــلٍ
    بَـــطَــرَ الــرَّشَــادَ بِــأَبْــجَــدِيَّةِ عَــجْــرَفَــةْ
    لِــمُــجَــادِلٍ خَـنَــقَ الـهَـوَاءَ بِــخَــوْضِــهِ
    يَــجْــتَــرُّ فَــذْلَــكَــةً وَيَــحْــسَبُ فَــلْــسَفَةْ
    لِــمُـخَــاتِلٍ لَــبِـسَ الــصَّــدِيــقَ وَمَــكْــرُهُ
    نَــتَفَ الــلِّحَى حَــسَدًا وَأَعْـفَى الــعَنْقَفَةْ
    لَأْيًـــا بِــجَــيْبِ الْــغَــيْبِ خَـبَّــأَ حُــزْنَــهُ
    عَــنْ بُــحَّــةِ الــنَّــايَاتِ كَــيْــلَا تَــذزِفَــهْ
    مَــــا زَالَ يَــكْــتُمُ دَمْــعَــتَيْنِ وَوَجْــهُــهُ
    يَــخْــشَى مِـــنَ الْــبَــسَمَاتِ أَلَّا تَــأْلَــفَهْ
    يَــجْــتَاحُ مَــعْــنَى الْــبَوْحِ صَــمْت تُــوَجُّعٍ
    وَيَــدُورُ فِــي الْــوِجْدَانِ يَبْحَثُ عَنْ صِفَةْ
    لَـــمْ يَــسْــتَطِعْ زَمَــنًا تَــهَافَتَ فَــارْتَقَى
    مَـــنْ كَـــانَ يَــخْــبِزُ بِــالتَّزَلُّفِ أَرْغُــفَهْ
    رَشَدَ الْأَذَى وَهَذَى الشَّذَى فَانْسَلَّ مِنْ
    رِئَـــةِ الــنَّــدَى عَــبَــقًا تَــأَبَّــطَ مَــوْقِــفَهْ
    عَــبَــثِــيَّةٌ وَالـــمَــوْجُ يُــقــسِــمُ مُــزْبِــدًا
    أَنْ يَــلْــعَــنَ الْــبَــحْرَ الْــخِــضَمَّ الــزّعْــنَفَةْ
    هُــوَ مُــوغِــلٌ فِـــي الــرَّاحِــلِينَ وَدَرْبُــهُ
    حَــسَكُ الــجَوَى وَرُبَى المَشَاعِرِ مُوْجفَةْ
    قَــدَمٌ عَــلَى سَــفْحِ الأَسَــى وَيَــدٌ عَــلَى
    قَــلْــبٍ تَــشَــظَّى مِــنْ صُـــدُورٍ مُــجْحِفَةْ
    بَـــيْــنَ الـرُّكــامِ أَضَــــاعَ آخِــرَ وَرْدَةٍ
    لِــلْــحُبِّ وَافْــتَـرَشَ الــرَّصَــاصُ تَــخَــوُّفَهْ
    وَاغْــتَــالَــهُ الْــحُــلُــمُ الــبَــرِيءُ بِــمَــوْطِنٍ
    يَــرْنُــو إِلَـــى وَجْـــهِ الــضِّــيَاءِ فَــيَــعْرِفَهْ
    لَــمْ يُــدْرِكِ الْــوَهَــجَ الــمُؤَمّلَ فَــانْطَوَى
    فِــيــهِ الــسَّــنَاءُ إِلَــى الـذُّرَى الْــمُتَأَسِّفَةْ
    وَجَــفَتْ رِحَــابُ الــرُّوحِ فَاقْتَرَفَ المُنَى
    وَاشْــتَاقَ لِــلْأَقْصَى فَــأَمْسَكَ مُــصْحَفَهْ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    شاعرنا الحبيب

    قصيدة من روائع الشعر ..
    قرأت فيها أشجان الشاعر وغربة كلمته وسط ما يكتنف المشهد .

    أطربتني المقدمة رغم ما فيها من شجن .

    هو أحكم الأبيات وحي تفرّدٍ
    .. لكنّ أذواق الدروب محرّفة

    ظمئت شفاه الفهم في هرج النهى
    .. فسقى عيون العلم ماء المعرفة

    الله الله ..

    ووقفت مع الصور البديعة هنا

    واستلّ من خدّ المجرة نجمةً
    ..لتضيء أروقة المدى وتزخرفه

    أبدعتم شاعرنا الكبير .
    تحياتي .
    وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن

  3. #3
    الصورة الرمزية خالد صبر سالم شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    المشاركات : 2,125
    المواضيع : 42
    الردود : 2125
    المعدل اليومي : 0.53

    افتراضي

    شاعرنا القدير أخي الدكتور سمير
    على الدوام أقرأ نفحات قريحتك فاطرب لها واعجب وهذه القصيدة أعجبتني كثيرا واراها من أروع ما أبدعت معاني وموسيقى وقافية ساحرة وصور شعرية باهرة وألفاظ منتقاة بذوق مرهف فدمت شاعرا مبدعا
    أعتقد أن البيت التالي كتبت فيه كسرة (الأبيات )سهوا لأنها ليست من جمع المؤنث السالم وتستحق النصب بالفتح:-

    هُـوَ أَحْــكَــمَ الأَبْــيَــاتِ وَحْـــيَ تَــفَرُّدٍنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    لَــكِـــنَّ أَذْوَاقَ الــــدُّرُوبِ مُــحَــرَّفَــةْ
    لك خالص الاحترام والمحبة

  4. #4
    الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    المشاركات : 19,255
    المواضيع : 522
    الردود : 19255
    المعدل اليومي : 3.73

    افتراضي

    كم بهذا النص من وجع طال الحجهات والفصول الاربع في النفس
    التي تتوق للبياض والصفاء ولكن المحيط لا يملك ما يرنو اليه الشاعر
    كان التساول والحكمة سبيلا لاراحة النفس
    شكرا لقلبك وهذا الجمال رغم المحمول
    مودتي

  5. #5

  6. #6
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.29

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام دغمش مشاهدة المشاركة
    شاعرنا الحبيب

    قصيدة من روائع الشعر ..
    قرأت فيها أشجان الشاعر وغربة كلمته وسط ما يكتنف المشهد .

    أطربتني المقدمة رغم ما فيها من شجن .

    هو أحكم الأبيات وحي تفرّدٍ
    .. لكنّ أذواق الدروب محرّفة

    ظمئت شفاه الفهم في هرج النهى
    .. فسقى عيون العلم ماء المعرفة

    الله الله ..

    ووقفت مع الصور البديعة هنا

    واستلّ من خدّ المجرة نجمةً
    ..لتضيء أروقة المدى وتزخرفه

    أبدعتم شاعرنا الكبير .
    تحياتي .
    بارك الله بك أيها الشاعر الكريم والأخ الغالي الحبيب وأشكر لك قراءتك السامقة وردك الراقي ورأيك الكريم !
    دام دفعك!
    ودمت بخير وعافية!

    تقديري

  7. #7
    ناقدة وشاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    الدولة : في المغترب
    المشاركات : 1,257
    المواضيع : 62
    الردود : 1257
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري مشاهدة المشاركة
    فوق الرؤى
    لَـــمْ يَـــدْرِ أَنَّ الْــعَزْفَ أَنْــزَفَ أَحْــرُفَهْ
    فَــمَــضَى يُــرَتِّــلُ فِـــي الــوُجُــودِ تَــصَوُّفَهْ
    سَــــاجٍ لِــوَجْــهِ الــنَّــهْرِ يَــرْسُــمُ طَــيْــفَهُ
    ذِكْـــــرَى مُــــعَــذّبَــةٌ وَرُوحٌ مُــرْهــفَــةْ
    يَــمْــتَدُّ فِـــي وَجَـــعِ الْــقَــصِيدَةِ كُــلَّــمَا
    نَــضِــجَ الْــحَــنِينُ دَعَــا الْأَنِــينَ لِــيَقْطِفَهْ
    مَــا انْــفَكَّ ظُــفْرُ الْــوَقْتِ يَــنْكَأُ جُــرْحَهُ
    لِــيَــدُسَّ فِـــي مُـــدُنِ الــضَّــيَاعِ تَــلَهُّفَهْ
    لَــمْ تَــسْــتَقِرَّ الــرِّيــحُ تَــحْــتَ جَــنَــاحِهِ
    لَــكِــنَّــهُ رَفَـــهَ الْــجَــنَــاحَ وَرَفْــــرَفَــهْ
    وَمَــضَــى يُــحَــلِّقُ حَــيْثُ لَا أُفُــقًا عَــفَا
    خَــلْفَ الــمَدَارِ وَحَــيْثُ لَا خُــلُقًا سَفَهْ
    ظَــلَّتْ خُــيُوطُ الــضَّوْءِ تَــنْسُجُ عَــرْشَهُ
    فَـــوْقَ الــرُّؤَى وَالْــعَتْمُ يَــنْكِثُ مِــطْرَفَهْ
    لَـــمْ تَــكْــفُرِ الــدُّرَرَ الــبُــحُورُ وَإِنَّــمَــا
    كَــفَرَتْ بِــمَنْ سَــجَرَ الــبُحُورَ الأَرْصِــفَةْ
    هُـوَ أَحْــكَــمَ الأَبْــيَــاتَ وَحْـــيَ تَــفَرُّدٍ
    لَــكِـــنَّ أَذْوَاقَ الــــدُّرُوبِ مُــحَــرَّفَــةْ
    ظَــمِئَتْ شِــفَاهُ الْــفَهْمِ فِــي هَرَجِ النُّهَى
    فَــسَــقَى عُــيُــونَ الْــعِــلْمِ مَـــاءَ الْــمَعْرِفَةْ
    جِــيــلٌ مِـــنَ الــخِــذْلاَنِ يَــقْــرَأُ سِــفرَهُ
    جَــهْرًا وَلَــمْ تَــنْبِسْ بِــمَا قَــرَأَتْ شــفَةْ
    يُــــؤْوِي إِلَــيــهِ الــهَــمَّ فِــلْــذَةَ هِــمَّــةٍ
    وَيُـــلِــمُّ وَجْــــدَ الْــعَــاشِــقِينَ لِــيَــعْــزِفَهْ
    دَهْرَيْـنِ يَدْعُو الصَّوْمَ فِـي نَـزَقِ الصَّـدَى
    أَلَّا يُــفَــطِّـــرَ بِــالــمُــجُــــونِ تَــعــفُّــفَــهْ
    قَـــدْ شَـــادَ مِــنْ غُــرَرِ الْــمَجَازِ مَــدِينَةً
    لِــلْــحُــبِّ تَــهْــدِمُ فِــــكْــرَةً مُــتَــطَــرِّفَةْ
    وَاسْــتَــلَّ مِــنْ خَـــدِّ الــمَــجَرَّةِ نَــجْــمَةً
    لِــتُــضِــيءَ أَرْوِقَــةَ الــمَــدَى وَتُــزَخْــرِفَهْ
    لِــلْــوَارِفِــيــنَ الْــفَــارِعِــيــنَ لِــجَــاهِــلٍ
    بَـــطَــرَ الــرَّشَــادَ بِــأَبْــجَــدِيَّةِ عَــجْــرَفَــةْ
    لِــمُــجَــادِلٍ خَـنَــقَ الـهَـوَاءَ بِــخَــوْضِــهِ
    يَــجْــتَــرُّ فَــذْلَــكَــةً وَيَــحْــسَبُ فَــلْــسَفَةْ
    لِــمُـخَــاتِلٍ لَــبِـسَ الــصَّــدِيــقَ وَمَــكْــرُهُ
    نَــتَفَ الــلِّحَى حَــسَدًا وَأَعْـفَى الــعَنْقَفَةْ
    لَأْيًـــا بِــجَــيْبِ الْــغَــيْبِ خَـبَّــأَ حُــزْنَــهُ
    عَــنْ بُــحَّــةِ الــنَّــايَاتِ كَــيْــلَا تَــذزِفَــهْ
    مَــــا زَالَ يَــكْــتُمُ دَمْــعَــتَيْنِ وَوَجْــهُــهُ
    يَــخْــشَى مِـــنَ الْــبَــسَمَاتِ أَلَّا تَــأْلَــفَهْ
    يَــجْــتَاحُ مَــعْــنَى الْــبَوْحِ صَــمْت تُــوَجُّعٍ
    وَيَــدُورُ فِــي الْــوِجْدَانِ يَبْحَثُ عَنْ صِفَةْ
    لَـــمْ يَــسْــتَطِعْ زَمَــنًا تَــهَافَتَ فَــارْتَقَى
    مَـــنْ كَـــانَ يَــخْــبِزُ بِــالتَّزَلُّفِ أَرْغُــفَهْ
    رَشَدَ الْأَذَى وَهَذَى الشَّذَى فَانْسَلَّ مِنْ
    رِئَـــةِ الــنَّــدَى عَــبَــقًا تَــأَبَّــطَ مَــوْقِــفَهْ
    عَــبَــثِــيَّةٌ وَالـــمَــوْجُ يُــقــسِــمُ مُــزْبِــدًا
    أَنْ يَــلْــعَــنَ الْــبَــحْرَ الْــخِــضَمَّ الــزّعْــنَفَةْ
    هُــوَ مُــوغِــلٌ فِـــي الــرَّاحِــلِينَ وَدَرْبُــهُ
    حَــسَكُ الــجَوَى وَرُبَى المَشَاعِرِ مُوْجفَةْ
    قَــدَمٌ عَــلَى سَــفْحِ الأَسَــى وَيَــدٌ عَــلَى
    قَــلْــبٍ تَــشَــظَّى مِــنْ صُـــدُورٍ مُــجْحِفَةْ
    بَـــيْــنَ الـرُّكــامِ أَضَــــاعَ آخِــرَ وَرْدَةٍ
    لِــلْــحُبِّ وَافْــتَـرَشَ الــرَّصَــاصُ تَــخَــوُّفَهْ
    وَاغْــتَــالَــهُ الْــحُــلُــمُ الــبَــرِيءُ بِــمَــوْطِنٍ
    يَــرْنُــو إِلَـــى وَجْـــهِ الــضِّــيَاءِ فَــيَــعْرِفَهْ
    لَــمْ يُــدْرِكِ الْــوَهَــجَ الــمُؤَمّلَ فَــانْطَوَى
    فِــيــهِ الــسَّــنَاءُ إِلَــى الـذُّرَى الْــمُتَأَسِّفَةْ
    وَجَــفَتْ رِحَــابُ الــرُّوحِ فَاقْتَرَفَ المُنَى
    وَاشْــتَاقَ لِــلْأَقْصَى فَــأَمْسَكَ مُــصْحَفَهْ

    كالعادة وكما هو متوقع دائماً نقرأ الشعر على أوراق ملك الشعر الأستاذ المبدع د. سمير العمري وما تزيدنا القراءة إلا رغبة بالتأمل وفك شيفرات البلاغة التي ستنقلنا بعد التأمل إلى جزر الدهشة في ملكوت الشاعرية .
    القصيدة كما قرأتها بطاقة تعريف شخصية بالشاعر والإنسان د. سمير يقدمها الشاعر الكبير لقارئه ليدله على معالم الطريق إلى هذه الشخصية الفذة التي لا يمكن أن يفارقها التطلع إلى المجد على المستوى الذاتي وعلى المستوى العام ,
    وفي القصيدة كمِّ كبير من الهم الذي هو فلذة همته وتطلعه
    يُــــؤْوِي إِلَــيــهِ الــهَــمَّ فِــلْــذَةَ هِــمَّــةٍ = وَيُـــلِــمُّ وَجْــــدَ الْــعَــاشِــقِينَ لِــيَــعْــزِفَهْ
    لقد زخرت القصيدة بالصور الشعرية الفريدة التي هي من سمات إبداع شاعرنا الكبير واتسم النص بنسيج درامي توالت فيه الصور وفق منحى متزايد في اقترابه أكثر وأكثر من ملامح الشخصية التي يعرفنا بها

    لَـــمْ يَـــدْرِ أَنَّ الْــعَزْفَ أَنْــزَفَ أَحْــرُفَهْ = فَــمَــضَى يُــرَتِّــلُ فِـــي الــوُجُــودِ تَــصَوُّفَهْ
    سَــــاجٍ لِــوَجْــهِ الــنَّــهْرِ يَــرْسُــمُ طَــيْــفَهُ = ذِكْـــــرَى مُــــعَــذّبَــةٌ وَرُوحٌ مُــرْهــفَــةْ
    يَــمْــتَدُّ فِـــي وَجَـــعِ الْــقَــصِيدَةِ كُــلَّــمَا = نَــضِــجَ الْــحَــنِينُ دَعَــا الْأَنِــينَ لِــيَقْطِفَهْ
    مَــا انْــفَكَّ ظُــفْرُ الْــوَقْتِ يَــنْكَأُ جُــرْحَهُ = لِــيَــدُسَّ فِـــي مُـــدُنِ الــضَّــيَاعِ تَــلَهُّفَهْ
    لَــمْ تَــسْــتَقِرَّ الــرِّيــحُ تَــحْــتَ جَــنَــاحِهِ = لَــكِــنَّــهُ رَفَـــهَ الْــجَــنَــاحَ وَرَفْــــرَفَــهْ
    وَمَــضَــى يُــحَــلِّقُ حَــيْثُ لَا أُفُــقًا عَــفَا = خَــلْفَ الــمَدَارِ وَحَــيْثُ لَا خُــلُقًا سَفَهْ
    ظَــلَّتْ خُــيُوطُ الــضَّوْءِ تَــنْسُجُ عَــرْشَهُ = فَـــوْقَ الــرُّؤَى وَالْــعَتْمُ يَــنْكِثُ مِــطْرَفَهْ
    لَـــمْ تَــكْــفُرِ الــدُّرَرَ الــبُــحُورُ وَإِنَّــمَــا = كَــفَرَتْ بِــمَنْ سَــجَرَ الــبُحُورَ الأَرْصِــفَةْ

    القصيدة بالمختصر المفيد رائعة . غير أنني كلما تأملت لغتها استوقفتني التراكيب أكثر لأستفهم وأتساءل عن بعض ما يكاد يلتبس عليَّ القصد في معناه . ومن ذلك قول الشاعر

    رَشَدَ الْأَذَى وَهَذَى الشَّذَى فَانْسَلَّ مِنْ = رِئَـــةِ الــنَّــدَى عَــبَــقًا تَــأَبَّــطَ مَــوْقِــفَهْ
    عَــبَــثِــيَّةٌ وَالـــمَــوْجُ يُــقــسِــمُ مُــزْبِــدًا = أَنْ يَــلْــعَــنَ الْــبَــحْرَ الْــخِــضَمَّ الــزّعْــنَفَةْ

    ففي أول هذين البيتين لا بد لي من الإشادة بجمال الألفاظ وتناسقها وروعة الإيقاع وتدفقه وحيويته. وقد استوقفتني الدلالة المعنوية للتركيب " فانسل من رئة الندى عبقاً تأبط موقفه " فعندما يتأبط العبق موقفه بعد أن هذى الشذى ، فذلك يعني أن موقفه هو الإصرار على بثِّ العطر والهذي به ، وتبرز لفظة ( هذى ) وهي فعل الهذي الذي يعني الكلام غير الواعي لتعكس حالة اللاوعي في بث الشذى ، ما يعني أن موقف بث الشذى هو سليقة وفطرة أيضا وليس مجرد خيار عقلي وإرادي عند الشاعر.
    غير أن ثاني البيتين أشكل علي فهمه ،فلم أتبين موضع لفظة ( الزعنفة) من الإعراب ؛ فهل الزعنفة فاعل مؤخر وفعله مذكر(يلعن ) ؟ بمعنى : أن الموج قد أقسم في تلك العبثية ( أن تكون الزعنفة الصغيرة التافهة ممن يلعن البحر الخضم ) ؟ أم أن للزعنفة إعراباً آخر ؟

    مع التحية والتقدير

  8. #8
    الصورة الرمزية محمد حمود الحميري مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    الدولة : In the Hearts
    المشاركات : 7,924
    المواضيع : 168
    الردود : 7924
    المعدل اليومي : 1.94

    افتراضي

    لعمري إنها لإحدى روائع الشعر قديمًا وحديثًا
    لها سحرها الخاص ، ومذاقها المميز ، ونكهتها الفريدة ، وبريقها الأخاذ ..
    القصيدة عقد متماسك أبياته الذهب الخالص ، وحركاتها اللؤلؤ والمرجان والياقوت .
    هذه الأحرف الذهبية حقها التداول في كل زمان ومكان بين عشاق الشعر من متذوقين ومحللين ونُقَّاد .

    تقديري
    نَحْنُ اليَمَانُونَ ،مَنْ يَجْرُؤْ يُسَاوِمُنَا*****على الأصَـالَةِ نَسْتَأصِلْهُ كَالـوَرَم

  9. #9
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jul 2017
    المشاركات : 22
    المواضيع : 3
    الردود : 22
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري مشاهدة المشاركة
    فوق الرؤى
    لَـــمْ يَـــدْرِ أَنَّ الْــعَزْفَ أَنْــزَفَ أَحْــرُفَهْ
    فَــمَــضَى يُــرَتِّــلُ فِـــي الــوُجُــودِ تَــصَوُّفَهْ
    سَــــاجٍ لِــوَجْــهِ الــنَّــهْرِ يَــرْسُــمُ طَــيْــفَهُ
    ذِكْـــــرَى مُــــعَــذّبَــةٌ وَرُوحٌ مُــرْهــفَــةْ
    يَــمْــتَدُّ فِـــي وَجَـــعِ الْــقَــصِيدَةِ كُــلَّــمَا
    نَــضِــجَ الْــحَــنِينُ دَعَــا الْأَنِــينَ لِــيَقْطِفَهْ
    مَــا انْــفَكَّ ظُــفْرُ الْــوَقْتِ يَــنْكَأُ جُــرْحَهُ
    لِــيَــدُسَّ فِـــي مُـــدُنِ الــضَّــيَاعِ تَــلَهُّفَهْ
    لَــمْ تَــسْــتَقِرَّ الــرِّيــحُ تَــحْــتَ جَــنَــاحِهِ
    لَــكِــنَّــهُ رَفَـــهَ الْــجَــنَــاحَ وَرَفْــــرَفَــهْ
    وَمَــضَــى يُــحَــلِّقُ حَــيْثُ لَا أُفُــقًا عَــفَا
    خَــلْفَ الــمَدَارِ وَحَــيْثُ لَا خُــلُقًا سَفَهْ
    ظَــلَّتْ خُــيُوطُ الــضَّوْءِ تَــنْسُجُ عَــرْشَهُ
    فَـــوْقَ الــرُّؤَى وَالْــعَتْمُ يَــنْكِثُ مِــطْرَفَهْ
    لَـــمْ تَــكْــفُرِ الــدُّرَرَ الــبُــحُورُ وَإِنَّــمَــا
    كَــفَرَتْ بِــمَنْ سَــجَرَ الــبُحُورَ الأَرْصِــفَةْ
    هُـوَ أَحْــكَــمَ الأَبْــيَــاتَ وَحْـــيَ تَــفَرُّدٍ
    لَــكِـــنَّ أَذْوَاقَ الــــدُّرُوبِ مُــحَــرَّفَــةْ
    ظَــمِئَتْ شِــفَاهُ الْــفَهْمِ فِــي هَرَجِ النُّهَى
    فَــسَــقَى عُــيُــونَ الْــعِــلْمِ مَـــاءَ الْــمَعْرِفَةْ
    جِــيــلٌ مِـــنَ الــخِــذْلاَنِ يَــقْــرَأُ سِــفرَهُ
    جَــهْرًا وَلَــمْ تَــنْبِسْ بِــمَا قَــرَأَتْ شــفَةْ
    يُــــؤْوِي إِلَــيــهِ الــهَــمَّ فِــلْــذَةَ هِــمَّــةٍ
    وَيُـــلِــمُّ وَجْــــدَ الْــعَــاشِــقِينَ لِــيَــعْــزِفَهْ
    دَهْرَيْـنِ يَدْعُو الصَّوْمَ فِـي نَـزَقِ الصَّـدَى
    أَلَّا يُــفَــطِّـــرَ بِــالــمُــجُــــونِ تَــعــفُّــفَــهْ
    قَـــدْ شَـــادَ مِــنْ غُــرَرِ الْــمَجَازِ مَــدِينَةً
    لِــلْــحُــبِّ تَــهْــدِمُ فِــــكْــرَةً مُــتَــطَــرِّفَةْ
    وَاسْــتَــلَّ مِــنْ خَـــدِّ الــمَــجَرَّةِ نَــجْــمَةً
    لِــتُــضِــيءَ أَرْوِقَــةَ الــمَــدَى وَتُــزَخْــرِفَهْ
    لِــلْــوَارِفِــيــنَ الْــفَــارِعِــيــنَ لِــجَــاهِــلٍ
    بَـــطَــرَ الــرَّشَــادَ بِــأَبْــجَــدِيَّةِ عَــجْــرَفَــةْ
    لِــمُــجَــادِلٍ خَـنَــقَ الـهَـوَاءَ بِــخَــوْضِــهِ
    يَــجْــتَــرُّ فَــذْلَــكَــةً وَيَــحْــسَبُ فَــلْــسَفَةْ
    لِــمُـخَــاتِلٍ لَــبِـسَ الــصَّــدِيــقَ وَمَــكْــرُهُ
    نَــتَفَ الــلِّحَى حَــسَدًا وَأَعْـفَى الــعَنْقَفَةْ
    لَأْيًـــا بِــجَــيْبِ الْــغَــيْبِ خَـبَّــأَ حُــزْنَــهُ
    عَــنْ بُــحَّــةِ الــنَّــايَاتِ كَــيْــلَا تَــذزِفَــهْ
    مَــــا زَالَ يَــكْــتُمُ دَمْــعَــتَيْنِ وَوَجْــهُــهُ
    يَــخْــشَى مِـــنَ الْــبَــسَمَاتِ أَلَّا تَــأْلَــفَهْ
    يَــجْــتَاحُ مَــعْــنَى الْــبَوْحِ صَــمْت تُــوَجُّعٍ
    وَيَــدُورُ فِــي الْــوِجْدَانِ يَبْحَثُ عَنْ صِفَةْ
    لَـــمْ يَــسْــتَطِعْ زَمَــنًا تَــهَافَتَ فَــارْتَقَى
    مَـــنْ كَـــانَ يَــخْــبِزُ بِــالتَّزَلُّفِ أَرْغُــفَهْ
    رَشَدَ الْأَذَى وَهَذَى الشَّذَى فَانْسَلَّ مِنْ
    رِئَـــةِ الــنَّــدَى عَــبَــقًا تَــأَبَّــطَ مَــوْقِــفَهْ
    عَــبَــثِــيَّةٌ وَالـــمَــوْجُ يُــقــسِــمُ مُــزْبِــدًا
    أَنْ يَــلْــعَــنَ الْــبَــحْرَ الْــخِــضَمَّ الــزّعْــنَفَةْ
    هُــوَ مُــوغِــلٌ فِـــي الــرَّاحِــلِينَ وَدَرْبُــهُ
    حَــسَكُ الــجَوَى وَرُبَى المَشَاعِرِ مُوْجفَةْ
    قَــدَمٌ عَــلَى سَــفْحِ الأَسَــى وَيَــدٌ عَــلَى
    قَــلْــبٍ تَــشَــظَّى مِــنْ صُـــدُورٍ مُــجْحِفَةْ
    بَـــيْــنَ الـرُّكــامِ أَضَــــاعَ آخِــرَ وَرْدَةٍ
    لِــلْــحُبِّ وَافْــتَـرَشَ الــرَّصَــاصُ تَــخَــوُّفَهْ
    وَاغْــتَــالَــهُ الْــحُــلُــمُ الــبَــرِيءُ بِــمَــوْطِنٍ
    يَــرْنُــو إِلَـــى وَجْـــهِ الــضِّــيَاءِ فَــيَــعْرِفَهْ
    لَــمْ يُــدْرِكِ الْــوَهَــجَ الــمُؤَمّلَ فَــانْطَوَى
    فِــيــهِ الــسَّــنَاءُ إِلَــى الـذُّرَى الْــمُتَأَسِّفَةْ
    وَجَــفَتْ رِحَــابُ الــرُّوحِ فَاقْتَرَفَ المُنَى
    وَاشْــتَاقَ لِــلْأَقْصَى فَــأَمْسَكَ مُــصْحَفَهْ

    قصيدة رائعة و درة فريدة، أستاذي الكريم الشاعر الكبير "د.سمير العمري "
    سلم اليراع و الإبداع و دام لك الألق، و دمت في حفظ الله

  10. #10
    الصورة الرمزية إبراهيم أحمد شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    الدولة : نحَّالين - بيت لحم - فلسطين
    المشاركات : 398
    المواضيع : 40
    الردود : 398
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    هذا بحر بلا ضفاف، ماؤه عذب فرات، وموجه أشواق بلا انتهاء، وهديره نبض عاشق طوى المسافات في ثنايا قصيدته ليسلك دربه نحو القداسة والسناء،
    هذه القصيدة أمداء من الجمال والحكمة والرصانة واللغة العالية
    مودتي شاعرنا الكبير الحبيب د.سمير العمري
    أنا شاعرٌ أمشي بلا خطواتِ
    لا شعر سيدتي بلا سَكَراتِ

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة