هندسة الشعر العربي وعروضه تكشف سرا ثانيا من أسرار الشعر العربي وسأسميه (خطأ شائع)

الفرق بين فعِلاتن الكامل وفعِلاتن الخفيف

1 – بحر الكامل بضربه الثاني كما أقرته العروض هو :
متفاعلن متفاعلن متفاعلن * متفاعلن متفاعلن فعِلاتن
///ه//ه , ///ه//ه , ///ه//ه * ///ه//ه , ///ه//ه , // /ه /ه
وكما هو واضح سمي الضرب بالضرب المقطوع أي بقطع الوتد ليتحول إلى سبب خفيف.
فعِلاتن الكامل = سبب ثقيل + سبب خفيف + وتد مقطوع = // +/ه + /ه
ولأنه في الكامل جاز الإضمار في السبب الثقيل في الحشو وفي العروض والضرب أي بتسكين المتحرك الثاني في السبب الثقيل في أول التفعيلة وكما يلي :
// + /ه + /ه وبالإضمار تكون /ه + /ه + /ه أي ثلاثة أسباب خفيفة.
وحين يتم رسم الوزن لا يظهر الزحاف اختلافا كبيرا إلا الفرق بين الحرف المتحرك والحرف الساكن في السبب الأول من تفعيلة الضرب.

2 – بحر الخفيف التام :
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن * فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
ونعلم أنه أجيز الخبن في كافة التفعيلات بضمنها العروض والضرب فيأتي كما في أدناه وسأركز على الضرب موضوع الإشكال:
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن * فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
/ه//ه/ه , /ه/ه//ه , /ه//ه/ه * /ه//ه/ه , /ه/ه//ه , /ه//ه/ه

فاعلاتن = /ه + //ه + /ه = سبب خفيف + وتد + سبب خفيف
فعِلاتن = / + //ه + /ه = سبب مزاحف + وتد + سبب خفيف

ويرد في الشعر حين تكون القصيدة بعروض وضرب سليمين (فعِلاتن) بزحاف الخبن, والتي يحولها بعض الشعراء إلى (مفعولن) وفقا لنفس الأساس في الكامل. وأرى هذا خطأ للأسباب التالية:
- فعِلاتن الكامل تتكون من سبب ثقيل + سبب خفيف + وتد مقطوع= // + /ه + /ه
- فعِلاتن الخفيف تتكون من سبب مزاحف + وتد + سبب خفيف = / + //ه + /ه
- بتحويل فعِلاتن الخفيف إلى مفعولن يعني اختفاء الوتد وتسكين الحرف الثاني في التفعيلة خطأ لأنه وتد لايجوز في التسكين , كما أن أول مقطع عروضي في التفعيلة هو سبب مزاحف وليس سببا ثقيلا ليتم تخفيفه بالتسكين.
ولهذا لا يجوز أن يأتي الضرب في الخفيف (مفعولن) إلا إذا كان الضرب المعتمد في القصيدة تامة ضربا مقطوعا أي أن تبنى القصيدة على :
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن * فاعلاتن مستفعلن مفعولن
فاعلاتن : /ه + //ه + /ه ( سبب خفيف + وتد سليم + سبب خفيف)
مفعولن : /ه + /ه + /ه (سبب خفيف + وتد مقطوع + سبب خفيف)

مفاهيم العروض أشارت إلى أن العلة إذا جاءت في الضروب فيتم الإلتزام بها في كل ما يقابلها في القصيدة , ومن الخطأ أن العروضيين استدركوا ما أسموه (التشعيث) في الخفيف لأنهم سمحوا لقصيدة الخفيف أن تأتي بضرب سليم جاز فيه الخبن ثم تأتي أبيات بضرب مقطوع الوتد. هذه العلة وبعض علل أخرى وبرروا ذلك بأنها (نادرة).
لكن وجهة نظري أن ذلك خطأ عروضي لأنه لا يجوز المجيء ببيت في ضربه وتد يتم قطعه في بيت آخر.
وتبين المخططات أدناه التشوه الحاصل في وزن البيت حين يكون ضرب الخفيف مفعولن , كما يوضح أيضا تأثيره في الكامل.
والموضوع معروض للنقاش
تحياتي وتقديري



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي