أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: كيف يتحقق الأمن من فيروس كورونا؟

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد محمد البقاش قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 239
    المواضيع : 192
    الردود : 239
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي كيف يتحقق الأمن من فيروس كورونا؟

    كيف يتحقق الأمن من فيروس كورونا؟

    هذا الفيروس الخبيث ظهر بشكل مثير للدهشة إذ انتشر بشكل سريع جدا وهزّ العالم كلّه ولم يكن ذلك عن طبيعة الفيروس لأن طبيعة سلوك الفيروس في الانتشار ليست بالشكل الذي انتشر ويعلم هذا الأطباء والخبراء والمشتغلون بالبيولوجية، ولكن حتى لا نخرج عن موضوعنا دعونا في موضوع الأمن الذي خرقه هذا الفيروس ونحن نبحث عن الأمن فهل نجده وأين؟
    لنقرأ هذه الآية الكريمة متأملين وهي قوله تعالى: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) الأنعام)).
    هذه الآية تتحدث عن الظلم والأمن وتربط الأمن برفع الظلم، فهل لم يلبس كل منا إيمانه بظلم؟ والظلم أنواع ودرجات أعلاها الإشراك بالله ونحن بحمد الله مؤمنون إلا أننا بوضعنا الذي نحن عليه من سكوت وركون ومساهمة ورضى عن الظالم قد ألبسنا إيماننا بظلم، والظلم الأدنى مثل ظلم الناس وأكل أموالهم بالباطل والزج بهم في السجون لمجرد ارتفاع أصواتهم بالمطالبة بحقوقهم وغير ذلك كل هذه الأنواع من الظلم تكثر فينا بشكل مثير جدا وبدرجات ونحن جزء من كلّ، نحن المغاربة أبناء أمة واحدة تجمع شعوبا كثيرة، فما يصيبهم يصيبنا، وما يصيبنا يصيبهم، فظلم الشعب السوري رقم واحد في عالمنا العربي والإسلامي والذي يظلمه بالدرجة الأولى أمريكا وروسيا والغرب والحكام العرب وتركيا، وظلم الشعب الليبي يليه، وظلم الشعب المصري في مصر والشعب الجزائري في الجزائر وغيرهما يزداد والله تعالى لا يقف مع الظالم، بل يقف مع المظلوم ويدافع عنه وينتقم له، وإذا قضى الله قضاء عاما ولو على يد الإنسان برد مكره عليه لم ينج منه الظالم والمظلوم، إلا أن المظلوم لا يؤاخَذ على ميتته لأنها بأجل ويؤجر على عذابه وآلامه ومعاناته، والظالم أيضا لا يؤاخذ على ميتته لأنها هي الأخرى بأجل ولكنه يؤاخذ على ظلمه الناس ويعذب على ظلمه في الدنيا والآخرة.
    انظر إلى كثرة المظالم في شتى الميادين في القضاء مثلا، ففي طنجة قضايا تشهد على ظلم القضاء الصفيق، فهذه قضية يرفض القاضي فيها الذهاب إلى التحليل الجيني من أجل إحقاق حق لامرأة تربّى معها متبنّى وُضع اسمه في الحالة المدنية وحكمت المحكمة بالحكم الشرعي الذي يقر بحصتين للذكر وحصة للأنثى لأنها وحيدة مع المعني بالأمر ولكنها ليست أخته يقينا، فلم يمانع القضاء من الذهاب إلى التحليل الجيني وقد تمت المطالبة به لإحقاق الحق؟ هل تعتبر هذه القضية هيِّنة في حق أصحاب الحقوق؟ هل هناك ظلم صفيق أكبر من هذا؟
    وهذا المجتمع المدني الذي قاضى شركة "أمنديس" في طنجة بشأن مياه الصرف الصحي التي تجري في وسط شاطئ "مرقالة" هذه القضية يشهد عليها خبير المحكمة الابتدائية شاهد الزور بأن مياه الصرف الصحي تلك ليست كذلك، بل هي مياه صافية نقية تنبع من الجبل الكبير، ثم تحكم المحكمة لصالح ظلم ساكنة طنجة؟ وحضرتكم تملكون أكثر مما أملك من معلومات عن الظلم، فهل ننجوا ونحن ظَلَمَة؟
    وهذا الوزير الذي طلع علينا بتصريح يهدد فيه باتخاذ إجراءات أكثر صرامة ولا ندري ما هي؟ هل ستفرض الإقامة الجبرية على الناس؟ هل سيفرض منع التجول؟
    هذا الوزير ينتمي لحزب خبيث هو حزب العدالة والتنمية اتخذ الإسلام مطية للوصول إلى ((السلطة)) يخرج علينا بمثل هذا التصريح والشعب المغربي يعلم يقينا أنه كغيره مجرد حجر فوق رقعة الشطرنج يحركها الحاكم الفعلي فهل يستغبينا؟ وهل في هذا الاستغباء ظلم لهذا الشعب؟
    ومن يشارك الوزير المغربي الكعكة السياسية، ومن لا يشاركه الكعكة، وجميع الأحزاب المغربية التافهة ألم يساهموا منذ عقود في الوصول إلى ما نحن عليه من أوضاع مزرية في التعليم والصحة والأمن والشغل وغير ذلك؟
    وهذه الأموال التي تجمع من الناس ويتنافس على التبرعات بشأنها وزراء ورجالات دولة رِياءً هل هي الطريق المثالي لتوفير الأمن الصحي؟ كيف نلتجأ دائما إلى الاستعطاء والسعاية من أجل قضايا حساسة؟ أليس من الواجب على الدولة أن يكون لديها حس مسؤول بوجوب توفير الأمن الصحي للناس من خلال جعل التطبيب مجانا ونحن نعايش منافسات خبيثة بشأن التسابق على ابتزاز المواطن في صحته من خلال فتح مستشفيات خاصة فأين الدولة؟ لم لا تمنع الدولة خلق هذه المستشفيات لأن الصحة مسؤوليتها هي وليست مسؤولية الفرد والجماعة؟ أليس من الظلم الكبير أن تسمح الدولة في هذا القطاع الحساس وتتركه بأيد جشعة تمارس فيه التجارة في صحة الناس وهي المسؤولة عنه أم ليس لها مسؤولية؟
    وهذا التعليم؛ في الحضيض، وخريجونا لا مستقبل لهم، والبراذع السياسية فوق مطايا لتمرير كثير من القضايا الحساسة التي كان الشعب يستظل بها قليلا وتوفر لبعضه شيئا من الأمان في عيشه وتعليمه وصحته مثل صناديق الدعم، وهذه المؤسسات التعليمية التي تنبت كالفطر في المغرب لم لا تمنعها الدولة وهي مسؤولة عن التعليم وهو من خصوصيتها هي وحدها ليس غير؟ فهل هذا سلوك ينمّ عن عدل أم هو ظلم صفيق لهذا الشعب؟
    وهذه ضرائب تفرض على الناس ولا حقّ لمن يفرضها عليهم، وهذه ربا تفرض على الناس ولا حجّة لمن يفرضها عليهم، بل يمارَس في حقهم الكذب حين يسمونها فائدة وهي مضرة من الطراز العالي أليس هذا من الظلم الصفيق؟ كيف تمارس الدولة البروبكندة بشأن السكن الصحي مثلا وتشجيع المقاولات وغير ذلك، ثم إذا اقتربتَ من طريقة تدبير ذلك تجد الربا والربا خراب وقد مر معنا ما حصل للإسبان في الأزمة الأخيرة لدرجة أن انتحر الكثير منهم وضاعت أملاكهم بسبب عجزهم عن سداد ما كان في أعناقهم من ديون لصالح السكن الذي اقتنوه، ألم يكن ذلك ظلما خبيثا ونحن نسير خلف نفس الحضارة الغربية التي هي مصنع يتم فيه مسخ الإنسانية؟
    وحين لا نجد محاولات من باحثين مغاربة وعرب بشأن المساهمة في إيجاد دواء ولقاح لفيروس كورونا ألا نصاب بالغبن وهو ظلم كبير لم يجر على أيدينا، بل جرى على أيد حكامنا بسبب إهمالهم لهذا القطاع وانتظارهم غير أبناء شعوبهم لرفع الأذى والوباء عنهم؟
    خلاصة القول بشأن الأمن من فيروس كورونا نقول باتخاذ الاحتياطات اللازمة وهي متخذة في المغرب وسائر بلدان العالم وهذا جميل وواجب لأن الأمر جَلَل والخطر محدق بالبشرية جمعاء ولا نمانع من التعاون مع أيّ كان من أجل الوصول إلى القضاء على فيروس كورونا، ولكننا نتأسف جدا على تأخرنا وعدم مساهمتنا في البحث من أجل إيجاد دواء أو لقاح لفيروس كورونا وليت هذا الموقف الذي نحن واقفون عنده يكون حافزا لنا على وضع حد لظلمنا لشعوبنا، ليت حكامنا يتخذون شعوبهم حصنهم وملاذهم وسندا لهم ويسمحون لها بالانطلاق إلى التقدم في جميع الميادين، فوالله إنها شعوب مؤهلة لقيادة العالم الذي تقوده اليوم قوى غاشمة وظالمة.
    ولا نخفي أيضا رغبتنا في إعادة النظر في نظرتنا لأنظمة الحياة ونلتفت إلى شرعنا وحضارتنا ولا نجاري أحدا لم يتخذ شريعتنا شريعة له، وكيف نجاري من يحادد الله ورسوله ونحن نعلم أن أمعاءه تضطره إلى الذهاب حيث نذهب جميعا؟ هل نتخذ هذا مشرِّعا لنا؟ ما هو الحل الأمثل الذي يغيض الكفار والمنافقين من أبناء جلدتنا؟ هل هو اتِّباع لربٍّ خالقٍ عارفٍ بما ينفع الإنسان وما يضره أم اتباع لمخلوق عاجز ناقص محتاج متأثر بالبيئة التي يحيا فيها؟ ألا اعقلوا أيها المسلمون قبل غيركم من الشعوب والأمم.
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
    محمد محمد البقاش
    طنجة في: 19 مارس 2020م
    www.tanjaljazira.com

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,035
    المواضيع : 310
    الردود : 21035
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    قال تعالى: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَار)
    وقال تعالى (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا)
    فإذا أردنا الأمن علينا أن نحكم شرع الله ـ فذلك هو طريق عز المسلمين وطريق نجاتهم
    وهو طريق سلامتهم في الدنيا والآخرة.
    بوركت ـ ولك تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي