ما العمل إذا لم يتعرض أكثرنا للفحص الطبي بغية التأكد من الإصابة بفيروس كورونا؟

اليوم ظهرت تداعيات للإصابة بفيروس كورونا على الصعيد الدولي مع تفاوت بين الدول المصابة، وهذا لن أناقشه بهذا الصدد وإنما أردت مناقشة ما يلي:
في الولايات المتحدة الأمريكية ازدادت نسبة الإصابات بفيروس كورنا بشكل لافت فلماذا؟
الجواب أن الأمريكان لم يكونوا يتوجهون لإجراء الفحوصات الطبية لمعرفة الإصابات ولكن حين توافد الأمريكيون على مراكز الفحص الطبي تبين أن كثيرا منهم يحمل فيروس كورونا.
ونحن المغاربة نسبة الإصابة فينا قليلة بحسب التصريحات الرسمية وأنا هنا لن أناقش مصداقيتها من عدمها بل أقف عند التالي:
هل تم فحص المغاربة بشكل كبير لمعرفة الإصابات أم لم يتم؟
الجواب لا، لم يتم فحص المغاربة على نطاق واسع، وعليه وحتى لا نكذب على أنفسنا ونكذب على شعبنا نقول ما يلي:
إنه إذا تم الفحص على نطاق واسع فسوف تظهر إصابات كثيرة حتى ولو لم تكن مصاحبة للأعراض، وانتشار الفيروس عبر قنوات مثل البصاق واللعاب والمصافحة والتقبيل ولمس الأثواب والأماكن الموبوءة نعرفها، والفحص سبيل إلى المعرفة اليقينية وبالتالي من خلالها يمكن اتخاذ الإجراءات اللازمة ونحن في عدة مقالات أشرنا إلى اقتراحات كثيرة بشأن هذا الوباء ولكن يجب أخذ ما يلي بعين الاعتبار عند عدم وصولنا إلى الفحص الشامل بصرف النظر عن الإمكانيات البسيطة التي نملك:
أولا: الاستمرار في الحجر الصحي من تلقاء أنفسنا ذلك أن الحجر الصحي يحصر الوباء في مكان ضيق جدا ويضع حدا لعمره، فإن كانت أسرة بها من يحمل الفيروس فإن المضاعفات لن تتعدى الأسرة إلى غيرها هذا إذا تفاعل الفيروس وأثر على المصاب ومع ذلك ومع اتخاذ تدابير منزلية مهمة من مثل النظافة وحصر الاتصال الأسري على نطاق ضيق وتناول المواد الغذائية الغنية والتسخينية عندها يمكن التغلب على الفيروس بالرغم من وجوده، فوجوده سينحصر في الأسرة وسينحسر فيها ولن يتعدى غيرها، وبعد بضعة أسابيع فقط سيتلاشى وسيزول وحينها نكون قد أدينا ما علينا من واجب بالاحتياط والتحوط.
لا نفزع من هذا الوباء لأنه موجود مثله مثل الموت، فالموت موجود متربص بنا ينتظر وقوف آجالنا ليقطف أرواحنا، ولا أحد منا يعلم دوره في الانتظار ولذلك فهو حق، وما كان حقا يجب القبول به والإيمان بمن قضاه وهو الله تعالى، ومن لا يحب لقاء الله لا يحب الله لقاءه، فكثير من أهلينا وذوينا غابوا عنا بالموت من غير سبب الكورونا ولذلك لا نناقش الموت، بل نناقش الحياة السليمة والحياة التي يجب أن نستهدفها من سلامة وطمأنينة، والسلامة لنا ولكل المغاربة والناس هي أن نستمر في الحجر الصحي من تلقاء أنفسنا تفاديا لنشر العدوى، وتفاديا لرفع نسبة الإصابات، فالمصاب في البيت غير المعروفة إصابته يعيش في بيته مع أهله وذويه بشكل طبيعي وبذلك يحاصر الوباء في ذلك الإطار الضيق هو ذلك البيت ويتم التغلب عليه وكأن الفيروس في سجن هو البدن وأبدان أهل البيت ويظل سجينا من غير أن يلقى عليه القبض، يكون الفيروس قد سجن نفسه في مصاب واحد أو أكثر ولكنه لم يستطع تجاوز أهل البيت إلى غيرهم فمات الفيروس ولم يمت أهل البيت لا قدر الله إذ قضى الفيروس في البيت، ثم لم تقم له قائمة خارج ذلك البيت، فإذا خرجنا من بيوتنا خرجنا سالمين، وإذا عدنا إلى حياتنا الطبيعية عدنا ولا وجود للفيروس بين ظهرانينا.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
محمد محمد البقاش
طنجة في: 22 مارس 2020م
www.tanjaljazira.com
GSM : 0671046100