مروة دياب
21-11-2005, 03:58 PM
بغداد يكفيني
[رِقـّي عـلى قـلبي الأسيرِ المُغْرَمِ= أَعَلـِمْتِ ما يلقاه، أم لم تعلمي؟
فَلَئِنْ نسيت ِ الجُرْحَ يكتَنِفُ الوغى= فَسَلي النُّجوم الحاضِراتِ تألُّمي
كم ليـلةِ ألْفَتْ بقلبي عـاشـِقًا = و مُسـَهَّدًا خلف العيون النُّوَمِ
كم من بحـارٍ قـد أجادت مُقْلتي = حتى توطَّدَ فيك شوك الأعجمي
و لـكلّما فتـرت بعيني دمـعةٌ = جـادت عليها حُرْقة لم تُضْرَمِ
و كـأنها حـلفـت بكاءَكِ طالما = أبقى لها الزمنُ الدّموعَ و بالدّمِ
يا عينُ جـودي بالـدموع لعلَّهُ = دمْـعٌ سيسْبِقُ فجرَ يومٍ أعظمِ
بغـدادُ جِئْتُـكِ بعدما كَلَّ الهوى = و طرقتُ قلبك بعد طول توهُّمِ
القي جراحَكِ فوق صدري و اسْمَعي = فـمن الخطـايا إنني لم أُعْصمِ
بغـداد يختـرم الحـنين إرادتي = أنت الجراحُ و أنت أعظم بلسَمِ
داوي جراحي يا جراحي و اصفحي = عنّي، و خـير دواءِ أن تَتَبَسَّمي
لا تعـذليـني إنني طـفـل نَأى = مـا كان يملك غير دمعة مُعْدَمِ
لون الحداد كسا السماء و ما كسا = قلبي سـوى ليل الجراح المظلمِ
أَوَ ما كفى بغـداد قلبي حرقة ً؟ = أو مـا كـفى عيني بحور اليُتَّمِ؟
أو ما كفى أنّي تَجَرَّعْتُ الرّدى؟ = فـلقد علـمتِ بأنني لم أَسْلَمِ
فلقد وجدْتُ زهور عمركِ في الوَغى = و بـراعِـمًا تحت الرَّماد المُفْعِمِ
و دما يُراق على الرِّياض و دمعةً = تنـضو الحياةَ من القلوبِ الهُدَّمِ
نادانيَ التّـاريخ أن أطـأ الثرى = فوقفت يُضري العينَ جورُ الأزلمِ
و سمعت من جوف الزمان صبابةً = و نحيـب دهـر المسلمين مُيَتَّمِ
بل كـل صرحٍ قد تبدلَ سحرهُ = نارًا و مـن ضيم الزمان المُبْهَمِ
بغـداد أين بهاء ديني.. معلمي؟؟ = أين الشُّموخ أيا مدين الأكرَمِ؟
أين القـلاع تَحُـفُّ ديني رهبةً = و مـهـابةً للـكون لمّا تهزَمِ؟
أين الصُّروحُ؟ فقد مررت بأرضِها = ألْفَيْتُـها نسج الخيال المظلمِ!!
ألفيتـها وهمًا من الزمن البعيد = أنقاض عهدٍ من علاك مهَدَّمِ
ألفيتـها ردمًا..حـطامًا محرَقًا = وكأن ما كانت سِوى بتوهُّمي!
و كَأَنَّ بغـداد العتـيقةَ كذبةٌ = أسطورةٌ من وهم فيهِ متيَّمِ!!
أين المـدوَّرَةُ الأبيَّـةُ يا علي؟ = يا ليت تسمع ما دهاها من فمي
غربت و قد نطق الإباءُ أيا علي = بدِّلْ زمان الحاقدين و أقدِمِ
بلبلْ صفـوف المعتدين بنظرةٍ = تجلو الظَّلام على صهيل الأدْهَمِ
و أَعِدْ لمنصورَ العـراقة منهُمُ = و ارسمْ بشائِرَ عهدِكَ المُتَصَرِّمِ
بأبي و أمي إن مررت بأرضها = فاقرأ على الماضي السلامَ و تَمِّمِ
و اشْفَعْ لقلبي عند مالِكِ نبضِهِ = ألاّ يضـاعف حرقتي و تألمي
يا خنجَرًا يسري بشرياني الدمي = يُجْدي بأوصالي و ينهل من دمي
يا دمعة رُسِمَت على قبر الأبي = و على رموس عيوننا لم تُرْسَمِ
و كريمة سكنت بعين وليدها = في كل قلبٍ..فاجر أو مسلمِ
ما كدت أرشف طعم إملاق بها = بل في الوقائع فهْيَ أعظم مغنمِ
كانت رياضًا من بساتين المُنى = و مروج عطرٍ تحت ظلاّمٍ دمِي
بغـداد يكفي أن تكون محطةً = تُعْزى إلى الزمن العريق و تنتمي
فلقد عهدتك مذ نعومة أظفري = أرضَ العراقة و الشموخ الأقدَمِ
فلأنت يا بغـداد قبلة عاشِقٍ = جودي عليّ و بالمحبة أقدِمي
فأنا دمـوعٌ ترتقي من أعيُنٍ = لأسيرَةٍ خلف الزمان المُظْلِمِ
الحَيْرَةُ الغبراء تضرب رأسِيَ = و تزجُّ فكري بين نيب الهيثمِ
و السيف دقَّ قوامه في أضلعي = يرمي بقلبي حيث ينصب مأتمي
لا تتركيني للعـروش فريسةً = تعلو بأوهامي،تُبَزِّلُ معصمي
أو في بلادٍ لا أطيـق سماءها = مـا بين سيّافٍ و بين المجرمِ
فالشوق يرْجُفُ بالقلوب صبابةً = و يصك دمعِيَ كي يضاعِفَ مألمي
تفديك يا بغداد كلَّ جوارحي = أفديك بالعمر النفيس و بالدَّمِ
تفـديك يا هبـة الإله منِيَّتي = فالحلم أنت وأنت نبضٌ في دمي
من يطلب العيش الغريد سيَلْقَهُ = إن ضاق رزقه أو تأزَّرَ بالدَّمِ
فالمرء إن باع الكرامة راضيًا = فعلى خيـانة أرضِه لم يندَمِ
لا أبصرُ العلياء أبهى منك يا = نور الصباح بجنح دهرٍ مظلِمِ
و أعيش في حلم و أسعى أجلَهُ = و بغـير عِزِّكِ إنني لم أحلُمِ
فلْتَبْقِ في نبض القلـوب أبِيَّةً = من كل حقدٍ بالزَّمان و تسلمي
[رِقـّي عـلى قـلبي الأسيرِ المُغْرَمِ= أَعَلـِمْتِ ما يلقاه، أم لم تعلمي؟
فَلَئِنْ نسيت ِ الجُرْحَ يكتَنِفُ الوغى= فَسَلي النُّجوم الحاضِراتِ تألُّمي
كم ليـلةِ ألْفَتْ بقلبي عـاشـِقًا = و مُسـَهَّدًا خلف العيون النُّوَمِ
كم من بحـارٍ قـد أجادت مُقْلتي = حتى توطَّدَ فيك شوك الأعجمي
و لـكلّما فتـرت بعيني دمـعةٌ = جـادت عليها حُرْقة لم تُضْرَمِ
و كـأنها حـلفـت بكاءَكِ طالما = أبقى لها الزمنُ الدّموعَ و بالدّمِ
يا عينُ جـودي بالـدموع لعلَّهُ = دمْـعٌ سيسْبِقُ فجرَ يومٍ أعظمِ
بغـدادُ جِئْتُـكِ بعدما كَلَّ الهوى = و طرقتُ قلبك بعد طول توهُّمِ
القي جراحَكِ فوق صدري و اسْمَعي = فـمن الخطـايا إنني لم أُعْصمِ
بغـداد يختـرم الحـنين إرادتي = أنت الجراحُ و أنت أعظم بلسَمِ
داوي جراحي يا جراحي و اصفحي = عنّي، و خـير دواءِ أن تَتَبَسَّمي
لا تعـذليـني إنني طـفـل نَأى = مـا كان يملك غير دمعة مُعْدَمِ
لون الحداد كسا السماء و ما كسا = قلبي سـوى ليل الجراح المظلمِ
أَوَ ما كفى بغـداد قلبي حرقة ً؟ = أو مـا كـفى عيني بحور اليُتَّمِ؟
أو ما كفى أنّي تَجَرَّعْتُ الرّدى؟ = فـلقد علـمتِ بأنني لم أَسْلَمِ
فلقد وجدْتُ زهور عمركِ في الوَغى = و بـراعِـمًا تحت الرَّماد المُفْعِمِ
و دما يُراق على الرِّياض و دمعةً = تنـضو الحياةَ من القلوبِ الهُدَّمِ
نادانيَ التّـاريخ أن أطـأ الثرى = فوقفت يُضري العينَ جورُ الأزلمِ
و سمعت من جوف الزمان صبابةً = و نحيـب دهـر المسلمين مُيَتَّمِ
بل كـل صرحٍ قد تبدلَ سحرهُ = نارًا و مـن ضيم الزمان المُبْهَمِ
بغـداد أين بهاء ديني.. معلمي؟؟ = أين الشُّموخ أيا مدين الأكرَمِ؟
أين القـلاع تَحُـفُّ ديني رهبةً = و مـهـابةً للـكون لمّا تهزَمِ؟
أين الصُّروحُ؟ فقد مررت بأرضِها = ألْفَيْتُـها نسج الخيال المظلمِ!!
ألفيتـها وهمًا من الزمن البعيد = أنقاض عهدٍ من علاك مهَدَّمِ
ألفيتـها ردمًا..حـطامًا محرَقًا = وكأن ما كانت سِوى بتوهُّمي!
و كَأَنَّ بغـداد العتـيقةَ كذبةٌ = أسطورةٌ من وهم فيهِ متيَّمِ!!
أين المـدوَّرَةُ الأبيَّـةُ يا علي؟ = يا ليت تسمع ما دهاها من فمي
غربت و قد نطق الإباءُ أيا علي = بدِّلْ زمان الحاقدين و أقدِمِ
بلبلْ صفـوف المعتدين بنظرةٍ = تجلو الظَّلام على صهيل الأدْهَمِ
و أَعِدْ لمنصورَ العـراقة منهُمُ = و ارسمْ بشائِرَ عهدِكَ المُتَصَرِّمِ
بأبي و أمي إن مررت بأرضها = فاقرأ على الماضي السلامَ و تَمِّمِ
و اشْفَعْ لقلبي عند مالِكِ نبضِهِ = ألاّ يضـاعف حرقتي و تألمي
يا خنجَرًا يسري بشرياني الدمي = يُجْدي بأوصالي و ينهل من دمي
يا دمعة رُسِمَت على قبر الأبي = و على رموس عيوننا لم تُرْسَمِ
و كريمة سكنت بعين وليدها = في كل قلبٍ..فاجر أو مسلمِ
ما كدت أرشف طعم إملاق بها = بل في الوقائع فهْيَ أعظم مغنمِ
كانت رياضًا من بساتين المُنى = و مروج عطرٍ تحت ظلاّمٍ دمِي
بغـداد يكفي أن تكون محطةً = تُعْزى إلى الزمن العريق و تنتمي
فلقد عهدتك مذ نعومة أظفري = أرضَ العراقة و الشموخ الأقدَمِ
فلأنت يا بغـداد قبلة عاشِقٍ = جودي عليّ و بالمحبة أقدِمي
فأنا دمـوعٌ ترتقي من أعيُنٍ = لأسيرَةٍ خلف الزمان المُظْلِمِ
الحَيْرَةُ الغبراء تضرب رأسِيَ = و تزجُّ فكري بين نيب الهيثمِ
و السيف دقَّ قوامه في أضلعي = يرمي بقلبي حيث ينصب مأتمي
لا تتركيني للعـروش فريسةً = تعلو بأوهامي،تُبَزِّلُ معصمي
أو في بلادٍ لا أطيـق سماءها = مـا بين سيّافٍ و بين المجرمِ
فالشوق يرْجُفُ بالقلوب صبابةً = و يصك دمعِيَ كي يضاعِفَ مألمي
تفديك يا بغداد كلَّ جوارحي = أفديك بالعمر النفيس و بالدَّمِ
تفـديك يا هبـة الإله منِيَّتي = فالحلم أنت وأنت نبضٌ في دمي
من يطلب العيش الغريد سيَلْقَهُ = إن ضاق رزقه أو تأزَّرَ بالدَّمِ
فالمرء إن باع الكرامة راضيًا = فعلى خيـانة أرضِه لم يندَمِ
لا أبصرُ العلياء أبهى منك يا = نور الصباح بجنح دهرٍ مظلِمِ
و أعيش في حلم و أسعى أجلَهُ = و بغـير عِزِّكِ إنني لم أحلُمِ
فلْتَبْقِ في نبض القلـوب أبِيَّةً = من كل حقدٍ بالزَّمان و تسلمي