المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نهاية عاشقين



نزار ب. الزين
22-11-2005, 01:02 AM
نهاية عاشقين
قصة بقلم : نزار ب. الزين*

*************************


راشد و مبارك صديقان حميمان منذ أيام الدراسة ، ثم أصبحا - بعد التخرج - شريكين في عمل تجاري مربح ، ثم تزوجا في الوقت ذاته تقريبا ، وسكنا في دارتين متقاربتين ، ثم ما لبثت أن أصبحت زوجتاهما صديقتين حميمتين أيضا ، ثم انتقلت الصداقة إلى الأبناء ..
فقد أنجب راشد غلاما ذكرا أسماه عبد الله و من بعده إبنتين .
و بعد سنة أو تزيد ، أنجب مبارك بنتا أسماها دلال و من بعدها غلامين .
و منذ أن كان عبد الله في التاسعة و أمه تقول : " دلال لعبد الله و عبد الله لدلال "
و منذ أن كانت دلال في السابعة و أمها تقول : " دلال لعبد الله و عبد الله لدلال "
بدأتا العبارة كمزاح ، أو كتندر على عادات بدوية قديمة ...
و لكن ....
ما أن بلغ عبد الله و دلال مرحلة التحولات الجسدية ، حتى تعلق أحدهما بالآخر !

*****
و في الجامعة التقيا معا في كلية واحدة فازداد ارتباطهما و تعمقت أواصر حبهما ، كانا يلتقيان في ساعات الفراغ فيتناجيان ، و إذ يعودان إلى منزليهما يتهاتفان ..
و ذات يوم ، تهاتفه دلال فتسأله - و قد شاب صوتها اضطراب و خوف - عمّا يعرفه حول خلاف والديهما مؤخرا ؛ فيبسِّط لها الأمر قائلاً : " إنها خلافات تحدث دوما بين الشركاء ، و لكن لا تنسي أنهما صديقان حميمان منذ سنوات و أن صداقتهما ستعيد المياه إلى مجاريها وشيكا ! "
و لكن ....المياه لم تعد إلى مجاريها أبدا .
ففي يوم آخر ، تخبره أن الأمر يتفاقم و أن هناك محامين و مؤسسة محاسبية : " المسألة تتضخم يا عبد الله ! "
و بعد عدة أيام أخرى ، تخبره و هي تبكي بحرقة أن والدتها منعتها و أخويها من التعامل معه أو أختيه : " إنها القطيعة يا عبد الله !!! "
" أهكذا تنقلب صداقة السنين إلى عداء ؟ " يتساءل متألما ، ثم يكمل بصوت حزين : "إنني غير مصدق لما يجري لولا أنه يجري ! " ثم يضيف : " إسمعي يا دلال ، أنا لن أتنازل عنك حتى لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في يساري " فتجيبه على الفور " و أنا لن أتنازل عنك يا عبد الله حتى لو ذبحوني من الوريد إلى الوريد ! "
ثم ....
تجرأ عبد الله ذات يوم فدعاها إلى سيارته فلم تمانع ، ثم توجه بها إلى بيته ، خافت قليلا و لكنها لم تمانع ، فعائلته في زيارة الجدَّين ؛ ثم دخل بها إلى مرآب سيارته ، فلم تمانع !!! ..

*****
و تكررت - من بعد - لقاءاتهما في المرآب ،
و لكن .....
ذات يوم قائظ ، اشتدت فيه وطأة الحر ،
شغَّل عبد الله محرك السيارة ليتمكن من تشغيل مكيِّفها ،
إلا أن المرآب كان مغلقا ،
فإنتشر دخان العادم ،
ثم تسرب الدخان القاتل إلى خلوتهما !!

------------------------
*نزار بهاء الدين الزين
مغترب يعيش في الولايات المتحدة من أصل سوري
البريد : nizarzain@adelphia.net
الموقع : www.FreeArabi.com

زاهية
24-11-2005, 12:16 AM
اللهمَّ عافنا وعافِ شباب المسلمين من سوء العاقبة
قصة رهيبة أرجو أن تكون عظة وعبرة لكل شاب وفتاة
لاحول ولاقوة إلا بالله
دمت أخي الفاضل نزارمبدعاً
أختك
بنت البحر

خليل انشاصي
21-02-2006, 08:47 PM
أستاذي العزيز / نزار حفظه الله ورعاه :

دمت متألقاً
ومنك ومن تجاربك نستفيد ونتعظ
فوجئت بك في الواحة سيدي وكم سعدت بالقراءة لك
علنا وعل شبابنا هدانا الله وهداهم للخير
التقينا على الخير زماناً
وعلى الخير نلتقي دائماً
تحياتي وتقديري واحترامي لك أستاذنا .

:NJ::hat::0014::0014::0014::0014:

أبو عبدالله .

نزار ب. الزين
23-02-2006, 03:44 AM
اللهمَّ عافنا وعافِ شباب المسلمين من سوء العاقبة
قصة رهيبة أرجو أن تكون عظة وعبرة لكل شاب وفتاة
لاحول ولاقوة إلا بالله
دمت أخي الفاضل نزارمبدعاً
أختك
بنت البحر
----------------------
أختي الفاضلة زاهية البحر
آمل معك و آمل أيضا أن تكون عظة للأهل ، كي لا يتسرعوا في أحاديث الزواج قبل الأوان
شكرا لمرورك
مودتي و تقديري

نزار ب. الزين
23-02-2006, 03:50 AM
أستاذي العزيز / نزار حفظه الله ورعاه :
دمت متألقاً
ومنك ومن تجاربك نستفيد ونتعظ
فوجئت بك في الواحة سيدي وكم سعدت بالقراءة لك
علنا وعل شبابنا هدانا الله وهداهم للخير
التقينا على الخير زماناً
وعلى الخير نلتقي دائماً
تحياتي وتقديري واحترامي لك أستاذنا .
أبو عبدالله .
-------------------------------
أخي العزيز الأستاذ خليل
على الخير نلتقي دوما يا وجه الخير
ألا ترى معي أن الأهل هم من صنع هذه المأساة المروعة ؟
أخي الكريم ، سألتك ذات مرة و لم تجبني ، و ها أنا أسألك ثانية : << هل الأستاذ عبد الله خليل الأنشاصي ، الذي كان مدرسا في الكويت ، هو والدك ؟ >>
مودتي لك و تقديري
نزار ب. الزين

نسيبة بنت كعب
23-02-2006, 04:41 AM
الى جانب ماذكر الأحبة من تعليقات

اقول ماتت كل العلاقات على هامش العداوة
ماتت علاقة الأب وصديقة
ومات معها قضاءً و قدرا حب الأولاد
فأن مات الأصل ماتت الفروع كذلك

تفنن الأدولاد فى التغلب على هذا الوضع الذى فرض عليهم
دون عون من الأهل ، وبقلة خبرتهم فهلكوا

حبكة درامية لها أكثر من معنى

جزاكم الله خيرا استاذ الكاتب الكبير : نيزار زين

وعافى الجميع من سوء النوايا وتحدى القدر وسوء الخاتمة

بت احب قراءة القصص القصيرة هنا

احسنت أستاذ nizar zain


:hat::001:

عبلة محمد زقزوق
23-02-2006, 11:55 AM
حقاً إنها لمآساة ، يدفع ضريبتها الأبناء ، ويتجرع كأس مرارتها الآباء .

فيـــاليتنا نعلم أن لا محابة في حق من حقوق الأبناء ، وترك حرية الاختيار لهم ،
وأن نوقن ككبار ومن الحكمة التي جرعتنا أياها الأيام ، أن لا شئ يدوم سوى وجه الله ؛ فلا محبة دائمة ، ولا صداقة معمرة ؛ إلا بمشيئة الرحمن .
لذا لا بد أن نضع بعض المحاذير دون تفريط أو تشديد ؛ وكما يقال : ـ
" حاذر ولا تُخَوِن " .

خالص التحايا كاتبنا الفاضل ـ نزار بهاء الدين
على تلك الدرر المغموسة بالحكمة والموعظة .

خليل حلاوجي
23-02-2006, 12:49 PM
لدينا معضلة قديمة

نحن لانعرف أن نختار مالم يكن لنا معين يختارلنا

نحن لانقرر في الغالب غدنا

نحن أسرى من يحيطنا

العاقل فينا من يجعل اولاده
من اصحاب اتخاذ القرار المناسب
ونجعلهم
يتحملون نتائج مايقررون
الشخصية الانسانية نرسم نحن كآباء ملامحها لمستقبلهم
ربما نضر
ربما ننفع

ومايفرق بين الضرر والمنفعة

هو ماشاهدناه في قصتك الرائعة

النهاية
فيها
تتكرر كل يوم فوق ارصفتنا الحزينة

يارب سلم سلم

\
\
الشكر لك عامر وموفور استاذنا المبارك

نزار ب. الزين
07-03-2006, 01:15 AM
فأن مات الأصل ماتت الفروع كذلك

تفنن الأدولاد فى التغلب على هذا الوضع الذى فرض عليهم
دون عون من الأهل ، وبقلة خبرتهم فهلكوا

حبكة درامية لها أكثر من معنى

جزاكم الله خيرا استاذ الكاتب الكبير : نيزار زين

بت احب قراءة القصص القصيرة هنا
احسنت أستاذ
nizar zain
نسيبة بنت كعب
:hat::001:
----------------------------
ملاحظة : إسمي نِزار بكسر النون و ليس بإطالتها بالياء
أختي الفاضلة نسيبة
أعجبتني تعبارتك أعلاه ، سبكتيها بمهارة و حرفية ، سلمتِ و سلمت أناملك المرهفة
شكرا لثنائك العاطر و دمت بخير
نزار ب. الزين

نزار ب. الزين
07-03-2006, 01:19 AM
شكرا لثنائك أختي عبلة و لتعقيبك الجميل
دمت و دام ألقك
نزار ب. الزين

نزار ب. الزين
07-03-2006, 01:27 AM
لدينا معضلة قديمة
نحن لانعرف أن نختار مالم يكن لنا معين يختارلنا ، نحن لانقرر في الغالب غدنا ، نحن أسرى من يحيطنا
العاقل فينا من يجعل اولاده من اصحاب اتخاذ القرار المناسب و نجعلهم يتحملون نتائج مايقررون
الشخصية الانسانية نرسم نحن كآباء ملامحها لمستقبلهم ، ربما نضر ، ربما ننفع و مايفرق بين الضرر والمنفعة ؛ هو ماشاهدناه في قصتك الرائعة
النهاية فيها تتكرر كل يوم فوق ارصفتنا الحزينة .
يارب سلم سلم
الشكر لك عامر وموفور استاذنا المبارك
خليل حلاوجي

------------------------------------------------
أخي الفاضل خليل
أعجبتني تعبيراتك و خاصة منها << العاقل فينا من يجعل اولاده من اصحاب اتخاذ القرار المناسب و نجعلهم يتحملون نتائج مايقررون >> و لكن للأسف لا زال الأهل أصحاب القرار و لو كان تعنتا و تزمتا ،
و كم تحتاج بلادنا إلى برامج توعوية مكثفة ، لتجنب مثل هذه المآسي .
شكرا لإطرائك الدافع ، و دمت بخير
نزار ب. الزين