تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رحيــــــــــــــــــــــ ــــــل/ قصة قصيرة



سالمين القذافى على
24-11-2005, 11:36 PM
رحــــــيـــــــل
وقفت تتأمل الناس بعد غياب وعزله وصمت ابتعدت فيه عن الجميع ولم تكن سببا فيه ولكن مرضها هو الذى ابعدها وفرض عليها الابتعاد وقفت فاطمة تتأمل الناس بعيون يرسمها الامل بالغد ربما يكون الافضل ولحظات ربما تتغير وأبناء قد يكون احدهم دواء وبلسماً لجراحات ماضى لا ينسى ......وقفت حتى وأن كان الحزن والمرض مرسوم وطيع على ملامحها السمراء وعيناها السودوان الجميلتان ,وبسمتها التى كانت أجمل من الزمن ...بسمتها التى كانت بروعة الحب والامل تأسر بها الجميع الصغير قبل الكبير ...وقفت فاطمة وهل ستبتسم الحياة لها بعد هذا العناء وهل يمكن أن تكون مثل ما احبت هى أن تكون حتى وأن بدأت سنين العمر تتراجع وتترك بصمتها على مفرق الرأس وخربشات طفيفة على ملامح الوجه ......وقفت وقد اختزن الحزن بداخلها ومات المرض بها من سنين حتى اصبحت لا تشعر به صمتت رغم الالم فهى وان عبرت اسكتها من حولها بعيونهم انت تتوهمين .....صمتت لانها شعرت بان الناس ربما قل بهم الاحساس بالاخرين ودنياهم حصرت فى امور تلهيهم عن من حولهم .....وشعرت بان الحديث لا يجدى وأن الانسان لم يعد كما كان .....صمتت وفضلت ان ترسم البسمة على شفاها وأن لا تكلم احد عن احزانها ومرضها ومأ سيها..ولم تجد أفضل من كتاب الله تقرأه وتفسره فى كل أوقاتها وترعى ابنائها.....فحتى وان جلست مع احد لا تسمعه إلا النصح والمواعظ وأحاديث العبرة هكذا شعرت فاطمة براحة اكبر ووجدت نفسها رغم الارهاق والقلق الذى خلفته لها السنين والحزن المرسوم على ملامحها الصامته .......وقفت طويلا منفردة فى معركة اقل مايقال عنها أنها خرجت بخسائر ....وأيضا لم تجنى ثمارا سوى الالام ...خرجت منها ولازال هناك فترة انتظار تحبسها عبر رحلة العمر ....وقفت لتكمل حلما روادها لطالما تمنته فى طفولتها ولم تكمله وهو أن تلتحق بمدرسة مسائيه لتعليم الكباربعدما فات قطارها تلك المحطات التى كان يمكنها ان تنهل منها من منابع المعرفة.....وقفت لتثبت للجميع بما فيهم ابنائها وزوجها انها تملك حقيقة الواقع واللحظة الراحله ولا تركن ابدا للخيال ولا التشكيك فى قدرة الله على العطاء ولا فى قدرته على منح القوة والامل .......وقفت تطالع الشمس والقمر ليقينها لأن فى تعاقهم روح الحياة وسرها والامل الممتد فينا حتى وأن بات يخبو فينا .....ورغم المرض.....وقفت تصارع رياح الوجع والالم من مرارة الماضى ومن خوف من الاتى لتكون صورة ليس لتمثال صامت بل لواقع ثابت ووروح متمردة ......وقفت فاطمة لترى أبنائها يكبرون حولها وهى تحبس اوجاع كثيرة بداخلها لا تمحوها الاحداث الاتيه حتى وأن كانت كما تتمنى،وهاهى رحلة اربع وأربعون عاما تنثر اوجاعا وألما بعد هذه الرحلة فى شهور سكنت بداخلها لتسكن بعدها الارض......................................و تنهى روحا طالما حلمت بالكثير فى وقت لم يكن مبكرا لان الزمن لعب لعبته معها فارهقها وأعياها ولم يكن الوقوف الاخير الا محطات رسمتها اعتزاز وثقةورحلت فى يوم غائم كئيب تناثرت فيه حبات المطر وكأنها تبكى وصوت الريح يندبها حزنا رحلت وحملت جسما كئيبا وحزينا سكنه مرض لا شفاء منه رحلت وهى تقول لابنتها ماذا تقول عند رحيلها .....وماذا تفعل ....رحلت وهى مؤمنة بكل ما حدث معها وان الوقت ربما سياتى بالافضل ..رحلت والحزن على شبابها وحياتها السابقة تجسدت أمامها كمشوار طويل وشريط كان للحظه يعلن النهايه ....رحلت وهى تأمل ان يمهلها العمر لترى أحد أبنائها وقد.. أكمل دراسته فمازالوا صغارا ليحقق حلمه فى عيونها وقبل نهاية الرحلة ولكن نحن لا نملك اقدارنا ولا نعلم منى تكون ساعات الرحيل هكذا شعرت قبل ان تلفظ أ نفاسها وتسلم الروح لبرئها.... وفقت لتغير شيئا فيها ،،،لتمحوا انكسارات الوقت المقيت. لكنها وقعت فى براثن المرض الذى سرى فى جسدها وهى لا تدرى لتتوقف بعدها حياتها


بقلم / سالمين القذافى

أسماء حرمة الله
25-11-2005, 12:35 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحيـة قطفتُها من شجر الورد

الأخت المبدعة سالميـن،

""ولكن نحن لا نملك أقدارنا ولا نعلم متى تكون ساعات الرحيل هكذا شعرت قبل أن تلفظ أنفاسها وتسلم الروح (لبارئها).... وفقت لتغير شيئا فيها،(لتمحو) انكسارات الوقت المقيت. لكنها وقعت فى براثن المرض الذى سرى فى جسدها وهى لا تدري لتتوقف بعدها حياتها."""

قرأتُ النص أكثر من مرة، وقرأَتْهُ معي دموعٌ انهملتْ مني، وهي تطالع معي مصيرَ راحلةٍ مؤمنة تدثّرتْ بالإيمان، وجعلَتْه حصنَها وأنيسَها، بالرغم من المرضِ الذي أودى بحياتها..
صدقتِ أختاه، لانملك أقدارَنا ولانعلم شيئا عن مواعيد الرحيل..ولكن هنيئًا لمنْ ابتُليَ وهو صابر محتسبٌ متمسك بجذوة الإيمان، يُذكيها كلما خبتْ أو أغمضتْ عينيها..
إنكِ كاتبةٌ رائعة سالمين، جعلتني أعيش مع بطلة قصتك وأتألم لألمها، حتى أنني عشتُ معها كل لحظة وكل بوح وكل ذكرى جالت بخاطرها، بل كل فكرة وكل همسة سكنتْ بها..وتزلزلَ الفؤاد عن مكانه حين رحلتْ..بوركتِ أيتها المبدعة...
اسمحي لي ببيان بعض ماينفلت منا جميعا بسبب السرعة، أو بسبب لوحة المفاتيح، لأنني لم أرتضِ للوحات الجمال التي رسمها يراعُكِ، أن يشوش على جمالها شيء:

لجراحاتِ (ماضٍ) لا ينسى ..
حتى و(إن) كان الحزن والمرض (مرسوماً) و(طيعاً) على ملامحها السمراء و(عينيْها) (السوداوين) (الجميلتين)
حتى (وإن) بدأت
بأن الحديث (لا يجدي)
أن ترسم البسمة على (شفتيْها)
(ومآسيها)..
ترعى (أبناءها).....
وأيضا لم (تجنِ) ثمارا سوى الآلام
وقفت تطالع الشمس والقمر ليقينها، لأن فى (تعاقبهما) روح الحياة
وقفت فاطمة لترى (أبناءها) يكبرون حولها
وهى تحبس (أوجاعاً) كثيرة
رحلة أربع و(أربعين) عاما تنثر أوجاعا
..(وتنهي)
وكأنها(تبكي)
أتمنى أن تعذري تطفلي على نصك، وحبذا إن وضعتِ علامات الترقيم بالنص، فهي تبسّط قراءةَ ملامحه ..وكذلك همزة القطع والمدود..

سالمين، سرّني معانقة حروفك الجميـلة، والأجمـلُ روحكِ المرهفـة..
وبانتظارالمزيد المزيد ..
لكِ مني خالصُ التحايا والتقدير
وألف باقة من الورد والمطـر

د. سلطان الحريري
25-11-2005, 11:42 AM
وأنا قرأت النص أكثر من مرة ، وكنت في كل مرة أرى فيه جديدا يغريني بالمتابعة ، مع أن النص أخذ سمة السردية والمباشرة إلا أنه وصلني بتفاصيل الأحداث ، وجعلني أعيش حياة البطلة ..
سالمين : أنت تمتلكين قلما موهوبا ؛ فتابعي ،و نوعي بين السرد والحوار والتداعي ، عندها سيكون القادم أجميل..
وأستغل هذا الرد لتحية الأديبة المبدعة أسماء على ردها الموضوعي الجميل..
شكرا لك يا سالمين، ولك خالص الود والتقدير

حوراء آل بورنو
25-11-2005, 04:11 PM
الأخت سالمين القذافي

سبقني عملاق و قمة إلى التعليق و التنبيه ، و الحق أن قصتك تستحق . و لكني لا أجد جديدا أمنحك إياه إن أبديت إعجابي بسردك لمشاعر تلك المرأة الظاعنة سبل الحياة ؛ فقد شاركنها - بقلمك - ذاتها المصبوغة بالوجع و الأنين و الإيمان .

سأقول لك أمراً : كوني هنا دوماً و ستجدين أساتذة يمنحونك المعرفة حباً و حرصاً ليس إلا .

تحية طيبة لك .

سحر الليالي
25-11-2005, 05:50 PM
أختي المبدعة سالمين :

سلمت يداك على هذه القصة المؤلمة والرائعة ...

دمت مبدعة

وتقبلي خالص حبي وودي المعطر بالورد

ليال
25-11-2005, 09:40 PM
رحيل من الفناء للبقاء، وكأروع مايكون الغرس غرست فاطمة في اطيب تربة كجذرٍ راسخ متأصل وكانت قد أورقت من قبل ذلك افرعاً غضة واروثتها جينات الصلابة والإصرار ويوماً ما ستزهر هاتيك الفروع بأطيب أريج، اريج الإيمان والتقوى، لن يكون هذا رحيلا وزوال بل هو تأصل وإمتداد..رحم الله موتانا وموتى المسلمين،الطيبة سالمين القذافي ..تقبلي خالص الاحترام والتقدير.

محمد العبدالله
27-11-2005, 03:20 PM
بورك لك مداد هذا القلم

سلمت الأنامل

سالمين القذافى على
27-11-2005, 11:47 PM
تحية من القلب
وشكر جزيل على كلماتك الرقيقة التى اسعدتنى وانى أحترم كل كلمة قلتها وحقيقة صدق كلماتك من صدق القصة التى تمثلت فى حكاية لانسانة أعرفها أحترم كل كلمه كتبتها وسوف أخذ كل النصائح بعين الاعتبار
تحياتى
اختكم / سالمين القذافى

سالمين القذافى على
28-11-2005, 12:03 AM
استاذى الفاضل
لك شكرى وتقديرى على أطلاعك على مشاركتى وهذا حقيقة أسعدنى كثيرومنحنى ثق أكثر بنفسى وقلمى فدمت لنا وللواحة واشكرك على كلماتك الطيبة.
وتقبل فائق تقديرى واحترامى
أختكم / سالمين القذافى

سالمين القذافى على
28-11-2005, 12:07 AM
تحية طيبة
شكرا لك على اطلاعك على مشاركتى ولك التقدير والشكر
اختكم / سالمين القذافى

سالمين القذافى على
28-11-2005, 12:18 AM
تحية حب شكر
و منى كل تقدير وشكر على كلماتك الرقيقة فتحية أعجاب وأحترام واعتزاز أيضا لمتابعتك لكل ما أكتب
تحياتى / سالمين القذافى

سالمين القذافى على
28-11-2005, 12:42 AM
ماذا عسانى ان أقول لك الا الشكر والتقدير على ردك على مشاركتى وانى سعيدة جدا بذلك
تحياتى /سالمين القذافى

د. سمير العمري
04-11-2007, 09:53 PM
نص يصف حالة نانية اجتماعية تتكرر في واقع أمتنا بشكل كبير ، ولا أحسب أن في مضمون النص شيئا غير معتاد أو غير معروف وإن كان أفاد بالإشارة إلى مثل هذه الحالات التيتصمد يها المرأة بقوة أمام متقلبات الحياة بما قد يعجز عنه بعض الرجال ، وليؤكد لنا ذلك أن المرأة هي معنى الحياة ومدرسة الأجيال.

أشكر لك محاولتك الواعدة جدا ، وكنت أتمنى لواهتممت أكثر باللغة وبالتعبيرات لتكون أكثر كثافة وإيحاء وتوصيلا للمعنى المراد.

أهلا بك دوما في أفياء واحة الخير.



تحياتي