المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنت كالبحر



محمد المختار زادني
25-11-2005, 03:49 PM
أقبلتْ مع ريح الخريف تحمل آخر ثمار التين و زنبقة صفراء تعلو خمارها الأسود، واقتحمت عليه كهفه المهجور من عهد غطت معالمه الأحزان. على محياها الطفولي ارتسمت مسحة كئيبة توحي بالغموض المطبق.
تقدمت في تؤدة كالوجلة، وحيتْ بابتسامة ساحرة، ردّ تحيتها بصيغة المرحب وانصرف لبعض شأنه تاركا إياها مع بعض من أوصاهم أن يقوموا عنه بواجب الضيافة... ولما كان العيد الثاني، عرفت طريقها إلى كهفه وسط أدغال المسؤوليات، واعتادت سماع توجيهاته وأوامره اللطيفة التي قلما تخلو من الدعابة حين يكرر أمرا لأحد العاملين محذرا إياه من تبخر الذاكرة! كان كل العاملين يحبونه ويقدرون رقة شعوره وبساطة طبعه، وتواضعه المفرط، ويندهشون لغرابة أطواره تريبهم حيوية ذهنه المرحة و سحنة الكآبة التي لا تبرح قسامات وجهه إلا نادراً...
لعلها شاطرت زملاءها الاستغراب فبدأت تحاول رصد تحركاته بمهارة فاقت حدود الحذر، فغدت تقترب خطوات معدودة من دهاليز نفسه و تعود أدراجها تحت جنح الغفلة ثم تتقدم كل مرة خطوة عن سابقتها؛ تستخبر جدران الكهف المبتلة المهملة ، والتخت الممدود بمكان خلوته بين الشموع حيث يجلس لأداء طقوسه، والرقاع القديمة المطوية الكتوم، عليها آثار كتابة باهتة النقوش ... حتى قرأت جل ما طالت يدها، وعرفت السبيل إلى تجاويف دماغه الفائر، فغاصت بين خيوط أعصابه باحثة عن شيء لايعرف كنهه إلاهي. فتحت لها الحجرات المرصودة يوم افترّ ثغرها عن كلمة السر التي حفظت تهاجيها من صوت الهزار الثرثار حين كان يبوح كل يوم بلحن في نشيد جديد. ومنذئذ لم يعد أحد يدري متى ولا كيف اختفت بخمارها الأسود في زرقة غياهب دواخله الرمادية دون أثر أو خبر...
بالأمس قبيل الغروب، آوى إلى صدفة نسي التاريخ متى بنت نقوشها الحياة، ثم استقرت نظراته إلى قوقعة وشحتها الشمس ببرقع تتدرج ألوانه من البني الخفيف إلى تباين البياض الناصع. وضعها حذو أذنه – عملا بما يشاع من أن القواقع تروي أسرار الموج و تاريخ ميلاد البحر- تناهت لمسمعه وشوشات غير مفهومة ما لبثت أن اتخذت سببا لحديث عذب تلاشت فيه كل حواسه ، إذ همس الصوت المبحوح المنبعث من جوف القوقعة:
« ... خلت يداك إلا من ذكراها ! هي التي نفخت في قلبك نبضة الأمل وأذكت في عقلك شعلة الحرية – تلك الكذبة التي رددت أناشيدها في صباك - . أتذْكر أول كلماتها العذبة حين أصابك الدّوار لسماعها؟ والتفاتتها الحلوة بوشاح الابتسامة الغريب وهو يتكشّف عن قوة وسحر أنسياك الحق والباطل؟ وحين حكت لك قصة " صبايا آسفي " ووصفت شغل معامل التصبير، نقلت لخيالك صورة الأصابع الرقيقة تدميها الأشواك ويؤلم الملح تفاريجها الذائبة... كانت كل حواسك تتداخل لتغرق في غور عميق فقد القرار أو هكذا كان إحساسك أمام أسلوبها الروائي، أسلوب قاص يتقن السرد والحبكة. بدأت تشفق عليها ثم غرقت في عشقها إلى حدّ الجنون... تشتاق لسماع همسها في كل لحظة، وكلما مر يوم من أيام ذاك الخريف الممطر، زادك خوفا عليها، على عينيها الساحرتين وجسدها الرشيق من لفحات الصقيع. كم كنت تـخشى سـماع جمـلتها المسحورة " سأذهب! " . هي وحدها كانت تعرف لماذا يجب أن تذهب، وحدها كانت تعرف متى وكيف تتلفظ بتلك العبارة التي تبعث فيك الشعور بقبضة ذاك اللغز تضغط على رقبتك بقوة مارد صبئ عن طاعة سليمان، فتعرّج على المقهى حيث تأوي إلى ركنك المعتاد وتسلم نفسك لدوامة التفكير اللا متناهي وأنت تحتسي الفنجان الذي يتعذر عليك تحسس طعمه فيزيد من شرودك ...
تحول عشقك إلى خبر يجوب الحي ثم الأحياء المجاورة ثم سرى في كل الأرجاء سري النوم في الجسد المتعب، يجلب أحلاما لخيالك؛ جميلة ماتلبث أن تبتر خيطها لحظات اليقظة بألفاظ اللوم والتقريع ...
مشيتما ساعة على شاطئ المحيط، إلى أن توقفتْ وأطلقت عنان بصرها نحو الشفق، بدت هادئة وديعة - مثلما هي دائما- في وقفتها المتأملة لذاك المنظر الجميل – وحدها كانت تتلذذ متعة المشهد - ، وبعد صمت طويل ألهب أعصابك قالتْ:" أنت كالبحر!.. البحر ملاذي... وأنت ملاذي ". دغدغت هذه الكلمات أنانيتك، وغمرتك حينها نشوة تغلغلت في أو صالك حتى لم يكد يسعك مكانك إلى جانبها وهي تستأنف : " ..أنت البحر !.. ولن أهرب منك إلا إليك ...لأنك قدري!" والتفتت صوبك بوشاح الابتسامة الخلاب لتسكب في عقلك قدحا أخرى – جرعة مسكرة – من خمرتها المعتقة.
أتذْكر يوم خلوتكما في غابة السرو إذ عاهدت ألا تكون لغيرك؟ كان الفصل ربيعا ؛ الأرض في أبهى حللها مرصعة بزهور الجلنار و الأقحوان، أحاطت الفراشات بسرّكما ولأكثر ما حكت الأشجار عن عفتك يومها... وأنت تنشد:

كنـا بمجلسنـا نلـوذ بعفـة=كمعلميـن تدارسـا وتناقشـا
أسقى الهوى ومزاجه بسماتنا=وصبابتي تبري المدى بين الحشا
أتذكر حين عاهدتْك؟ سألتها : " متى ذاك الوعد ؟ " فأجابت :" أواخر الصيف !" وارتسمت علامات الكآبة على محياها كسحابة صيف عبرت سريعة وعاودتك بالتفاتتها الحلوة تطبعها الابتسامة...
كانت تكره سماع رنة هاتفك الجوال في جيبك، وظلت وحدها تعرف لماذا تكرهه مثلما ظلت وحدها تعرف لماذا يجب أن تذهب. وكم مرة دارت في عقلك تساؤلات متناقضة رفضتها وأقنعت نفسك بأن معشوقتك تملك مفتاح فردوسك المفقود، تحتفظ به تحت لسانها الضنين بما يجول في تجاويف عقلها الغامضة... حديثها المنتقي للألفاظ النفادة إلى أعماقك مازال يسمو بك لدنيا الآمال على جناح ثاني المستحيلات. بينما ظلت تختبر فيك كل شيء... كل شيء ... حتى ارتعاشة قلبك بين ضلوعك، حتى الأفكار التي تتداعى إلى خيالك.
أتذكر ذاك اليوم من أول أسابيع "أيار" "مايو" إذ كنتما حيث اصطفت مقاهي "الرومانسيين" بمكان يعانق فيه النهر عرض المحيط، وخيام "نقّاشات الحناء" وقارئات أوراق الحظ – العرّافات- تطوّق البئر المحفوفة بعجائب العجائز؟ كان الوقت عصرا، وبدا المكان في حاله تلك شاعريا تحت خيوط وردية تغدقها شمس بدأت تتأهب في صفرتها لاستقبال الأصيل... وقفتْ ساعتئذ تتأمل الشفق البعيد ونسمات البحر تهدهد خمارها الأسود، وقالت: " الرجال مواقف. " فسألتها وكيف تجدينني بينهم ؟ فأجابت : " أنت وحدك !" . ورنّ الهاتف في جيبك فضغطت على زر من أزراره ضغطة كتمت صوته دون أن تبدي اهتماما بمصدر المكالمة. لكنها كانت قد غرقت في صمتها الطويل من جديد ... والتفتت إذ شعرت بفراغك لتقرئك في نظرتها الحلوة ما كان معناه " سأذهب!" استدرجت تحديك وجرأتك، استدرجت اللامنظور من كيانك حتى فوجئت بك وأنت تخرق المستحيل ... فتوقفت عن محاولات فهم ما يحدث، واكتفت بالرجوع إلى مذكراتك وإلى ما كتبت، تقرأ كل قصاصة وتعيد قراءتها مرارا حتى تحفظها عن ظهر قلب. حدث هذا بعد سفرك وانقطاع أخبارك عن أهل الحي . وأنت الآن خارج دائرة الاختبارات، بعيد عن مجال الاستدراج، خلت يداك إلا من ذكراها. ومازلت تسمع همستها العذبة : " أنت كالبحر! "»
خفت الصوت الآتي من معزف الذكرى قبل أن تتكسر موجة حنون على صخرة كانت قريبا من مجلسه، تردت حبيبات الرذاذ على وجهه فامتزجت بدمعة كانت أغلى ما أنفق في يومه.

حوراء آل بورنو
25-11-2005, 04:42 PM
الأخ الفاضل

قرأتها ، و ما قرأت ؛ فقد كنت أقفز بين الحروف فلا أراها ، فقط كنت هناك مع الحس و الذكرى و دمعة له ؛ كنت أنظر إليهم و أتوجع لهم .

اعذرني أيها الأخ الفاضل ، ربما أستطيع العودة هنا لأقرأ الحرف مرة أخرى فأعي رسمه .

تحية قارئة غير مجيدة .

أسماء الحبيبة أقيلي عثرتي و اكتبي هنا ما يجب في حق هذا الفاضل .

محمد المختار زادني
26-11-2005, 10:05 AM
السلام عليكم

حرة وطوبى لك حريتك التي يمجدها كل الأحرار

ليست هناك أية عثرة ولك أن تعودي متى تشائين

لتنظري للبحر من ناحية هي بك أولى يا مبدعة

حتى في قراءتها للنصوص !

تحياتي الخالصة

أسماء حرمة الله
26-11-2005, 08:56 PM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
تحيـة عبِقة عبَقَ حروفك
الأخ العزيز المبدع محمد،
"""خلت يداك إلا من ذكراها. ومازلت تسمع همستها العذبة : " أنت كالبحر! "»
خفت الصوت الآتي من معزف الذكرى قبل أن تتكسر موجة حنون على صخرة كانت (قريبةً) من مجلسه، تردت حبيبات الرذاذ على وجهه فامتزجت بدمعة كانت أغلى ما أنفق في يومه."""
كما غرقت الغاليـة حرة بين الحس و الذكرى و دمعة، غرقتُ أنا الأخرى، وبالرغم أنني قرأتُ النص فيما سبق، إلاّ أنني غرقتُ مرة أخرى في كل حرفٍ جريح يرتاح بين حناياه، يرتاح من زمنٍ اغتيل، فحروفكَ مضمّخةٌ بنكهـة خاصة وبأريـج يتجدد كل مرة..اعذرني إن كانت صفحة ُحروفك المرهفة الموغلة في الشجن والوجع، قد ابتلّتْ بدموعٍ هربتْ مني لتستريح هنا..
وكأنّ كلَّ لحظةِ مسكونةٍ بالذكرى الجريحـة، وكأنّ البحـرَ الذي شهدَ ميلاد الحكاية وموتَها، والذي كان يحكي لموجه كلما رحلت الشمس إلى بيت أسرارها، يحكي له أغنيةَ الذكرى: تولدُ وردة ُالقلب، تحبو، تدخل عمرَ الورد، وقبل أن يشتدّ عودها، تسقط متأثرةً بجراحها.. وكأن البحـر سقط جريحاً مع كل الذكريات والأحلام ..يكتب كلّ ماكان على صخوره، ليقرأَها كل منْ يمرّ من هناك...
مازالتْ هي الأخرى مثلَ بطل قصتك، حين تتأمل البحـر، جالسةً على صخرةٍ تعرفها جيداً، تتأملُ يدها، فتجدها خاليةً إلاّ من ذكرى مرّة....والصوتُ الآتي من الأصداف التي طالما همستْ لها، سرا، مازال يجلدها بالجملة ذاتها المنقوشة على كفّ الذكريات..: "أنتِ كالبحـر"..فقد كانت أغنيةَ الأصداف المشهورة..ولكن الصوتَ المبحوحَ"امتزج بدمعةٍ، كانت أغلى ما أنفقتْ في يومها"...
...........
أخي المبدع المرهف محمد،لاتحرمنا حروفَك الجميلة جمالَ زمن الزنبـق...
وتقبّل مني والعزيزة حرة، المرهفة حرفاً وروحاً، ألف باقة من الورد والمطـر
خالص التحايا والتقديـر

سحر الليالي
26-11-2005, 09:22 PM
المبدع الاستاذ محمد مختار زادني:

لله ما أروع ما نثرته !!!

اسمح لي سيدي فهنا لن تستطيع الحروف أن ترد عليك ،أو حتى أن تعبر عن

اعجابها بما كتبت ...

رائع أستاذي بكل ما توحي الكلمة من روعة وجمال

وأشكر الأختين العزيزتين حره وأسماء على ردهما الرائع ، على الأقل

استطاعوا أن يوفوك بعض من حقك...

بانتظار ابداعك دوما سيدي ،فلا تحرمنا منه

لك خالص احترامي وتقديري المعطر بالورد

عادل العاني
27-11-2005, 08:55 AM
أخي محمد المختار
ألا يكفيك ما توجع به قلوبنا شعرا , فجئت لنا بما يشدنا إليك نثرا.
دمت لنا مبدعا متألقا في سماء الأدب والشعر.
وتقبل تحياتي وتقديري

صبيحة شبر
14-03-2009, 01:58 PM
الأخ العزيز والأديب المبدع محمد المختار زادني
قصة ممتعة صاغ حروفها أديب ماهر ، اختار لها الذكرى الموجعة التي لايمكن للمرء ان يفارقها
فهي تسكن في الشرايين ، وتستوطن القلب ، تأبى ان تغادر
انها سبب حزن وفرح ، نجده رابطا رائعا ، يربطنا بأحداث مرت ، ولكن عبقها يحيط بنا
قصة جميلة ، امتعتنا بها ،خي الكريم

محمد المختار زادني
14-03-2009, 07:41 PM
الأخ العزيز والأديب المبدع محمد المختار زادني
قصة ممتعة صاغ حروفها أديب ماهر ، اختار لها الذكرى الموجعة التي لايمكن للمرء ان يفارقها
فهي تسكن في الشرايين ، وتستوطن القلب ، تأبى ان تغادر
انها سبب حزن وفرح ، نجده رابطا رائعا ، يربطنا بأحداث مرت ، ولكن عبقها يحيط بنا
قصة جميلة ، امتعتنا بها ، أخي الكريم
الأديبة القاصة والأخت العزيزة صبيحة
لو تعلمين ما فعل بي ردّك هذا ...
ردّني لدروب الذكرى الجميلة المرة في آن معا، وعاد بي لأيام عرفتها واحة الخير هذه حين كان الجمع ملتئما بأحباب لم نعد نسمع أونعلم عنهم شيئا، بقيت ذكراهم في النفس وضّاءة بما أناروا لنا سبيل الحرف
ورصانة الأسلوب وعلمونا الكثير وأمتعونا بالكثير مما نزت قرائحهم من ندى الخيال الخصب الرائع في سهول كانت مخضرة يطرزها الأقحوان وزهر البنفسج والجمرة المزهرة.
بوركت أختا كريمة وبورك قلمك
:0014:

فاطمه عبد القادر
14-03-2009, 09:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسجل إعجابي الشديد بهذه النثرية المسرودة
كانت شجية ورائعة
أعلم أنها من 2005
قرأتها اليوم وأعجبت بها عزيزي محمد
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
ماسة

محمد المختار زادني
14-03-2009, 09:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسجل إعجابي الشديد بهذه النثرية المسرودة
كانت شجية ورائعة
أعلم أنها من 2005
قرأتها اليوم وأعجبت بها عزيزي محمد
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
ماسة


نص قديم ولكن ...

ما حيلتي مع الأديبة صبيحة شبر التي حفرت بفأس من ذهب

في سهل الذكريات الرطيب؟

شكرا لمرورك اللطيف

وفاء شوكت خضر
15-03-2009, 10:24 AM
أخي الكريم محمد مختار زادني ..

نص رصفت حروفه برقي وجمال لغة ووصور رائعة ..

شكرا للأديبة صبيحة شبر التي حفرت لتخرج تلك الذكريات من العتمة إلى النور ..
فكثيرا ما ننسى مواقف مرت بنا ويعيدها قصاصة ورق أو حروف صغيرة نقشت في مكان ما ..

لعل في الذكرى خير ..


تحيتي .

محمد المختار زادني
15-03-2009, 11:32 AM
أخي الكريم محمد مختار زادني ..
نص رصفت حروفه برقي وجمال لغة ووصور رائعة ..
شكرا للأديبة صبيحة شبر التي حفرت لتخرج تلك الذكريات من العتمة إلى النور ..
فكثيرا ما ننسى مواقف مرت بنا ويعيدها قصاصة ورق أو حروف صغيرة نقشت في مكان ما ..
لعل في الذكرى خير ..
تحيتي .

أختنا الحكيمة العزيزة "دخون"

تجري عجلة الزمن فتثير غبار النسيان يترسب فوق أوراق زهر المحبة
غير أن نسائم الود الصادق ما تلبث أن تهب فتعيد للزهر نضارته يصاحبها
ندى الحرف ووابل العطاء ...

كم سعدت بتعليقك يا وفاء

عبدالله المحمدي
16-03-2009, 10:42 AM
ها أنا أبصر البحر في هذا الصباح غير
البحر الذي ألفته عندما كنت أسرق وقتي
لأعانقه .. وأختلس النظر إلى مكان كان
يفيض دفئا فأعود بعيني منكسرا ..


ربما هذه من اللحظات القليلة
التي سأهنأ فيها بهذا
الهادر منفردا ..
فأبكي على صدره غربتي وضياع وطني ..

لاتزال خيوط الشمس تتراءى بخجل ..




السرطانات تفيق على أول تلك
الخيوط الذهبية ..
المحارات بعضها خاو كصدري ،
بعضها يتضور شوقا لسرطان غادر ..
والموج يهدر ..

آه كم أعشق هذا المكان ..
كم أعشق هذا البحر .. كم أعشق هذا
الهواء ..
وبين عشقي لهذا وذاك تتولد الحسرة
على تلك الملامح التي عشقت بها كل
هذا فبقي ماعشقت ورحل من علمني
العشق ..

اخي محمد دمت نقيا متالقا

تحياتي

محمد المختار زادني
17-03-2009, 10:20 PM
ها أنا أبصر البحر في هذا الصباح غير
البحر الذي ألفته عندما كنت أسرق وقتي
لأعانقه .. وأختلس النظر إلى مكان كان
يفيض دفئا فأعود بعيني منكسرا ..
ربما هذه من اللحظات القليلة
التي سأهنأ فيها بهذا
الهادر منفردا ..
فأبكي على صدره غربتي وضياع وطني ..
لاتزال خيوط الشمس تتراءى بخجل ..
السرطانات تفيق على أول تلك
الخيوط الذهبية ..
المحارات بعضها خاو كصدري ،
بعضها يتضور شوقا لسرطان غادر ..
والموج يهدر ..
آه كم أعشق هذا المكان ..
كم أعشق هذا البحر .. كم أعشق هذا
الهواء ..
وبين عشقي لهذا وذاك تتولد الحسرة
على تلك الملامح التي عشقت بها كل
هذا فبقي ماعشقت ورحل من علمني
العشق ..
اخي محمد دمت نقيا متالقا
تحياتي

شرفني مرورك الكريم

شكرا لأسلوبك الرقيق