تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تداعيــات فى زمن الرحلة



عادل عبد القادر
28-11-2005, 06:30 PM
الفاتحون سيطلعون على انكساراتِ النفوسِ

لا تفتحي للشعرِ

أوردةَ القوافي

فالخيالُ الرحبُ عاوده التقوقعُ

واختفى وجه الأنيسِ

لا تهمسي

آن الطلوعُ بغربةِ الإلفِ البليدِ

وناولي طفلاً

يطارحه البلاطُ الوجدَ في الدرج المخبّأ

خلف أستار الزجاجِ

لطفلةٍ تهوى ممارسة الأمومةِ

بينها وحدائق الرمّان حلمٌ

زاده الصيف امتناعا

أفقيّةُ التفكير أنتِ

وقراركِ اليوميُّ يحتاج اتساعا

لا الأرضُ تفطمنا على أثدائها

و الوجد نافذتي

كبحرٍ

في القصيد جليسي

والفاتحون سيطلعون ومن عذاباتِ النفوسِ

الفاتحون سيطلعون على انكساراتِ النفوسِ

وقبلها

وقفت على باب القطار

وأودعتني عبرةً

في غفلةٍ من حاسديّ

وودعتني

لا البريد يدق بابي بعدها

كلا ولا في الهاتفِ المحمولِ يوماً راسلتني

سافرت كل الدروب وأنكرتني

هاجرت كلّ الحماماتِ التي حدثتها

دوماً عن الشجنِ المباغتِ في الفؤادِ

وحدثتني

عن أليفٍ شاعرٍ

عن غادةٍ محسودةٍ

أودى بها الطبقُ الموجّهْ

أفقية التفكير أنتِ

وجهان للفرح المسافر والكدرْ

للناي أغنية الشجون وللندى بعض الرسيسِ

والفاتحون سيطلعون على انهزاماتِ النفوسِ

لو يومها هند أجازت نظرةً

لي

لم تكابرِ في الغرام وفى الحديثِ

لنقشتَ أغنيتي على لبن الصباحِ

وريشِ عصفورٍ بليدٍ هده سفرٌ على درج البراح

وحائطِ البيت القديم

وسكتي دربٌ من المبكى إلى درج الجنون

وسافرت فيكِ الدروب

ومن توحدنا اغتربتُ

من البعاد من السهادِ

من انتحارِِ العمر في شجن المشيبِ

إلي حشيشِ الشعرِ حاولتُ الدنوَّ

فلا تساورْكِ الظنونُ حبيبتي

أنت المكابدةُ البريئةُ شابها دمعي

ودهرٌ من هيامٍ كان منّى

تملكين ندى البراءةِ دمعةً

من دونها أبداً

يموت الحلمُ

ينطفئُ النهار

أنا قتيلكِ

إذ قتلتكِ

إذ عشقتكِ

إذ أمرتك ذات ذنبٍ

بالرضوخ وبالخنوع لشقوتي

يا بنتُ تطلبكِ الفحولةُ

حاولي
ما غرني فيك الأسى والانكسارُ

يحفّز الأملَ الضعيفَ وجيسى

لا لستِ بالذات الغريبةِ

ما أنا النارُ الرهيبةُ

كم فارس مثلى سيغرسُ رايةً

بعد انتهاء الحربِ

أو لفحِ الوطيسِ

أنا جمعتُ حقائبي

وحشدتُ كلَّ تجاربي

وجمعتُ أقلامي

– - وما أبقى الزمانُ من القصائدِ –

والحذاءَ

وبعضَ أطعمةٍ خفيفةْ

لن توقفَ الزحفَ المدنسَ دمعتان

تجلدي

فأنا الخضمّ أنا الخضم فسارعي

بقراءة الجورنال تواً

طالعي بعض المجلاتِ البذيئة

شاهدي التلفاز ليلاً في تمام الواحدةْ

سيزفّ مخترعُ الكلام حكايةً

عن حادثِ السيرِ الأخيرِ

وعن لهيبِ الطقس ساعاتِ المطرِ

لا تخجلي

من ساحل النهر العتيقِ

على امتداد النبعِ

في الأرضِ المواتِ بدايتي

سنُزيحُ هذا الواقفَ المذهولَ خلفَ صغيرةٍ

( في زحمة الباصاتِ أمسك بطنها )

وسنمنع الجينز المثيرَ

تساءلت عنكِ النساءُ

فمالها نضبت كؤوسُ الخندريسِ

ومالها قد أينعت هذى الرؤوسُ

قرارك الرأسيُّ يحتاج اتساعا

سنطالبُ النهرَ المهاجرَ للشمالِ

بأن يفعّل دورَهُ

ونقيم آلية الحوار مع القمرْ

سيجيءُ ليلاً واحداً

ويعيش باقي الشهرِ في جيدِ الصبايا

سافري

إن سافرت فيكِ الدروب وأنكرتني
ناولي

قد ناولت عنكِ الشموس فأحرقتني

يا هندُ مذ غاب النهارُ مع الشموسِ

وانساب في النفس الضجرْ

مدنُ الصبابة هاويهْ

مدن الكآبة عاليـة

مدن الكرامة خاوية

لا هندُ هندٌ

لا صبابتها صبابة

كل الأناشيد انتهت

والآن تغريني الربابةْ

هل رعشةُ البحر الطليق

على اتساع الهدب تأخذني

وتحملني الكآبة ؟

ها نحن ندفن غربةً

بين الضلوع

وغربةً بين الدموع

وخلفَ أستار الغرابةْ

( هل أنا محضُ انتظارٍ

أو محطات السفرْ ؟ )

ضحكت فتاةُ الأمس من طلب الحليبِ

ومن سؤالي

غرفة فرديةً

فيها يسامرني التوحدُ

ثم يقتلني عتابا

-من لي بهندٍ والفراق أماتني-

لا هند هندٌ

لا هيامُ العاشقين ببالها

لا هند هندٌ

لا ببال العاشقين هيامُها

لا هند هندٌ

كيف يا بنتَ الصباح

نهيم باللحن المعاد وبالجراح

وبالجنون وبالرتابةْ

في القلب أشجانٌ وللشجن البعيد نسيسي

الفاتحون سيطلعون ومن كآبات النفوس

( هل أنت من أهل الشقاءِ

وحار فيك الدهرُ

فاخترتَ اجتنابا ؟ )

قالت

وسلطت العبيرَ على خُطايا

و الشوقُ يأبى أن يعاندها رضايا

والهاتف المحمول يعوي بين كفيها

وينتظر الجوابا

ردي عليه رسائله

ردي خطابه

ردي عليه الشوقَ

بالشبق المؤجَّجِ في العيون

وفى الشفاه

ودعي الفتى

قد هده سفر إلى وادي النحيب ومنتهاه

ردي عذابه

سافرت فيكِ الدروبُ

وودعت غراً

يقاسمه القصيدُ الليلَ في الزمن العبوسِ

أغرّكِ الشيبُ المسافر في الطباعِ

أم الحذرْ ؟

لا أنت صاحبتي التي أدمنتُها

لا أنت هند حين ينفجر الضياءُ

وحين يغلبها المساءُ

وحين أرتشفُ العذابا

لا هند هندٌ

حين أبتدئ الكتابة

لا هند هندٌ

لا صبابتها صبابة

أفقيةُ التفكير أنت ومن نحيبي

سافرت فيكِ القصائدُ

عانقت شجو التمني

سافرت فيكِ الدروبُ وأنكرتني

أنكرت ولعي وما قد كان منى

لن تسامحكِ القصائدُ فاطمئني

راح راعى الصمتِ وانتصر المغنى

من نهاياتٍ بدأتُ

ومن بداياتٍ نهوتُ

فهل أنا محضُ انتظارٍ أو محطات السفرْ ؟

الفاتحون سيحرقون قصائدي

سيحرّفون عقائدي

وسيمنعون الطير يأكلُ جثتي

وسيمنعون الأرض تأكل جثتي

وسيمنعون البحر والصيف المداعبَ

والعصافيرَ الجميلةَ كلها

أن تلتقي

فتذكري

إلفاً أحبك يومها

وأضاع عمراً بعدها

وأضلّ ثم أضل ثم أضله

ركبٌ يمر وجوقةٌ لرئيسِ

الفاتحون سيطلعون على انكساراتِ النفوسِ

هل تمنحين الإلفَ نافذة الرؤى

جسراً يمرّ على وميض المشتهى

تغريدَ صبارٍ تهلّل للضحى

وهروبَ عذراء تحمَّر خدُّها

أو ساعةً خلف المدى

خلفَ القصائدِ

والعذاباتِ الطويلة والأسى

خلفَ الحروفِ وخلفَ أغلال اللغةْ

لغتي عصا

ومكائدُ الفرعونَ تبتلعُ العصا

أفقية التفكير أنتِ وهل أنا

إلا انقلاب الطين في صخب المطرْ

لن تسامحكِ المسافاتُ المساءُ

ولا انتظار الصبح في زمن المغيب

تجمعي

وتشجعي

قدرٌ يضيقُ وأنفسٌ كالعيسِ

لا

لا تهربي في داخلي

رحل المغنى والغناء حبيسي

نوفمبـــــــر 2001

زاهية
28-11-2005, 07:20 PM
سأقرؤها وأعود بالرد
فقط أحببتُ أن أكون أول
من مرَّ من هنا أخي الفاضل
عادل عبد القادر
أختك
بنت البحر

مجذوب العيد المشراوي
28-11-2005, 07:27 PM
رحب هذا الخصيب ، التناول مبهر ، الأغصان حية والثمار طيبة ، ربما أستعد يوما لتقبيل الأفئدة ...ربما

لكنك قبلتها .........شكرا

سلطان السبهان
28-11-2005, 10:13 PM
الاستاذ عادل عبد القادر

لأشعارك متعة التجول في الحدائق الفسيحة

سامر من هنا اخرى أن شاء الله

تركي عبدالغني
28-11-2005, 10:33 PM
ما شاءالله

أسجل إعجابي

وبوركت والوطن

محمد المزوغي
29-11-2005, 01:05 AM
نعم سيطلع الفاتحون من عذابات النفوس أخي عادل أيها الشاعر المحلق دائما في فضاءات لاتطال
محبتي

د\أسماء علي
29-11-2005, 10:20 PM
استاذي..عادل عبد القادر..
كم مر من وقت وأنا لم أقرأ كلمات بهذه الروعة...
تعجبني كلمات ...تؤثر بي أحيانا كلمات...
لكن ان تكون الكلمات هي جزء من معالمي الشخصية !
صعب..
(هل تسمح لي بنسخ هذه الكلمات على جهازي؟؟)
دمت مبدعا

د.جمال مرسي
30-11-2005, 06:03 AM
تعرف يا عادل اني نقلت القصيدة دي على ملف وورد
و طبعتها لأقرأها أكثر من مرة
تعرف ايه كانت النتيجة














دهشة ألجمتني عن التعبير
انت رائع يا عادل
دمت بخير

عادل عبد القادر
01-12-2005, 03:52 AM
بنت البحر
لمرورك على القصيدة معنى أخر و حياة لها
دمت بكل الخير
مودتى

رغداء المراغى
02-12-2005, 07:33 AM
الشاعر الكبير عادل عبد القادر
(الفاتحون سيطلعون على انكساراتِ النفوسِ)
لشدة ما يبكينى هذا السطر الشعرى أراه يجمع مأساة الشعب العراقى
فى جنباته لقد دب فينا الخلاف حول الاحتلال الامريكى للعراق هل هو فتح أم احتلال؟
يالنا من نفوس منكسرة

(لا تفتحي للشعرِ
أوردةَ القوافي)
حديث الشعر للذات الشاعرة وهو الشجن المخبوء فى القصيدة
أذهلنى البناء الهندسى للقصيدة المتمركز على أربعة أركان هى :
1- قافية السين
2- قافية الراء الساكنة
3- أفقية التفكير
4- الرحيل فى مفردات السفر و سافرى و سافرت
- كذلك التنوع الفريد على طول القصيدة لحركة كلمة الشعر ومرادفاتها من غناء و قصيد و شدو و حتى لغة
و الصوت – مدلول لها بدءً من لا تفتحى للشعر و انتهاءً بـ رحل المغنى
- التعارض مع التراث و خاصة المتنبى و عمر بن أبى ربيعة أحياناً
- أرى باختصار أنها قصيدة مراوغة ذات مرموزية عالية صعب أن ُيقبض على معانيها من القراءة الأولى تحتاج لمجهود و خلفية ثقافية ثرية ذلك لانك أجدت توزيع الدوال فى العمل و لجأت الى الغموض الشيق لتحريك ذهن المتلقى بجانب التكثيف
قرأت لك الكثير و أصدقنى القول لا أعرف أيهما أجمل من الأخرى
دمت رائعاً
و لك خالص مودتى

خوله بدر
02-12-2005, 09:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم عادل عبد القادر
أول مرة في الحقيقة أقرأء لك أشعارا
وأذهلتني الروعى في كتاباتك والجمال المتمركز فيها والمعنى المختبئ بين حناياها في لحظات غموض ساحرة , رائعة هي قصيدتك كروعة الوطن .
أحييك سيدي بتحية الإباء والصمود وأقدم لك تقديري وإعجابي بما خطته يداك سلمت ودمت بألف خير من الله
ونلتقي على طاعة الله ورضاه
أختكم في الله خوله
إبنة الوطن الجريح .

عادل عبد القادر
06-12-2005, 08:13 PM
رحب هذا الخصيب ، التناول مبهر ، الأغصان حية والثمار طيبة ، ربما أستعد يوما لتقبيل الأفئدة ...ربما

لكنك قبلتها .........شكرا
أخى الشاعر الجزائرى الكبير
مجذوب العيد
كان مرورك حلماً جميلاً ليته يعود
محبتى

عبدالحكم مندور
06-12-2005, 08:53 PM
أخي عادل ...بحرك واسع وخيالك سابح وسابق ..رائعة ..لك خالص الود

عادل عبد القادر
08-12-2005, 02:38 AM
الاستاذ عادل عبد القادر

لأشعارك متعة التجول في الحدائق الفسيحة

سامر من هنا اخرى أن شاء الله
الأخيل
مرورك كله خير
لا تحرمنا خيرك
محبتى

عادل عبد القادر
09-12-2005, 06:40 AM
ما شاءالله

أسجل إعجابي

وبوركت والوطن
أخى تركى
أهلاً بك شاعراً و قارئاً جميلاً
ماذا يبغى شاعرٌ مثلى
بعد مرور رجل له هذه الروح الوطنية على قصيده
شكراً لك يا أخى و للوطن
محبتى

العنقاء
09-12-2005, 01:08 PM
/ أبي عادل /

قبل أن أقرأ حرفاً

مبارك إشرافك

:001:

وبعد أن قرأت

دمتَ أنت

عادل عبد القادر
11-12-2005, 10:05 PM
نعم سيطلع الفاتحون من عذابات النفوس أخي عادل أيها الشاعر المحلق دائما في فضاءات لاتطال
محبتي
الحبيب المزوغى
هى صرخة فى زمان الخزى
تسجيل للزمن الردئ
و رحلة ما أقساها
ربما بها الردئ و الحسن
لكن
أجمل ما فى رحلتى أنى عرفت رجالاً مثلك
دمت بخير
محبتى