مشاهدة النسخة كاملة : كذبة بيع الفلسطينيي لأرضهم - حقائق
فلسطينية67
19-04-2003, 05:13 PM
الموضوع للحاج أمين الحسيني رحمه الله مفتي القدس ورئيس الهيئة العربية العليا
الموضوع طويل و لكني لظروف سأطرحه مرة واحدة فاعذروني
الفلسطينيون لم يفرطوا في وطنهم وقد دافعوا عنه أشرف دفاع
الأعداء يذيعون دعايات كاذبة وأراجيف مضللة ضد الفلسطينيين
السؤال الأول
اتهم بعض الناس أهل فلسطين بالتفريط في حقوق وطنهم . وتتلخص التهم المعزوّة إليهم في ثلاثة أمور :
أ- إن كثيرا منهم باعوا أراضيهم لليهود، وأن بعض البائعين استصدر عفوا من بعض المنظمات الوطنية لقاء دفع مبلغ من المال؟
ب- إن عرب فلسطين لم يدافعوا عن وطنهم أثناء حرب فلسطين، وخلال عهد الانتداب البريطاني؟
ج- إن أهل فلسطين كانوا يشتغلون لحساب اليهود ويبيعون ضباط وجنود الجيوش العربية للصهيونيين .
فماذا تقولون في ذلك ؟
الجواب :
قبل الإجابة على أسئلتكم لابد لي من مقدمة وجيزة تساعد على توضيح الأوضاع الحقيقية .
كانت فلسطين قبل حرب عام 1914جزءاً من الدولة العثمانية .
وهي رقعة صغيرة من الأرض مساحتها نحو ستة وعشرين ألف كيلومتر مربع، فلما انهارت هذه الدولة في نهاية الحرب العالمية الأولى وقعت فلسطين بين مخالب الاستعمار البريطاني من ناحية وجشع اليهودية العالمية من ناحية أخرى، وجعلت تتخبط بين هاتين القوتين العظيمتين وليس لها أي ساعد أو نصير، ولم يكن لدى أهلها من وسائل المقاومة والدفاع ما يستطيعون به دفع أذى أو رد عادية.
وبالرغم من ذلك قامت جماعة من أبناء فلسطين المخلصين، يبذلون جهودهم الضئيلة، وينظمون صفوفهم القليلة، ويؤلفون جبهة متواضعة أمام تلك القوى الدولية العاتية، وكان سلاحهم الوحيد الإيمان والإخلاص .
وبالرغم من عدم التكافؤ بين القوتين والجبهتين، فقد نشبت معركة هائلة طويلة المدى لم تلن فيها لعرب فلسطين قناة ولم تهن لهم عزيمة في كل أدوار الكفاح والنضال، مدة ثلاثين عاماً حاول خلالها الاستعمار البريطاني – متآمراً مع اليهودية العالمية – بلوغ أغراضه ومقاصده في فلسطين بالوسائل الآتية :
من الناحية السياسية :
أ- لقد حاولوا بادئ ذي بدء أن يحمّلوا عرب فلسطين على الرضوخ والإذعان لخطتهم الغاشمة، والموافقة على سياسة إنشاء الوطن القومي اليهودي، فتوسلوا بجميع وسائل الإغراء السياسية والمالية، وأساليب الدهاء والخداع، والوعد والوعيد، لحملهم على الموافقة، وليتخذوا من موافقتهم حجة يبررون بها أمام العالم جريمتهم الفظيعة في تحويل هذه البلاد العربية المقدسة إلى وطن يهودي بعد إجلاء أهلها عنها، ويكسبون جريمتهم المنكرة صفة شرعية، ولكنهم فشلوا في هذه المحاولة فشلاً تاماً .
من ناحية امتلاك الأراضي :
ب- فلما سقط في أيديهم جعلوا أكبر همهم اشتراء أرض فلسطين بالمال وامتلاك البلاد عملياً بهذه الوسيلة، فألقوا بمئات الملايين من لجنيهات، فارتفعت أسعار الأرض إلى عشرات الأضعاف، بل إلى مئاتها في بعض الأحيان . ولكن عرب فلسطين صمدوا أمام هذه التجربة أيضاً. مستهينين بالمال الذي لم يستطع أعداؤهم إغراءهم به، واحتفظوا بأراضيهم بوسائل سيأتي ذكر بعضها عند الجواب على سؤالكم الخاص بهذا الموضوع. وقد انتهى الانتداب البريطاني في 15 مايو 1948 ولم يستطع اليهود بالرغم مما حصلوا عليه من مساعدات وهبات وتسهيلات من حكومة الانتداب البريطاني أن يمتلكوا إلا نحو سبعة في المائة من مجموع أراضي فلسطين. وكانت خيبة آمالهم في هذه الناحية لا تقل عن فشلهم في محاولتهم الأولى السياسية .
من الناحية العسكرية :
ج- ما انفك الإنجليز – منذ احتلالهم لفلسطين – يساعدون اليهود بمختلف الوسائل على التسلح والتدرب والتنظيم العسكري، في الحين الذي كانوا يحرمون فيه جميع ذلك على عرب فلسطين، بل يحكمون بالإعدام على من يحوز أي نوع من السلاح أو العتاد، حتى أن وزير المستعمرات البريطانية مستر كريتش جونز اعترف في تصريح له في مجلس العموم البريطاني أن الذين حكمت عليهم المحاكم العسكرية البريطانية بالإعدام شنقاً من العرب لحيازتهم أسلحة أو ذخيرة كانوا (148) شخصاً" . هذا عدا بضعة ألوف فتك فيهم الإنجليز خلال ثورات 1936– 1939.
فلما اشتد ساعد اليهود بالسلاح والتدريب والتعضيد البريطاني، قاموا بمحاولتهم الثالثة وهي الوصول إلى أهدافهم عن طريق القوة وظهرت هذه المحاولة بجلاء في اعتداءات اليهود عام 1929 و1936 و1947 وغيرها . ولكن عرب فلسطين على قلة وسائلهم صدوهم ببسالة وهزموهم شر هزيمة في جميع المعارك رغم مساعدة الإنجليز لهم وحشدهم القوات العسكرية البريطانية بقيادة مشاهير قوادهم كالجنرال دل والمارشال ويفل وغيرهما لخضد شوكة عرب فلسطين. ولما سقط في أيدي الإنجليز واليهود معا ويئسوا من ترويض عرب فلسطين وإخضاعهم بالوسائل آنفة الذكر، عمدوا إلى أساليب أخرى كان سلاحهم فيها الخداع والدهاء، وقد سخروا فيها أنصارهم وأذنابهم خارج فلسطين لتنفيذ خططهم الخطيرة بوسائلهم الشيطانية، مما أدى إلى وقوع كارثة فلسطين . وستجدون إيضاح ذلك في الأجوبة على أسئلتكم .
الفلسطينيون لم يفرطوا في أراضيهم:
1- لا صحة لهذه التهم التي يروجها الأعداء من يهود ومستعمرين فإن العطف الذي بدأ من مصر وسائر الأقطار العربية على قضية فلسطين والحماسة الشديدة لها، والتنادي لنصرتها والاستماتة في سبيل الذود عنها، أقلق هؤلاء الأعداء، فشرعوا ينشرون الأراجيف ويذيعون الإشاعات الباطلة عن أهل فلسطين، ويرونهم بمختلف التهم، تشويها لسمعتهم وتنفيراً لإخوانهم العرب منهم، وصرفاً لهم عن مناصرتهم. وكانت التهمة الأولى أن أهل فلسطين باعوا أراضيهم وتمتعوا بأثمانها ثم جاءوا اليوم يدعون ويلا وثبورا، فهم أحق باللوم لما فرطوا في أوطانهم.
والحقيقة تخالف ذلك كل المخالفة، فإن الفلسطينيين قد حرصوا على أراضيهم كل الحرص، وحافظوا عليها رغم الإغراءات المالية الخطيرة من قبل اليهود، ورغم الضغط الاقتصادي عليهم بمختلف الوسائل من قبل الإنجليز. ومنذ تأسس المجلس الإسلامي الأعلى الذي انتخبه الفلسطينيون لإدارة المحاكم الشرعية والأوقاف والشؤون الإسلامية في فلسطين عام 1922 قام بأعمال عظيمة لصيانة الأراضي من الغزو اليهودي. فمنع بواسطة المحاكم الشرعية التي كان يشرف عليها بيع أو قسمة أي أرض كان للقاصرين نصيب فيها، وكذلك اشترى المجلس من أموال الأوقاف الإسلامية كثيراً من الأراضي التي كانت عرضة للبيع، وأقرض كثيرين من أصحاب الأراضي المحتاجين قروضاً من صناديق الأيتام ليصرفهم عن البيع. وكان يعقد مؤتمراً سنوياً من العلماء ورجال الدين لتنظيم وسائل المقاومة لليهود الطامعين في الأراضي، وقد تعرضت أنا شخصياً لحملات شديدة من الإنجليز واليهود عندما كنت رئيساً لهذا المجلس بسبب ما كان يقوم به من نشاط في منع بيع الأراضي لليهود.
وقد بذل المجلس الإسلامي الأعلى مبالغ طائلة في سبيل إنقاذ الأراضي، واشترى بعض القرى برمتها، كقرية دير عمرو وقرية زيتا التي بذل في سبيل إنقاذها وحدها نحو 54000 جنيه، وكالأراضي المشاعة في قرى الطيبة وعتيل والطيرة، وبذل جهوداً عظيمة وأقام قضايا في المحاكم في هذه السبيل، ووفق في إقناع كثير من القرى ببيع أراضيها إلى المجلس الإسلامي الأعلى، وجعلها وقفاً على أهلها .
وكذلك قام بعض المؤسسات والمنظمات العربية كصندوق الأمة الذي بذل جهداً كبيراً في سبيل إنقاذ كثير من أراضي البلاد اشترى بعضها بالمال وأنقذ بعضها بإجراءات إدارية وقضائية كأراضي البطيحة لعرقلة البيع وحماية حقوق المزارعين، وبعقد الاجتماعات وتوزيع النشرات .
ومما يزيد ذلك أن تقارير حكومة الانتداب البريطاني التي كانت ترفع سنوياً إلى لجنة الانتداب في عصبة الأمم بجنيف كانت تذكر دائماً أن السبب في قلة انتقال الأراضي إلى اليهود هو المجلس الإسلامي الأعلى وغيره من المؤسسات العربية .
وتدل الإحصاءات الرسمية على أن مساحة أراضي فلسطين هي نحو سبعة وعشرين مليون دونم (والدونم ألف متر مربع) . ويبلغ مجموع ما استولى عليه اليهود إلى يوم انتهاء الانتداب البريطاني في 15 مايو 1948، نحو مليوني دونم أي نحو سبعة في المائة من مجموع أراضي فلسطين، على أن ما تسرب من أيدي عرب فلسطين من هذين المليونين لا يزيد عن 250.000 (مائتين وخمسين ألف دونم) أي الثمن، وكان وقوع الكثير منها في ظروف قاهرة، وبعضها ذهب نتيجة لنزع ملكية الأراضي العربية، وهو ما كانت تقوم به حكومة الانتداب البريطاني لصالح اليهود وفقاً للمادة الثانية من صك الانتداب أما باقي المليونين فقد تسرب إلى أيدي اليهود كما يلي :
650.000 دونم استولى عليها اليهود في عهد الحكومة العثمانية خلال حقبة طويلة، من الأراضي الأميرية بحجة إنعاش الزراعة وإنشاء مدارس زراعية .
300.000 دونم منحتها حكومة الانتداب البريطانية لليهود دون مقابل (وهي من أملاك الدولة)
200.000 دونم منحتها حكومة الانتداب البريطانية لليهود لقاء أجرة اسمية (وهي من أملاك الدولة) .
600.000 دونم اشتراها اليهود من بعض اللبنانيين والسوريين الذين كانوا يملكون أراضي في فلسطين (كمرج ابن عامر ووادي الحوارث، والحولة وغيرها) .
1.750.000
يتبين من ذلك أن نحو سبعة أثمان ما استولى عليه اليهود من الأراضي إنما تسرب إليهم عن غير طريق الفلسطينيين ، وأن ما تسرب من الفلسطينيين هو مائتان وخمسون ألف دونم أي نحو "62" ألف فدان مصري . على أن الكثير ممن باعوا أراضيهم أو كانوا سماسرة للبيع قد فتك فيهم الشعب الفلسطيني، ولم ينج منهم إلا من فر من البلاد ولجأ إلى أقطار أخرى .
أما ما ذكرتم من إصدار العفو عمن كان يدفع مبلغاً من المال، فلا صحة له البتة، ولم يقع أي حادث من هذا القبيل، بل كان الأمر على العكس، فإن مؤتمرات العلماء التي كنا نعقدها سنوياً وكذلك الهيئات الدينية ، كانت تصدر الفتاوى بتكفير من يبيع الأرض أو يسمسر على بيعها، وتعتبره مرتداً لا يدفن في مقابر المسلمين وتجب مقاطعته وعدم التعامل معه، وقد أصدر مؤتمر كهنة الأرثوذكس العرب في فلسطين قرارات مماثلة .
دفاع الفلسطينيين عن بلادهم :
2- وكانت التهمة الثانية أن عرب فلسطين لم يدافعوا عن بلادهم وهي فرية لا ظل لها من الحقيقة، فالناس جميعاً يعلمون كيف كافح أهل فلسطين، اليهود والإنجليز معاً، مدة ثلاثين عاماً لم يقهروا خلالها أبداً ، رغم كثرة القوات البريطانية وقوات الشرطة المحتلة وقوى اليهود المنظمة . وليس يخاف على أحد استبسال المجاهدين الفلسطينيين في الذود عن وطنهم وإقدامهم على التضحية وبيعهم نفوسهم بيع السماح في سبيل الله، حتى شهد لهم بذلك العدو والصديق، ورفعوا بجهادهم اسم العرب عالياً في العالم . فمن ذلك ما ذكره المرحوم محمد رستم حيدر وزير مالية العراق الأسبق لبعض زائريه في لبنان عندما كان راجعاً من أوربا صيف 1939 بقوله : لقد كنا في زياراتنا الماضية لأوربا نتحاشى التظاهر بأننا عرب . ولكننا هذه المرة، بعد جهاد عرب فلسطين وبطولتهم التي طبق ذكرها آفاق أوربا، أصبحنا نفخر بعروبتنا وصرنا نلقى من الأوربيين كل إجلال واحترام .
هتلر يستشهد بجهاد عرب فلسطين :
ومن ذلك ما قاله هتلر للسيد خالد القرقني مستشار المرحوم جلالة الملك عبد العزيز آل سعود في مقابلة رسمية له عام 1938 من أنه معجب كل الإعجاب بكفاح عرب فلسطين وبسالتهم . وكذلك جاء في بيان رسمي وجهه هتلر إلى الألمان في السوديت حينما كانوا يحاولون الخلاص من حكم تشيكوسلوفاكيا عام 1938 والانضمام إلى ألمانيا ما معناه: "اتخذوا يا ألمان السوديت من عرب فلسطين قدوة لكم إنهم يكافحون إنجلترا أكبر إمبراطورية في العالم، واليهودية العالمية معاً، ببسالة خارقة، وليس لهم في الدنيا نصير أو مساعد، أما أنتم فإني أمدكم بالمال والسلاح، وإن ألمانيا كلها من ورائكم" .
فلسطينية67
19-04-2003, 05:16 PM
ما كتبه الجنرال ولسون عن مجاهدي فلسطين :
وقد جاء في كتاب ألفه الجنرال هنري ميتلاند ولسون الذي اشترك في المعارك ضد عرب فلسطين قبل أن يتولى قيادة القوات البريطانية في مصر ثم في منطقة البحر الأبيض المتوسط. ذكر مستفيض لبطولة عرب فلسطين خلال المعارك الدامية التي جاهدوا فيها القوات البريطانية إذ ذكر ما خلاصته :
"إن خمسمائة من ثوار عرب فلسطين يعتصمون في الجبال ويقومون بحرب العصابات، لا يمكن التغلب عليهم بأقل من فرقة بريطانية كاملة السلاح (أي خمسة عشر ألف جندي) .
الفلسطينيون في غزة يهزمون الإنجليز :
وفي الحرب العالمية الأولى عندما صمد لواء واحد من الجيش العثماني مؤلف من أقل من ثلاثة آلاف جندي فلسطيني في وجه فرقتين بريطانيتين أمام غزة وكبدهما خسائر فادحة وأرغمهما على التقهقر حتى العريش عام 1917م ، أصدر أحمد جمال باشا القائد التركي الذي اشتهر بخصومته للعرب، بياناً رسمياً أشاد فيه بالشجاعة الفذة التي أبداها أولئك الجنود الفلسطينيون في غزة أمام أضعاف أضعافهم من جنود الأعداء، وأنها بسالة خارقة تذكر بالشجاعة التي أبداها آباؤهم من قبل عندما حموا هذه البقاع المقدسة بقيادة صلاح الدين الأيوبي ... وكذلك اعترف كثيرون من أقطاب العرب وزعمائهم بشجاعة الفلسطينيين . ومبلغ ما بذلوه من جهود ودماء، ذوداً عن حياتهم أثناء المعارك الأخيرة التي وقعت عامي 1947 و1948م.
وإني لآسف إذا اضطر للاستشهاد بمثل هذه الأقوال والتصريحات بالثناء على أهل فلسطين في مجال الدفاع عنهم ببيان الحقائق التي حاولت الدعايات الأجنبية ودوائر المخابرات البريطانية واليهودية أن تطمسها بما سخرت لذلك من الصحف المأجورة والألسنة الخراصة لتشويه سمعة الفلسطينيين وإظهارهم على غير حقيقتهم .
براعة الفلسطينيين في حرب العصابات :
ولاشك أن كل منصف يعترف بأن مجاهدي فلسطين لم يغلبوا على أمرهم ولم يقهروا في ميدان الكفاح حينما كانوا يحاربون اليهود والإنجليز معاً حرب العصابات التي خذقوها، والتي هي أجدى وأنجع في مكافحة الجيوش النظامية، وأعظم أثراً، وأقل نفقة . وبحرب العصابات القائمة على أسس التضحية والاستماتة والبسالة استطاع الفلسطينيون أن يفضوا مضاجع أعدائهم أمداً طويلاً، وأن ينزلوا بهم الخسائر الفادحة، واستطاعت حركة الجهاد الفلسطيني في أعوام 36،37،38، 1939م أن تسيطر على معظم الأراضي الفلسطينية بل عليها كلها إذا استثنينا قليلاً من المدن التي انحصر الجنود الإنجليز داخلها وقتاً غير قليل في انتظار النجدات .
الإنجليز يسلحون اليهود ويدربونهم :
وفي الحوادث الأخيرة ظن الإنجليز الذين جردوا أهل فلسطين خلال الحرب العالمية الثانية من أسلحتهم ، وشردوا قادتهم وسجنوا الألوف من مجاهديهم وأرهقوهم ظلماً وعدواناً كما يفعلون اليوم في المكافحين من رجال ماو ماو في الوقت الذي كانوا يسلحون فيه اليهود ويدربونهم وينظمونهم ويساعدونهم بواسطة هيئة عسكرية إنجليزية كان يرأسها القائد (وينجت) المعروف – ظن الإنجليز أن كفة اليهود الحربية أصبحت راجحة ، وأن في استطاعتهم أن يتسلموا فلسطين حسب وعد بريطانيا القديم لهم ، فأعلنت بريطانيا أنها ستنسحب من فلسطين. ولكن أهل فلسطين رغم ضعف وسائلهم عامي 1947- 1948م قاموا بكفاح شديد أرغموا به يهود القدس، وعددهم نحو (115) ألفاً، على رفع رايات التسليم، بعد أن أرهقوهم وحاصروهم وقطعوا عنهم الماء والزاد والعتاد . وقد توسطت الهيئة الدبلوماسية في القدس حينئذ وجاءت بعثة من بعض أعضائها إلى دمشق في مارس سنة 1948م لمفاوضة الجامعة العربية والهيئة العربية العليا في هذا الأمر .
تفوق العرب في المعارك على اليهود :
وفي غضون ذلك كانت المعارك الكبيرة ناشبة بين العرب واليهود ففي مكان يعرف بالدهيشة، بين القدس والخليل، نشبت معركة كبيرة في 17 مارس سنة 1948 قتل فيها بضع مئات من اليهود ووقع منهم (350) أسيراً ، وغنم المجاهدون أسلحتهم وذخائرهم ونحو مائة وخمسين سيارة كان قسم كبير منها من المصفحات والمدرعات . ووقعت معارك صور يف وبيت سوريك وسلة ويافا ومعارك أخرى في المنطقة الشمالية قهرت فيها العصابات الفلسطينية اليهود وهزمتهم .
ولما شرع اليهود في استعمال المتفجرات وعمدوا إلى النسف، قابلهم المجاهدون بما هو أدهى وأمر، فنسفوا عمارة الستين بوست والوكالة اليهودية وشارع بن يهودا برمته ومحلة المنتفيوري وغيرها مما قصم ظهر اليهود، وجعلهم يطالبون بالعدول عن حرب المتفجرات .
وقد أبدى المجاهدون الفلسطينيون من البسالة والتصميم والتضحية ما ضمن لهم التفوق ورجوح الكفة على اليهود، حتى أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت بواسطة مندوبها في الأمم المتحدة في 23 مارس 1948م عدولها عن تأييد قرار تقسيم فلسطين، (وقد وقعت جميع هذه الحوادث قبل أن تدخل الجيوش العربية فلسطين) .
فلسطينية67
19-04-2003, 05:20 PM
12 ألف شهيد فلسطيني :
وقد بلغ عدد الذين استشهدوا م أهل فلسطين في ميادين الجهاد نحو 12 ألف شهيد، وبلغ عدد من أصيب منهم بجراحات وعاهات دائمة ضعف هذا العدد، وهذا بالإضافة إلى ألوف من السكان المدنيين ولاسيما من الشيوخ والنساء والأطفال الذين قتلهم اليهود والمستعمرون، كما أن خسائرهم المادية إلى ما قبل نشوب الحرب العالمية الثانية تقدر بعشرات الملايين من الجنيهات، فإن السلطات البريطانية نسفت أقساماً برمتها من مدن يافا واللد وجنين وعشرات من القرى العربية وأتلفت من روعات أهلها ومواشيهم وممتلكاتهم .
المؤامرة الإنجليزية لإبعاد الفلسطينيين عن ميدان القتال :
ولما رأي الإنجليز واليهود هذا الجد والتصميم والاستماتة من عرب فلسطين، وأن حرب العصابات تزداد توسعاً واندلاعاً، وأن أمدها سيطول، وستكون لها نتائج خطيرة في إثارة الشرق العربي والعالم الإسلامي، لجأوا إلى الحيلة لوقف حرب العصابات وإبعاد المجاهدين الفلسطينيين عن ميدان المعركة، لأنهم بطبيعة الحال أشد العناصر العربية تصميماً على القتال، واستماتة في الذود عن وطنهم وأنفسهم وممتلكاتهم، فعمد الإنجليز إلى تعديل خطة الدول العربية التي كانت قررت في اجتماع "عالية – لبنان" في السابع من أكتوبر عام 1948م أن يكون المعول في حرب فلسطين على أبنائها ، وأن تمدهم الدول العربية بالأسلحة والأموال وما إلى ذلك من وسائل المساعدة، وأن لا تدخل الجيوش العربية النظامية فلسطين. ولكني عندما شعرت في ذلك الحين برغبة بعض الشخصيات العربية الرسمية في إدخال الجيوش العربية فلسطين، وباندفاعها في هذه السبيل، أوجست في نفسي خيفة وأبديت ارتيابي وخشيتي من أن تكون وراء ذلك دسيسة أجنبية وعارضت في هذا معارضة شديدة ، ولم تكن جميع الدول العربية موافقة على إدخال جيوشها إلى فلسطين ولكن تيار الضغط الأجنبي على بعض الشخصيات المسئولة في الدول العربية في ذلك الحين كان بدرجة من الشدة اجتاح معها كل معارضة ، ودخلت الجيوش العربية وكانت مصر من أشد الدول معارضة لدخول جيشها في الحرب. ثم دخلت بتأثير دوافع متعددة كما ظهر في المحاكمات الأخيرة أمام محكمة الثورة، فقد قيل في صدد دخول الجيش المصري حرب فلسطين : "إن المرحوم النقراشي أسر إلى أحد كبار المصريين وقتئذ – أيهدى" من روعه ومعارضته – أن الإنجليز متحمسون لدخولنا الحرب، وأنهم وعدوه بمد الجيش المصري بالأسلحة والذخيرة التي يحتاج إليها..."
الجيوش العربية تحت قيادة جنرال إنجليزي :
فلما دخلت الجيوش العربية فلسطين سلمت قيادتها العملية إلى الجنرال جلوب الإنجليزي، وصدر أمر الملك عبد الله بإلغاء منظمة الجهاد المقدس الفلسطينية وجميع القوى والعصابات التابعة لها، وإلغاء جيش الإنقاذ المؤلف من المتطوعين وطلب إلغاء الهيئة العربية العليا لفلسطين، ووضعت خطة محكمة لإبعاد الفلسطينيين عن ميدان الجهاد والسياسة، وعن كل ما يتعلق ببلادهم ومستقبلهم وحياتهم .
دعايات مضللة وتهم باطلة تذاع عن فلسطين :
3- ولتبرير إبعاد الفلسطينيين عن ميدان المعركة قامت دوائر المخابرات البريطانية واليهودية، وغيرها من الدوائر الموالية لها، بدعايات واسعة مضللة وإشاعات مبطلة عن الفلسطينيين تكيل لهم فيها جزافاً أفظع التهم كتجسسهم على الجيوش العربية وبيعهم جنودها وضباطها لليهود، ونحو ذلك من الأكاذيب التي لا ظل لها من الحقيقة، ولا يعقل أبداً أن يرتكبها الفلسطينيون الذين هم أعظم الناس مصيبة باليهود والاستعمار، وأشدهم حتقاً عليهما. واستغل الخصوم بعض حوادث التجسس التي كان يقوم بها أفراد من اليهود فشأوا في البلاد العربية وحذقوا لغتها وعاداتها، وقد بثتهم دوائر الاستخبارات اليهودية في كل الجهات وهم يرتدون الثياب العربية حتى ظن أنهم من عرب فلسطين . وأذكر مثلاً لذلك حادثتين معروفتين في منطقة غزة الأولى أن القوات المصرية المسلحة قبضت على أثنين من اليهود يرتديان ثياب البدو بينما كانا يقومان بإلقاء ميكروبات الكوليرا وغيرها من الجراثيم الوبائية في آبار تلك المنطقة بقصد إبادة سكانها والقوات المصرية الموجودة فيها، والثانية قصة طريفة قصها على كل من الأمير الاي السيد مصطفى الصواف نائب الحاكم الإداري العام لقطاع غزة سابقاً ، والسيد عبد الرحمن الفرّا رئيس بلدية خان يونس، وخلاصتها أن دورية مصرية قبضت على رجل يرتدي ثياب بدو فلسطين بينما كان خارجاً من مستعمرة "كفار داروم، ومتجهاً إلى "خان يونس" وعند سؤاله زعم أنه ينتمي إلى عشيرة عربية مجاورة فلما سئل شيوخ العشيرة عنه أنكروه. ولما ضيق المحققون عليه الخناق اعترف أنه جاسوس يهودي، وأنه يتجه إلى خان يونس ليقابل فيها زميلاً له، فلما رافقوه ليدلهم على زميله كانت دهشتهم بالغة عندما دلهم على شيخ معمم مقيم بجامع البلد ويلبس الملابس الفلسطينية وكان هذا الشيخ يتظاهر بالورع ويصلي في الصف الأول، ويقيم في الجامع ، وفي نهاية التحقيق الرسمي اعترف هذا الشيخ المعمم بأنه يهودي ديناً وجنسية، وأنه يقوم بالتجسس على حركات الجيش المصري، وأنه تظاهر بأنه مسلم فيما مضى ، وانخرط في الجامع الأزهر في سلك الطلاب أمداً غير قصير درس خلاله الدين الإسلامي واللغة العربية ..
ولقد وقع كثير من أمثال هذه الحادثة كان يقوم بها يهود يتزينون بزي العرب الفلسطينيين ولا يتسع المجال لسردها الآن، مما ساعد على ترويج تلك التهم الشنيعة والإشاعات الكاذبة المضللة عن أهل فلسطين وهم منها براء. على أن أهل فلسطين كغيرهم من الشعوب منهم الصالحون ومنهم دون ذلك، ولا يبعد أن يكون بينهم أفراد قصروا أو فرطوا أو اقترفوا الخيانة، ولكن وجود أفراد قلائل من أمثال هؤلاء بين شعب كريم مجاهد كالشعب الفلسطيني لا يدمغ هذا الشعب، ولا ينقص من كرامته، ولا يمحو صفحة جهاده العظيم .
فلسطينية67
19-04-2003, 05:23 PM
كارثة فلسطين
وليدة مؤامرة الاستعمار الأجنبي واليهودية العالمية
وليست ناشئة عن خصومات حزبية وخلافات عائلية
الحلول التي عرضتها بريطانيا كانت سلسلة من المخادعات
السؤال الثاني:
يتحدث بعض الناس عن خصومات حزبية واختلافات محلية وقعت في فلسطين ، ويقولون : إنه لو لا معارضتكم وإخوانكم للحلول التي عرضتها بريطانيا لحل قضية فلسطين لما وصلت الحال إلى ما وصلت إليه .
الجواب :
إن أكثر الناس لم يعرفوا قضية فلسطين على حقيقتها ، ومن كافة نواحيها، لأنهم لم يتعمقوا في بحثها، ولم يسيروا غورها، ولم يدرسوا ظروفها وملابساتها، شأنهم في ذلك شأن الطبيب الذي يحاول معالجة المريض دون أن يفحصه فحصاً دقيقاً، ودون أن يعرف تاريخ مرضه وتطوراته، فتكون معالجته مرتجلة لا تشفي سقماً ولا تضمن برءاً .
ومنهم من يقيس هذه القضية بغيرها من القضايا العربية والشرقية وهذا قياس مع الفارق، لأن خطة الخصوم في قضية فلسطين ليست قاصرة على الاستعمار فحسب، بل إن هناك عوامل أخرى خطيرة دينية وقومية واستراتيجية، هدفها استبدال أمة بأمة أخرى وتقويض كيان هذه الأمة تقويضاً كاملاً، بالقضاء على قوميتها ودينها وتاريخها، والتعقبية على آثارها لتحل محلها تلك الأمة الأخرى .
مؤامرة مبيتة بين الاستعمار واليهودية العالمية :
وبعبارة أصرح إنها مؤامرة مبيتة – منذ عهد بعيد – بين اليهود والاستعمار (كما صرح بذلك حاييم وايزمن زعيم الصهيونية في مذكراته) ترمي إلى إجلاء العرب، أهل البلاد الأصليين، عن وطنهم، وإحلال اليهود المشردين في سائر أنحاء الأرض محلهم، والقضاء المبرم على عروبة هذه البلاد ودينها ومقدساتها ومعابدها واستئصال شأفة أهلها، لجعلها مركزاً دينياً وسياسياً وعسكرياً ليهود العالم قاطبة، ولإعادة بناء الهيكل اليهودي المعروف بهيكل سليمان مكان المسجد الأقصى المبارك، وليكون هذا المركز اليهودي العالمي رأس جسر، أو محطة، للوثوب على العالم العربي، كما صرح بذلك دافيد بن غوريون رئيس الوزراء السابق لدولتهم اليهودية .
وقد وضعت الخطة الخطيرة لهذه المؤامرة المبيتة بين إنجلترا واليهود، قبل الحرب العالمية الأولى، ثم انضمت إليها بعض الدول الاستعمارية الكبرى، وصمم المتآمرون على تنفيذ مؤامرتهم دون أن يقيموا وزناً لأي اعتبار من الاعتبارات الإنسانية، أو القيم الأخلاقية أو الحقوق الدولية . وهذه الخطة الغاشمة لم يسجل لها التاريخ نظيراً من قبل، وهي سابقة خطيرة في الاستعمار، يجري تنفيذها للمرة الأولى على هذه الصورة الفظيعة، فإذا نجحت في فلسطين فإنهم سينفذونها في غيرها من الأقطار العربية المجاورة الداخلة في خريطة المطامع اليهودية والاستعمارية .
يريدون فلسطين يهودية كما أن إنجلترا إنجليزية :
فمنذ نحو نصف قرن، زعم إسرائيل زانجويل أحد كبار زعماء اليهود : أن "فلسطين وطن بلا سكان، فيجب أن يعطي لشعب بلا وطن" (أي اليهود) . وقال : إن واجب اليهود في المستقبل أن يضيقوا الخناق على عرب فلسطين حتى يضطروهم إلى الخروج منها .
وعلى أثر فرض الانتداب البريطاني على فلسطين، أعلن زعماء الصهيونية من يهود العالم مثل سوكولوف، ووايزمن، وجابوتنسكي وإيدر، وكيش، وروتنبرغ وغيرهم – أنهم يريدون أن تصبح فلسطين بأجمعها لليهود و"أن تكون فلسطين يهودية كما أن إنجلترا إنجليزية" . وقد كان البريطانيون على تفاهم تام مع اليهود على هذا، وقد أرسلوا في ظروف متعددة إلى فلسطين رسلاً من أنصارهم عرضوا على عرب فلسطين الرحيل عن وطنهم مقابل مبالغ من الأموال يدفعها إليهم اليهود! .
وفي عام 1934 اتصل رسل من البريطانيين بي شخصياً وبآخرين من الوطنيين الفلسطينيين وعرضوا أن ينقل عرب فلسطين إلى شرق الأردن على أن يعطوا ضعف مساحة الأراضي التي كانوا يملكونها، وأن يقدم اليهود جميع الأموال المطلوبة لتنفيذ ذلك الاقتراح، وكان طبيعياً أن يرفض العرب هذا العرض السخيف .
وما انفك زعماء اليهود يعملون متعاونين مع البريطانيين على إيجاد الظروف الملائمة لإجلاء عرب فلسطين عن بلادهم وتسليمها لليهود، وفي مذكرات الدكتور حايم وايزمن المطبوعة منذ ثلاث سنوات ما يفيد أنه اتفق مع الحكومة البريطانية على تسليم فلسطين لليهود خالية من سكانها العرب !
فلسطينية67
19-04-2003, 05:25 PM
قرار مؤتمر العمال البريطاني يجعل فلسطين دولة يهودية :
وفي شهر مارس 1943م خطب الزعيم اليهودي بن غوريون في تل أبيب قائلاً : "إن الصهيونية قد انتهت من وضع خطتها النهائية وهي أن تصبح فلسطين دولة يهودية، وإن اليهود لا يستغنون عن أي قسم من فلسطين، حتى قمم الجبال وأعماق البحار".
وفي ديسمبر 1944 عقدت اللجنة التنفيذية العامة لحزب العمال البريطاني مؤتمراً كان من أعظم المؤتمرات وأخطرها في تاريخ هذا الحزب، وبعد بحث قضية فلسطين اتخذ المؤتمر قراراً بالإجماع "بتحويل فلسطين إلى دولة يهودية، وإخراج سكانها العرب منها إلى الأقطار المجاورة، وقد اشترك ممثلو الحزب في الحكومة الائتلافية القائمة بالحكم حينذاك (مثل إتلي وبيقن ودالتون وموريسوان وبيقان وجونز) في مؤتمر الحزب ووافقوا على قراره بشأن فلسطين كما اشترك في المؤتمر هارولد لاسكي أحد كبار رجال العمال، وهو يهودي، وكان له أثر كبير في توجيه المؤتمر . ولم تعترض الحكومة البريطانية على ذلك القرار، وهو ما يؤكد اتفاق جميع الأحزاب البريطانية على ذلك المبدأ الأثيم . ورحبت الصحافتان البريطانية والأمريكية بقرار المؤتمر واعتبرتاه خير حل لقضية فلسطين ! .
مطامع اليهود في البلاد العربية :
هذا ولم تعد المطامع اليهودية الخطيرة في البلاد العربية المجاورة لفلسطين خافية، فإن زعماء اليهود المسؤولين جاهروا ويجاهرون بأن فلسطين لا تكفيهم، وأنها ليست إلا "مركز وثوب" لتحقيق أهداف الصهيونية كلها، وهي الاستيلاء على بقية فلسطين والأردن وسورية ولبنان والعراق، وسيناء والدلتا من الأراضي المصرية، ومناطق خيبر وبني قريظة وبني النضير وغيرها من الأراضي الحجازية المجاورة للمدينة المنورة بما فيها قسم كبير من المدينة المنورة نفسها! بحجة أنها كانت مواطنهم في القرون الماضية، وقدموا طلباً باستعمارها إلى الملك عبد العزيز آل سعود مقابل عشرين مليون جنيه ذهباً، بواسطة الرئيس روزفلت عندما قابله في فندق الفيوم القائم على بحيرة قارون بمصر عام 1945 وبوسائط أخرى أيضاً، ولكن الملك عبد العزيز – رحمه الله – رفض ذلك بكل شدة وإباء ولا يحاول اليهود إخفاء مطامعهم بل يتحدون الأمة العربية كلها بوقاحة واستخفاف، فهم ينقشون على واجهة مجلس نوابهم العبارة الآتية: "من النيل إلى الفرات" . ولا يتسع المجال الآن لتفصيل المطامع اليهودية الخطيرة في الأراضي المصرية ولا سيما في سيناء التي يعتبرونها مقدسة كفلسطين، وفي الدلتا والبحر الأحمر، وسائر البلاد العربية فإن ذلك يحتاج إلى رسالة خاصة.
ذكرت لكم مطامع اليهود في صدد الإجابة على سؤالكم للتدليل على أن قضية الصهيونية ليست قضية عادية، بل هي قضية من الخطورة بمكان عظيم جداً، ولا ينحصر شرها بفلسطين بل يعم سائر البلاد العربية، ولا يقتصر ضررها على ناحية الاحتلال والاستيلاء فحسب، بل يتجاوزها إلى تهديد الكيان العربي في الشرق الأوسط بأجمعه، في استقلاله وسيادته، وفي مقدساته ومعتقداته وفي سائر مقومات حياته . فهذه المعركة الناشبة بيننا وبين اليهودية العالمية التي يعضدها الاستعمار بكل قواه، هي معركة فاصلة وخطيرة جداً، وعلينا أن نوقن بأنها معركة حياة أو موت، معركة بين عقيدتين متناقضتين لا تستطيع إحداهما أن تعيش إلا على أنقاض الأخرى، وأن خصومنا جادون مصممون على تقويض كياننا وتدمير بنياننا، وطي صفحة تاريخنا، غير آبهين لحق أو عدل أو رحمة، فكيف نجابههم هازلين مترددين خائرين ؟
على ضوء هذه الحقيقة الواضحة، الأليمة المريرة يجب علينا أن نعالج قضية فلسطين .
وسنرى بعد قليل هل كان صواباً أن تعالج هذه القضية الخطيرة بالحلول الواهية الخادعة التي عرضها الإنجليز على عرب فلسطين فرفضوها بعد درس وتمحيص ولم يكن رفضهم لها اعتباطاً أو تعنتاً! .
الحزبية والخلافات المحلية :
فأما من ناحية الخلافات الحزبية فالواقع أنه لم يكن في فلسطين اختلافات حزبية أو طبقية أو طائفية، بالمعنى المعروف في مختلف الأقطار: فلم يكن لدى الشعب الفلسطيني ما يختلف عليه رجاله وجماعاته، فلا حكومة ولا مجلس نواب ولا سلطة من السلطات الرسمية ولا مراكز حامية ووظائف ممتازة ... فقد كان عرب فلسطين محرومين من كل ذلك .
أما الخلاف الذي وقع في بعض الأحيان فقد كان مصدره المستعمرون الذين دفعوا بعض أتباعهم إلى مناوأة الحركة الوطنية وفقاً لمصلحة الاستعمار والصهيونية .
الميثاق القومي لفلسطين :
لقد قامت الحركة الوطنية على أساس ميثاق قومي وضعه عرب فلسطين اشتمل على "استقلال فلسطين ضمن الوحدة العربية، ورفض الانتداب البريطاني والوطن القومي اليهودي، . وقد سار الوطنيون على هذه المبادئ منذ قيام الحركة الوطنية حتى هذه الساعة، ولم يكن الوطنيون المخلصون ليختلفوا على تلك الأسس والأهداف الوطنية . والذي وقع في فلسطين لم يكن اختلافات حزبية أو محلية، بل كان في الحقيقة اختلافا بين الوطنيين وبين خصوم الحركة الوطنية من المستعمرين والصهيونيين وأتباعهم.
وقد امتحنت الأقطار العربية التي كانت تقاوم الاستعمار والاحتلال بمثل ما امتحن به عرب فلسطين على أيدي المستعمرين وإن إخواننا المصريين والسوريين والعراقيين واللبنانيين يعرفون كيف أوجد الاستعمار فيما بينهم فئات وجماعات وأحزاباً لمقاومة الحركات الوطنية.
بل لعل الفلسطينيين ابتلوا بما لم يصب بمثله إخوانهم العرب من دسائس الاستعمار لتلم الصفوف وصدع الوحدة . فقد بلغ من أمر المستعمرين أن بذلوا جهوداً جبارة لإثارة روح الطائفية والخلاف الديني بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين، لدرجة أن بعض رجال الاستخبارات من المستعمرين أخرجوا من السجون بعض المجرمين وألفوا منهم عصابات زودوها بالسلاح، وخصصوا لها المرتبات والنفقات، وأطلقوها للاعتداء على القرى المسيحية، واغتيال المسيحيين، إثارة لروح الفتنة وللإيقاع بين أبناء الوطن والواحد . ولكن المجاهدين كانوا للخونة بالمرصاد، فقبضوا عليه وعاقبوهم على جرائمهم .
الدعاية ضد الوطنيين :
ولم يكتف المستعمرين واليهود وأتباعهم بما تقدم ذكره من الأعمال، بل قاموا أيضاً ببث دعاية واسعة النطاق ضد رجال الحركة الوطنية، محاولين تشكيك الناس في إخلاصهم وحملهم على الانفضاض من حولهم، وتحميلهم مسئولية ما كان عرب فلسطين يشكونه من ظلم السلطات وبطشها وحرمانها لهم من كافة الحقوق السياسية والمدنية وغيرها . ولما اتسع نطاق الحركة الوطنية الفلسطينية ، وكان لها صدى بعيد في سائر الأقطار العربية، ضاعف الخصوم دعايتهم وعملوا على تعميمها في سائر الأقطار العربية، للدس على الفلسطينيين وتشويه سمعة المخلصين العاملين من رجالهم، وركز المستعمرون والصهيونيون وأعوانهم دعايتهم المضللة على الادعاء الباطل بأن الفلسطينيين وزعماءهم اتبعوا سياسة سلبية ورفضوا جميع ما تقدم به الإنجليز من عروض وحلول لقضية فلسطين (ومنها التقسيم) خلال عهد الانتداب، وأمعنوا في التضليل والمخادعة فقالوا : أنه لو قبل المفتي والزعماء الفلسطينيون بتلك الحلول والعروض، لما وصلت الحال إلى ما وصلت إليه، ولما وقعت نكبة فلسطين .. ومن المؤسف أن تلك الدعاية الباطلة وجدت صدى لها عند بعض العرب، بل بعض الفلسطينيين أنفسهم، فجعلوا يرددون تلك الدعاية ويعتقدون صحتها، وكان عدم معرفة هؤلاء – بتاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية وعدم اطلاعهم على تلك العروض والحلول البريطانية، من العوامل التي جعلتهم يصدقون تلك الأضاليل بحسن نية .
فلسطينية67
19-04-2003, 05:26 PM
المؤامرة الإنجليزية اليهودية قديمة :
وقبل أن أتحدث عن موضوع (العروض والحلول)، أود أن أنبه مرة أخرى إلى أن ما تم في فلسطين منذ احتلال الإنجليز لها في عامي 1917/1918، حتى يومنا هذا كان نتيجة لخطة إنجليزية صهيونية اتفق عليها المستعمرون والصهيونيون، خلال الحرب العالمية الأولى (1914- 1918) وقبلها، وعمد الفريقان، ومن ورائهما فيما بعد الأمريكيون، إلى تنفيذها خطة خطوة، وحلقة حلقة، فكل ما كان يدعيه الإنجليز من تقديم عروض وحلول، وما قاموا به من إرسال لجان التحقيق التي أتخمت بها فلسطين، إنما هو خداع ونفاق، وتخدير للأعصاب، وصرف للأنظار عن حقيقة المؤامرة الاستعمارية اليهودية المبيتة ضد فلسطين، التي كانوا مصممين على تنفيذها عن طريق سياسة الوطن القومي اليهودي والانتداب البريطاني الذي فرض على عرب فلسطين فرضاً، ذلك الانتداب الذي نصت المادة الثانية من صكه على أن مهمة الحكومة المنتدبة (أي بريطانيا) في فلسطين هي وضع البلاد في حالات سياسية وإدارية واقتصادية من شأنها أن تسهل إنشاء الوطن القومي اليهودي في فلسطين، ثم صار هذا الصك وثيقة دولية على بريطانيا واجبة التنفيذ، بعد ما أقرته عصبة الأمم السابقة، والولايات المتحدة الأمريكية .
الانتداب وصك الانتداب من وضع اليهود :
قررت عصبة الأمم في 24 يوليو 1922 وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وأقرت له صكاً، يفرض على الحكومة البريطانية تنفيذ سياسة إنشاء الوطن القومي اليهودي، وقد أشرنا إليه سابقاً .
وفي شهر مايو 1930، اجتمع الوفد الفلسطيني في لندن (وكنت مشتركاً فيه) بالمستر رامزي ما كدونالد رئيس الوزارة البريطانية حينئذ فناقشته في موضوع الانتداب وصكه وتحيزه لليهود ولا سيما المادة الثانية منه ، فأجاب ما كدونالد بأن عصبة الأمم هي التي وضعت صك الانتداب.
وفي شهر يونيو 1930 سافرت إلى جنيف وقابلت في مقر عصبة الأمم سكرتيرها العام (السير أريك دراموند) ، وهو بريطاني، فبحثت معه الموضوع بحضور المرحوم الأمير شكيب أرسلان والسيد احسان الجابري، وذكرت له ما تقوله الحكومة البريطانية من أن صك الانتداب الجائر وضعته عصبة الأمم ! فقال : إن العصبة لم تضع مشروع صك الانتداب، بل أن الحكومة البريطانية هي التي وضعته بالتفاهم مع اليهود !
وقد تبين أخيراً أن الحكومة البريطانية وضعت صك الانتداب بالاتفاق مع الجمعية الصهيونية وزعماء اليهود . ويقول الدكتور وايزمان في مذكراته : إن اليهودي الأمريكي بنجامين كوهين كان يتولى مع سكرتير اللورد كيرزون (وزير الخارجية البريطانية حينئذ) وضع صك الانتداب والاتفاق على نصوصه !
الثورة الفلسطينية الأولى :
ولما تسلم الإنجليز حكم فلسطين فور احتلالهم لها، كانت باكورة أعمالهم فيها فتح أبوابها للهجرة اليهودية، والسماح لليهود بتملك الأراضي، ومساعدتهم على ذلك، وأدركوا أن العرب غير راضين بالانتداب وتصريح بلفور، وأنهم مصممون على مقاومتهما مهما كلفهم الأمر .
وكانت الثورة الأولى الفلسطينية التي وقعت في 4 أبريل 1920 أكبر نذير للإنجليز بمقاومة عرب فلسطين. ولذلك جعل الإنجليز أكبر همهم حمل الفلسطينيين على الاعتراف بالانتداب وتصريح بلفور، وإكراههم على العدول عن المطالبة بإنشاء حكومة وطنية مستقلة .
وقد لجأت الحكومة البريطانية – لأجل تخدير العرب، وانتزاع موافقتهم على الانتداب ولتصريح بلفور – إلى عدة أساليب استعمارية خادعة نبينها فيما يلي :
العروض والحلول أسطورة وخداع :
أولاً – أصدرت الحكومة البريطانية في 22 يونيو 1932 كتاباً أبيض اشتمل على (دستور) لفلسطين، وعلى السياسة العامة التي تعتزم الحكومة البريطانية اتباعها، وقد بنتها على أساس الانتداب وتصريح بلفور .
ونص ذلك الكتاب على تشكيل مجلس تشريعي لفلسطين من 22 عضواً، منهم 10 من الموظفين الإنجليز يعينهم المندوب السامي، و8 من المسلمين و2 من المسيحيين و2 من اليهود ينتخبهم الأهلون على أن يكون المندوب السامي رئيس للمجلس، وله حق النقض (الفيتو) وأن لا يكون للمجلس الحق في التعرض لمبدأ الانتداب أو الوطن القومي اليهودي والهجرة اليهودية إلى فلسطين أو شؤون فلسطين المالية !
واجتمع المؤتمر الفلسطيني الخامس في أغسطس 1922 في نابلس واشترك فيه ممثلو الشعب الفلسطيني، وبعد بحث دقيق للأوضاع السياسية ودراسة عميقة للكتاب الأبيض، قرر المؤتمر بالإجماع عدم التعاون مع الحكومة البريطانية، على أساس الكتاب الأبيض المذكور والدستور الجديد، ورفض مشروع المجلس التشريعي .
وكان من الأسباب الرئيسية التي حملت المؤتمر على اتخاذ ذلك القرار ما يلي :
أ- أن عرب فلسطين كانوا يطالبون باستقلال بلادهم كسائر الأقطار العربية، لأن الاستقلال حق لكل شعب، وقد اعترفت بذلك الحق مبادئ الرئيس ولسون والمادة 22 من ميثاق عصبة الأمم، والعهود المعروفة التي قطعها الإنجليز والحلفاء سنة 1916 للبلاد العربية، ومنها فلسطين، بالاستقلال الكامل وليس في المشروع المعروض شيء من الاستقلال .
ب- أن الدستور ومشروع المجلس بنيا على أساس الانتداب وتصريح بلفور، فقبولهما يعني القبول بالانتداب وإنشاء الوطن اليهودي والاعتراف بهما .
ج- ليس للمجلس التشريعي سلطات واسعة، ولا يجوز له بحث مسألة الهجرة اليهودية والانتداب .
د- أن ذلك المجلس لا يمثل البلاد تمثيلاً صحيحاً، حيث يعطي العرب (وكانوا يؤلفون 91% من مجموع السكان) عشرة أعضاء من أثنين وعشرين، بينما يعطي الإنجليز وحدهم 10 عدا الأعضاء اليهود .
هـ- أن المشروع أعطى المندوب السامي البريطاني حق (الفيتو) على جميع مقرراته .
وعلى الرغم من قرار العرب الاجماعي دعت حكومة الانتداب إلى إجراء انتخابات للمجلس في فبراير سنة 1923 فقاطعها العرب مقاطعة تامة .
ثانياً : ثم قدمت الحكومة البريطانية (عرضاً) آخر، في مارس 1923 وهو تعيين مجلس استشاري من 10 أعضاء بريطانيين و8 من المسلمين و2 من المسيحيين و2 من اليهود .
ورفض العرب هذا المشروع الهزيل الجديد، ورفض الأعضاء المسلمون والمسيحيون الذين عينتهم الحكومة البريطانية قبول ذلك التعيين .
ثالثاً : وفي 13 أكتوبر 1923 عرض المندوب السامي السير هربرت صمويل على العرب تأليف وكالة عربية فرفض العرب هذا العرض أيضاً لأن قبوله ينطوي على اعترافهم بالانتداب وتصريح بلفور، ولأنها ليس لها من السلطة ما يحقق مطالب العرب الاستقلالية .
هذه هي (العروض) أو الحلول التي عرضها الإنجليز على عرب فلسطين ورفضوها .
أما وقد بينا حقيقة تلك العروض، فهل كان يجوز لأي عربي أن يقبل بها ويرضى بالتعاون على أساسها؟
وفي دورتين لعصبة الأمم (1924 – 1925) نوقشت الحكومة البريطانية بشأن عدم تأسيس مجلس تشريعي في فلسطين، فأجاب بمثلها بصراحة وجلا – بأنه "لا يمكن إنشاء مجلس تشريعي في فلسطين يكون العرب فيه ممثلين حسب عددهم، لأن ذلك يحول بين الحكومة المنتدبة وتنفيذ الواجبات المتعلقة بإنشاء الوطن القومي اليهودي .
ومما هو جدير بالذكر أن الذي وضع ذلك الكتاب الأبيض لعام 1922 والسياسة التي انطوى عليها ومشاريع المجلس التشريعي والمجلس الاستشاري والوكالة العربية كان ونستون تشرشل وزير المستعمرات البريطانية حينئذ . وتشرشل هذا يعرفه العالم العربي حق المعرفة، وقد أعلن مراراً أنه يعتبر نفسه صهيونية أصيلاً ، وأنه يصلي بحرارة لأجل تحقيق أماني الصهيونية العظيمة .
وقد ساعده في خططه المندوب السامي البريطاني على فلسطين، السير هربرت صمويل ، وهو يهودي . وفي الوقت نفسه كان يشغل وظيفة السكرتير القضائي في حكومة الانتداب (وفي بدء سلطة التشريع وسن القوانين) يهودي آخر هو المستر نورمان بنتويش .
وهكذا كان ذلك الكتاب الأبيض، ومشاريع المجلس التشريعي والمجلس الاستشاري، من أخبث ما أنتجه الاستعمار والصهيونية ، فقد أصدره مثلث صهيوني رأسه تشرشل وقاعدته هربرت صمويل ونورمان بنتويش .
وقد ذكر الدكتور وايزمان في مذكراته ما نصه :
"إن هربرت صوئيل، المندوب السامي (اليهودي) البريطاني على فلسطين، هو الذي وضع مشروع الكتاب الأبيض لعام 1922، وأن الحكومة البريطانية عرضته على اللجنة الصهيونية قبل إصداره للاطلاع عليه وإبداء وجهات النظر التي يراها اليهود، وقد وافق عليه زعماء اليهود .
فلسطينية67
19-04-2003, 05:27 PM
تقسيم الوطن لا تقبله أمة حية شريفة
الإيجابية السمحة التي سار عليها بعض الدول العربية
لم ترد الإنجليز إلا عناداً، واليهود إلا صلفاً وعتوا
السؤال الثالث:
يقول بعض الناس : إن رفض التقسيم ، والكتاب الأبيض، والتزام السلبية، من الأسباب التي أوصلت فلسطين إلى حالتها الحاضرة، فما تقولون في ذلك ؟
الجواب :
إن لنا أن نتساءل، ونحن في صدد بحث مشروعات الحلول المعروضة لقضية فلسطين : أن لو قبل بها العرب، على قلة جدواها ومخالفتها للميثاق القومي والمبادئ الوطنية السامية، فهل هناك ما يضمن أن الإنجليز سينفذونها ويعملون بها، بعد أن يكونوا قد انتزعوا من العرب اعترافاً بالانتداب والوطن القومي اليهودي؟
إن لدينا أدلة كثيرة أيدتها تجارب مريرة على أن السياسة البريطانية تفتقر دائماً إلى حسن النية، وعلى أن بريطانيا مصممة كل التصميم على تنفيذ مؤامرتها المبيتة مع اليهود في فلسطين .
لجان التحقيق البريطانية :
فقد شكلت الحكومة البريطانية في كثير من المناسبات، نيفاً وعشرين لجنة من "لجان التحقيق البريطانية" لدرس مشكلة فلسطين وتقديم التواصي لمعالجتها على أساس بحث شكاوي الأهلين وتجنب قيام اضطرابات جديدة وكان من أهم تلك اللجان لجنة السر ولترشو البرلمانية، ولجنة السر جون هوب سمبسون، ولجنة لويس فرنش.
وقد اعترفت جميع تلك اللجان بصحة شكاوي العرب وحرمانهم من حقوقهم، وأوصت الحكومة البريطانية باتخاذ بعض الوسائل لمعالجة شكاياتهم، ولكن هذه الحكومة لم تنفذ أية توصية من التواصي التي جاءت في صالح العرب. وهكذا استبان العرب أن القصد من تشكيل تلك اللجان إنما كان المراوغة والتخدير .
الكتاب الأبيض لعام 1930م :
وعلى أثر اندلاع ثورة 1929 ووضوح ظلامة عرب فلسطين للعالم أجمع، وصدور تقرير (لجنة شو) ، أصدرت الحكومة البريطانية في أكتوبر 1930 كتاباً أبيض عرف باسم "كتاب اسفيلد، وهو وزير المستعمرات حينئذ، وكان هذا الكتاب قائماً على أساس تقرير لجنة "شو" الذي نص على وقف الهجرة اليهودية وتقييد بيع الأراضي لليهود. فلما صدر أقبل عليه العرب ولم يرفضوه وضج اليهود باستنكاره، فقررت الحكومة البريطانية إرسال لجنة خاصة لدرس شؤون الأراضي برئاسة السر جون هوب سمبسون، وكنت مع الوفد الفلسطيني الذي كان في لندن حينئذ، فقلت لمستر ما كدونالد رئيس الوزارة : "لقد دلت التجارب على أن كل تقرير يكون في صالحنا ولا يريده اليهود لا ينفذ، وأن كان التقرير في صالح اليهود نفذ فوراً، وإنا لنخشى أن يكون مصير هذا التقرير كذلك، والدليل على هذا إزماعكم إرسال لجنة سمبسون ولما يجف مداد تقرير لجنة شو، ونخشى أن يؤثر اليهود على أعضائها . فقال ما كدونالد : "إن هذه اللجنة هي لجنة فنية لبحث شؤون الأراضي ومقدار استيعابها. واد مازحاً: لا يستطيع اليهود أن يؤثروا على السر سمبسون مطلقاً، فهو اسكتلندي أصيل مثلي .." .
وبعد عودة هذه اللجنة الفنية صدر كتاب باسفيلد الأبيض المذكور آنفاً، فلم يقف العرب حياله سلبيين رغم أنه لم يحقق آمالهم وكانوا إيجابيين ، ولكن اليهود هم الذين كانوا سلبيين، فاستنكروه ورفضوه وأثاروا حوله الضجة، فنقض الإنجليز غزلهم، وسحبوا الكتاب الأبيض المذكور، وبنتيجة ذلك استقال اللورد باسفيلد الذي تبنى ذلك المشروع .
المجلس التشريعي لعام 1935:
وفي عام 1935 فوضت الحكومة البريطانية المندوب السامي السر أرثروا كهوب فعرض في 21 ديسمبر مشروعاً جديداً لتشكيل مجلس تشريعي مؤلف من 28 عضواً نصفهم من العرب والنصف الآخر من اليهود والإنجليز، وأعلن المندوب السامي أن الحكومة مصممة على تشكيل المجلس رغم كل معارضة، ولو اضطرت إلى تعيين الأعضاء عن الفريق الذي يرفض الاشتراك فيه . ورغم هزال المشروع أبدى العرب استعدادهم لبحثه، ولكن اليهود رفضوه معلنين أنهم لا يقبلون الاشتراك في أي مجلس تشريعي لا يكون لهم فيه نصف الأعضاء على الأقل . ولما جرى بحث المشروع في البرلمان البريطاني قرر مجلس اللوردات ومجلس العموم رفضه، فطوته الحكومة البريطانية ، ولو رغبت فيه لما عجزت عن الحصول على موافقة البرلمان عليه .
لجنة بيل توصي بتقسيم فلسطين :
ولما وقع إضراب فلسطين العظيم عام 1936 الذي صحبته ثورة فلسطين الكبرى ودام ستة أشهر كاملة ولم ينته إلا بتدخل ملوك العرب وأمرائهم ، أوفدت الحكومة البريطانية لجنة التحقيق الملكية (لجنة اللورد بيل) إلى فلسطين ، وأوصت في تقريرها بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود والإنجليز، وكان طبيعياً أن يرفض العرب تقسيم بلادهم .
مؤتمر مائدة مستديرة في لندن :
فاستأنفت الثورة واشتدت ، واتسع نطاقها اتساعاً خطيراً جداً اضطر السلطات البريطانية للعدول عن التقسيم في عام 1938، ورأت بريطانيا لمعالجة الموقف أن تدعو كلا من حكومات مصر والمملكة العربية السعودية واليمن والعراق وشرق الأردن واللجنة العربية العليا بصفتها الممثلة لعرب فلسطين، إلى مؤتمر مائدة مستديرة في لندن، ولكن المؤتمر فشل في الوصول إلى حل لقضية فلسطين ، لتعنت الاستعمار واليهود ، وتدخل الولايات المتحدة الأمريكية .
فلسطينية67
19-04-2003, 05:29 PM
الكتاب الأبيض لسنة 1939:
وفيما بعد أصدرت الحكومة البريطانية كتاباً أبيض عن سياستها الجديدة في فلسطين اعترفت فيه بمبدأ تأسيس دولة فلسطينية مستقلة خلال عشر سنين، وتشكيل مجلس تشريعي ، ولكنها علقت ذلك على ملاءمة الظروف وقبول كل من العرب واليهود به ، وقد حددت الهجرة اليهودية فيه ، ومنع بيع الأراضي لليهود في بعض مناطق فلسطين .
ففي بادئ الأمر قابلت الدول العربية هذا الكتاب الأبيض بتحفظ وتجهم لما فيه من تناقض، إلا أنها قبلته في النتيجة كما قبلته الأكثرية الكبرى من أعضاء اللجنة العربية العليا لفلسطين ، وأخيراً قبلته أيضاً جامعة الدول العربية وطالبت – في اجتماعها عام 1945 – الحكومة البريطانية بتنفيذه ، وبذلك لم يكن العرب سلبيين . ولكن اليهود رفضوه وأصروا على رفضه، فلم تنفذه بريطانيا ، رغم أنها تعهدت حين أصدرته عام 1939 بشرفها وشرف الإمبراطورية بأن تنفذه سواء أرضى به العرب واليهود أم لم يرضوا .
السلبية والإيجابية :
هذا وليست السلبية أو الإيجابية مبدأ أو عقيدة . والمرء لا يجنح لإحداهما إلا لأسباب يتعلق بها صالحه أو يكون فيها ضرره ، فإذا رأى المرء صالحه في أمر أقبل عليه بلا تردد وكان إيجابياً وإذا أوجس من أمر خيفة أو حمل على ضيم ، ابتعد عنه ونفر وكان سلبياً ، وكل ذلك بسائق الفطرة . وقديماً قال أحد حكماء العرب : يعجبني من المرء إذا سيم خطة الضيم أن يقول "لا" بملء فيه .
وما يصح في الأفراد في هذا الشأن يصح في الأمم . ولم يكن أهل فلسطين سلبيين بادئ الأمر ، فقد طالبوا الإنجليز – بالحسنى – بحقوقهم ، وشكوا إليهم الظلم الذي أوقعوه فيهم ، ثم بعثوا بوفودهم العديدة إلا لندن ، وأنشأوا فيها مكاتب للدعاية ، والتمسوا من الدول العربية والإسلامية المتصلة بإنجلترا أن تتوسط لديها لتعاملهم بالحق والعدل ، فلم يجدهم ذلك نفعاً ، ولم يزد الإنجليز إلا صلفاً وغروراً، واندفاعاً في سياسة البغي والعدوان ، لتهويد بلادهم ونقض بنيانهم وتقويض كيانهم .
فلما أيقن العرب بسوء نية الإنجليز وتآمرهم واليهود عليهم ، وذلك بعد تجارب كثيرة لم تدع مجالاً للثقة والطمأنينة ، كان من الطبيعي أن يحذروا دسائسهم ويعملوا على اتقاء مكايدهم . فلما عرض عليهم مشروع المجلس التشريعي الذي طبخه المثلث الصهيوني المؤلف من تشرشل وصموئيل وبنتويتش، تلقوه بحذر ، وفحصوه ، فلما وجدوه طعاماً قد دس فيه السم بالدسم عافوه وكذلك المجلس الاستشاري الذي لا يضمن لهم إلا الاستشارة (كما هو ظاهر من اسمه) التي قد يطلبها منهم المندوب السامي البريطاني متى رغب فيها، وهو غير ملزم أن يعمل بها . وكذلك مشروع "الوكالة العربية " . فهل إذا رفض عرب فلسطين مثل هذه العروض الواهية التافهة يسمون "سلبيين" ؟
تقسيم الوطن لا تقبله أمة حية :
أما التقسيم – وهو التمزيق لجسم الوطن – فأية أمة من أمم الأرض قبلته حتى يقبله شعب فلسطين ؟ فهذه مصر العزيزة المجاهدة لم تقبل ولن تقبل بقاء جنود الاحتلال الإنجليز في القناة، ولا بفصل السودان كما يشتهي الإنجليز ، ولا تزال قصيدة شاعر مصر الأكبر شوقي رحمه الله عن السودان تدوي في الآذان :
فلن نرتضي أن تقد القناة ويبتر من مصر سودانها .
وهؤلاء إخواننا السودانيين لم يقبلوا بتقسيم السودان إلى شمالي وجنوبي، وهذه سورية لم تقبل بفصل لواء الأسكندرونة الذي ضمته تركيا إليها بالقوة في زمن الانتداب الفرنسي على سورية، وما زالت سورية تطالب باسترجاعه. وهذه اليمن لم تعترف مطلقاً بفصل الإمارات المحمية عنها وتستنكر في كل مناسبة فرض بريطانيا سلطانها عليها، رغم قذائف طائراتها التي تنهال حيناً بعد حين على أهل اليمن إرهاباً لهم وتهديداً . وهذه أيرلندة الحرة لم تعترف أبداً بتقسيم بلادها ، وما زال الايرلنديون يقضون مضاجع الإنجليز في كل مناسبة لاستعادة هذا القسم الشمالي المغصوب من جزيرتهم . وهذه أسبانيا تطالب في كل حين باسترداد جبل طارق الذي فصلته إنجلترا عنها عام 1704 رغم مضي 250 عاماً على ذلك . وهذه إندونيسيا المجاهدة لم تقبل باغتصاب الهولنديين لقسم من جزيرة غينيا الجديدة، وما زالت تتوسل بكل ما لديها من وسائل لإرجاعه إلى حظيرة الوطن الإندونيسي . وهذه مشكلة كوريا وتقسيمها إلى شمالية وجنوبية أثارت هذه الحرب الطاحنة . ولو أردت أن أعدد لكم كثيراً من هذه الأمثال التي تناضل فيها الأمم عن كيانها ووحدة أوطانها لضاق المجال .
وإني لأذكر برقية أرسلتها باسم اللجنة العربية العليا لفلسطين إلى رؤساء وفود الدول المجتمعة في عصبة الأمم بجنيف في سبتمبر 1937 – وكان مستر ديفاليرا رئيس وزراء ايرلندا بينهم – باستنكار قرار الحكومة البريطانية بتقسيم فلسطين وفقاً لتقرير لجنة اللورد بيل، فتلقيت منه جواباً برقياً يقول فيه : إن التقسيم أفظع الوسائل وأشنع الأسلحة التي يمزق بها الاستعمار قلوب الشعوب المظلومة .
الدول العربية نرفض التقسيم :
ولقد رفض أهل فلسطين التقسيم الذي قررته الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947، كما رفضته الدول العربية جميعها، وأصدرت بياناً إجماعياً باستنكاره في 17 ديسمبر 1947م جاء فيه : "لقد تنكرت الأمم المتحدة مع الأسف الشديد لذات المبادئ التي تضمنها ميثاقها ، فأوصت بتقسيم فلسطين ، وهي بذلك قد أهدرت حق كل شعب في تقرير مصيره، وأخلت بمبادئ الحق والعدل جميعاً .. وقد قررت رؤساء وممثلو الدول العربية في اجتماعهم بالقاهرة أن التقسيم باطل من أساسه ، وقرروا كذلك – عملاً بإرادة شعوبهم – أن يتخذوا من التدابير الحاسمة ما يكفل – بعون الله – إحباط مشروع التقسيم الظالم ..." .
فلماذا يلام عرب فلسطين لرفضهم التقسيم ، وهذه الدول العربية كلها رفضته بالنسبة لفلسطين ، ورفضته بالنسبة لبلاده أيضاً ، وكذلك سائر الدول والشعوب التي كانت عرضة لكارثة التقسيم؟ أردت بسرد هذه الوقائع أن أبرهن لكم على أن عرب فلسطين لم يكونوا سلبيين، ولم يتخذوا السلبية ديدناً لهم في كل المواقف . ولكن بريطانيا كانت دائماً ضالعة مع اليهود، ومتآمرة معهم تعمل لصالحهم وصالحها المشترك، دون أن تبالي بسلبية أو إيجابية ، ولكنها تستغل كل ظرف لبث الدعاية وفق أهوائها ومقاصدها الاستعمارية عاملة على قلب الحقائق وتضليل الأفهام بقوة جبروتها وبراعة دوائر إستخباراتها ، وبما تسخر لدعايتها من أتباع وأعوان وأبواق تغدق عليهم المال بغير حساب .
لقد كان المستعمرون يطلبون من الفلسطينيين الرضوخ لخطتهم الاستعمارية الصهيونية والتعاون معهم على أساسها ، ويسمون ذلك "إيجابية" ، فلما رفض الوطنيون الإذعان لرغباتهم ورغبات الصهيونيين وأبوا التعاون معهم على ذلك الأساس ، وصفوا أعمالهم "بالسلبية" .
لقد رأينا بعض العناصر العربية الرسمية يجنح للإيجابية مع الجانب البريطاني، وبعضها يتجاوز ذلك إلى حد التساهل مع الجانب الصهيوني على حساب الوطن العربي ، على أمل أن يرضى ذلك البريطانيين فيستجيبوا لبعض مطالب العرب، أو على أمل أن يرضى ذلك الصهيونيين فيخففوا من غلوائهم ويقنعوا بغنيمتهم الباردة وبما اقتطعوه من فلسطين، بموجب معاهدة رودس، بل بما انتزعوه بعد هذه المعاهدة من السلطات الأردنية التي منحتهم وسلت إليهم من أراضي فلسطين نحو خمس وعشرين قرية عربية برمتها تبلغ مساحتها أكثر من نصف مليون دونم (525.000) من أراضي المثلث العربي (نابلس، جنين، طولكرم) وكلها مغروسة بأشجار الزيتون والبرتقال، وبمليون دونم فوق ذلك في المنطقة الجنوبية من فلسطين فيما بين الخليل والبحر الميت ، عدا التنازل الذي تم لهم عن خط سكة الحديد بين حيفا والقدس، وعن طريق السيارات المجاور له أيضاً .
ولكن هذه الإيجابية السمحة ، والكرم الحاتمي، والتساهل الذي بلغ أقصى حد ، لم يفد شيئاً في إشباع نهم اليهود وجشعهم لابتلاع الوطن العربي، ولم يعقهم بعد أيام قلائل من تاريخ التسليم لهم بتلك المساحات الشاسعة، عن الوثوب على شرق الأردن نفسها وعبور النهر إلى ضفته الشرقية ، والاستيلاء على المنطقة المحيطة بمشروع كهرباء روتنبرع بقوات عسكرية مسلحة ما تزال مرابطة فيها، كما أن هذه الإيجابية لم تردع اليهود عن نقض الهدنة ومهاجمة البلاد كلها يوم وانتقاصها من أطرافها، والاعتداء عليها اعتداء منكراً وترويع أهلها، وما حادث مذبحة "قبية" وتدميرها عنا ببعيد .
وهناك عبرة أخرى ، وهي أن بعض الفلسطينيين الذي خدعهم دعاية الأعداء وأغرتهم بالإيجابية ونفرتهم من السلبية ، وكذلك بعض المسؤولين في الدول العربية ، قد طالبوا منذ بضع سنين بتنفيذ مقررات الأمم المتحدة بشأن فلسطين بما فيها من خير وشر، ومنها التقسيم، وما زالوا يلحون في الطلب . فهل استجابت لهم الأمم المتحدة في تنفيذ مقرراتها نفسها !؟ أن منظمة الأمم المتحدة تسيطر عليها الدول الاستعمارية الكبرى الضالعة مع اليهود الذين كانوا ولا يزالون سلبيين في كل ما لا يوافق أهواءهم ، وإن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار .
والحقيقة التي ينبغي لنا أن نوقن بها ، هي أنه لا قيمة للسلبية ولا للإيجابية، ولا وزن إلا للقوة، فلنكن أقوياء : في أنفسنا ، وتنظيمنا ، ووسائلنا ، وأقوياء في جميع مقومات حياتنا .
وإذا كانت الأمة العربية خسرت هذه المعركة مع الاستعمار واليهود، فلم يكن سبب الفشل السلبية ولا الخطأ في الخطة والتقدير ولكن السبب الرئيسي هو الفرق الواسع والبون الشاسع بينها وبين خصومها في الجد والتصميم ، والاستعداد والتنظيم .
فلسطينية67
19-04-2003, 05:32 PM
سعي الإنجليز واليهود
لتحويل فلسطين العربية إلى دولة يهودية
كيف شكلت بريطانيا الفيلق اليهودي؟
الهيئة العربية العليا عارضت في خروج العرب من فلسطين
السؤال الرابع :
أ- يتحدث الناس عن مشكلة اللاجئين ، ولماذا خرجوا من بلادهم . فما هي الأسباب الأساسية لخروج الفلسطينيين من وطنهم، وهل للإنجليز واليهود ، وخاصة الأعمال الإرهابية اليهودية علاقة بذلك ؟
ب- ويقول بعض الناس بأن سماحتكم والهيئة العربية العليا طلبتم من أهل فلسطين الخروج من البلاد على أثر صدور قرار التقسيم في 29 نوفمبر 1947 وقيام الاضطرابات في فلسطين .
فماذا تقولون في ذلك ؟
الجواب :
المؤامرة الاستعمارية اليهودية على العرب :
ترجع الأسباب الحقيقية لخروج أهل فلسطين من بلادهم إلى المؤامرة الاستعمارية اليهودية المبيتة ضدهم ، وقد سبقت الإشارة إلى بعض البراهين القاطعة على هذه المؤامرة .
وقبل أن أسرد هذه الأسباب ، أرى أن أعرض بالذكر لبعض مقدمات هذه المسألة : لقد كان هدف الإنجليز واليهود منذ البداية العمل على تحويل فلسطين العربية إلى دولة يهودية ، ولم يكن تصريح بلفور وعبارة "الوطن القومي اليهودي" إلا تمهيداً لهذه الغاية، وتمويهاً على الرأي العام العربي والإسلامي، حتى يتم للسلبية البريطانية تحقيق الوسائل المقررة وفق الخطة المرسومة . وكان في مقدمة هذه الوسائل فتح أبواب فلسطين على مصاريعها لهجرة يهودية واسعة النطاق ، إلى أن يكاثر اليهود العرب، ومن ثم يأخذون بالضغط عليهم لإخراجهم من البلاد . كما ظهر من أقوال القاضي "برانديز" الزعيم اليهودي الأمريكي الذي كان مستشاراً للرئيس ولسون في الشؤون اليهودية . فقد أعلن هذا في عام 1916م "أن القصد من طلب اليهود تسهيل الهجرة إلى فلسطين أن يصبح اليهود أكثرية السكان فيها، وأن يرحل العرب عنها إلى الصحراء" . وكذلك كتب الكاتب اليهودي "بن آفي" تعليقاً على الشهادات التي قدمت أمام لجنة التحقيق المؤلفة في عام 1931م برئاسة السر توماس هيكرافت : "إن على اليهود أ يطهروا وطنهم (فلسطين) من الغاصبين، وأن أمام المسلمين الصحراء والحجاز، وأمام المسيحيين لبنان ، فليرحلوا إلى تلك الأقطار .
وفي أكتوبر 1930م نشرت صحيفة المانشستر غارديان البريطانية المعروفة بصبغتها الصهيونية، بياناً وقعه عدد من أقطاب الإنجليز ورجال الكومنولث البريطاني ومن بينهم لويد جورج ، وستانلي بولدوين، وأوستن تشامبرلن ، وليوبولدايمري، وونستون تشرشل وهيو دالتون، وهارولد لاسكي، والمرشال سمطس، وآرثر غرينوود، واللورد سنل وغيرهم وقالوا فيه أنه كان واضحاً ومفهوماً لدى الحكومة البريطانية عند إصدارها لتصريح بلفور عام 1917م أن يصبح اليهود أكثرية ساحقة في فلسطين .... " .
ولما وقعت الحرب العالمية الثانية سنحت الفرصة لليهود لتقوية أنفسهم وتعزيز أسلحتهم ولمضاعفة قواتهم العسكرية وإنشاء جيش يهودي بمساعدة السلطات البريطانية التي عينت واستخدمت خلال تلك الحرب عدداً كبيراً من اليهود في ورش الجيش البريطاني وثكناته ومستودعاته وفي الوظائف الرئيسية والفنية ، وجندت ألوفاً من شبان اليهود في سلك الجيش فدربتهم وسلحتهم وأشركتهم في العمليات الحربية، واعتمدت بعض المصانع اليهودية لإنتاج الذخائر والمتفجرات وما إلى ذلك من اللوازم العسكرية . وبلغ عدد الذين دربهم الإنجليز وجندوهم في الجيش البريطاني حسب ما ورد في التقويم السنوي اليهودي (هاشانا) (لعام 43-1944) 33 ألفاً وهذا الرقم لا يشمل عدد المجندين منهم في البوليس والدفاع السلبي والهاجانا وغيرها .
واستطاع اليهود بمساعدة الإنجليز نقل كميات هائلة من السلاح إلى فلسطين وزعوها على مستعمراتهم ومنظماتهم العسكرية .
تشرشل يؤلف الفيلق اليهودي :
وفي عام 1943 طالب اليهود الحكومة البريطانية بتأليف "فيلق يهودي" وإلحاقه كوحدة مستقلة بالجيش البريطاني، وساعدهم تشرشل مساعدة فعالة على تحقيق هذا الطلب، ولما اعترض المرشال ويفل – قائد القوات البريطانية في مصر والشرق الأوسط – على هذا الطلب خوفاً من إثارة العرب ، تحداه تشرشل وسمح بتأليف الفيلق وجعلته القيادة البريطانية قسماً من الجيش البريطاني في حملته على إيطاليا عام 1944م ، وبعد انتهاء الحرب عاد أفراد ذلك الفيلق إلى فلسطين ومع أكثرهم أسلحتهم الخفيفة .
وفي ذلك يقول تشرشل في مذكراته التي نشرها عن الحرب العالمية الثانية ما نصه : ولقد نصحني ويفل بعدم تشكيل ذلك الفيلق اليهودي خوفاً من إثارة شعور العرب . ولكني تحديت ويفل، وكتبت إلى الدكتور وايزمن بالسماح بتشكيل الفيلق ، ولم يتحرك كلب عربي واحد بالاحتجاج على ذلك .
وقد تم لليهود تنظيم قواتهم وتسليحها قبل أن تضع الحرب أوزارها، فأرادوا اغتنام الفرصة وأن لا تنتهي الحرب إلا وقد تحولت فلسطين إلى بلاد يهودية ، مدفوعين إلى ذلك بالاعتبارات الآتية :
1-خشيتهم من قيام حركة عربية واسعة النطاق بعد الحرب تضطر بريطانيا وأمريكا إلى عدم تشكيل الدولة اليهودية في فلسطين .
2-رغبتهم في قيام الدولة اليهودية قبل أن يزول أثر عطف العالم الغربي عليهم، وهو ما استطاعوا الحصول عليه بدعايتهم الواسعة ضد ألمانيا النازية واضطهادها لليهود.
3-خشيتهم من أن يقوم من البريطانيين من يعارض في تحويل فلسطين إلى دولة يهودية، لاعتبارات تتعلق بمصلحة الإمبراطورية .
ثم شرع اليهود بحملة إرهابية منظمة لاستعجال السلطات البريطانية بالتسليم لهم بفلسطين، وشكلوا عصابات إرهابية أشهرها (1) عصابة أرغون زفاي ليومي (2) عصابة شترن، فقامت بأعمال إرهابية عديدة واستمر الإرهاب اليهودي إلى ما بعد انتهاء الحرب، وتجاوز الإنجليز إلى العرب لإرهابهم وترويعهم وحملهم على ترك ممتلكاتهم والنزوح عن فلسطين، ومع أن الإنجليز لم يشكلوا الدولة اليهودية في فلسطين خلال الحرب، لاعتبارات سياسية وعسكرية، إلا أنهم سارعوا إلى تشكيلها بعد انتهائها متوسلين إلى ذلك بوسائل سياسية وغيرها ، إلى أن قدموا قضية فلسطين إلى الأمم المتحدة التي قررت في 29 نوفمبر 1947 تقسيم فلسطين باتفاق بين بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية .
وتبع صدور قرار التقسيم قيام اضطرابات وتطورات خطيرة في فلسطين ، وحدثت المحاولات المعروفة لإبعاد عرب فلسطين عن تولي زمام قضيتهم من الوجهتين السياسية والعسكرية، وحرمان مجاهديهم من المال والسلاح، وقد وجد اليهود والإنجليز والأمريكيون أن ظروف عام 1948 مواتية لتنفيذ خطتهم المبيتة لإخراج عرب فلسطين منها، وتحويلها إلى دولة يهودية ، ولم تعد ثمة ضرورة لانتظار الوقت الذي يصبح فيه اليهود أكثرية في فلسطين ، وتوسلوا إلى ذلك بوسائل متعددة بنيت على ثلاث قواعد رئيسية هي : (1) الضغط السياسي (2) الدعاية والإرجاف، (3) الإرهاب .
فلسطينية67
19-04-2003, 05:33 PM
الضغط السياسي :
عرضت سابقاً، بوجه عام ، الضغط الشديد الذي قام به المستعمرون على بعض المسئولين العرب لانتزاع زمام قضية فلسطين من أيدي أهلها، مما أدى إلى تبديل الخطة الأساسية الموضوعة من قبل مجلس جامعة الدول العربية في عاليه (أكتوبر 1947) للدفاع عن فلسطين، وما تلا ذلك من عدم تقديم المساعدات الضرورية لعرب فلسطين، مما أدى إلى إضعافهم، وعرقلة جهودهم ، ومنع مجاهديهم من الاستمرار في جهادهم العظيم الذي كاد يقضي على قرار التقسيم في مارس 1948 .
الدعاية والإرجاف :
ضاعف المستعمرون واليهود دعايتهم المضللة ضد الفلسطينيين ورجال الحركة الوطنية في داخل فلسطين وخارجها، ولا سيما في الأقطار العربية، فقد أنشأ قلم المخابرات البريطانية – بالتعاون مع اليهود – عدة مراكز دعاية ضد الفلسطينيين لتشويه سمعتهم وتشكيك الشعوب العربية في إخلاصهم وجهادهم فتكف عن مد يد المساعدة إليهم ، ولإقناع العرب بأن إنقاذ فلسطين لن يتم إلا عن طريق إدخال الجيوش النظامية إليها . ومما هو جدير بالذكر أن الإنجليز أنشأوا ، من جملة ما أنشأوه من مراكز الاستخبارات والدعاية في الأقطار العربية، مركزاً للدعاية في القاهرة في شارع قصر النيل، ووضعوا على رأسه رجلاً بريطانياً انتحل الإسلام واتخذ له أسماً إسلامياً، وملأوه بالموظفين والعملاء والجواسيس الذين بثوهم في مختلف المدن والأوساط المصرية . وكان من مهام هذا المركز بث الدعاية المعروفة بدعاية الهمس Whispring بالإضافة إلى نواحي الدعاية الأخرى .
أما في داخل فلسطين فقد بذلوا جهوداً واسعة لتثبيت الهمم وإضعاف النفوس وإدخال روح الوهن والهزيمة بين المجاهدين، والكيد للرجال العاملين، ومحاولة إقناع الفلسطينيين بقلة جدوى المقاومة وضرورة الإقلاع عن سياسة التطرف، والدعوة إلى التعاون مع الإنجليز، وقد ركزوا الدعاية وتشويه السمعة على صفوة الوطنيين والمجاهدين الذين عرفوا بصلابتهم وشدة إخلاصهم ولا سيما على الهيئة العربية العليا ورئيسها حيث اختلقوا أنواع الأكاذيب والمفتريات والأراجيف .
لما شرع أهل المدن الكبرى – كالقدس ويافا وحيفا وعكا – بالعمل على تحصين مدنهم وتسليح أنفسهم، تدخل الإنجليز للحيلولة دون ذلك بإقناع الأهلين بأن بريطانيا لن تسمح لليهود باحتلال المدن الكبرى، ولا سيما المدن والقرى العربية التي خصصت للعرب بموجب قرار التقسيم .
وإني لأذكر بهذه المناسبة أني ألححت بمطالبة المختصين بجامعة الدول العربية في ديسمبر 1947 بضرورة تحصين المدن الرئيسية، وتسليح المجاهدين للدفاع عنها تسليحاً وافياً . فأجابني أحد المسئولين بقوله : لا ضرورة لتسليح يافا البتة ، لأن قرار التقسيم جعل يافا في المنطقة العربية، فلا خوف عليها مطلقاً من اعتداء اليهود . أما حيفا فإن الإنجليز لن يسمحوا لليهود باحتلالها أبداً . لأنهم يريدون أن يجعلوا منها مرفأ حراً، وإن لدينا من التأكيدات ما يجعلنا نطمئن إلى ذلك !!
الإرهاب اليهودي :
وارتبطت أعمال الدعاية والإرجاف ارتباطا وثيقاً بأعمال الإرهاب اليهودي الأثيم الذي قام به اليهود لتوزيع العرب المدنيين وذلك بنسف المنازل وإلقاء المتفجرات في الأسواق ومراكز تجمع الأهلين، مما أودى بحياة الكثيرين من الشيوخ والنساء والأطفال وأخذ دعاة الأعداء يزينون للأهلين الهجرة إلى الأقطار العربية محافظة على سلامة أرواحهم وأطفالهم، وفي الوقت نفسه أخذت تظهر دعوة من بعض البلاد العربية تنادي بضرورة نقل الأطفال والنساء والشيوخ العاجزين من فلسطين ريثما يبت في مصيرها. كما ظهرت دعاية أخرى بأن الجيوش العربية ستدخل فلسطين قريباً لتحريرها فلا داعي للقتال وتحمل الخسائر في الأموال والأرواح .
تحيز الإنجليز لليهود :
فلما نشب القتال بين العرب واليهود في أواخر عام 1947 أثر صدور قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، كان موقف حكومة الانتداب البريطاني موقف المتحيز إلى اليهود، التآمر معهم شأنها طول عهد انتدابها مدة ثلاثين عاماً ، فكانت تتدخل – في كل معركة يفوز بها العرب – لحماية اليهود والحيلولة دون استيلاء العرب على ممتلكاتهم ومستعمراتهم ، بحجة أنها لا تزال صاحبة السلطة في فلسطين والمسئولة عن حماية أرواح السكان وممتلكاتهم . غير أنها لا تتذرع بهذه الحجة عندما تكون أرواح العرب وممتلكاتهم عرضة للهلاك والدمار. والأمثلة على هذا كثيرة لا مجال لتعدادها الآن . غير أن من الحوادث ماله صلة وثقي بكارثة فلسطين ، وأدى إلى هجرة عدد كبير من العرب .
فلسطينية67
19-04-2003, 05:35 PM
الإنجليز يمهدون السبل لخروج العرب :
أضرب لذلك مثلاً حادث هجرة أهل طبرية . فقد تم طبقاً لخطة مرسومة لتسليم هذه المدينة لليهود ، فإن طبرية تقطنها أكثرية من اليهود وأقلية من العرب. وقد كانت القوات البريطانية خلال المعارك الناشبة بين العرب واليهود تغض طرفها عما يقترفه اليهودي في الأحياء العربية العزلى من السلاح ، وتسهل سبيل وصول المدد والنجدات إلى اليهود ، وتحول دون وصول المدد والنجدات إلى العرب، مما هيأ لها أن تتدخل وتصل على إجلاء العرب عن المدينة تاركين وراءهم جميع ما يملكون ، بحجة أنهم أقلية يخشى عليها من الأكثرية اليهودية!
والمؤامرة في هذا الحادث مفضوحة ، والتحيز ظاهر. فقد كان في وسع القوات البريطانية أن لا تحول دون وصول النجدات إلى العرب كما تحل دون وصول النجدات إلى اليهود ، أو على الأقل أن تحافظ عليهم وعلى ممتلكاتهم كما حافظت على اليهود في مدينة القدس القديمة وغيرها. فقد كان هؤلاء في وضع أضعف بكثير من وضع العرب في طبرية ، وظلت القوات البريطانية باسطة حمايتها عليهم، توصل إليهم الطعام والماء والسلاح والنجدات إلى أن انسحبت من فلسطين .
ومثل ذلك حدث في المذابح التي اقترفها اليهود في القرى العربية الضعيفة بين سمع القوات البريطانية وبصرها . كمذابح قرى "دير ياسين" و"ناصر الدين" و"حواسه" و"عليوط" و"سكرير" و" الدوايمة وغيرها .
ومن الجدير بالذكر أن معظم الفظائع الوحشية في هذه القرى ارتكبتها عصابتا أرغون زفاي ليومي وشترن، وأكثر أفرادهما من اليهود المتدينين ورجال الدين الربانيين والحاخامين، المعروفين بفرط تعصبهم وشدة أحقادهم ، فكانوا يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ دون رحمة . ويبقرون بطون الحوامل ويخرجون الأجنة منها برؤوس حرابهم ، زاعمين أن هذا أمر إله إسرائيل الذي أمر شعب إسرائيل حين فتح أريحا "أن يقتل بحد السيف كل ما في المدينة من رجل وامرأة ، من طفل وشيخ ، حتى البقر والغنم والحمير، وأن يحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها ، كما جاء في الإصحاحين السادس والسابع من سفر يشوع .
المؤامرة الإنجليزية على تسليم حيفا لليهود :
أما حيفا فقد كانت كارثتها من أبرز مظاهر تحيز الإنجليز لليهود وتآمرهم معهم ، فقد أعلنت سلطة الانتداب البريطاني أن لبريطانيا مصالح حيوية في حيفا، وأنها لن تتخلى إلا بعد شهر أغسطس 1948 أي بعد انتهاء الانتداب بثلاثة أشهر ونصف شهر ، وعلى هذا منعت العرب من إقامة المراكز المحصنة داخل المدينة ، وحظرت عليهم الوصول إلى أماكن معينة، في الحين الذي كان اليهود فيه يتحصنون ويتركزون ويجوبون كافة المواقع دون حظر، حتى إذا أتموا تسلحهم واستكملوا استعدادهم أعلنت سلطة الانتداب فجأة عدولها عن التمسك بحيفا واضطرارها لإخلائها ! وحينئذ ظهر أن اليهود قد تسلموا ما كان بيد الإنجليز من المعسكرات ذات الشأن، والأماكن المحصنة، والمواقع المشرفة على أحياء حيفا كلها، مما سبب كارثة استيلاء قوات اليهود المسلحة عليها، واضطرار أهلها العرب للجلاء عنها بعد وقائع دامية، وبعد ما متع الإنجليز وصول النجدات إليهم، تاركين وراءهم كل ما يملكون أيضاً . وعندئذ فقط ظهرت رقة شعور القوات البريطانية، ففتحت أبواب ميناء حيفا وجمعت ما فيها من السفن وجعلت تدعو العرب إلى الرحيل وتحملهم عليها.. وكذلك أخذ الفيلق العربي – أي جيش الجنرال جلوب – ينقل العرب في سياراته كما فعل في طيرة حيفا وجبع وغيرها ، وكما نقل قبل ذلك أهالي طبرية وبيسان بسياراته إلى شرق الأردن . فعل كل ذلك تسهيلاً لهجرة العرب وتمكيناً لاحتلال اليهود .
واشتركت دائرة المخابرات البريطانية واليهودية في هذه المهمة بنصيب وافر وأخذت على عاتقها إشاعة الحوادث المثيرة والأخبار المضللة، ونشر الذعر بين الأهالي الآمنين من العرب، وخاصة على أثر المذابح التي اقترفها اليهود .
وكان المخابرات البريطانية وأعوانها من موظفي حكومة الانتداب أكبر الأثر فيما حدث في مدينة (يافا) من هذا القبيل أيضاً مما أدى إلى خروج أهلها العزل، والتجائهم إلى أماكن أخرى من فلسطين أو إلى الأقطار العربية المجاورة .
أما في القدس الجديدة فقد منعت القوات البريطانية المجاهدين الفلسطينيين من المرور عبر مناطق السلامة التي كان جنودهم يحتلونها ثم لم يلبثوا أن سلموا تلك المناطق – مع معسكر العلمين الكبير الواقع جنوب القدس – إلى قوات الهاجانا اليهودية في 13و14 مايو 1948م وبذلك أصبح اليهود يسيطرون على القدس الجديدة ، ويتحكمون في القدس القديمة أيضاً .
كارثة اللد والرملة :
وأما كارثة اللد والرملة فقد نشأت من أن الجنرال جلوب سحب فجأة قوات الجيش الأردني التي كانت مرابطة فيهما، بعد ما جرد قوات الجهاد المقدس التي كانت مرابطة في مطار اللد ومحطة السكة الحديد وغيرهما، من سلاحها ، بحجة الهدنة الأولى، واعداً بإرجاعها بمجرد انتهاء الهدنة . ولكنه أخلف وعده عندما استأنف القتال في 9 يوليو 1948، فسقطت اللد والرملة وعشرات القرى المحيطة بهما في أيدي اليهود واضطر نحو مائة ألف من أهلها للنزوح، يضاف إليهم من لجأ إلى المدينتين المذكورتين من أهل مدينة يافا وقراها، وهم لا يقلون عن خمسين ألف نسمة أيضاً، وقد روي لي أحد رجال الدين المسيحي المحترمين أنه سمع من سيادة المونسنيور وكيل بطريرك اللاتين في فلسطين ن جلوب بعث ببرقية تهنئة لقائد الجيش اليهودي على احتلاله اللد والرملة ، ولما صادفه المونسنيور المذكور وعاتبه على برقيته، أجابه جلوب بقوله : هذه هي السياسة .
ونحن حين نعرض لذكر الجنرال جلوب باشا الإنجليزي لا نرمي إلى تجريحه شخصياً فهو يعمل لصالح أمته ويقدم لها الخدمات الجلي، ولكن اللوم يقع على بعض العرب الذين ولوه القيادة العامة الفعلية أثناء حرب فلسطين . وبعد الهدنة الثانية توالت اعتداءات اليهود على المناطق العربية ، وانسحبت قوات الدول العربية من مناطق الجليل الغربي وجنين وبعض مناطق القدس وبيت لحم والخليل والنقب والمجدل، فجلا أهلها منها تبعاً لذلك بالضرورة، ثم وقعت اتفاقية رودس، وأعقبها تسليم جيش الجنرال جلوب لليهود أراضي المثلث العربي ومساحات واسعة من مناطق القدس وبيت لحم والخليل والبحر الميت كما ذكرناه آنفاً ، فنزح عنها أهلها بعد ما عاث فيها المجرمون اليهود قتلاً وتدميراً ونهباً وسلباً .
وهكذا لم يحل ربيع عام 1949 حتى أصبح ما يقرب من مليون عربي فلسطيني مشردين من بلادهم ولاجئين إلى الأقطار العربية .
فلسطينية67
19-04-2003, 05:37 PM
الهيئة العربية عارضت في خروج العرب من فلسطين :
أما فيما يتعلق بالجواب على الشق الأخير من سؤالكم، فقد كان رأيي الذي أعلنته مراراً ، وأبلغت الجهات العربية ذات الشأن، أن يبقى عرب فلسطين في بلادهم، وأن يدافعوا عنها حتى النفس الأخير، وأن لا يجلوا لأي سبب من الأسباب .
وأذكر مثلاً على ذلك أن سيادة المطران جورج حكيم مطران الروم الكاثوليك في حيفا وعكا وسائر الجليل رغب في نقل الأطفال من حيفا إلي لبنان عند اشتداد المعارك إشفاقاً عليهم، فلما بلغ الهيئة العربية العليا ذلك عارضت في نقلهم إلى لبنان، وأبلغته أنه إن كان ولا بد من النقل فليكن إلى المدن الداخلية في فلسطين .
هذا وقد تنبهت الهيئة العربية العليا إلى ما يقصده الإنجليز من موقفهم، واليهود من عدوانهم، فأذاعت في شهر فبراير 1948بياناً على الشعب الفلسطيني دعته فيه إلى البقاء في بلاده، وأن لا يجلو عنها بأي حال من الأحوال، وفي الوقت نفسه طلبت الهيئة العربية من اللجان القومية – وهي الهيئات الوطنية الممثلة للشعب الفلسطيني في كافة المدن والمراكز الكبرى من فلسطين – ومن قيادة الجهاد الوطني المقدس، وقواد المناطق، العمل على منع الأهلين من مغادرة البلاد، وفوضتهم في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بذلك ، وطاف أعضاء من الهيئة العربية بمختلف المناطق الفلسطينية ينبهون الناس ويحذرونهم من الخروج وترك البلاد .
وفي اليوم الثامن من شهر مارس عام 1948 قدمت الهيئة العربية العليا مذكرات إلى الحكومات العربية التمست فيها أن لا تعطي تأشيرات سفر لأي فلسطيني إلا في حالة الضرورة القصوى كأن يكون الراغب في السفر مريضاً يخرج للاستشفاء أو تلميذاً يسافر للدراسة ، بعد التثبت من ذلك بواسطة اللجان القومية .
وقد حمل مندوبون من الهيئة العربية العليا تلك المذكرات إلى العواصم العربية وسلموها إلى المسئولين من رجالها ، شارحين لهم الأسباب الموجبة لذلك . ومن دواعي الأسف أنه لم يؤخذ برأي الهيئة العربية في هذا الأمر .
خلافي مع الملك عبد الله لم يكن خلافاً شخصيا
بل كان خلافاً سياسياً يتناول المبادئ والوسائل
السؤال الخامس :
يقول بعض الناس إن خلافاً شخصياً كان قائماً بين الملك عبد الله وبينكم، وأن هذا الخلاف أساء إلى قضية فلسطين . فما تقولون في ذلك ؟
الجواب :
ما كنت أحب أن أتحدث عن الخلاف السياسي مع المغفور له الملك عبد الله ، لولا أن بعض الصحف ومصادر الدعاية الأجنبية حاولت استغلال هذا الخلاف لصالح الاستعمار، وبالغت فيه، كما أن بعض الناس فهموه على غير حقيقته وذهبوا فيه مذاهب شتى، وزعم بعضهم أنه كان خلافاً شخصياً أضر بقضية فلسطين .
والواقع أن الخلاف مع المغفور له الملك عبد الله لم يكن شخصياً قط طول أيام معرفتي به التي يرجع عهدها إلى عام 1931 عندما جاء إلى شرق الأردن، فهي معرفة وثيقة مدة ثلاثين عاماً تقريباً بل بالعكس كانت علاقتي الشخصية به علاقة صداقة ومودة لما عرف عنه رحمه الله من حسن المودة وأدب المعاشرة وطيب الحديث، وكنت ألقى منه – عند كل اجتماع – من حسن المقابلة ولطف المعاملة ما يعرفه كثير من الناس، كما كنت لا أدخر وسعاً في استبقاء الصلة الحسنة به وفقاً لخطتي مع جميع الذين لهم علاقة بالقضايا العربية، وذلك حرصاً مني على صالح القضايا العربية عامة وصالح فلسطين خاصة ، لخطورة قضيتها وشدة الحاجة في دفع العادية عنها إلى تضافر العرب جميعاً على تعدد دولهم وأقطارهم .
ولكن الخلاف الذي وقع كان سياسياً يتناول المبادئ والوسائل التي ينبغي أن تعالج بها قضية فلسطين خاصة ، والقضايا العربية الأخرى .
فعندما وصل المرحوم الملك عبد الله من الحجاز إلى شرق الأردن عام 1921، بقصد تحرير سورية من الفرنسيين الذين احتلوها حينئذ وأخرجوا منها شقيقه المرحوم الملك فيصل، التف حوله صفوة من أحرار العرب ومجاهديهم من سورية ولبنان والعراق وفلسطين ، للتعاون معه على إنقاذ سورية خاصة ، والعمل لصالح البلاد العربية عامة . ولكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، وتغلبت السياسة الاستعمارية على الجهود العربية التي بذلت حينئذ ، وخاب الرجاء بإنقاذ سورية . ولم يسفر الاجتماع الذي عقد في 28 مارس عام 1921م على جبل الزيتون بالقدس بين سمو الأمير عبد الله من ناحية ، والمستر تشرشل وزير المستعمرات البريطانية حينئذ ، والسر هربرت صموئيل المندوب السامي البريطاني اليهودي ومستر لورنس من ناحية أخرى عن نتيجة لصالح العرب، بل أصبحت منطقة شرق الأردن مشمولة بالانتداب البريطاني، وأصبح المندوب السامي لبريطانيا في فلسطين مندوباً سامياً لها في شرق الأردن أيضاً .
ولم يلبث الاستعمار البريطاني أن ضيق الخناق على منطقة شرق الأردن وكبلها بالقيود، كما هو ديدنه في كل بلادنا عليها بكلكلة، فأخذ من كان فيها من أحرار العرب يهجرونها واحداً إثر واحد . ثم تمكن الإنجليز من فرض معاهدة استعمارية على إمارة شرق الأردن استولوا بموجبها على مرافق البلاد، وسيطر على الجيش الأردني الضابط البريطاني (بيك) باشا ثم الجنرال جلوب باشا .
ولما صدر تقرير لجنة اللورد بيل في 7 يوليو سنة 1937 بتقسيم فلسطين، اتخذ المغفور له الملك عبد الله موقفاً مؤيداً للتقسيم على أمل أن يتمكن من ضم القسم الباقي للعرب من فلسطين، إلى شرق الأردن، وكان طبيعياً أن لا يقر عرب فلسطين تقسيم بلادهم وتقطيع أوصالها كما أسلفت في حديثي السابق . وأخيراً عندما وقعت حرب فلسطين على إثر صدور قرار الأمم المتحدة بتقسيمها ثم تدخلت الدول العربية وقررت أن تدخل جيوشها فلسطين، أصر المغفور له الملك عبد الله على أن تكون له قيادة الجيوش العربية ، فعارضت أكثرية الدول العربية في هذا، ثم عاد بعضها فوافق تحت تأثير الضغط البريطاني الشديد ، وتسلم الجنرال جلوب القيادة الفعلية للجيوش العربية ، ووقعت كارثة فلسطين على الشكل المعروف.
وكنت بطبيعة الحال معارضاً لهذه القيادة الغريبة الشاذة . لا مخالفة للمرحوم الملك عبد الله ، بل خوفاً من أن تسلم القيادة العسكرية الفعلية في حرب فلسطين إلى قائد إنجليزي، ليقيني أن الاستعمار الإنجليزي هو الخصم الألد الذي كن أساس البلاء في هذه القضية وفي معظم القضايا العربية .
فالخلاف الذي وقع بين المغفور له الملك عبد الله وبيني لم يكن – كما ذكرت – خلافاً شخصياً مطلقاً ، بل كان خلافاً على المبادئ والوسائل التي كان ينبغي التوسل بها لمعالجة قضية فلسطين والقضايا العربية الأخرى، ولم أكن المعارض الوحيد لهذه المبادئ والوسائل، بل عارضها أيضاً كثير من رجال الأمة العربية وذوي الرأي فيها عن السوريين واللبنانيين والعراقيين والمصريين والسعوديين والفلسطينيين ومن الأردنيين كما هو معروف، ولا أرى حاجة للإسهاب والتفصيل في هذه الناحية ، ولكني أرى أن استشهد هنا بحادثين للتدليل على كذب المزاعم القائلة بأن الخلاف كان شخصياً وأنه عاد بالضرر على قضية فلسطين :
الحادثة الأولى :
قبيل صدور قرار لجنة اللورد بيل قابلني في القدس أحد رجال الاستعمار مقابلة خاصة سألني خلالها عما أتوقع أن يحتوي عليه تقرير لجنة بيل ، فأجبته بأني لا أستطيع التهكن به، وأنكم معشر الموظفين الكبار أدرى بذلك لما لكم من صلات رسمية تسهل لكم الاطلاع على مثل هذه الشؤون قبل كل أحد، ولكن الصحف تنشر أن هذا التقرير يستهدف التقسيم ، ثم ذكرت له ما سيلقاه التقسيم من معارضة الشعب العربي الفلسطيني ومعارضتي شخصياً .
فقال رجال الاستعمار – تهوينا لأمر التقسيم على وترغيبا لي فيه : وماذا في التقسيم من ضرر؟ إنه يرمي إلى تكوين دولة عربية من القسم العربي من فلسطين وشرق الأردن معاً . ولعلكم تحسبون أن الأمير عبد الله سيكون رأس هذه الدولة، فأحب أن أحيطكم علماً أن انتخابات حرة ستجري في البلاد، وأن الذي يفوز بالأكثرية هو الذي سيتولى رئاسة الدولة .
وزاد محدثي على هذا بقوله : ونحن نعرف من هو رجل الشعب الذي يستطيع الفوز بالأكثرية الساحقة . ونظر إلى متبسماً .
فلسطينية67
19-04-2003, 05:38 PM
فأدركت ما يعنيه الرجل ، وأجبته فوراً :
- إذا كنتم تظنون أني أعارض التقسيم لئلا يصبح الأمير عبد الله ملكاً على فلسطين وشرق الأردن فأنتم واهمون، فالحقيقة أني إنما أعارض مبدأ التقسيم لضرره على البلاد وتهديمه لكيانها وتمزيقه لوحدتها ، ولا أعارض شخص الأمير أبداً .
وأؤكد لكم أنني مستعد أن أكون تابعاً لأي عربي يعمل بإخلاص لصالح الوطن ولو كان هذا العربي تابعاً من أتباع الأمير، فكيف أرفض رئاسة سيد عربي كالأمير نفسه الذي هو من أشرف بيت في العرب، فأنا إنما أعارض الفكرة ولا أعارض الشخص .
فدهش محدثي عندما سمع هذا الجواب الحاسم ، واعتذر عن حديثه معي بأنه إنما كان حديثاً خاصاً محضاً .
ولقد كنت أبلغت بحمل هذا الحديث في أول فرصة إلى المغفور له الملك عبد الله ، وأكدت له أن الخلاف لا يتعدى المبادئ ووجهات النظر .
الحادثة الثانية :
وقد حدثت هذه أثناء جلسة اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية في دار وزارة الخارجية السورية بدمشق في شهر مارس سنة 1948 وكنت عضواً فيها في ذلك الحين، فقد كان الحديث يتناول قضية فلسطين وموقف المغفور له الملك عبد الله ، وعندئذ قال مندوب إحدى الدول العربية مازحا :
- لو تفاهمتم مع الملك عبد الله ونزلتم على رغباته لحلت المشكلة فقلت له : إنك تقول هذا مازحاً يا صاحب الدولة ، ولكن الأمر جد ، والقول فصل وما هو بالهزل . وأني أرجو من اللجنة السياسية أن تسجل على في الجلسة التاريخية "إنني أعاهد الله وأعاهدكم ، أنا وكل من يسير معي من أهل فلسطين ، على أن نكون في ركاب الملك عبد الله ومن أخلص جنده وأتباعه عندما يسير قدماً على رأس جيشه لكفاح الأعداء كفاحاً صادقاً جديا، ويومئذ يعتز عرب فلسطين جميعاً بعرشه وتاجه ويكونون من أصدق رعاياه المخلصين" .
وطلبت تسجيل كلامي وإبلاغه إلى المغفور له الملك عبد الله . من هاتين الحادثتين يتضح لكم أنه لم يكن يباعد بين المغفور له الملك عبد الله وبيني خلاف شخصي، بل كان اختلافاً في وجهات النظر والمبادئ السياسية، وما عدا ذلك فقد كانت علاقتي الخاصة به علاقة مودة وصداقة . وأذكر أنني لما رجعت من أوربا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية – وكان ذلك في صيف عام 1946- تفضل جلالته بالترحيب بي ، فشكرته على ذلك وتبادلنا البرقيات والرسائل الخطية والشفوية وأحياناً التليفونية ، وإني أحتفظ بمجموعة من هذه الرسائل سيأتي ذكر قسم منها عندما يتاح لي نشر مذكراتي ، لما اشتمل عليه بعضها من الأهمية والطرافة وأكتفي الآن بالإشارة إلى إحداها، وهي رسالة خطية بعث بها إلى مع أحد أقاربي في أواخر عام 1948 اشتملت على كثير من عبارات المودة والعواطف الكريمة وكانت آخر رسائله إلى قبيل وفاته، وقد أعرب فيها عن رغبته في عودتي إلى البلاد، وعن استعداده لتلبية رغبتي في المركز الذي أبتغيه . وقد أجبته بالشكر الوافر على هذا العطف السابغ، وبالتأكيد له أنني غير راغب في أي منصب، وليس لي أي طلب خاص ، وكل ما أرجوه أن يعمل جلالته على تحصين المناطق الجبلية من فلسطين التي تسلمت إدارتها الحكومة الأردنية من جبل الخليل جنوباً إلى جنين شمالاً ، وأن يكون ذلك تحصيناً عسكرياً فيناً ، وأن يعمل أيضاً على تجنيد أهل البلاد للمرابطة فيها ، وعلى تدريبهم وتسليحهم للدفاع عنها عند الأعداء الطامعين، وحينئذ أعود إلى البلاد كفرد عادي لأشارك في هذا العمل المفيد .
ولا شك في أن الدعاية المضللة التي روجها المستعمرون ، والأراجيف التي كان يرجف بها اتباعهم وأبواقهم ، من أنني أقف حجر عثرة في سبيل تحقيق غاياته ومقاصده، قد انطبعت في نفسه إلى حد ما . ولم يكن في استطاعتي أن أزيل هذا الانطباع تماماً، لأنني بقيت بضع عشرة سنة بعيداً عن الوطن الحبيب لم تكتحل عيناي بإجتلاء ربوعه، ولم يتح لي لقاء الملك عبد الله منذ خروجي من فلسطين إلا عند زيارته الأخيرة لمصر ونزوله ضيفاً على الحكومة المصرية في قصر الزعفران عام 1948.
هذا وقد كنت أرغب حقاً في تلبية دعوته الكريمة التي وجهها إلى الذهاب إلى عمان في مارس سنة 1948 لولا خشيتي من غدر رجال الاستعمار الذين كانوا يحرسون خلال الديار، والذين لا تؤمن مغبتهم ولا يجمد عند الصباح سراهم ، وكنت موقناً أنهم يتربصون بي الدوائر .
ولم تكن خطتي في وقت من الأوقات أن أناوئ أية شخصية أو حكومة عربية ، بل كانت ولا تزال الخطة التي أعتنقها هي بذل أقصى الجهود والتضحية بأعز ما أملك في سبيل جمع شمل الأمة العربية وتوحيد كلمتها ، وقد نصحت بعض الفلسطينيين الذين صادفتهم في زيارتي الأخيرة لدمشق في أكتوبر الماضي 1953 بأن يقاوموا فكرة الشقاق بين الفلسطينيين والأردنيين، والضفة الغربية والضفة الشرقية . وقلت لهم : إن التفرقة بين الأقطار العربية ليست إلا من عمل الاستعمار الذي هو عدو للجميع ، فأحذروا كيده ، ولا تخاصموا أحداً من العرب ولا دولة من الدول العربية . فإن كابوس الاستعمار يجثم فوق صدور الأردنيين، كما يجثم فوق صدور الفلسطينيين ، وكلكم في البلاء سواء ، فعليكم أن تتقوا الخلاف بينكم ، وأن توحدوا جهودكم ضد الاستعمار وحده .
ابن فلسطين
19-04-2003, 05:39 PM
اختي النشيطة / فلسطينية
بارك الله فيك وموضوعك جد مهم وخصوصا في الوقت الذي يتهم فيه شعبنا ببيع اراضيه وليس له حقوق في فلسطين .......والمؤسف أن تسمعي هذا الكلام من عرب مسلمين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فلسطين هي فؤادنا فكيف نبيعه؟؟؟؟؟؟ فلسطين كل شئء فكيف نفرط به ؟؟؟؟؟؟ وياليت كل الناس تحب ارضها كما هو الفلسطينيون
شكرا أختي فلسطينية وبارك الله فيك
:v1:
ابن فلسطين
...
فلسطينية67
19-04-2003, 05:45 PM
لا شكر على واجب اخي
لكن الذي جعلني ربما اكتب هذا الموضوع هو ما صدمت به خلال فترة الحرب على العراق
من اتهام لنا نحن الفلسطينيون باننا قد قمنا ببيع أراضينا
و قد كان هذا الاتهام هو من العرب المسلمين و هذا ما قد آلمني
و هم يعلمون ما هي الحقيقة
لكن !!!!!!!!!!!!
فأرى اننا يجب ان نحاول نشر كل ما يدحض قول كل متهم لنا و لوطنيتنا
فلسطينية 67
+++++++
بارك الله بكِ، نحتاج جداً لمثل هذا الموضوع لدحض كل من يحاول اتهام الفلسطينيين ببيع أراضيهم.
عظيم شكري العميق جدا لكِ
فلسطينية67
20-04-2003, 10:44 AM
أختي فلنحاول جميعا نشر هذا الموضوع في جميع المنتديات العربية
لإظهار الحقيقة
نسرين
20-04-2003, 07:26 PM
متميزة كعادتك يا غالية فلسطينية67
أحسنت علينا ان ننشر الموضوع في كل منتدى
في كل مكان نستطيع نشره فيه
لكي يعلم الجميع الحقيقة ممن يصدقون افتراءات
واتهامات الاخرين لنا كفلسطينيين
سلمت وسلم غاليك
نسرينه
فلسطينية67
21-04-2003, 07:10 AM
شكرا لمرورك نسرينة
نسرين
21-04-2003, 02:58 PM
الغالية فلسطينية
لو كان بامكانك احضار اسماء العائلات من الاقطاعيين
الاخرين الذين هم من باعوا اراضي فلسطين وهم من
جنسيات اخرى وليسوا فلسطينيين
يا ليت لو تستطيعين الحصول على اسماء هذه العائلات
ان تدريجها في المنتدى لمزيدا من الحقيقة
اشكرك مرة اخرى
نسرينه
فلسطينية67
21-04-2003, 06:28 PM
بتعرفي نسرينة
الموضوع كان ببالي بس كنت ناسية شو هو الموقع بالتحديد
كنت محتفظة بهذه المعلومات على جهازي اللي للأسف من فترة وصلني فايروس
و كل اشي راح
المهم تذكرت اسم عائلة من العائلات و استطعت ايجاد الاسماء
و هذه هي
ج ـ اما باقي الاراضي، وهو 1,247,000 دونماً فقد اشتراه اليهود من أصحاب الاراضي والأقطاعات الواسعة من خارج فلسطين، وكلهم لبنانيون وسوريون وكان هؤلاء قد حصلوا على هذه الاراضي إما بالإقطاع، أو بالشراء، من الحكومة التركية. [راجع الاستيطان اليهودي في العهد العثماني[.
د ـ آل سوسق، من بيروت باعوا 400,000 دونم كانت لهم في مرج ابن عامر وآل سلام من بيروت باعوا 165,000 دونم كانت لهم في الحوولة، وآل التيان من بيروت، والقباني من بيروت، باعوا 39,134 الف دونم كانت لهم في وادي الحوارث (انظر وادي الحوارث في داخل المعجم). وآل الصباغ، والتويني من بيروت، باعوا ارضهم الكائنة في السهل الساحلي بين عكا، وحيفا، ومنها قرى اندثرت نتيجة هذا البيع: الهربج، والدار البيضاء، والانشراح، ونهاريا.
هـ ـ وآل الجزائرلين وشمعة، والقوتلي: من سوريا، باعوا أراضي المنشية وآل المارديني من سورية باعوا اراضي صفد.
و ـ وقال الدكتور روبين آرثر، من رجال الوكالة اليهودية، في شهادة اداها أمام لجنة التحقيق ـ إن تسعة اعشار الأراضي التي اشتراها اليهود حتى عام 1929 م، اشتريت من ملاكين غير فلسطينيين يعيشون خارج فلسطين.
ز ـ إن اليهود انشؤوا فوق الأراضي التي اشتروها من آل سريق وحدها، ستاً وخمسين مستعمرة، انشؤوها على اطلال خمس عشرة قرية عربية كانت هناك، وتقع على طول السكة الحديدية بين حيفا وبيسان. أذكر من هذه القرى: الياجور ـ شيخ بريك، جيدة طبعون، تل الشام، الورقاني (كفار باروخ) معلول (نهلال) خنيفس، جبتا، جنجار، تل العدس، الفولة، عفولة، الجالود وتل الفر.
طبعا هذا هو المصدر
http://www.qudsway.com/Links/Felisteenyiat/9/Html_Felisteenyiat9/Mojam/paldir-12.htm
د. سمير العمري
26-04-2003, 12:18 AM
من أهم وأروع المواضيع أيتها الرائعة قلباً وعقلاً ...
فلسطينية67 أعجز عن التعبير عن الامتنان .....
يثبت هذا الموضوع مع رجاء أن تزيدينا تنويراً في هذا الخصوص وليكن هذا الموضوع أرشيف خاص عن هذا الموضوع بالذات ...
تحياتي وتقديري
فلسطينية67
26-04-2003, 05:19 PM
مشكور أخي و ان شاء الله استطيع اضافة كل ما هو مفيد
فلسطينية67
26-04-2003, 05:21 PM
ويستعرض صلاح عبد اللطيف مجريات الاحداث في هذه السنوات، اي قبل نكبة 1948م، والحال الذي آلت اليه فلسطين حتى حرب الخامس من حزيران 1967م. يدون الكاتب حقائق مهمة حول بيع الاراضي لليهود ويقول: ان حاييم وايزمن قد كتب في مذكراته:
"مع ضآلة المبالغ فاننا تمكنا في صيف 1920م، من شراء الاراضي الاولى في مرج ابن عامر وهي اكبر قطعة اشتريناها في ذلك الوقت ومساحتها 80 ألف دونم وكانت تخص عائلة "سرسق" من الملاك غير الفلسطينيين، تسعة اعشار الاراضي التي اشتريناها في فلسطين كانت ملاك عرب غير فلسطينيين، وهي اراضي محدودة جداً على اية حال".
وتدل الارقام الموجودة في سجلات حكومة الانتداب البريطاني ونقلت إلى الجامعة العربية بعد ذلك ان ارض فلسطين مساحتها 27 مليون دونم امتلكت اسرائيل حتى عام 1948م، ما يلي:
650 ألف دونم تملكها اليهود في فترات الحكم العثماني.
300 ألف دونم منحتها بريطانيا للوكالة اليهودية مجاناً.
200 ألف دونم منحتها بريطانيا لشركة البوتاس اليهودية مجاناً.
31 ألف دونم باعتها بريطانيا لليهود من الاوقاف المسيحية.
165 ألف دونم باعتها اسرة "سلام" اللبنانية لليهود.
74 ألف دونم باعتها اسر التويني والقباني وشمعة والقوتلي وآل يوسف والجزائري لليهود. ويمثل المجموع 6% من ارض فلسطين، هذا ما تقول به سجلات الجامعة العربية.
من كتاب مأزق السلام في المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية
للمؤلف: د. صلاح عبد اللطيف
الناشر: المؤسسة الصحفية الاردنية-الرأي
وهذه من ملخص عن الكتاب من http://www.aafaq.org/fact1/A7.htm
فلسطينية67
26-04-2003, 05:22 PM
اليهود لجاوا الى انتزاع و مصادرة الملكيات و الاراضي في ال 1948 و ايضا في ال 1967
الهجرة عن طريق انتزاع الملكية
اجبر العرب الفلسطينيين داخل حدود مدينة القدس على ترك المدينة وذلك عن طريق سلب ممتلكاتهم ومصادرتها التي تمت بنمطين: الأول: الاستيلاء على الملكيات التابعة لفلسطينيين تركوا المدينة في أعقاب حربي الأعوام 47-1948، والثاني: الاستيلاء ونزع الملكية من الفلسطينيين الذين لا زالوا يعيشون داخل حدود المدينة. النمط الأول مهدت الطريق أمامه عن طريق تكوين المؤسسات الصهيونية والقوانين الإدارية الإسرائيلية اللاحقة والخاصة بممتلكات اللاجئين الفلسطينيين وذلك عن طريق التشريعات التي تصادر الملكية بكفاءة عالية تحت حماية القانون الإسرائيلي، وهي إما تصادر لصالح دولة اسرائيل، او لصالح السكان اليهود في قلب المدينة. والنمط الآخر من نزع الملكية مهدته التشريعات الإسرائيلية التي مكنت الحكومة الإسرائيلية من وضع اليد على الأراضي الفلسطينية وذلك لاستغلالها لأغراض عامة
أ. مصادرة الممتلكات في الفترة ما بين 1948 – 1967
في المناطق الواقعة في الجزء الغربي من المدينة المقدسة، نقلت الممتلكات الفلسطينية بما فيها المباني والاراضي من سيطرة ومسؤولية الضابط الاعلى لقوات الهغانا الذي كان يدير شؤون هذه الممتلكات اثناء الحرب الى حارس الاملاك المهجورة في حزيران 1948 تحت قانون الأراضي المهجورة.(24)وهذا القانون يعطي الحق في ايجاد أنظمة لنزع الملكية ومصادرة الممتلكات المتحركة والثابتة في حدود المنطقة المهجورة، وهذه الممتلكات بما فيها اراضي الوقف الاسلامي اخضعت لاحقاً للإدارة الحراسة الاسرائيلية لأملاك الغائبين. وبالرغم من وقوعها تحت مناطق الحراسة الاسرائيلية لأملاك الغائبين فإن الوقف المسيحي لم تنزع ملكيته، باستثناء ملكية تابعة للكنيسة الانجليكانية .(25
ومن خلال تبني قانون حراسة املاك الغائبين في أذار 1950 فقد سمح للحارس ببيع او تأجير هذه الاملاك الى السلطات التطويرية والتي أنشأتها الحكومة الاسرائيلية في فترة لاحقة. .(26) اما المبالغ المالية التي جمعت بعد بيع وتأجير الممتلكات الفلسطينية فقد كان من الفروض ان تستعمل لمساعدة أصحاب هذه الممتلكات حتى تنتهي فترة قوانين الطوارئ المعلنة والمتعلقة بممتلكات الغائبين والتي لم تنته حتى الان. وفي الحقيقة انها بيعت وبأقل من ثمنها التجاري الى السلطات التطويرية مقابل اثمان تنتقص منها التكلفة الادارية والقضائية ومن ثم تعيد هذه الاموال الى السلطات التطويرية على شكل قرض مالي طويل الامد. .(27) أما الوقف المدني فقد نقل الى سلطة وزارة الشؤون الدينية والتي عملت كمساعد او عميل لحارس الأملاك،.(28)والعائدات المالية من بيع ممتلكات الوقف حولت هي الاخرى لوزارة الشؤون الدينية وهكذا فان الممتلكات التي وضع اليد عليها وعائداتها المالية لا زالت غير معروفة بالدقة وذلك يرجع الى صعوبة الاطلاع على تسجيلات حارس الأملاك، فقط القليل من الملفات ممكن الاطلاع عليها عن طريق قرار من المحكمة الذي يصعب تحصيله
في المناطق الغربية من القدس، يملك الفلسطينيين 7.293 دونم على الأقل من أصل 16.231 دونم من الأرض غير مشتمله على 2.469 دونم صنفت انها ممتلكات خاصة بالبعثة المسيحية، الى جانب عشرة آلاف بيت والآلاف من الممتلكات التجارية داخل حدود المدينة التي اصبحت تحت السيطرة الاسرائيلية في العام 1948،.(29) فحوالي ثلث الاراضي التي اصبحت تحت السيطرة الاسرائيلية في القدس كانت ملكيات فلسطينية شخصية، وفي القرى التي أدمجت مع حدود بلدية القدس الغربية وهي لفتا، دير ياسين، عين كارم والمالحة، ويملك الفلسطينيين 90 % من هذه الاراضي وتقدر بحوالي 27 الف دونم. .(30) وعلى الاكثر، فإن الف دونم من هذه الاراضي بقي الفلسطينيين يملكونها بعد العام 1948،.(31) ولا يوجد تقديرات محددة حول مقدار املاك الوقف في القدس وقت الحرب ولكن كبفرشمدت علق بأن جميع الاملاك الاسلامية كانت وقفاً،.(32) وقد لا حظ رايتر ايضاً ان حوال ثمانية اللاف دونم من اراضي الوقف التي تعود الى وقف ابو مدين وهو نفس الوقف الذي يملك حارة المغاربة في البلدة القديمة، صودرت من أجل بناء مستشفى هداسا عين كارم على اراضي القرية بالاضافة الى النصب التذكاري ياد فشيم ومساكن عديدة لليهود .(33
العديد من الممتلكات الفلسطينية استعملت فيما بعد لإنشاء معاهد ومؤسسات اسرائيلية في القدس، .(34) فالكنيست الاسرائيلي على سبيل المثال بني على اراضي ترجع ملكيتها الى عائلتي عقال وحرام من قرية لفتا،.(35) المقر الرسمي للرئيس الاسرائيلي بني على أرض ترجع ملكيتها الى عائلة سلامة في الطالبية،.(36) كما ان احد بيوت عائلة جمال في القدس الغربية يشمل الان نادي للمهاجرين اليهود والعديد من البنايات الاخرى المشهورة صودرت من قبل حارس الاملاك ومن بينها بناية عائلة صنصور على زاوية شارع بن يهودا وشارع يافا وهذه البناية كانت تضم الان العديد من المنازل الى جانب الكثير من المصالح التجارية وفرعاً رئيسيا لبنك لؤمي، وفي قرية المالحة قامت اسرائيل ببناء سوق تجاري ضخم (كنيون القدس) بالاضافة الى ملعب تيدي لكرة القدم.وكذلك الامر في قرية دير ياسين حيث سيجت منطقة وسط البلد ومن ثم حولت الى مستشفى الامراض العقلية "كفار شاؤول"
جدول رقم 2 : الاملاك الفلسطينية / المناطق التطويرية في القدس
الاملاك الفلسطينية1948
1948
1967
قبل المصادرة
13.212
68.95
بعد المصادرة
3.020
6.000
مجمل مساحة المدينة
20.331
123.000
ملاحظات للشرح
الارقام التي تندرج تحت العام 1948 نشرها مكتب اللاجئين العربي الفلسطيني. وقد شملوا الاراضي المصنفة كملكية عربية، اراضي البعثة المسيحية، وحصة الفلسطينيين العرب (من اراضي الحكومة، البلدية واراضي الطرق والسكك الحديدية. مجمل المنطقة لعام 1967 تشمل 15.000 اضافية ضمت الى المناطق الغربية من المدينة في التسعينات. الاملاك الفلسطينية قبل مصادرتها في العام 1967 لم تشمل حوالي 1.000 دونم في منطقتي النبي يعقوب وعطروت وصنفت على انها املاك يهودية
ب. مصادرة الممتلكات في الفترة ما بعد 1967
وعلى عكس الوضع في العام 1948، فإن القليل من البيوت الفلسطينية الفارغة خضعت للسيطرة الاسرائيلية في العام 1967 وهذا يرجع الى حقيقة كون اليهود يملكون القليل من الارض في الجزء الشرقي من المدينة، فقط خمسة دونمات في البلدة القديمة وما يقارب 1.000 دونم في عطروت ومنطقة النبي يعقوب شمال المدينة.هذا بالاضافة الى حقيقة ان الفلسطينيين آنذاك لم يكونوا يرغبون ببيع ممتلكاتهم لليهود، وهذا ما دفع بالحكومة الى استخدام وسيلة نزع الملكية على اساس انها الطريق الوحيد الممكن للسيطرة على الممتلكات الفلسطينية في المدينة. وخلال آب من العام 1967وفي اجتماع لمجلس بلدية المدينة ناقش المجتمعون فيه مسودة خطة مستقبلية لسياسة البلدية، وخلال ذلك الاجتماع أشار رئيس البلدية تيدي كوليك انه اذا لم يكن هناك دولة على الارض في شرقي المدينة فإن مصادرة الارض وأنتزاع الملكيات من أصحابها سيصبح شيء اساسي من مأجل تسهيل النمو السكاني اليهودي في المدينة ككل، وذهب كوليك في أقواله الى ان خيار شراء الممتلكات مشكوك فيه،.(37) والخطة الرئيسية العامة للعام 1967 والت يتم تحضيرها من أجل بلدية القدس جاءت متفقة مع تقديرات كوليك. وبالنسبة لهذه الخطة فإن التطوير الحقيقي للمدينة يتطلب المزيد من نزع الملكية في تلك المنطقة وبمساحات واسعة .(38
ان انتزاع ملكية الاراضي في الجزء الشرقي من مدينة القدس زود الحكومة في البداية بمساحات للسكن لزيادة السكان اليهود في المدينة والحفاظ على امنها،وفي نفس الوقت تضيق مساحة الاراضي الفلسطينية واللازمة للتوسع الضروري لاحتواء النمو السكاني، وهذا دفع بالعديد من الفلسطينيين الى ترك المدينة بحثاً عن السكن والعمل والاستثمار. وفي داخل البلدة القديمة عملت الحكومة الإسرائيلية على زيادة مساحة حارة اليهود الى اربعة اضعاف حجمها الأصلي وذلك عن طريق نزع ملكية حوالي 29 دونم من الاراضي الفلسطينية وذلك في العام 1968، وفي المجموع فان حوالي 116 دونم من الاراضي او ما يقارب 15 % من لابلدة القديمة نزعت ملكيتها ووضعت تحت السيطرة الاسرائيلية " الارض للاستخدامات العامة " من اجل اعادة بناء الكيان اليهودي في البلدة القديمة. ما يزيد عن 700 منزل صودرت، 105 منها فقط كانت تعود ملكيتها ليهود قبل العام 1948، وضمن عملية الاستيلاء هذه كان حوالي 1048 شقة مملوكة للفلسطينيين و 437 محل تجاري وحرفي.(39) وحوالي 12 من الممتلكات كانت ممتلكات اوقاف .(40
ومن أجل تأكيد إحكام السيطرة الإسرائيلية على جميع مناطق القدس عن طريق زيادة عدد السكان اليهود في المدينة بجميع اجزائها، فقدت وسعت مساحة بلدية القدس وبشكل سريع الى عشرة اضعاف ما كانت عليه ايام الحكم الاردني في المدينة والتي كانت مساحتها آنذاك 7.000 دونم، اما الحدود البلدية الجديدة والتي خططتها ورسمتها وزارة الداخلية الاسرائيلية تحت امرة قوانين البلديات (تعديل رقم 6) عام 1967 مع قائمة طويلة من التحديثات التي تضمنت أكبر مساحة من ممكنة من الاراضي الفلسطينية الغير مطورة واقل عدد من السكان الفلسطينيين،.(41) وعن طريق تلك التعديلات عملت وزارة الداخلية الاسرائيلية على احداث العديد من التغييرات في حدود البلدية وبدون الرجوع الى الرأي العام في المدينة (استفتاء عام). ووفقاً لذلك، بلغت مساحة حدود البلدية حسب اعتراف اسرائيل الى 108.000 دونم، من بينها 29 الف دونم انتزعت من الفلسطينيين القاطنين شرقي القدس وذلك بحلول عام 1990
في العديد من الحالات، واجهت العديد من العائلات الفلسطينية الضغط والتهديد المستمر من جانب السلطات الاسرائيلية التي تقوم بنزع ملكية الاراضي الفلسطينية. عائلة "عقال" والتي انتزعت اراضيها في المناطق الغربية من المدينة، لوحقت اراضيها في الجزء الشرقي وانتزعت. ويزودنا هودكنز بتفاصيل خسائر عائلة عقل في شرقي القدس
دونم استخدمت لبناء المركز القطري للشرطة الاسرائيلية في منطقة الشيخ جراح
17
دونم لبناء مركز كوبات حوليم الصحي
3.2
دونم لتوسيع شارع 1 الذي يجتاز خط الفصل السابق في القدس ويستمر حتى المستوطنات الشمالية. .(42
30
دونم من أجل بناء ملعب بجانب مركز الشرطة الاسرائيلي في الشيخ جراح
36
دونم من أجل بناء الجسر الواصل بين شعفاط الى مستوطنة بزغات زئيف،.(43) واعطيت العائلة التي صودرت اراضيه آنذاك مبلغاً زهيدا لقاء ذلك (أقل من شيكل للدونم الواحد). بالمقارنة، يحصل مواطن فلسطيني على ايجار مدته 49 عاماً لآرض مساحتها 36 دونم تعود لأحد اللاجئين الفلسطينيين صادرتها السلطات الاسرائيلية في القدس الشرقية مقابل 9.5 مليون شيكل جديد .(44
12
وحتى في الحالات التي ثبتت فيها العائلات الفلسطينية ملكيتها لأراضيها امام المحاكم الاسرائيلية، فقد استمرت عملية نزع الملكية ضد هذه العائلات وذلك من اجل تطوير الخدمات المقدمة لليهود في المدينة، ومثال على ذلك، ومثال على ذلك ما حدث لبيت عائلة برقان في المنطقة التي تم توسيعها في حارة اليهود في البلدة القديمة، والان وبعد حوالي عشرة سنوات من النضال في المحاكم الاسرائيلية، حكمت المحكمة العليا الاسرائيلية تملك حقاً غير متنازع عليه في ملكيتها للبيت ولكن تحت شعار "المصلحة العامة" فانهم لا يملكون الحق في السكن بذلك البيت. وفي عام 1977 أخليت العائلة بالقوة من ذلك البيت وبيع في مزاد علني حرمت العائلة من الاشتراك فيه .(45
ومن الجدير ذكره ان قانون املاك الغائبين عام 1950 لم يطبق على الفلسطينيين سكان المناطق الشرقية من المدينة في عام 1967 على الرغم من ان معظم الفلسطينيين المقدسيين وعلى اساس انهم يحملون الجنسية الاردنية ويعتبرون وفق هذا القانون من الغائبين. كما ان تطبيق هذا القانون على نطاق واسع كان غير ممكناً من الناحية السياسية. وبحسب الفقرة 3 من قانون الاحوال الادارية والقانونية والذي اعتمد في العام 1968 فإن السكان الفلسطينيين في المناطق الشرقية من المدينة أعطوا إعفاء من قانون املاك الغائبين. .(46)واشترط القانون آنذاك ان هذا الإعفاء يشمل فقط المناطق الشرقية من المدينة والتي احتلت في العام 1967، وهــذا يعني ان الفلسطينيين المقيمـين في المناطــق الغربية والتي نزعت ملكيتها في العام 1948 وهم بذلك غير مؤهلين لتطبيق هذا القانون عليهم بالنسبة لممتلكاتهم وفي نفس الوقت يحق لليهود العودة الى ممتلكاتهم في القدس الشرقيـة حينمـا يريـدون .(47
وفي نهاية التسعينات اصبح قانون املاك الغائبين هذا اداة في يد بلدية الحكومة الاسرائيلية من أجل نزع ملكية الممتلكات الفلسطينية من أصحابها وذلك من أجل زيادة عدد المستوطنات في القدس الشرقية بما فيها البلدة القديمة. لجنة كلوغمان على سبيل المثال، والتي حققت في هذه القضية، تصر على ان حكومة اسرائيل تعمل بشكل غير شرعي بواسطة قانون املاك الغائبين وحارس اراضي اسرائيل ووزارة الاسكان ومؤسسات الاستيطان على تهجير الفلسطينيين ونزع ملكيتهم. ووفق قرارات هذه اللجنة فان قانون حراسة املاك الغائبين يعتريه الخلل الكبير وذلك وفق كافة المعايير، وهذا يعكس انتقادات محكمة العدل العليا الاسرائيلية قبل حوالي 40 سنة، في تلك الفترة اشارت المحكمة في استعراضها لقانون املاك الغائبين الى أن مصالح ومطامح السكان الفلسطينيين لا زالت مهملة، وأن كافة الأثباتات التي أحضــرها حــارس اراضي اسرائيل لإثبات غيابهم كانت مبنية على غير أساس. .(48) وعلى الرغم من كافة الاستنباطات هذه فإن الحكومة الاسرائيلية أيضاً لا زالت تعمل على مصادرة الممتلكات الفلسطينية في القدس وحتى هذه اللحظة
http://www.badil.org/Arabic%20Website/Resources/Jerusalem/Publications/Eviction/2chapter.html
فلسطينية67
26-04-2003, 05:24 PM
نص خطير لوثيقة الترحيل الجماعي للفلسطينيين (الترانسفير)
أصدرتها حركة موليدت الصهيونية
و هنا اثبات وجود الترحيل القسري للفلسطينيين
أصدرت حركة موليدت اليمينية المتطرفة – أو ما يسمى بـ (حركة أمناء "أرض إسرائيل") التي أسسها المجرم الذي تم قتله في القدس المحتلة "رحبعام زئيفي" ، نهاية شهر مارس الماضي نشرة دعائية خاصة عن فكرة الترانسفير التي تتصدر برنامجها السياسي منذ تأسيسها .
و اقتبست الحركة الصهيونية المتطرفة في نشرتها مقتطفات من الأقوال و المقالات الصادرة عن قادة و زعماء الحركة الصهيونية في الماضي و الحاضر و من مختلف ألوان الطيف السياسي اليميني المتطرف . و فيما يلي نص الوثيقة التي نشرتها حركة "موليدت" المتطرفة :
الترحيل الطوعي و القسري و بالاتفاق !!! :
النشرة المقدمة لكم ليست نشرة دعائية ، إنها مجموعة أبحاث و اقتباسات ، هدفها إزالة الغموض و الجهالة و رفع الحظر الذي يمنع إجراء نقاش جدي حول خطة (السلام) التي تطرحها موليدت . إن فكرة التبادل السكاني (الترانسفير) تبلورت إلى نظرية سياسية واضحة من قبل الوزير الصهيوني رحبعام زئيفي الذي صاغها في برنامج الحزب بدء من الكنيست الـ 12 . "فقط الترانسفير هو الذي يقود إلى (السلام)" قال زئيفي ، حتى في أيام نشوة اتفاق أوسلو . و اليوم ، و أكثر من أي وقت مضى ، يصغي الكثيرون إلى ما يقوله اليمين .
لا يستطيع اليمين أن يرفض أوسلو فقط ، بل عليه أن يقول ما هو البديل . و لا يحق لليمين أن يتجاهل المشكلة الديمغرافية التي يخفيها اليسار . الشعب متعطش لسماع ما هو الحل الذي يقترحه عشاق (الوطن) و أنصار (أرض إسرائيل) حين يصلون إلى السلطة .
يتحدث برنامج موليدت عن ثلاثة أصناف من الترحيل :
"الترحيل الطوعي" – زعيم حركة موليدت :
أ- الترحيل الطوعي : مع استمرار التمسك بأرض (الوطن) من خلال إقامة مستوطنات و استيعاب المهاجرين الذين نفذوا "ترانسفيرا طوعيا" و نزحوا من أنحاء العالم من أجل التجمع في (أرض الميعاد) ، يجب تشجيع هجرة عرب الضفة الغربية بمساعدات مالية و غيرها .
ب- الترحيل من خلال قتال : لقد أثارت حرب (الاستقلال) تغييرات جغرافية و ديمغرافية حين قاد زعماء العرب أبناء شعبهم إلى النكبة المؤلمة . على الزعماء العرب أن يعرفوا اليوم أيضا أنه لا توجد حرب نظيفة ، و أن من يشن الحرب ضد (شعب إسرائيل) سيدفع مقابل ذلك نزوحه عن بيته و مكان سكنه . و إذا لم يكونوا قادرين على العيش هنا معنا بـ "سلام" فإنهم لن يعيشوا معنا أبدا . إن قوة الردع (الإسرائيلي) لن تعود ، إلا إذا كان واضحا لجيراننا أن الإرهاب سيؤدي إلى خسارة أرضهم مثلما حدث في عام 1948 - عام النكبة لهم و (الاستقلال) لنا .
جـ - ترانسفير بالاتفاق : هذا الترانسفير يجري حين تتوصل دولتان فيما بينهما إلى اتفاق يقضي بنقل سكان مدنيين إلى مكان آخر من أجل (السلام) . هكذا – للأسف - اقتلع اليهود في سيناء ، و من رفح في إطار اتفاق (السلام) بين (إسرائيل) و مصر ، و هكذا فعلت دول كثيرة في العالم . و إذا شئنا نستطيع أن نطبق هذا عندنا أيضا و إقامة - باتفاق دولي - دولتين لشعبين على ضفتي نهر الأردن .
ضفتا الأردن ، هذه لنا و تلك لنا أيضا . و لكن و للأسف لا تزال توجد في الضفة الشرقية دولة عربية فلسطينية . ثمة ضفتان للأردن ، و كلاهما أرض (إسرائيل) التاريخية و كلاهما فلسطين - أرض (إسرائيل) التي وردت في وعد بلفور . إن الخطأ التاريخي الذي ارتكبه تشرتشل حين توج العائلة الهاشمية على فلسطين الشرقية و أنشأ "دولة الأردن" من لا شيء ، تنفي الحقائق الواقعية : أكثر من 70 % من مواطني شرقي الأردن ، اليوم هم من الفلسطينيين . و الملك الأردني يعرف جيدا أن عرفات ينتظر اللحظة المناسبة و أنه فورا بعد أن يحصل على دولة صغيرة غربي الأردن سيبذل المستطاع من أجل أن يضمها إلى الدولة الفلسطينية المسماة "الأردن". و م.ت.ف لم تنسَ "أيلول الأسود" . و حسب نظرية المراحل التي صودق عليها في المؤتمر الثاني عشر للمجلس الوطني الفلسيطني (1974) فإن "م.ت.ف ستكافح مع القوى الوطنية الأردنية من أجل إقامة جبهة وطنية أردنية - ديمقراطية في الأردن تتوحد مع الكيان الفلسطيني الذي سيقوم نتيجة للكفاح المسلح" . و يستمر ، بعد ذلك ، إلى المرحلة التالية : القضاء على دولة (إسرائيل) .
و الآن و حين انكشف وجهه و نواياه أبقى لنا عرفات الخيار الأردني كحل للسلام . و إذا كان لنا شريك للمفاوضات السياسية نستطيع أن نقيم برلمانا في عمان و برلمانا في القدس . دولتان للشعبين يعيشان بسلام على ضفتي الأردن .
الأردن هي فلسطين . يمكن ترحيل السكان العرب في الضفة الغربية و تحويلهم ، حتى بدون اقتلاعهم من بيوتهم ، إلى مواطني الدولة الفلسطينية التي عاصمتها عمان . و ذلك شريطة أن يتم إعادة توطين سكان مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية ، و الدول العربية . و يستطيع مواطنو (إسرائيل) العرب الذين يفضلون عدم الإعلان عن ولائهم لدولة اليهود أن يصوتوا للبرلمان الفلسطيني في عمان ، و ذلك بدون أن يقتلعوا من بيوتهم . و إذا عاد عرب المناطق بشن حرب علينا يتم إبعادهم إلى دولتهم وراء الأردن .
"ماذا قالوا عن الترانسفير" - دافيد بن غوريون :
قدمت اللجنة الرسمية البريطانية في عام 1937 تقريرا يتضمن توصية لحل النزاع (الإسرائيلي) - العربي من خلال ترحيل العرب عن الدولة اليهودية . و تحمس بن غوريون للاقتراح و كتب في مذكراته (المجلد الرابع صفحة 298 - 297) : "في كتاباتي عن التقرير فور قراءته الأولى (يوم 10/7/1937) تجاهلت نقطة مركزية أهميتها تفوق كل باقي الإيجابيات و وزنها يضاهي كل العيوب في التقرير ، و إذا لم تبق الكلمة جافة و ميتة فإنها ستمنحنا أمرا لم يكن لنا ذات مرة ، حتى حين كنا نعتمد على أنفسنا و في أيام البيت الأول و البيت الثاني : الترحيل القسري للعرب من المناطق المقترحة للدولة اليهودية . تجاهلت هذه النقطة الأساسية من منطلق الرأي المسبق أن هذا لا يمكن و هذا ليس سوى كلام .
و لكن حين أتعمق في استنتاجات اللجنة – و حين تتضح أهمية هذا الاقتراح - فإنني أخلص إلى استنتاج بأن العقبة الأولى في تحقيق هذا الاقتراح هي : عدم تقديرنا السليم و كوننا نقع أسرى أفكار تبلورت وسطنا في ظروف أخرى. فور إخلاء السكان العرب من المناطق المعدة لنا سنحصل للمرة الأولى في تاريخنا على دولة يهودية حقيقية - إطار زراعي من مليون شخص و أكثر ، متواصل ، مزدحم ، يفهم أرضه التي كلها له . "يجب علينا أن ننزع من قلبنا و من الجذور الفرضية القائلة إن هذا الأمر غير ممكن . إنه يمكن و يمكن . لم نكن نريد اغتصاب العرب ، و لكن و لما كانت إنجلترا تسلم جزءا من الأرض التي وعدتنا بها للدولة العربية فإن هذا يعني أن ينتقل العرب من دولتنا إلى الشطر العربي" .
و في جلسة الوكالة اليهودية (7/6/38) قال بن غوريون "إن الدولة اليهودية ستتفاوض مع الدول العربية المجاورة حول موضوع الترحيل الطوعي لأصحاب الأراضي ، العمال و الفلاحون العرب من الدولة اليهودية إلى الدول المجاورة" .
يوسف فايتس : من قادة الاستيطان و مدير قسم الأراضي في الصندوق القومي لـ (إسرائيل) (من مذكراته في 20/12/1940) :
"يجب أن يكون واضحا بيننا و بين أنفسنا أنه لا مكان لشعبين معا (...) ، إذا نزح العرب ستكون البلاد واسعة و شاسعة بالنسبة لنا (...) ، الحل الوحيد بعد الحرب العالمية الثانية هو أرض (إسرائيل) ، على الأقل أرض (إسرائيل) الغربية و بدون عرب . لا مكان هنا للحل الوسط (...) و لا توجد وسيلة أخرى سوى نقل العرب إلى الدول المجاورة ، نقل الجميع ربما باستثناء بيت لحم ، الناصرة ، و البلدة القديمة في القدس . لا يجب إبقاء أي قرية أو قبيلة . و النقل يجب أن يتم باتجاه العراق ، سوريا و حتى وراء الأردن . لهذا الهدف يمكن توفير أموال (...) و فقط مع هذا النقل تستطيع البلاد استيعاب الملايين من (إخوتنا) ، و بهذه الطريقة تحل قضية اليهود . لا يوجد حل آخر" .
موشي دايان (من محاضرة ألقاها في التخنيون في حيفا في 27/6/73) :
الموضوع الفلسطيني مكون من وضع سياسي و سكان و إقليم . مسألة الوضع السياسي هي سؤال : هل كانت أو توجد أو يجب إقامة دولة فلسطينية . و مسألة السكان هي مسألة تأهيل لاجئي الحربين - حرب 1948 و حرب الأيام الستة . و مسألة الإقليم هي هل الحقوق و التطلعات الشرعية لهؤلاء اللاجئين تتركز على العودة إلى المناطق و الأماكن التي (تركوها) ؟ .
مصدر المشكلة الفلسطينية هو إقامة دولة اليهود في (إسرائيل) و مقاومة العرب لذلك . المقاومة العربية وصلت إلى ذروتها المادية في حروب 1948 و 1967 و نتيجة لهذه الحروب جرت عملية استقطاب أيضا في القضية الفلسطينية . و لكن ثمة خلاف جوهري كبير بين الوضع الناجم في هذا الموضوع ، بعد حرب 1948 و بين الذي تشكل بعد حرب الأيام الستة .
حرب الاستقلال أدت إلى ترحيل يهودي – عربي . ترحيل غير مكتمل ، ترحيل لم يكن مخططا و غير مقصود و لكنه حدث عمليا و نطاقه كان شبه جماعي . ليس هذا المقام المناسب لتحليل أسباب ذلك و لكن الحقيقة هي أنه نتيجة لهذه الحرب و نتائجها "هرب" من (إسرائيل حوالي 700.000 من بين 860.000 عربيا كانوا في هذه المنطقة ، أي 81 % منهم ، و مقابلهم هاجر إلى (إسرائيل) من دول عربية عدد متساو تقريبا من اليهود . و كذا الأمر بالنسبة للأراضي . عشية حرب (الاستقلال) كان في (إسرائيل) بملكية يهودية أقل من 2 مليون دونم فيما ترك اللاجئون العرب مساحة مضاعفة ، حوالي 4 مليون دونم انتقلت إلى ملكية حكومة (إسرائيل) .
لو أراد الفلسطينيون الحفاظ على الكيان السياسي الفلسطيني لكان هذا هو الوقت المناسب لفعل ذلك ، و لكن بعد إقامة اليهود في حصتهم دولة (إسرائيل) فضل العرب الانضمام إلى المملكة الهاشمية الأردنية و التنازل عن تمايزهم السياسي الفلسطيني و بذلك انتهت فلسطين من ناحية سياسية . لقد كانت فلسطين و لم تعد (...) .
و لكن رغم أن الترحيل كان شبه جماعي ، إلا أنه لم يكن مكتملا . إن الـ 700.000 لاجيء الذين "هربوا" من مناطق (إسرائيل) إلى الدول العربية بقوا في مخيمات اللاجئين . و باستثناء الأردن و العراق لم تمنح الدول العربية الجنسية لهم . و بفضل التكاثر الطبيعي وصل عددهم اليوم إلى حوالي مليون و لما لم يندمجوا في بلدان اللجوء استمروا في الحفاظ على خصوصيتهم الفلسطينية و ينوون العودة إلى موطنهم الأصلي ، أي إلى (إسرائيل) . قادة اللاجئين هم من مواليد عكا ، الرملة ، يافا و غير ذلك و هم يتطلعون إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء و إقامة دولة فلسطينية بدل (إسرائيل) لا يريدون خطة الاتحاد الكونفدرالي مع الأردن و لا الصيغة المصرية التي تتحدث عن دولة فلسطينية على أساس قرار التقسيم لعام 1947 . إن عاجلا أم آجلا سيضطر العرب إلى استكمال الترانسفير و استيعاب لاجئي 1948 في بلادهم . (إسرائيل) لن تقبلهم لا طوعا و لا قسرا .
موشيه شريت :
موشي شريت ، آنذاك شرتوك ، الذي شغل منصب رئيس الدائرة السياسية في الوكالة اليهودية و فيما بعد وزير خارجية دولة (إسرائيل) و رئيس حكومتها قال في 21/12/1937 ما يلي : "بالنسبة لمسألة نقل السكان العرب ، أريد أن أرفض المقارنة مع ألمانيا . إن ما فعلته ألمانيا مع اليهود هو أن قامت الحكومة بإلقاء المواطنين إلى الخارج دون القلق بمصيرهم ، و دون أن تسمح لهم بأخذ أغراضهم معهم . مثل هذا النقل هو أمر غير ممكن . مسألة النقل هنا بسيطة جدا : إما أن تكون مستحيلة بصورة مطلقة أو أن تكون ممكنة ، أي فقط في إطار اتفاق معروف . أما بدون اتفاق فهذا مستحيل . ليس بالضرورة أن يكون هناك اتفاق مع كل عربي على حدة و لكن يجب أن يكون هناك اتفاق مع حكومة أخرى . في كل الأحوال ، سواء أكان هذا باتفاق أو بدون اتفاق لن تكون هذه عملية إلقاء المواطنين إلى الخارج مع سلب أملاكهم بدون تعويض و بدون قلق على مصيرهم . حتى حين يكون الترحيل قسريا فإنه سيتم مع تعويضهم عن أملاكهم التي تركوها هنا و من منطلق القلق على مصيرهم . و سواء أكان هذا ممكنا أم مستحيلا ، لا يجب الجدل حول الترحيل هنا لأن هذا سيكون مثل قضية ألمانيا" .
و في رسالته إلى ناحوم غولدمان (1948) وصف شريت تفريغ الدولة من العرب في أيامها الأولى كأهم حدث في تاريخ الصهيونية : "ربما يكون أهم من إعلان (الاستقلال)" .
زئيف جيبوتينسكي :
في تشرين ثاني 1923 كتب جيبوتينسكي ما يلي : "يقولون إن عددنا في العالم هو 15 مليون نصفهم يعيشون حياة الكلب المطارد و المشرد . عدد العرب في العالم يصل إلى 38 مليونا : إنهم يقيمون في المغرب ، الجزائر ، تونس ، طرابلس ، مصر ، سوريا نصف الجزيرة العربية و بلاد النهرين – و هي منطقة مساحتها (دون الصحاري) حوالي نصف مساحة أوروبا . بالمتوسط يقيم في هذه الأرض 16 عربيا على كل ميل مربع : و للمقارنة يجب أن نذكر أنه في كل ميل مربع في إنجلترا يوجد 668 نسمة . و يجب أن نتذكر أكثر أن أرض (إسرائيل) هي الجزء المائتين تقريبا من هذه الأرض. وحين يطالب اليهود بلا مأوى بأرض (إسرائيل) يتضح أن هذا المطلب هو غير أخلاقي ذلك لأن مواليد هذا المكان يجدون ذلك غير مريح بالنسبة لهم . نظرية الأخلاق هذه مكانها لدى أكلة لحوم البشر و ليس في العالم المتحضر ، هذه الأرض لا تعود لهؤلاء الذين لهم أرض أكبر ، بل لهؤلاء الذين ليس لهم شيء . إن مصادرة أرض (إسرائيل) من أصحاب الأراضي الشاسعة من أجل إقامة وطن لشعب متشرد هي خطوة عادلة . و إذا كان الشعب صاحب الأراضي الواسعة لا يريد ذلك - الأمر الطبيعي جدا - فيجب إجباره على ذلك . إن الحقيقة التي تتجسد بالقوة تكون حقيقة مقدسة . من هنا تنبثق السياسة الوحيدة إزاء العرب ، و الممكنة بالنسبة لنا من ناحية موضوعية" .
يائير شطيرن :
جاء في "مبادئ هتحيا" التي هي الوثيقة الأساسية للمنظمة السرية "حرية (إسرائيل) – ليحي" و التي كتبها في حينه يائير (إبراهام شطيرن) و صادق عليه إسحاق شمير : "حل مشكلة (الأجانب) من خلال التبادل السكاني" .
الكاتب أ. ب يهوشاع : مقابلة لصحيفة زمان تل أبيب في 16/4/1993 :
"و بهذا إذا حل هذا اليوم الذي ينتهك فيه الفلسطينيون الاتفاقيات التي أبرمناها معهم ، فإنني كرجل من اليسار أقول : سنعمل ضدهم بصورة حاسمة و قوية جدا . و سنخليهم من هنا . سنقول لهم : بعد أن منحناكم الإمكانية بإقامة دولتكم و أن تستقلوا في إدارة حياتكم - و لم تستطيعوا - ذلك فإذن عليكم الذهاب من هنا . سنأخذهم و ننقلهم إلى وراء الأردن بصورة منظمة ... ترحيل .
أقول بوضوح : "إذا لم يكن لهم قدرة بعد أن يمنح لهم الاستقلال بالعيش في جوار حسن ، فلينصرفوا من هنا . و إذا اتضح أنه بعد كل ما قدم لهم لم يستطيعوا السيطرة على أنفسهم على القوى التدميرية بينهم ، سننقلهم إلى وراء الأردن ، و ليستقروا هناك" .
إسحاق رابين :
قال رابين أثناء ولايته الأولى كرئيس حكومة ، لضباط هيئة الأركان: "مشكلة اللاجئين هي من المشاكل المركزية في النزاع العربي (الإسرائيلي) و لكن مثل هذه المشاكل تحل من خلال نقل السكان من هذا المكان إلى غيره . الاتحاد السوفييتي أدى إلى تعديلات حدودية في أوروبا الشرقية سببت في نقل سكان بحجم ثلاثين مليون نسمة . و من أمثلة ذلك مقاطعة "السوديت" حيث أخلي ثلاثة ملايين ألماني من هناك . من المؤكد أنه ليس ثمة ضرورة لاستخدام القوة مثلما فعل الاتحاد السوفييتي و لكن يمكن حسب رأيي نقل السكان على قاعدة أخرى غير استخدام القوة" .
رحبعام زئيفي :
قال مؤسس حركة موليدت رحبعام زئيفي في اجتماع لحركة موليدت : "يقولون لنا : ستكون اتفاقيات و معاهدات ، سيتم الاتفاق حول التجريد من السلاح و ما شابه . سادتي ، قال زعيم في (إسرائيل) حول الاتفاقيات في الشرق الأوسط : "إذا أقيمت دولة فلسطينية مستقلة ، ستكون مسلحة من أخمص قدميها حتى رأسها" . صحيح أن ثمة شك في أن يوفر المجال الإقليمي الردع المطلق ، و لكن غياب المجال الإقليمي بحده الأدنى يضع الدولة في حالة عدم ردع مطلق .
و هذا ينطوي على إغراء لمهاجمة (إسرائيل) من كل اتجاه ، جوا و بحرا و برا . كذلك تجريد الضفة الغربية يبدو كدواء مشكوك فيه ... المشكلة الأساسية ليست اتفاقا حول التجريد من السلاح بل تنفيذ مثل هذا الاتفاق عمليا و نظريا . إن الاتفاقيات التي انتهكت من قبل العرب أكثر من الاتفاقيات التي نفذت . هذا ما كتبه شمعون بيرس في كتابه "عهد الغد" في صفحة 255 .
م.ت.ف تطالب أن يعود اليهود الذين جاءوا بعد وعد بلفور (1917) إلى بلادهم . العرب يدركون أن الصبر و الوقت سيحسمان الأمور لصالحهم . إنهم يتكاثرون و يزدادون قوة ، و يحصلون على ما يمكن الحصول عليه بالضغط الذي يدمج بين (الإرهاب) ، التخويف و المفاوضات السياسية . إنهم يخيفون اليهود بالقتل ، بالعمليات ، بالحرق ، بالحرب النفسية ، و يعتقدون أن روح اليهود ستحطمهم و هم سينقسمون و يتجادلون و يترددون و يهاجرون من البلاد .
ماذا تقول موليدت ؟
تقول حركة موليدت : "فلنستبق الأمور من خلال الترحيل الذي هو نقل عرب الضفة الغربية و قطاع غزة إلى الدول العربية . الحل للنزاع (الإسرائيلي) - العربي ، و (السلام) بينهما لا يتحقق إلا من خلال الفصل بين الشعبين . اليهود في أرض (إسرائيل) و العرب في الدول العربية . ستكون هذه المرحلة التالية من تبادل السكان التي بدأت مع الهجرة اليهودية من الدول الإسلامية إلى (إسرائيل) و الآن يجب العمل من أجل نقل السكان العرب من مناطق الضفة الغربية و قطاع غزة إلى الدول الأوروبية" .
وهكذا سيختفي الخطر الديمغرافي و تنجم الشروط للضم و السيطرة على مناطق (الوطن) المحررة . تقول حركة موليدت : "دولة ثنائية القومية هي ضمان مؤكد للحروب و الإرهاب و الدم . أنظروا ما حصل في لبنان ، في قبرص ، في سريلانكا، في إيرلندا" .
تقول حركة موليدت بوضوح و جلاء و جرأة ما يفكر به الكثير من اليهود : "ترحيل سكان الضفة الغربية و قطاع غزة إلى الدول العربية .. نحن هنا و هم هناك و (السلام) لـ (إسرائيل) !
هل الترحيل أخلاقي ؟
هذا الحل هو أخلاقي سواء بشأن اليهود الذين ليس لهم (وطن) آخر أو بشأن الفلسطينيين الذين سيكونون هم الخاسرين من كل الحروب حين تتضرر بيوتهم و منازلهم و يتحولون إلى لاجئين . في كل العالم يفهمون أنه لا يوجد الآن سلام في دول ثنائية القومية ، و ثمة ضرورة للفصل .
و لكن لا توجد دول عربية توافق على هذه الفكرة و تقبل استيعاب الفلسطينيين . إذاً كيف سيتم الترحيل ؟
هذا صحيح اليوم . و لكن لا توجد أيضا دولة عربية و زعيم عربي يوافقان على حلول صهيونية أخرى . هل هناك من بينهم من يوافق على خطة بيرس التي تقضي بأن تبقى القدس كلها معنا و أن يبقى الجيش على نهر الأردن حسب خطة ألون ؟ يجب على دولة (إسرائيل) أن تعرض طلبها بنقل عرب الضفة الغربية و قطاع غزة كشرط لـ (السلام) في إطار كل مفاوضات مستقبلية . لا نستطيع أن نتنازل عن هذه المناطق و لا نستطيع أن نحصل عليها في ظل وجود السكان بها . لا تستطيع دولة (إسرائيل) أن تبقى طويلا من ناحية أمنية بدون أن تتمسك عسكريا و سلطويا بالمناطق "الغالية" في أرض (إسرائيل) و المعابر الأردنية .
هل فكرة الترانسفير - نقل السكان - هي فكرة جديدة للصهيونية ؟
لا . في عام 1917 و حين رفض عرب فلسطين أيعلان بلفور ، اقترح "ماكس نورداو" و "يسرائيل زينغفيل" ، مساعدا هرتسل ، نقل نصف مليون عربي إلى الدول العربية مع تعويضهم كي يتم إعادة توطينهم هناك . و أيد "بريل كتسنلسون" من قادة حزب العمل آنذاك هذه الفكرة . و كان اقتراح نقل العرب إلى دولة عربية قد عرض من قبل لجنة رسمية بريطانية وصلت إلى "البلاد" في أحداث 1936 - 1939 (الانتفاضة الأولى) . و بسبب فكرة الترانسفير التي وردت في اقتراح اللجنة ، وافق دافيد بن غوريون على تقسيم البلاد . كذلك لجنة الحزب الليبرالي البريطاني قررت عام 1945 قبل نهاية الحرب العالمية الثانية ترحيل عرب أرض (إسرائيل) إلى العراق . و عمليا حدث ذلك بعد أن رفض العرب قرار الأمم المتحدة (1947) بإقامة دولة يهودية . لقد أعلنوا الانتفاضة الثانية التي في أعقابها نشبت حرب (الاستقلال) و التي أدت إلى "هرب" العرب و تجسيد فكرة الترحيل كحل ممكن للمشكلة الديمغرافية . و الآن ثمة جزء كبير من "الشعب" يرى الترحيل حلا شبه وحيد .
هل الترحيل عملي ؟
الترحيل عملي و قابل للتنفيذ مثل المشروع الصهيوني منذ بدايته و حتى يومنا - المشروع الذي بدا غير عملي - حيث كانت مهمة إقامة كيان يهودي وسط محيط عربي معادي تبدو عديمة الفرص . و هكذا أيضا الإعلان عن إقامة الدولة ، و النصر في 1948 على سبعة جيوش عربية نظامية ، و خلق زراعة في منطقة شبه صحراوية و صنع دبابة و طائرة في "البلاد" بدون صناعة ثقيلة و غير ذلك . لقد نجحنا في كل ذلك بفضل الإيمان و عدم الخيار .
ثمة خطوات من طرف واحد لتشجيع الهجرة العربية من مناطق الضفة الغربية و قطاع غزة يجب اتخاذها فورا ، مثل وقف تشغيل العمال من الضفة الغربية في (إسرائيل) و منع دخول أموال إلى مناطق الضفة الغربية من أوساط معادية لضمان ولاء السكان و إغلاق مؤسسات أكاديمية أقيمت من قبلنا من أجل أن يتوجه طلابهم للدراسة في الدول العربية ، تقليص العبور عبر الجسور .
هل حزب العمل يؤمن بالتعايش ؟
لا . كذلك حزب العمل يئس من التعايش لذلك فهو مستعد للمخاطرة بأمن دولة (إسرائيل) من خلال العودة إلى الحدود قرب قلقيلية ، طولكرم و القدس .
هل "الليكود" يؤيد الترانسفير ؟
نعم . أعضاء الليكود يريدون الترحيل و لكنهم يمتنعون عن الحديث حول ذلك بوضوح كحل ممكن خوفا من خسارة الأصوات العربية في الكفاح حول السلطة .
ما الفرق بين "موليدت" و "كاخ" ؟
لا يوجد مجال للمقارنة بين أفكار موليدت و حركة كاخ . كهانا - خلافا لموليدت - لا يريد الترحيل المتفق عليه بالمفاوضات . إنه يروج لتهجير العرب بالقوة . التهجير عمل "وحشي" ، "غير يهودي" ، و"غير سياسي".
ما هو مصير عرب (إسرائيل) ؟
هؤلاء الذين يسلمون بوجود دولة يهودية و يلتزمون بالواجبات النابعة من ذلك يتمتعون بكل الحقوق . و الذين يعارضون وجود دولة (إسرائيل) سيغادرون الدولة لأنها لنا .
من المركز الفلسطيني للاعلام
فلسطينية67
26-04-2003, 05:26 PM
و هذا جزء من مقالة ل د. محسن خضر
* استاذ زائر بجامعة السلطان قابوس
و هي بعنوان هدم اسطورتين صهيونيتين: الترانسفير والماسادا
يفضح بينى موريس الدعاوى الاسرائيلية حول بيع الفلسطينيين لارضهم، ويكشف تبني القيادات الصهيونية لتنفيذ الترانسفير القسرى للفلسطينيين، وهو ما حاولت الكتابات الصهيونية اخفاءه طويلا.
ويحلل كتابات القادة الصهاينة في الفترة من 1937 ـ 1944.
ينقل عن يوميات هرتزل في يومياته سنة 1895 نصا مبكرا يؤكد قدم فكرة الترانسفير في الخطاب الصهيوني، فيقول هرتزل (سنسعى لنقل السكان الفقراء ـ الفلسطينيين ـ خلف الحدود دون ضجيج، بواسطة منحهم عملا في البلدان التى سينتقلون اليها. لكن في بلادنا سنمنع عنهم امكانية اى عمل. نقل الاراضي الى سيطرتنا واخراج العرب الفقراء من دولتنا يجب ان يتما بنعومة وحذر).
كما عبر بن غوريون عن رغبته في التوسع في مناسبات مختلفة، فيرد بيتى نصا يعود الى 5/10/1937 في رسالة لبن غوريون الى ابنه عاموس يوضح فيه انه اذا اجرى تسليم النقب فعلا للعرب (حسب توصيات لجنة بيل) فلا مهرب امام الدولة اليهودية الا ان تحتل في نهاية الامر، المنطقة بقوة السلاح (لانه لا يمكن لنا تحمل ان تبقى مساحات شاسعة من الارض غير المأهولة خالية بينما في مقدورها ان تستوعب عشرات الآلاف من اليهود) ويقول ايضا ( انه اذا ما اضطررنا الى استخدام القوة فسنستخدمها من غير تردد، لكن فقط حين لا يبقى امامنا خيار آخر .. اذا اضطررنا الى استخدام القوة فليس من اجل طرد العرب من النقب او من شرق الاردن، وانما من اجل ان نؤمن لانفسنا الحق الذى (نستاهله) في الاستيطان هناك).
وفي مؤتمر المجلس العالمي لاتحاد عمال صهيون الذي عقد قبل المؤتمر الصهيوني العشرين بايام معدودة يقول بن غوريون صراحة لو انهم ينفذون النقل القسرى لكان هذا انجازا كبيرا على صعيد الاستيطان، فبالنقل القسرى ستكون لنا مساحات شاسعة.
وتبنى وايزمان ـ اول رئيس لاسرائيل ـ برنامجا للترانسفير لنقل 300 الف عربي الى خارج الدولة اليهودية.
يقول (انه اذا امكن نقل نصف مليون عربي سيكون في مقدور مليوني يهودي ان يأتوا مكانهم).
وحدد بن غوريون صراحة في 15/10/1941 في مذكرة سياسية عنوانها (خطوط عامة للسياسة الصهيونية) يقول فيها ( يصعب تخيل ترانسفير شامل وتام من دون قسر، بل من دون قسر لا يعرف الرحمة .. وتوقع بن غوريون ان يكون بين 3ـ 5 ملايين يهودي في حاجة الى مأوى بعد ان تضع الحرب العالمية الثالثة نهايتها، وعبر عن ان سوريا والعراق لن تعاني مشكلة في استيعاب سكان اضافيين من عرب ارض اسرائيل او حتى كلهم لقلة سكانها.
ويقول بن غوريون في جلسة لادارة الوكالة اليهودية في 12/6/1938 صراحة: (انا اساند الترانسفير القسرى، ولا ارى في ذلك ما ينافى الاخلاق ويصف متنفذ يهودي آخر هو الياهو دوبكين مدير دائرة الهجرة في الوكالة اليهودية الترانسفير (الترحيل) القسرى للفلسطينيين مؤكدا (ستبقى في البلاد اقلية عربية كبيرة يجب اخراجها. لا مكان لفراملنا الداخلية ويرجح بينى موريس ان يكون بن غوريون اتخذ، سواء في نهاية الثلاثينيات او فى الاربعينيات جانب الحذر في تأييد فكرة الترانسفير القسرى الجماعى بصورة علنية، لكنه لم يكف عن تأييد الفكرة خلال العقدين، ويصف موريس ما حدث في فلسطين سنة 1948 بالحرف بانه (لم يكن نتيجة مباشرة وتطبيقا مبرمجا ومنهجيا لتطلعات زعماء الييشوف الترانسفيرية في الثلاثينيات والاربعينيات، والطريق الى الطرد الجماعي للفلسطينيين في 1948 كانت اكثر مراوغة وفوضوية، ولا يمكن فهم ما حدث من عمليات التهجير الجماعية ومنع عودة اللاجئين دون قراءة فكر زعماء الييشوف الصهاينة التى احتلت فكرة الترانسفير مكانا مركزيا فيها) ظلت الكتابات الاسرائيلية تنفى دوما وجود فكرة للترحيل القسرى للفلسطينيين من فلسطين، وظلت الوثائق الاسرائيلية الصادرة تهمل هذه الوثائق بقصد تجميل الوجه الاسرائيلي القبيح، الى ان كشف عنه بينى موريس واترابه من المؤرخين الجدد، مما ينصف الفلسطينيين الذين اتهموا دوما بأنهم باعوا اراضيهم اختيارا كان الترحيل ركيزة ثابتة في الفكر الصهيوني منذ هرتزل في القرن التاسع عشر واستمرت حتى الاربعينيات من القرن العشرين، ويبدو ان فكرة الترانسفير القسرى حظيت بتأييد جماعي من القيادات الصهيونية بالرغم من النفى الرسمي لها.
http://www.alwatan.com/graphics/2001/Nov/15.11/heads/ot7.htm
نسرين
26-04-2003, 09:08 PM
بارك الله بك لكل هذا المجهود الذي يخدم قضيتنا
سلمت يا رائعه
د. سمير العمري
02-05-2003, 11:13 PM
نتابعك أيتها الرائعة فزيدينا مما علمت ...
تحياتي وتقديري
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir