المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ِللمفكرين فقط



lion3
29-11-2005, 07:41 PM
ِللمفكرين فقط
مقاهي وحواجز
طارت الفكرة

بين المقاهي والحواجز طارت الأفكار
في إحدى المقاهي المنشرة في مدينة جنين والتي يلاحظها اى زائر والتي يرتادها الناس في الصباح الباكر وبعد العصر عادتا ، ممكن ان تلاحظ مجموعات تجلس بشكل دائري منها من يتحدث عن التجارة ومنها من يتحدث عن التعليم وغيرهم يتحدث عن السياسة و آخرين يتحدثون عن التطور التكنولوجى وآخرين يتحدثون عن الوضع العام الى آخرة .
المهم اننى كنت وقتها أمر بجانب إحدى القهاوى فدعاني احد الأصدقاء لشرب القهوة بعد الترحيب جلست معه وكانوا يتحدثون عن الإدارة وأساليب الإدارة الحديثة إلا اننى كنت استرق السمع من احد كبار السن الذي كان يتحدث ويجلس خلفي مع مجموعة من نفس عمرة و قد كان يسرد قصته عندما أراد الذهاب الى رام الله التي تبعد عن جنين في السيارة تقريبا ساعة وربع في الوضع العادي الطبيعي وكان يقول أنة عند خروجه من جنين وعند أول حاجز عندما أراد الذهاب للعلاج تم ايقافة ومن معه الذين يركبون في سيارة تاكسي أجرة جماعية من قبل احد الجنود المتواجدين على الحاجز وطلب منهم إبراز الهويات والنزول من السيارة وبعد اخذ الهويات منهم للتشيك عليهم كما فهم المتحدث وبعد أكثر من ساعة طلب من الجميع الرحيل وبقى هو لوحدة في الشمس .

بحديثة هذا كنت استذكر وعد بلفور المشئوم والأحداث التي تلت هذا الوعد ، المهم ان المتحدث أكمل يقول ان احد الجنود وبعد أكثر من ساعتين تقدم منة وقال له بطريقة مهينة انصرف واجلس بعيدا عن الحاجز ، كنت وقتها استجمع افكارى لأكتب قصة عن ما يقول لكن الفكرة طارت ، حين تابع يقول رغم مرضى وعدم قدرتي على المشي بشكل جيد أو الوقوف تحت أشعة الشمس في أيام الصيف هذه إلا اننى ذهبت بعيدا كما طلب الجندي ، وأخذت انظر ما يفعله الجنود على الحاجز مع أبناء شعبنا الفلسطيني ( وحدث ولا حرج عن أنواع الاهانات) .

هنا عادت لي الأفكار من جديد رغم ضجيج المقهى الذي اجلس بة وأنا اسمع عامل القوة يصرخ في كل مرة عندك اثنين شاي أو واحد قهوة الى آخرة ، وقتها نويت الكتابة عن معاناة شعبنا وحقوق الإنسان وربط ذلك بالمعاهدات الدولية التي تطالب الجميع باحترام الإنسان .

لكن الفكرة الثانية طارت هي الأخرى حين سمعته يقول ان احد الجنود تقدم منة وقال له هذه المرة انصرف بعيدا وهو يصرخ في وجهة واجلس بعيدا عن الشجرة التي جلس تحتها ليستظل بها بعيد عن أشعة الشمس الحارقة وكان المتحدث يوجهه سؤلا وقتها لمن معه ويقول هل الجلوس تحت الشجر جريمة ويرد علية احدهم طبعا لا ويقول المتحدث لا الجلوس تحت الشجر جريمة بدليل ان الجندي منعني ؟
نظرت وقتها للمتحدث وكانت تبدوا علية ملامح التعب والأسى مما قد حدث معه هنا استهوتنى فكرة لعمل سيناريو يصلح لمسرحية تتحدث عن المعاناة اليومية التي تحدث مع أبناء شعبنا وكيف من الممكن ان يتم وضع في المستقبل القريب يافطة على كل شجرة يكتب فيها ممنوع جلوس الفلسطينيين تحت الشجر.

المهم اننى تابعته وهو يقول بعد ان ابتعد عن الشجرة كان معه كيس بسكويت وكان يشاهد الطيور من حوله فأراد ان يتسلى وهو تحت الشمس فقام برمي بعض من فتات البسكويت للعصافير ، وقتها صرخ احد الجنود علية طالبنا منة نزع ثيابه وقاموا بتفتيشه واجلسوة بعدها في الشمس وهو شبة عاري ، هنا اعجبتنى فكرة إشغال وقته بإطعام العصافير في ضل المأساة التي يتعرض لها وكنت قد بدأت استجمع افكارى لكتابة قصيدة .

لكن هذه الفكرة هي الأخرى طارت حين سمعت المتحدث يقول ان احد الجنود تقدم منة وهو يصرخ طالبنا منة ان ينبطح على الأرض وهو شبة عاري وبعد أكثر من ثلاثة ساعات وهو ملقى على الأرض صرخ علية احد الجنود والقي بهويته على الأرض طالبنا منة أخذها والذهاب بعد ان كانت سيارة التاكسي التي كانت تقله قد رحلت وبعد ان تجمع عدد آخرين من أبناء شعبنا تحت الشمس ليمارس عليهم نفس هويات الجنود التي مارسوها علية ، وبالفعل لبس ملابسة وتوجه الى اقرب رصيف ووقف يشير الى السيارات لكي تقله إحدى السيارات الى رام الله وفجأة توقفت إحدى سيارات المستوطنين أمامة وهم يشتمونه ويصرخون علية لحين قدوم احد جنود الاحتلال الذي لم يقصر هو الآخر في الصراخ والشتائم ورفع السلاح في وجهة ، لكن رحمة الله كانت كبيرة أخيرا فقد تركوه لكبر عمرة وذهب لرام الله .
وقتها أردت الكتابة عن العنصرية ومقارنة ما يجرى عندنا في ما كان يجرى في جنوب أفريقيا إلا ان صوت أنين المتحدث وصراخ عامل القهوة وهو يقول عندك هنا ثلاثة زعتر ، طير الفكرة الأخيرة بعدها ذهبت للبيت وكتبت ما حدث معي بالقهوة وما سمعته عن الحواجز علها تفيد المفكرين والكتاب الذين إذا أرادوا ان يكتبوا في أجواء مناسبة عليهم الذهاب الى احد الحواجز ومعهم قلم وورقة علهم يستطيعون كتابة مشاهداتهم إذا سمح لهم وكانوا من الناجين.

سعد أبوبكر
جنين / فلسطين
:020:

د\أسماء علي
29-11-2005, 09:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

معاناة الشعب الفلسطيني معاناة يومية...

تتخلل مسام عرقه...

كلمات جعلت صدري يضيق...

اللهم أزل هذه الغمة عنا...

وفقك الله...

lion3
29-11-2005, 09:44 PM
شكرا جزيلا اختى د\أسماء علي
والله ينعم علينا بإزالة الاحتلال

عادل العاني
01-12-2005, 11:06 AM
أخي الكريم سعد أبو بكر
مرحبا بك , وأنت تنثر إبداعك هنا لأول مرة , وأقرأ لك وتشدني الأفكار
لكثير من الأمور التي تستلهم مما كتبته , فنحن الغرباء في أوطاننا ,
ومحن المستضعفون في بلداننا , ونحن المظلومون ولا يسمع لنا شكوى,
ولكن أملنا بالله عظيم وكبير , ولا بد يوما أن تزول المحن ...
معاناة أهلنا في فلسطين كانت البداية , واليوم المعاناة في كل مكان...
تبقى بعض الهفوات ( الطباعية )
جاءت في أكثر من كلمة ( ة) وهي ( ه )
عادةً
المقاهي
للتدقيق وليس للتشييك
القوة وأعتقد إنها المقهى
بعيدا
تبدو
يوجهه سؤلا وأعتقد أنك أردت كتابة ( ويوجه له سؤالا )
طالبنا , وأعتقد أنها طالبا
ضل وهي ظل
ثلاثة ساعات وهي ثلاث ساعات
هويات وهي هوايات
القهوة وأعتقد أنها المقهى
.............................
ورغم ذلك تبقى صورة مؤثرة لمعاناة ربما غابت عن الكثيرين
رحم الله شهداء انتفاضة الأقصى
والنصر لفلسطين لابد آت
مع خالص تحياتي

أسماء حرمة الله
02-12-2005, 09:36 PM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحيـة عبِقـة

الأخ المبدع سعد،

أهلا وسهلاً بك أخي الكريم،
لاتبتئس، فقنديلُ الأمـل لن تطفئهُ الكروب ولاالغيوم، وثق بأن فلسطينَنا وإنْ كانت ترزح تحت نير القهر والأسر، فستعود في القريب العاجل بإذن الله، لترفل في أثواب الحرية ..وثق بأن الشعبَ المكبّل بالمعاناة والحسرة ستعود له ابتسامته من جديد، وسينفض عنه زمناً يعاقبه حتى على فتات من "البسكويت"، ينثره لعصافير صغيرة تبحث هي الأخرى عن مساحةِ أمان..مثلما يبحث هو أيضا..

أشكر الأخ عادل على كل ماقام بالتنبيه إليه من خيوط هاربة، وثمةَ:
في إحدى المقاهي (المنتشرة) في مدينة جنين
وأجلسوه بعدها في الشمس وهو شبه (عارٍ)
وبعد أن تجمع عدد (آخر) ..
(ما يجري) عندنا /( يجري)
و: "أردت الكتابة عن العنصرية، ومقارنة ما يجرى عندنا في ما كان يجرى في جنوب أفريقيا "، أعتقد أنه: "..ومقارنة ما يجري عندنا بما يجري ..(وليس"في")..
كما أن الحوارات التي اعتمدْتَها بنصك، لم توضَع بين علامتيْ تنصيص، لتحميها من تداخل ملامح النص بين بعضها البعض..وكذلك بدت علامات الترقيم شبه غائبة عن النص، فهي التي تساعد القارئ على التوغّل بمعانيه..

ويبقى النصُ لوحةً جميلةَ الإحساس، تنبضُ محبةً ووفاءً لفلسطين الكرامة والإباء..
تقبّـل مني خالص التحايا والتقديـر
وألف باقة من الورد والمطـر