المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسن و أطياره



نزار ب. الزين
01-12-2005, 08:15 PM
حسن و أطياره
أقصوصة بقلم : نزار ب. الزين*
---------------------


دئب حسن على استدراج الفتيات الصغيرات و هن في طريقهن إلى المدرسة أو عائدات منها ...

إبتدأ بإحدى قريباته ،

أغراها باستعراض طيوره ؛

ذلك أن ركناً من منزل العائلة حوله إلى قفص كبير ..

ملأه بشتى أنواع البلابل و الحساسين و العنادل و الكناري ..

مبهرة بألوانها و تغاريدها ..

هواية رائعة ، قال الأهل فرحين !

أهله كلهن من النساء ، والدته و إثنتين من عماته ؛ فالأب متوفى منذ سنوات و العمتان عانستان .

و الحالة المادية ( فوق الريح ) ، تسمح لحسن أن ينفق على هوايته بسخاء ..

إنها أفضل لشاب مراهق من الإختلاط بأصدقاء السوء !!...

على هذا أجمعن ،

على الأقل أفضل من التدخين الذي إبتُلى به معظم من هم في سنه ،

هواية تحظى بمعظم وقت فراغه :

(( الله يرضى عليه حسن.. لا طلعة و لا فوتة ! )) تردد عمتاه ...

(( يقبرني حسون... الأطيار و ليس في حياته غير الأطيار! )) تردد أمه..!....

أما هن – الوالدة و العمتان - فلهن هواية أخرى ، هواية الإستقبالات ، حيث يلهون مع قريباتهن أو صديقاتهن بين رقص و غناء و قص الحكايات و تداول الإشاعات ..مرتين أو ثلاثا كل أسبوع، و كل مرة في دار مختلفة ...

قريبة حسن هذه ، سكتت عن مداعباته مقابل الفرجة على الطيور و إطعامها ، و كذلك مقابل ملء جيوبها بالحلوى ؛

قريبته هذه دعت– ذات يوم - صديقتها ، فدخلت معها الدار مترددة ، و اتجهت إلى ركن الطيور في شيء من الخوف ، احتفى بها حسن ، قدم لها قطع الحلوى ، علمها كيف تنثر الحبوب لإطعام الطيور ، سمح لها أن تمسك بفراخها ، فاطمأنت إليه ، و لكنه بيّن لها أنواعها و أسماءها و هي فوق حجره ..

و توالت من ثم زيارات الفتيات الصغيرات..

و ذات يوم ...

كانت الزائرة فتاة أكبر من الأخريات ..

و أجمل ..

و أنضج ...

و لكن أصغر عقلا ، متخلفة في دراستها فقضت في كل صف دراسي سنتين أو أكثر ..

استسلمت له بسهولة..

فذهب معها بعيدا عن المألوف ..

و بسهولة أبلغت والدتها أين تأخرت ...

و بيسر أخبرتها عن سبب التأخير !...

و هكذا إنكشف الأمر !

و كانت فضيحة ذات أجراس ..

فسيق حسن إلى التوقيف فالمحاكمة ثم إلى السجن ...

و لكن ...

رغم ثبوت الجرم و كثرة الشهود من البراعم ...

ظلت أمه و عمتاه ، يقسمن أغلظ الأيمان لكل سائل ، أن حسن بريء !

و أن التهمة كلها إفتراء و مؤامرة ...

و أن القاضي إرتشى ، فظلمه ...

و ظلت أمه و عمتاه ، يحملن له كل أسبوع ، ما لذ و طاب ...

حتى اكتملت سني حكمه العشر..

و عندما عاد إلى بيته ،

كان أول عمل قام به هو إعداد ركن الطيور !.

------------------------------------------------

*نزار بهاء الدين الزين
مغترب من أصل سوري
البريد : nizarzain@adelphia.netالموقع : www.FreeArabi.com

زاهية
02-12-2005, 12:32 PM
وكمايقال رجعت حليمة لعادتها القديمة

قصة من صميم الواقع
بغفلة من الأهل يضيع الطفل رويداً
رويداً
فيكبر بالخطيئة ليضيَّع غيره
ماأصعب هذا الأمر لوكان الآباء
والأمهات يفكرون بنتائج مايحصد أولادهم
من غفلتهم عنهم وهم صغار
شكراً لك أخي الفاضل المبدع
نزار الزين
:001: :tree: :001:
على أضواء منيرة
تسلطها على مشاكل اجتماعية
كثر ورودها فأساءت للجماعة
قبل الفرد
أختك
:0014:
بنت البحر

خوله بدر
02-12-2005, 01:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم نزار
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
حياة ملؤها العبث عاشها ويتعايش معها الشباب في بيوت تناست القيم وأهملت المبادئ وهجرت الدين وأصبحت المراقص هي بيوت العز ومنبع الحضارة وأصل الرقي .
فكيف ينشأ الشباب المسلم وهذا حال الأمة اليوم إلا من رحم الله
سلمت ودمت بألف خير
ونلتقي على طاعة الله ورضاه
أختكم في الله خوله
إبنة الوطن الجريح .

حوراء آل بورنو
03-12-2005, 03:06 PM
الأخ الأديب

قصتك هذه أثارت في نفسي مسألة غريبة في نفوس البشر ؛ فمن حمل بين طيات نفسه صفة ما ( طيبة ، مكر ، كرم أو لؤم ...) نجدالمحطين حوله غير قادرين على قبول زوالها أو تبدل حالها ، رغم الأفعال و الأقوال .

مسألة اجتماعية كبيرة أثرتها في قصتك ؛ أعني الاهتمام الحرص في اختيار محيط فتياتنا ، و الحق أن متابعتهن و تتبع خطواتهن فيه كثير من علاج .

مازالت قصصك تحمل العظة و الموعظة ، فبارك الله بك .

أسماء حرمة الله
03-12-2005, 06:07 PM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحيـة مكتوبة برحيق الورد

الأخ المبدع دوماً نزار ب. الزين،

وصفتَ واقع الحال، كثيرٌ من الأسر تتناسى واجبها تجاه أبنائها، واجبَ تربيتهم على أصول الدين والأخلاق، وتترك لهم الحبل على الغارب، فينفلت من بين أيديهم زمام الأمور، أوتزرع بعقولهم أوهاماً وأفكارا خاطئة عن معنى الحضارة، فيَضِيعون ويضيِّعون...نسأل الله أن يرحمنا برحمته، وأن يهدينا وأبناء وآباء هذه الأمة إلى سواء السبيل...
دمتَ لنا أيها المبدع الرائع قلماً سامقا، كما أنت، تكتب لنا بماء الورد حرفاً/ضماداً/ ترياقاً، يصف واقعنا كما هو، لينفض عنه الرماد..

اسمح لي فقط ببعض الخيوط التي تنفلت بسبب الكتابة بلوحة المفاتيح:
(دأب)/(ابتدأ)/ و (اثنتان)/(الاختلاط) / (ابتُلي)/(انكشف)/ (افتراء)

دمتَ لنا...
ولك مني خالص التحايا والتقدير والإعجاب
وألف باقة من الورد والمطـر

نزار ب. الزين
05-12-2005, 12:31 AM
[QUOTE=
وكمايقال رجعت حليمة لعادتها القديمة
قصة من صميم الواقع
بغفلة من الأهل يضيع الطفل رويداً رويداً فيكبر بالخطيئة ليضيَّع غيره
ماأصعب هذا الأمر لوكان الآباء و الأمهات يفكرون بنتائج ما يحصد أولادهم من غفلتهم عنهم وهم صغار
شكراً لك أخي الفاضل المبدع على أضواء منيرة تسلطها على مشاكل اجتماعية كثر ورودها فأساءت للجماعة قبل الفرد
أختك
زاهية البحر
--------------------------
أختي الفاضلة زاهية
صدقت فالتربية هي متابعة و عناية لحظة بعد لحظة و يوما بعد يوم و سنة بعد سنة ، أما الإهمال و الثقة العمياء و الدلال المفرط فنتائجها سلبية و ما قصة ( حسن و أطياره ) إلا مثل صغير مما يحدث
شكرا لتعقيبك الواعي و دمت بخير
نزار ب. الزين

نزار ب. الزين
05-12-2005, 12:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم نزار
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
حياة ملؤها العبث عاشها ويتعايش معها الشباب في بيوت تناست القيم وأهملت المبادئ وهجرت الدين وأصبحت المراقص هي بيوت العز ومنبع الحضارة وأصل الرقي .
فكيف ينشأ الشباب المسلم وهذا حال الأمة اليوم إلا من رحم الله
سلمت ودمت بألف خير
ونلتقي على طاعة الله ورضاه
أختكم في الله خوله
إبنة الوطن الجريح .
***********************
الأخت خولة البدر
التربية البيتية هي الأساس – كما تفضلت – و في سن المدرسة ، تقترن التربية بحسن المتابعة و الإنتباه إلى كل كل صغيرة و كبيرة من سلوكيات الأطفال .
أنا و أنت و كل الكتاب ، ربما في كشفنا لبعض العيوب نساهم في تحاشيها ..
شكرا لمرورك و ملاحظاتك الواعية
نزار ب. الزين

نزار ب. الزين
05-12-2005, 12:38 AM
الأخ الأديب
قصتك هذه أثارت في نفسي مسألة غريبة في نفوس البشر ؛ فمن حمل بين طيات نفسه صفة ما ( طيبة ، مكر ، كرم أو لؤم ...) نجدالمحطين حوله غير قادرين على قبول زوالها أو تبدل حالها ، رغم الأفعال و الأقوال .
مسألة اجتماعية كبيرة أثرتها في قصتك ؛ أعني الاهتمام الحرص في اختيار محيط فتياتنا ، و الحق أن متابعتهن و تتبع خطواتهن فيه كثير من علاج .
مازالت قصصك تحمل العظة و الموعظة ، فبارك الله بك .
حرة
*********************
الأخت الفاضلة ( حرة )
يجب الإهتمام و الحرص في محيط أولادنا ذكورا كانوا أم إناسا ، فهناك من الشاذين من يستغلون الأطفال الذكور أيضا .
شكرا لمرورك و تعقيبك الواعي
و شكرا لإطرائك الحافز
نزار ب. الزين

نزار ب. الزين
05-12-2005, 12:49 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مكتوبة برحيق الورد
الأخ المبدع دوماً نزار ب. الزين،
وصفتَ واقع الحال، كثيرٌ من الأسر تتناسى واجبها تجاه أبنائها، واجبَ تربيتهم على أصول الدين والأخلاق، وتترك لهم الحبل على الغارب، فينفلت من بين أيديهم زمام الأمور، أوتزرع بعقولهم أوهاماً وأفكارا خاطئة عن معنى الحضارة، فيَضِيعون ويضيِّعون...نسأل الله أن يرحمنا برحمته، وأن يهدينا وأبناء وآباء هذه الأمة إلى سواء السبيل...
دمتَ لنا أيها المبدع الرائع قلماً سامقا، كما أنت، تكتب لنا بماء الورد حرفاً/ضماداً/ ترياقاً، يصف واقعنا كما هو، لينفض عنه الرماد..
اسمح لي فقط ببعض الخيوط التي تنفلت بسبب الكتابة بلوحة المفاتيح:
(دأب)/(ابتدأ)/ و (اثنتان)/(الاختلاط) / (ابتُلي)/(انكشف)/ (افتراء)
دمتَ لنا...
ولك مني خالص التحايا والتقدير والإعجاب
وألف باقة من الورد والمطـر
*************************
أختي المبدعة أسماء
وصلتني منك باقة الورد مرطبة بقطرات المطر ، فصنعت منها إكليلا أتوج به رأسي
التوعية ... التوعية ... التوعية......
أنا و أنت و زملاؤنا الكتاب مسؤولون عنها ، و الكثير الكثير من الأهل لا يتصورون حدوث مثل ما حدث مع حسن و ضحاياه
شكرا لمرورك و لحروفك العاطرة
و دمت متألقة
نزار ب. الزين

أحمد فؤاد
05-12-2005, 05:00 PM
الأخ الفاضل / نزار ..



قصة جميلة مُوجزةو مُختزلة ..


اعشق هذا التسارع في الأحداث برشاقة و سرعة .



لك تقديري


أحمد فؤاد

نزار ب. الزين
06-12-2005, 04:04 PM
الأخ الفاضل / نزار ..
قصة جميلة مُوجزةو مُختزلة ..
اعشق هذا التسارع في الأحداث برشاقة و سرعة .
لك تقديري
أحمد فؤاد
---------------------------------
الأخ العزيز أحمد فؤاد
شكرا لمرورك و ثنائك
دمت بخير
نزار ب. الزين