المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عند الغروب



إلهام محمد
04-12-2005, 08:43 AM
عند الغروب

وقفت رباب على الشرفة - والشمس شارفت على المغيب - تراقب الأطفال وتستمتع بالنظر إليهم وهم يلعبون ويمرحون .
سمعت صوت صفير قوي توقف ثم عاد ثانية.... وثالثة و ....
بدون شعور وجدت نفسها تبحث عن مصدر الصوت
نقّلت ناظريها تجاه المباني المجاورة فلفت نظرها شاب يقف على سطح أحد المباني
يلوح بعصا طويلة ربط في طرفها العلوي شريطة حمراء
تساءلت.... ترى لمن يصفر و يلوح ذلك الشاب ؟
ولماذا هذه الشريطة الحمراء في أعلى العصا؟
أثار الأمر فضولها
نظرت هنا وهناك.... ولم تجد إلا سرباً من الحمام
يطير في مسار دائري وكأنه في حيرة من أمره ثم اقترب من ذلك البناء
حطت مجموعة منه على سياج السطح بينما طار الباقي
اقترب منهم الشاب ودفعهم للطيران ما دفع رباب للاعتقاد أن هنالك علاقة بين الحمام و ما يفعله الشاب وقالت في نفسها ترى إذا كان يلوح للحمام لماذا أطلقه من جديد ؟
ازداد فضولها
صعدت إلى سطح دارها لتراقبه عن كثب وكم كانت دهشتها شديدة عندما رأت - وبعد عدة محاولات من الشاب - حمامات السرب كاملة تغط على سطح داره وهو ينثر الحب الذي ملأ به كفيه أمامه ثم فتح باباً لغرفة صغيرة فدخلت الحمامات بسلام بعد أن التقطت الحب المنثور على الأرض .
نزلت رباب إلى منزلها وهي تكلم نفسها
أعرف أن الحمام لو أُطلق فإنه يعود ثانية إلى حيث كان وأعرف عن الحمام الزاجل الذي استخدم قديماً لإرسال الرسائل ولكن أمر ذلك الحمام مع الشاب حيرني لابد أن أفهم الأمر .
قصت رباب على أمها ما كان من أمر الشاب والحمام وما أشد دهشتها عندما قالت لها أمها إنه سارق الحمام يا بنيتي
قالت رباب : ولكنه لم يمسك أياً من الحمام بيده بالرغم من قربه منه!! بل أجبره على الطيران
قالت الأم : إنه يطلق مجموعة تطير كسرب يقوده أحد هذه الطيور فيلوح له الشاب بتلك الشريطة الحمراء ليجذبه إليه ما أن يمر السرب بالقرب من حمامة تائهة حتى تنضم إليه ويستقدمها معه - فالحمام يحب الطيران على شكل جماعات - لذلك لما وقفت مجموعة منه على السياج أطلقها لإحضار الباقي
ذلك الشاب يُنعت بكشَّاش الحمام
هل تعرفين يا رباب
يقال أن شهادة أمثاله لا تقبل في المحاكم
إنهم يسرقون الحمام ... برضاه
عقولهم شاردة
وعيونهم دائماً تراقب الطيور في السماء
فإن قالوا رأينا كذا لا يُصدَّقون
م.الهام56

زاهية
04-12-2005, 02:47 PM
كشاش الحمام؟!!!
يالها من مهنة مشينة
أي ضمير يسكنه وأي قلبٍ ينبض
في صدره الأجوف
إلا من المكر والخداع والخيانة
قد يسرق جاره بل أهله بهذه الطريقة
الذئبية
أحمد الله على أن الحمام الذي في حديقة منزلي
قد تخذ في أشجار النارنج أعشاشه
فحماه الله من كشاش الحمام هذا
جميلة هذه القصة وبانتظار
من يشرحها لك ياأختاه فتصبح أروع
دمت بخير
أخت
بنت البحر

أحمد فؤاد
04-12-2005, 03:38 PM
جميلة تلك القصة يا إلهام


مهنة جديده .. و معلومة جديدة جداً


أشكركِ جداً .. لأسلوبكِ المميز


مودتي


أحمد فؤاد

حوراء آل بورنو
04-12-2005, 07:48 PM
أعجبتني بحق هذه الأقصوصة ، ففكرتها ذات هدف و غاية ، و أسلوب سردها يدل على تمكنن و مهارة ، و الأدوات تخبر عن كاتبة مجيدة ؛ فبارك الله بك .

أشكرك على معرفة وهبتها ما كنت أعرفها .

ننتظر من المزيد .

إلهام محمد
08-12-2005, 09:29 AM
كشاش الحمام؟!!!
يالها من مهنة مشينة
أي ضمير يسكنه وأي قلبٍ ينبض
في صدره الأجوف
إلا من المكر والخداع والخيانة
قد يسرق جاره بل أهله بهذه الطريقة
الذئبية
أحمد الله على أن الحمام الذي في حديقة منزلي
قد تخذ في أشجار النارنج أعشاشه
فحماه الله من كشاش الحمام هذا
جميلة هذه القصة وبانتظار
من يشرحها لك ياأختاه فتصبح أروع
دمت بخير
أخت
بنت البحر


غاليتي زاهية
هذه الظاهرة حقيقة واقعة ومنتشرة
ففي حيّنا نموذجين منها
إنه الفراغ
الذي يعاني منه الشباب في أيامنا هذه
وهي وسيلة لديهم
لتمضية الوقت بالإضافة للشعور بالمتعة
وأخيراً قلة إيمان وأفق ضيق
دمت لنا سامية
أختكم.الهام56

أسماء حرمة الله
09-12-2005, 01:32 PM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية مضمّخة بعبير البنفسج

العزيزة المبدعة إلهـام،

أسَرَتني قصتك حتى الثمالة، فهي كما قالت الغالية حرة تنمّ عن جدارة وتمكن من أدوات الكتابة وأسلوب القصّ...أدينُ لكِ بالشكر للمعلومة التي لم أكن أعرفها..."كشّاش الحمام"؟؟ وأصدقك القول بأنني تأثرتُ لما أصاب الحمام المسكين..ألا يكفي مايحيط بنا من سارقي الأحلام حتى يحيط بنا سارقو الحمام؟؟ حتى الحمام لم يسلم من سرقة أمانه وطمأنينته، ولم يسلم من مخالب الخديعـة..الآن فقط عرفتُ لماذا كانت قبيلةُ الحمام مصرّةً على حراسة عالمها منْ مخالب الزمن المرّ بكل مافيه..
إلهام، بارك الله فيك..ننتظر دوماً كتاباتك كما ننتظر الشمس..
تقبّلي مني خالص التحايا والتقدير
وألف باقة من الورد والمطـر

نورية العبيدي
09-12-2005, 02:39 PM
جميلة هذه الحكاية، تميزت بعنصر المفاجأة، وافادت أدبيا، ومعلوماتيا ... :011:

شكرا الهام ...

إلهام محمد
10-12-2005, 10:33 PM
جميلة تلك القصة يا إلهام


مهنة جديده .. و معلومة جديدة جداً


أشكركِ جداً .. لأسلوبكِ المميز


مودتي


أحمد فؤاد

الأخ الفاضل أحمد فؤاد
شكراً لك
من دعمكم ومروركم عبر صفحتي
دفع لي نحو الأفضل
دمتم بخير
م.الهام56

إلهام محمد
12-12-2005, 09:03 AM
أعجبتني بحق هذه الأقصوصة ، ففكرتها ذات هدف و غاية ، و أسلوب سردها يدل على تمكنن و مهارة ، و الأدوات تخبر عن كاتبة مجيدة ؛ فبارك الله بك .

أشكرك على معرفة وهبتها ما كنت أعرفها .

ننتظر من المزيد .


الأخت الفاضلة حرة
يسعدني دائماً ويهمني أن أعرف رأيك في ما تحتويه صفحتي
سلمت ودمت بعافية
م.الهام56